منتديات انصار الحجة عج - النجف الاشرف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مسائل يسئل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان(عليه السلام)

اذهب الى الأسفل

مسائل يسئل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان(عليه السلام)  Empty مسائل يسئل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان(عليه السلام)

مُساهمة من طرف Mohammed الأحد فبراير 05, 2012 10:51 pm

المسألة الأولى : قالوا : ما الوجه في غيبته عليه السلام على الاستمرار والدوام ، حتى صار ذلك سبباً لإنكار وجوده ، ونفي ولادته ، وآباؤه عليهم السلام وإن لم يظهروا الدعاء إلى نفوسهم فيما يتعلق بالإمامة ، فقد كانوا ظاهرين يفتون في الأحكام ، فلا يمكن لأحدٍ نفي وجودهم ؟
الجواب : قد ذكر الأجل المرتضى ـ قدّس الله روحه ـ في ذلك طريقة لم يسبقه إليها أحد من أصحابنا ، فقال : إنّ العقل إذا دلّ على وجوب الإمامة فإنّ كل زمان ـ كلّف المكلّفون الذين يقع منهم القبيح والحسن ، ويجوز عليهم الطاعة والمعصية ـ لا يخلو من إمام ، لأنّ خلوه من الإمام إخلال بتمكينهم ، وقادح في حسن تكليفهم . ثم دل العقل على أنّ ذلك الإمام لا بد أن يكون معصوماً من الخطأ ، ماموناً منه كل قبيح ، وثبت أن هذه الصفة ـ التي دل العقل على وجوبها ـ لا توجد إِلا فيمن تدَعي الإماميّة إمامته ، ويعرى منها كل من تدعى له الإمامة سواه .فالكلام في علة غيبته وسببها واضح بعد أن تقرّرت امامته ، لأنا إذا علمنا أنّه الإمام دون غيره ، ورأيناه غائباً عن الأبصار ، علمنا أنه لم يغب مع عصمته وتعيّن فرض الإمامة فيه وعليه إلا لسبب اقتضى ذلك ، استدعته ، وضرورة حملت عليه ، وان لم يعلم وجهه على التفصيل ؛ لأن ذلك مما لا يلزم علمه ، وجرى الكلام في الغيبة ووجهها مجرى العلم بمراد الله تعالى من الآيات المتشابهات في القران التي ظاهرها الجبر أو التشبيه .
فانا نقول : اذا علمنا حكمة الله سبحانه ، وأنّه لا يجوز أن يخبر بخلاف ما هو عليه من الصفات ، علمنا ـ على الجملة ـ أنّ لهذه الأيات وجوهاً صحيحة بخلاف ظاهرها ، تطابق مدلول أدلة العقل ، وإن غاب عنّا العلم بذلك مفضلاً ، فان تكلفنا الجواب عن ذلك ، وتبرعنا بذكره ، فهو فضل منّا غير واجب .
وكذلك الجواب لمن سأل عن الوجه في إيلام الأطفال ، وجهة المصلحة في رمي الجمار والطواف بالبيت ، وما أشبه ذلك من العبادات على التفصيل والتعيين ، فإنا إذا عولنا على حكمة القديم سبحانه ، وأنّه لا يجوز أن يفعل قبيحاً ، فلابد من وجه حسن في جميع ذلك وإن جهلناه بعينه ، وليس يجب علينا بيان ذلك الوجه وأنه ما هو ، وفي هذا سد الباب على مخالفينا في سؤالاتهم ، وقطع التوصيلات عنهم والاسهابات ، إلأ أن نتبرّع بايراد الوجه في غيبته عليه السلام على سبيل الاستظهار وبيان الاقتدار ، وإن كان ذلك غير واجب علينا في حكم النظر والاعتبار .
فنقول : الوجه في غيبته عليه السلام هو خوفه على نفسه ، ومن خاف على نفسه احتاج إلى الاستتار ، فامّا لو كان خوفه على ماله أوعلى الأذى في نفسه لوجب عليه أن يتحمّل ذلك كله لتنزاح علّة المكلّفين في تكليفهم ، وهذا كما نقوله في النبي في أنّه يجب عليه أن يتحمّل كل أذى في نفسه حتّى يصخ منه الأداء إلى الخلق ما هو لطف لهم ، وانّما يجب عليه الظهور وإن أدّى إلى قتله كما ظهر كثير من الأنبياء وإن قتلوا ، لأنّ هناك كان في المعلوم أنّ غير ذلك النبي يقوم مقامه في تحمّل أعباء النبوّة ، أو أن المصالح التي كان يؤدّيها ذلك النبيّ قد تغيّرت ، وليس كذلك حال إمام الزمان عليه السلام ، فإن الله تعالى قد علم أنّه ليس بعده من يقوم مقامه في باب الإمامة والشريعة على ما كانت عليه ، واللطف بمكانه لم يتغيّر ، ولا يصح تغيره ، فلا يجوز ظهوره إذا أدّى إلى القتل . وإنّما كان آبناؤه عليهم السلام ظاهرين بين الناس يفتونهم ويعاشرونهم ، ولم يظهر هو لأن خوفه عليه السلام أكثر ، فإن الأئمة الماضين من آبائه عليهم السلام أسرّوا إلى شيعتهم أن صاحب السيف هو الثاني عشر منهم ، وأنّه الذي يملأ الأرض عدلاً ، وشاع ذلك القول من مذهبهم حتى ظهر ذلك القول بين أعدائهم ، فكانت السلاطين الظلمة يتوقفون عن إتلاف آبائه لعلمهم بأنّهم لا يخرجون بالسيف ، ويتشوقون إلى حصول الثاني عشر ليقتلوه ويبيدوه . ألا ترى أن السلطان قي الوقت الذي توفّي فيه العسكريّ عليه السلام وكل بداره وجواريه من يتفقد حملهنّ لكي يظفر بولده ويفنيه ؟
كما أنّ فرعون موسى لمّا علم أن ذهاب ملكه على يد موسى عليه السلام منع الرجال من أزواجهم ، ووكّل بذوات الأحمال منهنّ ليظفر به .وكذلك نمرود لمّا علم أنّ ملكه يزول على يد إبراهيم عليه السلام وكّل بالحبالى من نساء قومه ، وفرّق بين الرجال وأزواجهم ، فستر الله سبحانه ولادة إبراهيم وموسى عليهما السلام كما ستر ولادة القائم عليه السلام لما علم في ذلك من التدبير .وأما كون غيبته سبباً لنفي ولادته ، فإن ذلك لضعف البصيرة والتقصير عن النظر ، وعلى الحق الدليل الواضح ، لمن أراده ، الظاهر لمن قصده .
منقول


Mohammed
عضو ماسي
عضو ماسي

عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى