مسائل يسئل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان(عليه السلام)
صفحة 1 من اصل 1
مسائل يسئل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان(عليه السلام)
المسألة الأولى : قالوا : ما الوجه في غيبته عليه السلام على الاستمرار والدوام ، حتى صار ذلك سبباً لإنكار وجوده ، ونفي ولادته ، وآباؤه عليهم السلام وإن لم يظهروا الدعاء إلى نفوسهم فيما يتعلق بالإمامة ، فقد كانوا ظاهرين يفتون في الأحكام ، فلا يمكن لأحدٍ نفي وجودهم ؟
الجواب : قد ذكر الأجل المرتضى ـ قدّس الله روحه ـ في ذلك طريقة لم يسبقه إليها أحد من أصحابنا ، فقال : إنّ العقل إذا دلّ على وجوب الإمامة فإنّ كل زمان ـ كلّف المكلّفون الذين يقع منهم القبيح والحسن ، ويجوز عليهم الطاعة والمعصية ـ لا يخلو من إمام ، لأنّ خلوه من الإمام إخلال بتمكينهم ، وقادح في حسن تكليفهم . ثم دل العقل على أنّ ذلك الإمام لا بد أن يكون معصوماً من الخطأ ، ماموناً منه كل قبيح ، وثبت أن هذه الصفة ـ التي دل العقل على وجوبها ـ لا توجد إِلا فيمن تدَعي الإماميّة إمامته ، ويعرى منها كل من تدعى له الإمامة سواه .فالكلام في علة غيبته وسببها واضح بعد أن تقرّرت امامته ، لأنا إذا علمنا أنّه الإمام دون غيره ، ورأيناه غائباً عن الأبصار ، علمنا أنه لم يغب مع عصمته وتعيّن فرض الإمامة فيه وعليه إلا لسبب اقتضى ذلك ، استدعته ، وضرورة حملت عليه ، وان لم يعلم وجهه على التفصيل ؛ لأن ذلك مما لا يلزم علمه ، وجرى الكلام في الغيبة ووجهها مجرى العلم بمراد الله تعالى من الآيات المتشابهات في القران التي ظاهرها الجبر أو التشبيه .
فانا نقول : اذا علمنا حكمة الله سبحانه ، وأنّه لا يجوز أن يخبر بخلاف ما هو عليه من الصفات ، علمنا ـ على الجملة ـ أنّ لهذه الأيات وجوهاً صحيحة بخلاف ظاهرها ، تطابق مدلول أدلة العقل ، وإن غاب عنّا العلم بذلك مفضلاً ، فان تكلفنا الجواب عن ذلك ، وتبرعنا بذكره ، فهو فضل منّا غير واجب .
وكذلك الجواب لمن سأل عن الوجه في إيلام الأطفال ، وجهة المصلحة في رمي الجمار والطواف بالبيت ، وما أشبه ذلك من العبادات على التفصيل والتعيين ، فإنا إذا عولنا على حكمة القديم سبحانه ، وأنّه لا يجوز أن يفعل قبيحاً ، فلابد من وجه حسن في جميع ذلك وإن جهلناه بعينه ، وليس يجب علينا بيان ذلك الوجه وأنه ما هو ، وفي هذا سد الباب على مخالفينا في سؤالاتهم ، وقطع التوصيلات عنهم والاسهابات ، إلأ أن نتبرّع بايراد الوجه في غيبته عليه السلام على سبيل الاستظهار وبيان الاقتدار ، وإن كان ذلك غير واجب علينا في حكم النظر والاعتبار .
فنقول : الوجه في غيبته عليه السلام هو خوفه على نفسه ، ومن خاف على نفسه احتاج إلى الاستتار ، فامّا لو كان خوفه على ماله أوعلى الأذى في نفسه لوجب عليه أن يتحمّل ذلك كله لتنزاح علّة المكلّفين في تكليفهم ، وهذا كما نقوله في النبي في أنّه يجب عليه أن يتحمّل كل أذى في نفسه حتّى يصخ منه الأداء إلى الخلق ما هو لطف لهم ، وانّما يجب عليه الظهور وإن أدّى إلى قتله كما ظهر كثير من الأنبياء وإن قتلوا ، لأنّ هناك كان في المعلوم أنّ غير ذلك النبي يقوم مقامه في تحمّل أعباء النبوّة ، أو أن المصالح التي كان يؤدّيها ذلك النبيّ قد تغيّرت ، وليس كذلك حال إمام الزمان عليه السلام ، فإن الله تعالى قد علم أنّه ليس بعده من يقوم مقامه في باب الإمامة والشريعة على ما كانت عليه ، واللطف بمكانه لم يتغيّر ، ولا يصح تغيره ، فلا يجوز ظهوره إذا أدّى إلى القتل . وإنّما كان آبناؤه عليهم السلام ظاهرين بين الناس يفتونهم ويعاشرونهم ، ولم يظهر هو لأن خوفه عليه السلام أكثر ، فإن الأئمة الماضين من آبائه عليهم السلام أسرّوا إلى شيعتهم أن صاحب السيف هو الثاني عشر منهم ، وأنّه الذي يملأ الأرض عدلاً ، وشاع ذلك القول من مذهبهم حتى ظهر ذلك القول بين أعدائهم ، فكانت السلاطين الظلمة يتوقفون عن إتلاف آبائه لعلمهم بأنّهم لا يخرجون بالسيف ، ويتشوقون إلى حصول الثاني عشر ليقتلوه ويبيدوه . ألا ترى أن السلطان قي الوقت الذي توفّي فيه العسكريّ عليه السلام وكل بداره وجواريه من يتفقد حملهنّ لكي يظفر بولده ويفنيه ؟
كما أنّ فرعون موسى لمّا علم أن ذهاب ملكه على يد موسى عليه السلام منع الرجال من أزواجهم ، ووكّل بذوات الأحمال منهنّ ليظفر به .وكذلك نمرود لمّا علم أنّ ملكه يزول على يد إبراهيم عليه السلام وكّل بالحبالى من نساء قومه ، وفرّق بين الرجال وأزواجهم ، فستر الله سبحانه ولادة إبراهيم وموسى عليهما السلام كما ستر ولادة القائم عليه السلام لما علم في ذلك من التدبير .وأما كون غيبته سبباً لنفي ولادته ، فإن ذلك لضعف البصيرة والتقصير عن النظر ، وعلى الحق الدليل الواضح ، لمن أراده ، الظاهر لمن قصده .
منقول
الجواب : قد ذكر الأجل المرتضى ـ قدّس الله روحه ـ في ذلك طريقة لم يسبقه إليها أحد من أصحابنا ، فقال : إنّ العقل إذا دلّ على وجوب الإمامة فإنّ كل زمان ـ كلّف المكلّفون الذين يقع منهم القبيح والحسن ، ويجوز عليهم الطاعة والمعصية ـ لا يخلو من إمام ، لأنّ خلوه من الإمام إخلال بتمكينهم ، وقادح في حسن تكليفهم . ثم دل العقل على أنّ ذلك الإمام لا بد أن يكون معصوماً من الخطأ ، ماموناً منه كل قبيح ، وثبت أن هذه الصفة ـ التي دل العقل على وجوبها ـ لا توجد إِلا فيمن تدَعي الإماميّة إمامته ، ويعرى منها كل من تدعى له الإمامة سواه .فالكلام في علة غيبته وسببها واضح بعد أن تقرّرت امامته ، لأنا إذا علمنا أنّه الإمام دون غيره ، ورأيناه غائباً عن الأبصار ، علمنا أنه لم يغب مع عصمته وتعيّن فرض الإمامة فيه وعليه إلا لسبب اقتضى ذلك ، استدعته ، وضرورة حملت عليه ، وان لم يعلم وجهه على التفصيل ؛ لأن ذلك مما لا يلزم علمه ، وجرى الكلام في الغيبة ووجهها مجرى العلم بمراد الله تعالى من الآيات المتشابهات في القران التي ظاهرها الجبر أو التشبيه .
فانا نقول : اذا علمنا حكمة الله سبحانه ، وأنّه لا يجوز أن يخبر بخلاف ما هو عليه من الصفات ، علمنا ـ على الجملة ـ أنّ لهذه الأيات وجوهاً صحيحة بخلاف ظاهرها ، تطابق مدلول أدلة العقل ، وإن غاب عنّا العلم بذلك مفضلاً ، فان تكلفنا الجواب عن ذلك ، وتبرعنا بذكره ، فهو فضل منّا غير واجب .
وكذلك الجواب لمن سأل عن الوجه في إيلام الأطفال ، وجهة المصلحة في رمي الجمار والطواف بالبيت ، وما أشبه ذلك من العبادات على التفصيل والتعيين ، فإنا إذا عولنا على حكمة القديم سبحانه ، وأنّه لا يجوز أن يفعل قبيحاً ، فلابد من وجه حسن في جميع ذلك وإن جهلناه بعينه ، وليس يجب علينا بيان ذلك الوجه وأنه ما هو ، وفي هذا سد الباب على مخالفينا في سؤالاتهم ، وقطع التوصيلات عنهم والاسهابات ، إلأ أن نتبرّع بايراد الوجه في غيبته عليه السلام على سبيل الاستظهار وبيان الاقتدار ، وإن كان ذلك غير واجب علينا في حكم النظر والاعتبار .
فنقول : الوجه في غيبته عليه السلام هو خوفه على نفسه ، ومن خاف على نفسه احتاج إلى الاستتار ، فامّا لو كان خوفه على ماله أوعلى الأذى في نفسه لوجب عليه أن يتحمّل ذلك كله لتنزاح علّة المكلّفين في تكليفهم ، وهذا كما نقوله في النبي في أنّه يجب عليه أن يتحمّل كل أذى في نفسه حتّى يصخ منه الأداء إلى الخلق ما هو لطف لهم ، وانّما يجب عليه الظهور وإن أدّى إلى قتله كما ظهر كثير من الأنبياء وإن قتلوا ، لأنّ هناك كان في المعلوم أنّ غير ذلك النبي يقوم مقامه في تحمّل أعباء النبوّة ، أو أن المصالح التي كان يؤدّيها ذلك النبيّ قد تغيّرت ، وليس كذلك حال إمام الزمان عليه السلام ، فإن الله تعالى قد علم أنّه ليس بعده من يقوم مقامه في باب الإمامة والشريعة على ما كانت عليه ، واللطف بمكانه لم يتغيّر ، ولا يصح تغيره ، فلا يجوز ظهوره إذا أدّى إلى القتل . وإنّما كان آبناؤه عليهم السلام ظاهرين بين الناس يفتونهم ويعاشرونهم ، ولم يظهر هو لأن خوفه عليه السلام أكثر ، فإن الأئمة الماضين من آبائه عليهم السلام أسرّوا إلى شيعتهم أن صاحب السيف هو الثاني عشر منهم ، وأنّه الذي يملأ الأرض عدلاً ، وشاع ذلك القول من مذهبهم حتى ظهر ذلك القول بين أعدائهم ، فكانت السلاطين الظلمة يتوقفون عن إتلاف آبائه لعلمهم بأنّهم لا يخرجون بالسيف ، ويتشوقون إلى حصول الثاني عشر ليقتلوه ويبيدوه . ألا ترى أن السلطان قي الوقت الذي توفّي فيه العسكريّ عليه السلام وكل بداره وجواريه من يتفقد حملهنّ لكي يظفر بولده ويفنيه ؟
كما أنّ فرعون موسى لمّا علم أن ذهاب ملكه على يد موسى عليه السلام منع الرجال من أزواجهم ، ووكّل بذوات الأحمال منهنّ ليظفر به .وكذلك نمرود لمّا علم أنّ ملكه يزول على يد إبراهيم عليه السلام وكّل بالحبالى من نساء قومه ، وفرّق بين الرجال وأزواجهم ، فستر الله سبحانه ولادة إبراهيم وموسى عليهما السلام كما ستر ولادة القائم عليه السلام لما علم في ذلك من التدبير .وأما كون غيبته سبباً لنفي ولادته ، فإن ذلك لضعف البصيرة والتقصير عن النظر ، وعلى الحق الدليل الواضح ، لمن أراده ، الظاهر لمن قصده .
منقول
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
مواضيع مماثلة
» مسائل الإمام الحسين ( عليه السلام )
» سفير الإمام الحسين ( عليه السلام ) مسلم بن عقيل ( عليه السلام )
» حب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) للإمام الحسن ( عليه السلام )
» من اقوال الامام جعفر الصادق عليه افضل السلام عليه
» حُبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) للحسين ( عليه السلام )
» سفير الإمام الحسين ( عليه السلام ) مسلم بن عقيل ( عليه السلام )
» حب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) للإمام الحسن ( عليه السلام )
» من اقوال الامام جعفر الصادق عليه افضل السلام عليه
» حُبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) للحسين ( عليه السلام )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى