منتديات انصار الحجة عج - النجف الاشرف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقف الإمام الحسين ( عليه السلام ) من معاوية بن أبي سفيان

اذهب الى الأسفل

موقف الإمام الحسين ( عليه السلام ) من معاوية بن أبي سفيان Empty موقف الإمام الحسين ( عليه السلام ) من معاوية بن أبي سفيان

مُساهمة من طرف الادارة الخميس يونيو 21, 2012 6:41 pm

موقف الإمام الحسين ( عليه السلام ) من معاوية بن أبي سفيان



للإمام الحسين ( عليه السلام ) في موقفه من معاوية صُورتان تَكامُليّتان
، وكلتاهما تحكيان مبدأيّته العصماء في لحاظ مصلحة الإسلام العليا :


الصورة الأولى :


التزامه ( عليه السلام ) بعهد أخيه الإمام الحسن ( عليه السلام ) ،
ووفاؤه ببنود صلح أخيه المبرم مع معاوية بن أبي سفيان ، لاعتقاده ( عليه
السلام ) بأن المصلحة الإسلامية لا زالت في ذلك .

ولأن مبادئ الإسلام وأحكامه تأبى عليه نقض العهود والتحلل من الوفاء
بالعقود ، إلا إذا أُخلّ بشروطه أو انتهَت مُدّته ، وذلك لقول الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ ) المائدة : 1 .

فلما استشهد الإمام الحسن ( عليه السلام ) تحرَّكت الشيعة بالعراق ،
وكتبوا إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) في خلع معاوية والبيعة له ،
فامتنع عليهم وذكر أن بينه وبين معاوية عهداً وعقداً لا يجوز له نقضه حتى
تمضي المدة ، فإن مات معاوية نظر في ذلك .


الصورة الثانية :


وفيها سلك الإمام الحسين ( عليه السلام ) مسلكاً تكامليّاً في مقابل
التزامه بما تُملِيه عليه الحكمة الإلهية ، والمصلحة الإسلامية ، للصلح
الذي عقده الإمام الحسن ( عليه السلام ) مع معاوية .

والتي من أبرزها كشف حقيقة حكومة بني أمية للمسلمين ، فانطلق الإمام (
عليه السلام ) من نفس هذه الحكمة الإلهية والمصلحة الإسلامية ، وعمل جهده
لكشف هذه الحقيقة .

وهنا يتبيَّن لنا السر في عدم التخالف بين موقفه في الصورة الأولى وموقفه في هذه الصورة الثانية .

فهما صورتان لموقف تكاملي هادف ، يحفظ في الأولى حدود الصلح المُعلَنَة ،
ويسعى في الثانية لتكميل تحقيق الأهداف المنشودة لهذا الصلح .

وذلك عن طريق إظهار الحق وإعلانه في وجه معاوية بن أبي سفيان ،
والتصدِّي له بالحُجَّة البالغة ، وتَعرِية انحرافه عن كتاب الله وسُنَّة
نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ، ودرء البدع التي أحدثها في الدين ، واستنكار
الظلم والجور الذي أوقعه على صفوة الأصحاب والتابعين من شيعة أهل البيت (
عليهم السلام ) ، وسفك دمائهم الطاهرة خلافاً لبنود الصلح المبرم مع الإمام
الحسن ( عليه السلام ) .

ومن هذه المواقف نذكر ما يلي :

الموقف الأول :


تصدِّيه ( عليه السلام ) لأمر معاوية وَوُلاَتِه وعُمَّاله بلعن أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) على المنابر واضطهاد شيعته ، وكذلك قتل من يروي
شيئاً من فضائله ( عليه السلام ) .

فعن سليم بن قيس قال : نادى منادي معاوية أن قد برئت الذمَّة ممن يروي
حديثاً من مناقب علي ( عليه السلام ) وفضل أهل بيته ( عليهم السلام ) .

وكان أشدّ الناس بليَّة أهل الكوفة ، لكثرة من بها من الشيعة ، فاستعمل
زياد بن أبيه ، وضمَّ إليه العراقيين الكوفة والبصرة ، فجعل يتتبَّع الشيعة
وهو بهم عارف .

فكان يقتلهم تحت كل حجر ومدر ، فأخافهم وقطع الأيدي والأرجل ، وصلبهم في
جذوع النخل ، وسمل أعينهم ، وطردهم وشرَّدهم حتى نُفوا عن العراق .

فلم يبقَ بها أحد معروف مشهور ، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس ، أو طريد أو شريد .

وكتب معاوية إلى جميع عُمَّاله في جميع الأمصار أن : لا تجيزوا لأحد من
شيعة عليٍّ وأهل بيته شهادة ، وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبِّيه ،
ومحبِّي أهل بيته وأهل ولايته ، والذين يروون فضله ومناقبه ، فادنُوا
مجالسهم ، وقرّبوهم وأكرِموهم ، واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه
وقبيلته .

ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان ، وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخِلَع والقطائع من العرب والموالي .

فكثر ذلك في كل مِصر ، وتنافسوا في الأموال والدنيا ، فليس أحد يجيء من
مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كُتب اسمه وأُجيز ،
فلبثوا بذلك ما شاء الله .

ثم كتب إلى عُمَّاله أنَّ الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر ،
فادعوا الناس إلى الرواية في معاوية وفضله وسوابقه ، فإن ذلك أحبُّ إلينا
وأقرُّ لأعيُنِنا ، وأدحضُ لحُجَّة أهل البيت وأشَدُّ عليهم .

وكان أشدُّ الناس في ذلك القُرَّاء المراؤون ، والمُتَصنِّعون ، الذين
يُظهرون الخشوع والورع ، فكذبوا وانتحلوا الأحاديث وَوَلَّدوها .

فحظوا بذلك عند الوُلاة والقُضَاة وأُدنُوا مجالسهم ، وأصابوا الأموال
والقطائع والمنازل ، حتى صارت أحاديثهم ورواياتهم عندهم حقّاً وصدقاً ،
فَرَوَوْهَا وقَبلُوها وتعلَّموها وعلّموها ، وأحبّوا عليها وأبغضوا مَنْ
ردّها أو شَكَّ فيها .

إذن ، فلما استشهد الإمام الحسن ( عليه السلام ) ازداد البلاء وَكَثُرَت
الفتنة ، فلم يبقَ لله ولي إلا هو خائف على نفسه ، أو مقتول ، أو طريد
شريد .

فلما كان قبل موت معاوية بسنتين ، حجَّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس معه .

وقد جمع الإمام الحسين ( عليه السلام ) بني هاشم ، وشيعته ، من أصحاب
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والتابعين ، بمنىً وهم أكثر من ألف رجلا ،
فقام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ( عليه السلام ) : ( أمَّا
بَعد ، فإن الطاغية قد صَنعَ بنا وبشيعتِنا ما قد عَلِمتُم ورأيتم
وشَهِدتُم وَبَلَغَكُم ، وإنِّي أريدُ أن أسألَكُم عن أشياء ، فإن صَدَقتُ
فَصدّقُونِي ، وإن كَذبتُ فَكَذِّبُوني .

إسمعوا مَقَالَتِي ، واكتُمُوا قولي ، ثم ارجِعُوا إلى
أَمصَارِكُم وقبائلكم ، مَن أَمِنتُمُوهُ وَوَثِقتُم به فادعوهُم إلى ما
تَعلَمُون ، فإني أخافُ أن يَندَرِسَ هذا الحق ويذهب ، ( والله مُتِمُّ
نورِهِ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ ) )
الصف : 8 .

فما ترك الإمام الحسين ( عليه السلام ) شيئاً أنزله الله فيهم أهل البيت
( عليهم السلام ) من القرآن إلا قاله وفَسَّره ، ولا شيئاً قاله الرسول (
صلى الله عليه وآله ) في أبيه وأمِّه وأهل بيته ( عليهم السلام ) إلا رواه .

وفي كل ذلك يقول الصحابة : اللَّهُمَّ نَعَم ، قد سمعناه وشهدناه ،
ويقول التابعون : اللهم قد حدّثَنَا مَن نُصدقه ونأتَمنُه ، حتى لم يترك
شيئاً إلا قاله .

ثم قال ( عليه السلام ) : ( أُنشِدُكُم بِاللهِ إلاَّ رَجِعتُم وَحَدّثتُم بِهِ مَن تَثِقُونَ به ) .

ثم نزل ( عليه السلام ) وتفرَّق الناس على ذلك .


الموقف الثاني :


استنكاره ( عليه السلام ) على معاوية قَتلَهُ لِصَفوَةِ من صحابة رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) وتابعيهم من شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

فكتب الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى معاوية : ( … أَلَستَ
قاتلَ حِجرَ بن عَدي أخي كندة ، وأصحابه الصَّالِحِين المُطِيعِين
العَابِدين ؟!! ، كانوا ينكرون الظلم ، ويَستعظِمُون المُنكَر والبدع ،
وَيُؤثِرُون حُكمَ الكِتاب ، ولا يخافون في الله لَومَةَ لاَئمٍ .


فقتلتَهُم ظلماً وعدواناً ، بعد ما كُنتَ أعطيتَهُم الأَيمان
المغلَّظَة والمواثيقِ المُؤَكَّدة ، لا تأخذهم بِحَدَثٍ كان بينك وبينهم ،
ولا بإحنة تَجِدَها في صدرك عليهم .


أَوَلَستَ قاتل عمرو بن الحمق صاحب رَسُولِ اللهِ ؟!! ، العبدِ
الصالح الذي أبلَتْهُ العبادة فَصَفَّرتَ لَونَهُ وَنَحَّلتَ جِسمَهُ بعد
أن أَمَّنتَهُ وأعطيتَهُ من عهود الله عزَّ وجلَّ وميثاقه ما لو أعطيتَهُ
العُصم فَفَهِمتْهُ لَنَزَلَتْ إِليكَ مِن شغفِ الجِبَال ، ثم قتلتهُ
جُرأَةً على الله عزَّ وجلَّ واستخفافاً بذلك العهد …


أَبشِرْ يا معاوية بِقِصَاصٍ ، واستَعِدْ للحساب ، واعلَمْ أنَّ
للهَ عزَّ وجلَّ كتاباً لا يُغَادِرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلاَّ أحصاها ،
وليسَ اللهُ تبارك وتعالى بِنَاسٍ أخذَكَ بالظِّنة ، وَقَتلَكَ أولياءه
بالتُّهمة ، وَنَفْيَكَ إيَّاهم من دار الهجرة إلى الغُربَة والوَحشَة …


لا أَعْلَمُكَ إلاَّ قَد خَمَّرتَ نفسَك ، وَشَريتَ دينَكَ ،
وغَشَشْتَ رعيّتك ، وأخزَيتَ أمانَتَك ، وَسَمِعتَ مقالةَ السَّفِيهِ
الجاهلِ ، وأَخفْتَ التقيَّ الوَرِعَ الحَلِيم )
.


الموقف الثالث :


إظهاره ( عليه السلام ) وإعلانه لفضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) وحقهم في ولاية المسلمين .

فعن موسى بن عقبة أنه قال : لقد قيل لمعاوية : إنَّ الناس قد رَمَوا
أبصارَهم إلى الحسين ، فلو قد أمرته يصعد المنبر ويخطب ، فإن فيه حصراً أو
في لسانه كلالة .

فقال لهم معاوية : قد ظننَّا ذلك بالحسن ، فلم يزل حتى عَظُمَ في أعين الناس وفَضَحَنا .

فلم يزالوا به حتى قال للحسين ( عليه السلام ) : يا أبا عبد الله ، لو صعدت المنبر فخطبت .

فصعد الإمام الحسين ( عليه السلام ) المنبر ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه
وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فسمع رجلاً يقول : من هذا الذي
يخطب ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( نحن حزب الله الغالبون ،
وعترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأَقربُون ، وأهل بَيتِه
الطيِّبُون ، وأَحَدُ الثَّقلين الذين جَعَلَنا رسولُ الله ( صلى الله عليه
وآله ) ثاني كتاب الله تبارك وتعالى ، الذي فيه تَفصيلُ كُلِّ شيء ، لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خَلفِه ، والمُعوَّلُ علينا في تفسيره لا
يبطينا تأويله ، بَل نَتَّبع حَقَايِقَه ، فأطيعونا فإنَّ طاعتَنَا مفروضة
إن كانت بطاعةِ الله ورسولِهِ مقرونة …


وأُحذرُكم الإصغاء إلى هتوفِ الشيطان بكم ، فإنَّه لكم عدوٌّ مبين ،
فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : لا غالب لكم اليومَ من النَّاس وإنِّي
جارٌ لكم .


فلما تراءت الفئتان نَكَصَ على عَقِبَيهِ وقال : إنِّي بريءٌ منكم ،
فَتلقون للسيوف ضرباً وللرِّماح ورداً وللعمد حطماً وللسِّهام غرضاً ، ثم
لا يُقبَلُ من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) .

الادارة
الادارة
اداري
اداري

عدد المساهمات : 469
نقاط : 1304
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 13/09/2011
العمر : 30
الموقع : في ارض الله الواسعة

https://ansarhijjah.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى