تاريخ مدينة النجف الاشرف
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ مدينة النجف الاشرف
النجف الأشرف مدينة تاريخية مقدّسة ، وحاضرة علمية ودينية عريقة ؛ نشأت حول مرقد الإمام عليّ عليه السلام في ظهر الكوفة عند إظهاره في أواخر القرن الثاني ، ثمّ ورثت الكوفة مكانةً وسكاناً ، وهي اليوم إحدى كبريات المدن العراقية ومراكز المحافظات فيها.
موقعها وحدودها :
تقع مدينة النجف على حافة الهضبة الصحراوية الغربية من العراق جنوب غرب بغداد على بعد 160كم .. على خط طول44 درجة و 19دقيقة ، وعلى خط عرض 31 درجة و 59 دقيقة، وترتفع فوق مستوى سطح البحر بـ 70م .. يحدّ مدينة النجف من الغرب منخفض بحر النجف متصلاً بناحية الشبكة وبالحدود السعودية ، ومن الجنوب والجنوب الغربي مدينتا الحيرة وأبي صخير على بعد 18كم ، ومن الشرق الكوفة ، وتبعد مسجدها (المركز) بـ 10كم … ويحدّها من الشمال ناحية الحيدرية (خان الحماد) على بعد 30كم … وتبلغ مساحة مدينة النجف 1328كم .. أمّا حدودها الإدارية كمحافظة فهي كالتالي : من الغرب والشمال الغربي المملكة العربية السعودية ومحافظة الأنبار ، ومن الشمال الشرقي محافظة كربلاء ، وبين الشرق والجنوب الشرقي محافظتا بابل والقادسية .وتتألف من ثلاثة أقضية وسبعة نواح وتبلغ مساحتها 494/27كم .. ولا يعنينا الحديث عنها في حديثنا عن تاريخ المدينة. أسماؤها ومناشئها: للنجف عدد من الأسماء أخذت من الموقع والواقع ؛ فأسم النجف عند أهل اللغة يعني التل والمكان الذي لا يعلوه الماء المستطيل المنقاد. قالوا: والنجف بظهر الكوفة كالمسناة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها (1) .
ومن أسمائها الغري: وهو الحَسِن من كلّ شيء . والغري أيضا : المطلي بالغراء ، مفردها الغريان: وهما بناءان كالصومعتين مشهوران بظهر الكوفة بناهما بعض ملوك الحيرة أمثال (المنذر بن ماء السماء) (2).
قال الحموي: ويجوز أن يكون اسم الغري مأخوذاً من كلّ واحد من هذين (3) .
وللنجف عدة أسماء أُخرى منها : المشهد ؛ وهو ما ذكره ابن جبير وابن بطوطة في رحلتيهما ، وهو تسمية للكلّ باسم البعض الأظهر والأشرف فيها ، وهو مشهد القبر المقدس ، وما زال هذا الاسم متداولاً حتّى الآن لدى سكانها ، فيقال: مشهدي في النسبة ، والمشاهدة .. وللنجف الموقع أسماء أُخرى منها ما كان معروفاً تأريخياً ، ومنها ما ورد في أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كـ : بانقيا ، والجودى(4) والغربي ، واللسان ، والربوة ، والطور ، وظهر الكوفة. تاريخها ما قبل الإسلام ، وما قبل التمصير: ورد في أخبار الأئمة من أهل البيت عليهم السلام : أنّ في بقعة النجف قبرا آدم ونوح عليهما السلام ، وإنّ الإمام دفن عندهما بإعلامه ووصيته ، وأنّ فيها أيضاً وعلى مسافة 1كم قبرا هود وصالح ، وأنّ مرتفعهما بقايا جبل قديم هو جبل الذي قصده ابن نوح في قوله تعالى: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله) (5) .
وكان متصلاً بالشام فأنهار الجبل وساخ.. ووردت أخبار أُخرى لم يتحقق من صحتها من الخارج والداخل ولكن مضمونها واحد هو التأشير إلى قدّسية هذه البقعة وشرفها قديماً (6) .
والمعروف تاريخياً : أنّ المنطقة في العهد الجاهلي كانت متنـزهاً لملوك الحيرة اللخميين.. وأنّها كانت مكانا تعمره الأديرة المسيحية التي يقوم على شؤونها القسيس والرهبان ، ومنها دير ابن مزعوق ودير مارت مريم ودير حنا ، وظلت هذه الأديرة قائمة في العهد الإسلامي حتّى بعد تمصير الكوفة سنة 17هـ ، فقد ذكروا أنّه كان يقصدها بعض مُجّان الكوفة وشعرائها للقصف واللهو…. وفي العصر الإسلامي، مرت على هذه المنطقة أحداث تاريخية هامة: ففي سنة 12هـ نزل النجف خالد بن الوليد بعد فتح اليمامة يريد الحيرة فتحصّن منه أهلها بالقصر الأبيض ، وقد حدثت فيها واقعة البويب.. وفي سنة 14هـ كانت النجف ساحة حرب يتبادل النـزال فيها المسلمون والفرس وفي منطقة (بانقيا) أحد أسمائها أخذت أوّل جزية في الإسلام من الفرس . لكن واقع طبيعتها السياحية الجميلة ، ومناخها المعتدل ، وجمال أوديتها ، ووفرة الصيد فيها وتلاعها ، والمنظر البحري بجانبها ظل قائماً حتّى عصر الخليفة الواثق وبدايات السكنى فيها يظهر ذلك من هذا الوصف الرائع لها في قصيدة لإسحاق بن إبراهيم الموصلي المتوفّى سنة 235هـ ، وكان قد خرج مع الواثق للتنـزه والصيد في المنطقة ، قال: ما أن أرى الناس في سهلٍ ولا جبلٍ أصفى هواءً ولا أغذى من النجفِ كأنّ تربته مسكٌ يفوح بـــه أو عنبر دافه العطار في صــدفِ حفّت ببرٍ وبحرٍ من جوانبهــا فالبرُ في طرفٍ والبحرُ في طـرفِ(7).
وبين ذاك بساتين يسيحُ بهـــا نهرٌ يجيش بجاري سيله القصــفِ تلقاك منه من قبيل الصبح رائحة تشفي السقيـم إذا أشفى على التلف لوحله مدنف يرجو الشفاء بـه إذا شفاه من الأسقام والدنـــفِ(8) .
تمصيرها وأسبابه: نزل الإمام عليّ أمير المؤمنين الكوفة بعد حرب الجمل ، واتخذها عاصمة لخلافته سنة 36هـ لعوامل سياسية وعسكرية تتصل بموقعها المهم وسط العالم الإسلامي ، واصبح ظهر الكوفة (الثوية) مقبرة للمسلمين في الكوفة ، وفيهم عدد كبير من الصحابة والتابعين.. وكان أوّل من دفن في النجف الصحابي الجليل خبّاب بن الأرت الذي صلّى عليه الإمام عليّ عليه السلام وذلك في سنة 37 هـ ، وفي سنة 40هـ اغتيل الإمام عليّ عليه السلام في محرابه في مسجد الكوفة في الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان . تحديد مكان القبر الشريف: قبل يوم استشهاده في اليوم الثالث أوصى أن يدفن في قبر أعدّه واشترى ما حوله في ظهر الكوفة يقع بعد الثوية(9) لمن يأتي من جهة الكوفة ، ووراء القائم قريبا من النجف(10) قريباً من النجف(11) يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة بين الذكوات البيض(12) قريبا من قبري هود وصالح جوار قبري آدم ونوح(13) .
ودفن علية السلام ليلاً خفية واحتياطا من أن تهتك حرمة القبر على يد الأُمويين والخوارج. وقد تولّى دفنه الإمامان الحسن والحسين (ع) وأخوهما محمّد بن الحنفية (رض) وعبد الله بن جعفر (رض) ، واتبعهما جماعة من خلص الشيعة وشاهدوا عند القبر كرامة باهرة تتصل بمنـزلة الإمام ومقامه.
أهل البيت يزورون القبر سرّاً:
وظل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يوالون مع عدد من مخلصي أصحابهم زيارة القبر الشريف ، وتعهده سرّاً والحديث عنه كذلك ، وتحبيب زيارته. فقد زاره بعد ذلك الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام والإمام عليّ بن الحسين زين العابدين مع ولده محمّد الباقر عليهما السلام ، وانشأ عنده الزيارة المعروفة بـ (أمين الله) وزاره الإمام محمّد الباقر عليه السلام مرّة أخرى مع ولده الصادق عليه السلام وزاره زيد ين عليّ (رض) مع أبي حمزة الثمالي وأبي قرة من أصحابه وحين استقدم المنصور الإمام الصادق عليه السلام إلى الحيرة زاره عدّة مرات يصحبه في كلّ مرّة بعض أصحابه وأعطى في أحدها نقوداً لصفوان الجمال لإصلاح القبر…. وممّن زاره مع الإمام عليه السلام ولده إسماعيل ومن أصحابه أبان بن تغلب ، ومحمّد بن مسلم ، وصفوان الجمّال ، ومحمّد بن معروف الهلالي ، وسليمان بن خالد ، وأبو الفرج السندي ، والمعلى بن خنيس ، وزيد بن طلحة ، وعبد الله الرضوي ، والمفصل بن عمر، ويونس ين ظبيان، وزاره من الأئمة أيضا الإمام الكاظم سنة 149هـ ، الإمام عليّ الرضا سنة 199هـ ، ومحمّد الجواد سنه 221هـ ، وعليّ الهادي 234هـ ، عليهما السلام وانشأ بعضهم زيارات خاصة عنده أو انشأوها ليزور بها أصحابهم (ع) إذا قصدوا المرقد وهي مدونة مسنده اليهم في كتب الزيارات(14) .
وحين علم المنصور أنّ الإمام الصادق عليه السلام وعددا من أصحابه يوالون زيارة القبر . وكان كغيره من عامّة الناس يجهل موضعه أراد أن يتأكد من ذلك بنفسه فذهب منفرداً مع بعض خاصته وخَدمه وأمره أن يحفر في المكان المحدد للقبر ، وكان يزوره بعد ذلك يناجيه معتذرا إليه مما يفعله بأبنائه وذكروا : إنّ داود بن عليّ أيضا فعل ذلك فشاهد كرامة باهرة أخافته فأمر ببناء القبر وصنع صندوقاً وضعه عليه . وفي عهد الرشيد رأى ـ وقد خرج للصيد في هذه المنطقة ـ كرامة حملته على أنّ ينعطف ويخشع ويقيم على القبر قبةً بيضاءً ، وصنع على رأسها جرة خضراء ، وكان ذلك سنة 170هـ ، وكان يزوره ويصلّي عنده ويبكي عنده معتذراً إليه كما كان يصنع المنصور بولده. وممّن زار قبر الإمام عليه السلام في تلك الفترة عيسى بن جعفر . ومن الخلفاء زاره المقتفي والناصر ، وأطلق عنده صلاتٍ وأموالاً .. وزاره المستنصر وعدد لا يحصى من العلماء والسلاطين والشعراء والأعيان(15) .
وفي نهاية القرن الثاني بدأ بعض الشيعة يسكنون عنده ، ويدفنون أمواتهم حوله ، ولم ينته القرن الثالث حتّى أصبحت النجف مدينة صغيرة. فقد ذكروا: أنّ محمّد بن زيد العلوي ـ صاحب طبرستان المتوفّى سنة 278 هـ ـ بنى زمن المعتضد على القبر الشريف طاقاً للفقهاء والقرّاء والفقراء … وفي سنة 338هـ ، أقام عضد الدولة البويهي المتوفّى سنة372 هـ عمارة كبيرة وقبة أعظم وأفخم من القبة السابقة ، وشيّد أوّل سور يحيط بمدينة المشهد (النجف) كلّها. ويبدو: أنّ هذه القبة هي القبة التي ذكرها الحسين بن الحجّاج المتوفّى سنة 491هـ في مخاطبته للإمام قائلاً : يا صاحب القبة البيضاء في النجف من زار قبرك واستشفى لديك شفي زوروا أبا حسنٍ الهادي لعلّكم تحضون بالأجر والإقبال والزلــفِ(16) .
ولم يـبيّنوا لنا كم كان عدد سكان النجف لدى زيارة عضد الدولة لها إلا أنّهم ذكروا أنّهم أحصوا العلويين فقط فكانوا ألف وسبعمائة اسم .. وإذا كان الأمر كذلك ، فالعلويين لا يشكّلون إلا نسبة ضئيلة بين السكان عادة ، فكم يكون عدد السكان في ذلك التاريخ إذاً ؟ بخاصة وقد ذكروا أنّه وزّع على المجاورين من غير العلويين خمسمائة ألف درهم.. وأظن أنّ للأسوار التي بنيت حول المدينة في هذا العهد وما بعده أثراً في هجرة الناس إليها من الكوفة خاصة لما تعطيه من حصانة وأمان… وقد أعطي لهذه الأسوار ـ في تاريخ المدينة ـ اهتماماً بالغاً ، ففي سنة 400 هـ ، قام أبو محمّد الحسن بن سهلان الوزير البويهي السور الثاني حول مدينة المشهد (النجف) لكنهم لم يشيروا إلى أنّه أحدث في العمارة المقامة على المرقد الشريف أو القبة المباركة التي شيدها عضد الدولة تغييرا .. فقد ظلّت قائمة حتّى زمن الخليفة الناصر لدين الله العباسي الذي قام بين 550 هـ ـ 556 هـ بأعمال عمرانية واسعة ، وأصلح جوانب من المشهد العلوي الشريف … وفي سنة760 هـ حدث حريق في المشهد فاصلح وجدد ، ولم يذكر شخص معين أو جهة معروفة قيامها بهذا العمل ، والظاهر أنّه كان عملاً جماعياً.
لقد ازدهرت في القرن الخامس وما بعده حتّى منتصف القرن التاسع ازدهاراً عظيماً و أصبحت مرموقة من الناحية العمرانية والتجارية ، وورثت الكوفة مكانة علمية وسكاناً ، فقد هاجر إليها الكثير من أهلها ـ بخاصة طلاب العلم فيها ـ فراراً من هجمات الخوارج وغزو القبائل وملاحقة الحكام ؛ فلاذوا بأسوار المشهد (النجف) الحصينة ، وبحرمة الإمام عليّ عليه السلام ، وبالمكانة العظيمة للحوزة العلمية التي أصبحت منذ هجرة الشيخ الطوسي سنة 448هـ إليها مرجع الطائفة ، ومركز زعامتها الدينية تبيّن لنا ذلك من الوصف الذي سجله لنا الرحالة المغربي ابن بطوطة المتوفّى سنة 779هـ في رحلة لزيارة المدينة التي أكملها سنة 756 هـ ووصفه لها وللمرقد المقدّس والمدارس الدينية حوله…
وصف مدينة المشهد قال : نزلنا مدينة مشهد عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالنجف ، وهي مدينة حسنة في أرض فسيحة صلبة من أحسن مدن العراق ، وأكثرها ناساً ، وأتقنها بناءً ، ولها أسواق حسنة نظيفة دخلناها من باب الحضرة (باب سور المدينة الخارجي) .ف استقبلنا سوق البقالين والطباخين والخبازين ، ثّم سوق الفاكهة ، تّم سوق الخياطين والقسارية ، ثّم سـوق العطارين ، ثّم باب الحضرة ( يعني باب الصحن الذي يحيط بالمرقد ) حيث القبر الذي يزعمون أنّه قبر عليّ عليه السلام ، وبازائه المدارس والزوايا والخوانق معمورة أحسن عمارة ، وحيطانها بالقاشاني وهو شبه الزيج عندنا لكن لونه اشرق ونقشه أحسن .
وصفه للصحن الشريف قال: يدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة(17) يسكنها الطلبة ، والصوفية من الشيعة، ولكلّ وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز واللحم والتمر مرتين في اليوم . ومن تلك المدرسة يدخل إلى باب القبة ، وعلى بابها الحجّاب والنقباء والطواشية فعند ما يصل الزائر يقوم إليه أحدهم أو جميعهم ؛ وذلك على قدر الزائر يقفون معه على العتبة، ويستأذنون له ويقولون: عن أمركم يا أمير المؤمنين هذا العبد الضعيف يستأذن على دخوله الروضة العليّة فإن أذنتم له وإلا رجع ، وإن لم يكن أهلاً لذلك فأنتم أهل المكارم والستر. وصفه للحرم الشريف قال: صنع من الفضة ، وكذلك العضادتان ، ثّم يدخل القبة وهي مفروشة بأنواع البسط من الحرير وسواه ، وبها قناديل الذهب والفضة منها الكبار والصغار ، وفي وسط القبة مسطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل مسّمرة بمسامير الفضة قد غلبت على الخشب بحيث لا يظهر منه شيء ، وارتفاعها دون القامة، وفوقها ثلاثة من القبور يزعمون أن أحدها قبر آدم عليه الصلاة والسلام ، والثاني قبر نوح عليه الصلاة والسلام ، والثالث قبر عليّ (رضي الله تعالى عنه) ، وبين القبور طسوت ذهب وفضة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب يغمس الزائر يده في ذلك ويدهن بها وجهه تبركاً ، وللقبة باب آخر عتبته أيضاً من الفضة وعليه ستور من الحرير الملون يفضي إلى مسجد مفروش بالبسط الحسان مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير ، وله أربعة أبواب عتباتها فضة وعليها ستور الحرير… ثّم قال : ولهذه الروضة كرامات .. إلى آخره(18) .
ورغم أنّ قول ابن بطوطة عن النجف أنّها من أحسن مدن العراق وأكثرها ناساً ،واتقنها بناءً . يعطي صورة عما بلغته النجف من سعة وازدهار في القرن الثامن إلا أنّها صورة مجملة لم تقدّر عدد السكان ولا عدد ما فيها من الدور.. وقد قدّر بعضهم دورها في تلك الفترة وما بعدها ـ عدا الخانات والمدارس ـ بما يقرب من سبعة آلاف دار … وحين استولى الشاه إسماعيل الأوّل الصفوي المتوفّى سنة 930هـ مقاليد بغداد سارع إلى زيارة النجف ، واعتنى بشؤونها وأصلح نهراً بقربها عرف بـ (نهر الشاه) كان يجري من الفرات بقناة خاصة تحت الأرض .. فأنهى بذلك مشكلة شحة المياه ، وانتعشت النجف أيما انتعاش في زمنه وبعده بعقدين .. ثّم توالت عليها المحن والنكبات .
-----------------------------------------------------------
(1) لسان العرب م : 9 م : نجف ص323.
(2 ) تاج العروس م 10 /648.
(3) معجم البلدان ج 4/ 196.
(4) ذكر البحاثة البدري نقلاً عن القاموس الآشوري الذي اصدرته جامعة شيكاغو : إنّ (كادو ) اسم للفرات القديم ، وقد جاء في رواية عن المفضل ، عن الإمام الصادق عليه السلام: أنّه فرات الكوفة . ونقل أنّ العلامة المجلسي تصوّر أنّها مصحّفة ، وأنّ الصحيح (قرب الكوفة) .. ونقل أنّه تحقق : أنّ (أراراط) الوارد في التوراة العبرية ، و (قردو) الوارد في التوراة الآرامية والسريانية على أنّ سفينة نوح استقرت على جبالهما إنّما هما اسمان لبابل .. ممّا ورد يقرب ـ مع معرفة التحريف في العهد القديم ـ صدق الرواية… (5) سورة هود الآية : 43.
(6) فرحة الغري .
(7) بحر النجف كما ترى كان قائماً تاريخياً بل أدركنا منظره قبل جفافه حين أصبح ضحلاً . وقد ذكر الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي : إنّ بحر النجف كان مجرى للسفن الشراعية ، وليس لدينا عنه أمر يوثق به عدا ما حدّثنا به الرحالة البرتغالي (تكسيرا) وان كان ذلك في وقت متأخر تاريخياً. قال تكسيرا الذي وصل النجف في 18 أيلول 23 ربيع الثاني سنة 1013هـ: إنّ مدينة النجف كانت تطل من موقعها العالي على بحر النجف … وقال: إنّه ليس لهذه البحيرة شكل معين لكنها تمتد بطولها حتىّ يبلغ محيطها خمسة وثلاثين إلى أربعين فرسخا ، وهناك قريبا من منتصفها ممر ضحل تستطيع الحيوانات اجتيازه خصوصا في المواسم التي يقل فيها ماء البحر . وقال: إنّ هذه البحيرة كانت شديدة الملوحة، ولذلك كان يستخرج منها الملح الذي يباع في بغداد والمناطق المجاورة مع ملوحتها كان يكثر فيها السمك بأنواعه المختلفة ، ولهذا كان يسميها الناس بـ (الرهيمة) . ويرى تكسيرا: إنّ بحر النجف يستمد ماءه من الفرات ، ولذلك يلاحظ ازدياد مقادير الماء في مواسم الطغيان. والبيت الأخير للموصلي يؤيد ذلك ، فالبساتين قائمة حول النهر المنحدر من أبي صخير والذي يزداد أيام فيضان الفرات .
(8) معجم البلدان ج 5 ص 271.
(9) على مسافة 2كم.
(10) اسطوانة كانت قائمة ولم تعد موجودة اليوم .
(11) يقصد به بداية الهضبة المطلة على منخفض بحر النجف ، ويبعد قبر الإمام عنها بحدود 1كم .
(12) الذكوات البيض ـ منّقطة وغير منقّطة ـ : تلال أربعة تبدو في الشمس بيضاء ، وأحيانا توصف بالحمراء ، ويبدو أنّ ذلك وصفها بداية الشروق وعند الغروب ومواضعها معروفة حوالي القبر حتىّ الآن .
(13) هذا ما ورد في أخبار الأئمة من أهل البيت ابتداءً من الإمام عليّ عليه السلام في تعين موضع القبر .
(14) لذلك يكون تشكيك البعض في موضع القبر الشريف الذي رواه الخطيب البغدادي عن بعضهم ا لم يكن مقصوداً ، أو كان نتيجة لإخفاء القبر عن الأعداء وغير المؤمنين ـ تشكيك جاهل أمام عالم على يقين والأجنبي البعيد أمام القريب الحميم فلا قيمة له . أولاً: لأنّ أبناء الرجل وأهله كما يقول ابن أبي الحديد : اعلم بموضع قبره ثّم الخاصّة من شيعته وقد عرفت أعلاه إجماعهم على أنّ هذا هو موضع قبره عملاً ودلالة قولية وتوصيفاً . ثانياً: لأنّ قبر المغيرة بن شعبة في مقابر ثقيف في (الثوية) على ما يثبته المؤرخون وهما على مسافة أكثر من 12 كم من القبر الشريف ومثله قبر زياد بن أبيه لعنة الله عليه . وقد ذكر ابن الجوزي : إنّه دفن في ظهر الكوفة ثلاثمائة صحابي لم يعرف منها إلا قبر عليّ بن أبي طالب دلّ عليه ولده الصادق عليه السلام . ثالثاً: ذكر العلامة الباحث الورع الشيخ محمّد حرز الدين في مراقد المعارف ( ج2/323/324) عن الثقة المعاصر له داود الحجّار أنّه كان ينّقب عن الحجارة في ظهر الكوفة في منطقة (الثوية) قرب الطريق العام القديم بين النجف والكوفة على بعد مائة خطوة من قبر العالم الجليل كميل بن زياد فعثر في الأرض على موضع فيه حجارة دفينة وصخر مكتوب عليها بالخط الكوفي فقلعها واحتفظ بها واطلع عليها العالم الزاهد الملا الشيخ عليّ الخليلي النجفي المتوفّى سنة 1297 هـ ، وحكى له أمرها فقال: بعد قراءتها له احملني إلى مكانها قال فاركبته دابتي والصخرة أمامه حتّى انتهينا إلى موضعا فوضعها الشيخ في مكانها وسوّى عليها التراب بيده ، وقال : أنا آمرك أنّ لا تنبش هنا فأنهّا مقبرة لوجوه المسلمين في الكوفة ، وهذه الصخرة رسم قبر المغيرة بن شعبة كما هو نص كتابتها .
(15) لدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية ـ للعلامة الحلّي ـ م 2 ص 837 ـ 852 ، المطبوع مع كتاب الغارات ـ للثقفي .
(16) الكنى الألقاب م1 ص 256.
(17) كانت أُولى المدارس وأعظمها.
(18) رحلة ابن بطوطة .
**********
نكبات النجف وهجرة أهلها منها
يقول أحد المؤرّخين : تواردت على النجف أدوار مختلفة ، وحالات متباينة من كثرة السكان ، وقلتهم ، وحركة الهجرة إليها ، ووقوفها . ففي بعض أدوارها انحطت ووقفت حركة السير نحوها والمجاورة بها . ومن ذلك هجوم المغالي الملحد عليّ بن المتمهدي محمّد المشعشعي المقتول في بهبهان سنة861 هـ لها في حدود سنة 858 هـ ، وقتله الكثير من أهلها ، ونهبه للمشهد الشريف ، وجعله ديواناً له ومطبخاً ، ومكثه فيها ستة أشهر يعيث فساداً .. وعانت النجف في القرنين العاشر والحادي عشر من وقوع عدّة طواعين وأوبئة شديدة الوطأة ، وكابدت من آثار الحروب الطاحنة بين الصفويين والعثمانيين ، وأذتها شحة المياة في فترات طويلة، وأرهقتها غارات رؤساء بعض القبائل.. مما حمل أكثر أهلها على الهجرة عنها حتّى أن ّالرحالة البرتغالي (تكسيرا) الذي زارها سنة 1013 هـ قال: (( إنّ بيوتها ويبدو لي ـ إنّه يعني المسكونة منها ـ لا تزيد على الستمائة بيت بعد أن كانت تزيد على ستة آلاف أو سبعة آلاف بيت مبنية بإتقان)). ويظهر أنّ هجرة السكان ـ رغم ذلك ـ لم تكن بصورة نهائية ولا طويلة ، فإنّ السكان ما يلبثون حين يتلمسون انفراجاً أن يعودوا … ومما يدل على ذلك ما ذكر من محاصرة الروم للنجف سنة 1032 هـ أيام السلطان سليم العثماني ، ولا يتصور محاصرة مدينة لا تضم إلا ستمائة بيت. مما حمل بعض ملوك الهند ـ بعد ذلك ـ أن يبنوا حول النجف سنة 1039 هـ سوراً جديداً محكماً هو السور الثالث. وظلت الحوزة في أحلك هذه الظروف مستمرة ، ومرابطة برز بها أعلام ، ومن هؤلاء : السيّد حسن بن حمزة الموسوي الذي كان حياً في سنة 862 هـ . والشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفّى سنة 900 هـ . والشيخ عليّ الكركي المحقق الثاني المتوفّى سنة 940 هـ ،صاحب جامع المقاصد . والشيخ أحمد الأردبيلي المتوفّى سنة 993 هـ ، صاحب زبدة البيان . والأمير السيّد عليّ بن حجّة الشولستاني المتوفّى سنة 1060 هـ ، صاحب توضيح المقال. والشيخ أحمد الجزائري المتوفّى سنة 1150 هـ ، صاحب قلائد الدرر . ولذلك فإنّ انتقال الحركة العلمية عن النجف لا يعني عدمها منها ، وإنّما يعني ضعفها وقيام المرجعية في غيرها كـ : قم ومشهد وإصفهان والحلة وكربلاء.
عودة المرجعية إلى النجف الأشرف
في مطلع القرن الثالث عشر عادت المرجعية الدينية إلى النجف بعد أن قامت في الحلة زمناً طويلاً، ثّم في كربلاء أثناء وجود الشيخ الوحيد البهبهاني المتوفّى سنة 1205 هـ ، ورغم أنّها استمرت بعده ممثلة بتلميذه ( صاحب الرياض ) المتوفّى سنة 1216هـ ؛ فإنّ النجف كانت تنافسها بتلميذيه البارزين المرجعين السيّد مهدي بحر العلوم المتوفّى سنة 1212 هـ ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفّى سنة 1228 هـ . وفي عهدهما نشطت الحركة العلمية والأدبية في النجف بصورة لم ير لها مثيل ، وقد عهد الشعراء في ذلك العهد في النجف فكانوا مائتي شاعر ، وازدهرت الحياة في المدينة بصورة عامة ، وعادة تعج بالوافدين والزائرين .. لكنها تعرضت في الأعوام 1216 هـ و 1221 هـ و1226 هـ إلى هجمات وحشية شرسة من الوهابيين فقد هدموا القبر الشريف وانتهبوا محتوياته ، وسفكوا دماء السكان، واستباحوا الحرمات ، وعاثوا في المدينة فساداً .. لكن الله تعالى دفع عاديتهم ، وحقق للمدينة المقدّسة وأهل العلم و سكانها الآخرين بسببين :
الأوّل: تسليح أهلها لا سيّما طلاب العلم بأمر ، وإشراف الشيخ كاشف الغطاء (قدس الله نفسه) الذي جلب لهم السلاح الكافي الرائج يومئذٍ ، وأمر بتدريبهم عليه فكانوا يخرجون إلى الصحراء ما بين النجف والسهلة كلّ يوم للتدريب ، وكان حمل السلاح والتدريب عليه فرضا دينياً للدفاع ، حتىّ ألّف السيّد الجليل جواد العاملي المتوفّى سنة هـ ـ صاحب (مفتاح الكرامة) ـ رسالة في وجوب الذب عن النجف وهو أحد تلامذة كاشف الغطاء المبرزين وأُستاذ صاحب الجواهر .. كما أنّ الشيخ كاشف الغطاء شجع طلاب العلم على الرياضة وألعاب القوى المعروفه في ذلك العصر ، وأعد جانباً من داره لهذا الغرض.. لكن حمل السلاح قد أُسيء استعماله بعدئذٍ ، وارتدت أثاره السلبية على المدينة بوقوع الفتنة القبلية المعروفة بفتنة الشمرت والزكرت التي امتدت زمناً طويلاً .
الثاني: من أسباب الأمان في النجف بناء سورها الأخير والخندق العميق حوله الذي انفق عليه مبالغ خيالية في ذلك العصر الصدر الأعظم نظام الدولة جدّ أُسرة آل نظام النجفية، وكان يومئذٍ وزيراً لفتح عليّ شاه ، وقد تم بناؤه سنة 1226 هـ أي قبل وفاة الشيخ كاشف الغطاء بسنتين ، وبه صارت النجف قلعة حصينة لا تستطيع أية قوة في ذلك العصر أن تقتحمها ، وظل هذا السـور قائماً خلـف موقـع الرابطة الأدبية حتّى عام 1980 م. وفي سنة 1325 هـ / 1908 م أنشأت شركة أهلية سكة حديد لعربات تجرها الخيول (تراموي) تربط النجف بالكوفة ، وظلت قائمة حتىّ 1365 هـ / 1948 م ، فرفعت بعد أن كثرت السيارات اللازمة للنقل. وفي 1348 هـ/ 1929 م مدت أنابيب الماء من الكوفة إلى النجف وربطت بمضخات تدفع المياه إليها بعد أن كانت المدينة تعتمد على القنوات ـ التي سرعان ما تتعطل ـ وعلى الآبار.
محلات النجف داخل الأسوار
كانت النجف حتىّ العام 1350هـ/1931 م تعيش داخل السور ، وكانت تتألف من أربع محلات أو أحياء هي :
1- حي العلا ، وتسمى اليوم محلة المشراق .
2- محلة العمارة ، وهي أكبر محلة في النجف .
3- محلة الحويش .
4- محلة البراق .
وفي سنة 1350 هـ فتحت الإدارة المحلية (القائمقامية) خمسة أبواب في سور المدينة ، وخططت لأحياء جديدة خلف السور ، فقامت محلة الجديدة الأُولى حتّى شارع المدينة ، ثم الجديدة الثانية . وفي 1959م خطط لأحياء جديدة كـ : حي السعد ، وحي الحنانة ، وتتابع التوسع حتّى بلغ ذروته في الأعوام ما بين 980 - 988 ، ومن هذه الأحياء : حي الجديدة الأُولى ، وحي الجديدة الثانية، وحي المخضر ، وحي المثنى ، وحي جمال عبد الناصر، وحي الأمير ، وحي الزهراء ، وحي القادسية ، وحي المرحلين ، وحي الجامعة، وحي النفط ، وحي الضباط ، وحي الأطباء ، وحي الهندية ، وحي العسكري ، وحي النصر ، وحي الصحّة ، وحي الكرامة ، وحي الغدير ، وحي العدل ، وحي الأنصار، وحي الحوراء زينب ، وحي الشرطة ، وحي حنون ، وحي الأفغاني ، وحي الصناعي، وحي الجزيرة ، وحي الشوافع ، وأحياء أُخرى ناشئة .
1 - شوارعها .
2 - مراقدها .
3 - مساجدها .
أهم معالمها
الحرم العلوي ، ويقع وسط المدينة القديمة المسوّرة تماماً ، أمّا الآن فهو يقع في طرفها الغربي على بعد 1 كم من الهضبة (النجف) العمارة القائمة على القبر الشريف الآن هي العمارة التي بناها صفي حفيد الشاه عبّاس الأول عام 1047 هـ / 1637 م ، وقد أجري عليها كثير من التطويرات كالتذهيب التي تم بأمر السلطان نادر شاه ، واستمر التجديد في عصرنا الحاضر ، ومن ذلك إعادة تذهيب القبة الشريفة عام 1392 هـ / 1972 م من قبل الحاج محمد رشاد ميرزة أحد أبناء النجف الأشرف. وحول الضريح وفي خزائنه نوادر يتيمة من التحف ذات قيمة معنوية وفنية ومادية كبيرة ، وسنشير إلى بعضها وراء وصف العمارة وان كان قاصرا قصوراً بالغاً عن إعطاء صورة تدنوا من واقعها ، فذلك ما لا يدرك إلاّ بالمشاهدة قطعاً.
مرقد الإمام عليّ عليه السلام
يقع وسط مدينة النجف القديمة ، وهو أبرز معالمها ، والروضة المقدّسة التي في وسطها القبر الشريف مربعة الشكل ، طول ضلعها ثلاثة عشر مترا ً، وأرضيتها مفروشة بالرخام الإيطالي المصقول وكذلك الجدران إلى ارتفاع حوالي مترين مغطاة بالرخام وما يعلو ذلك ، وقد كسي بالمرايا الملونة والزخارف الهندسية البديعة وبالفسيفساء ذات الأشكال الجميلة ، وفي وسط الحضرة يكون القبر الشريف ، وقد وضع عليه صندوق من الخشب الساج المطّعم بالعاج المنقوش عليه بعض الآيات القرآنية محاطاً بشباكين الأول مما يلي صندوق الخشب من الحديد الفولاذ المصقول والزجاج ،والثاني من الفضة يعلوها تاج من الذهب الخالصين يبدأ بصف من القناديل الجميلة من الجهات الأربع ، ويقدر ما فيه من الفضة بمليوني مثقال وما فيه من الذهب بعشرة آلاف مثقال ، وقد كتب في أعلاه أبيات من قصيدة لابن أبي الحديد وأبيات من قصيدة السيّد الحميري. وللروضة أربعة أبواب على الرواق اثنان ذهبيان مطّعمان بالميناء مقابل باب الرواق الذهبي المطعم بالميناء أيضاً واثنان فضيان من جهة الشمال ، ومقابل كلّ بابين شباك كبير يطل على الرواق .
وتعلو القبر الشريف قبة جميلة واسعة مرتفعة عن أرض الروضة المقدسة بـ (35) متر ومحيط قاعدتها (50) متر وقطرها حوالي (16) متر وللقبة (12) شباكاً وهي مزينة من الداخل بالفسيفساء الرائعة وبنقوش أسماء الأئمة المعصومين عليهم السلام ، وبعض آيات من الذكر الحكيم ، ومقطوعات من الشعر العربي في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ومطلية من الخارج بالذهب الخالص، ويقدّر الطابوق الذهبي الذي يزينها بـ (7777) طابوقة .
وتقع الروضة وسط رواق يبلغ ارتفاعة (17) متر وطوله (31) متر وعرضة (30) متر مزدان بالمرايا والمرايا ذات الأشكال الهندسية المختلفة منقوش ببعض السور القرآنية وفيه أربعة أبواب ، بابان في الإيوان الذهبي المعروف بـ (الطارمة) ، يقع الكبير منها وسط الإيوان مقابل الساعة للصحن الشريف ، وهو من الذهب المطّعم بالميناء كتب على جبهته الحديث النبوي الشريف : (عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ ، ولن يفترقا حتىّ يردا عليَّ الحوض) ، ويقع الصغير منهما تحت المئذنة الشمالية وهو من الفضة، وباب ثالث مقابل القبلة للصحن الشريف ، ورابع مقابل باب الطوسي للصحن أيضاً وكلاهما من الفضة ، ويتصل بالرواق من الصحن جهة الشرق وعند المدخل العام للحرم إيوان ذهبي يعرف بـ (الطارمة) يرتفع عن أرض الصحن متراً واحداً ويبلغ طوله (33) متر. وعلى جانبي الإيوان مئذنتان اسطوانيتا الشكل ارتفاع كلّ منهما (35) متر ومحيط قاعدة كلّ منهما يقرب من (8) متر وقطرها (2.5) متر ، وهما ذهبيتان ويحيط بالروضة .
والرواق فناء كبير يعرف بالصحن ارتفاعه (17) وطول ضلعه الشمالي (74) متر والجنوبي (57) متر والشرقي والغربي (84) متر مزدان بالقاشاني منقوش بأبدع النقوش مكتوب عليه الآيات القرآنية وفيه ما يقرب من (100) غرفة وأربعة إيوانات متقابلة وهي خمسة أبواب ، وهي :
1 - باب الساعة ، وهو المقابل لسوق الكبير من جهة الشرق ، ويعتبر الباب الرئيسي .
2 - باب السلام ، ويقع إلى جانب باب الساعة مقابل قيصرية (العبايجية) بائعي العباءات .
3 - باب الطوسي ، مقابل شارع الطوسي إلى جهة الشمال .
4 - باب الفرج ، ويقع مقابل سوق العمارة إلى جهة الغرب .
5 - باب القبلة ، ويقع مقابل شارع الرسول (ص) إلى جهة الجنوب .
وعلى الباب الرئيسي للصحن الشريف ساعة كبرى ذات جرس ناقوسي ، وأربعة وجوه عليها قبة مطلية بالذهب الخالص.
المكتبات العامة
في النجف الأشرف ـ اليوم ـ مكتبات كثيرة ، خاصّة وعامّة، وتضم مئات الألوف من المطبوعات في مختلف أنواع الثقافة ، وعشرات الألوف من المخطوطات في شتى العلوم الإسلامية وملابساتها ، ومن بينها المخطوطات النادرة لقدم كتابتها ، أو لأنّها بخطوط مؤلفيها أو لأنّها قرئت على مؤلفيها ، أو كتبت على نسخ مؤلفيها ، أو لانفرادها وندرة وجودها. وتنتشر هذه المكتبات في الدور والمسـاجد و الحسينيات والجمعيات والمدارس وفي البنايات الخاصّة بها . ومن أهم المكتبات في مدينة النجف الأشرف :
1- مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة :
تقع في صحن مرقد الإمام عليّ عليه السلام ، وقد كانت مخزنا لكتب الحضرة العلوية الشريفة ، ويرجع تأريخها إلى أيام عضد الدولة البويهي المتوفّى سنة 372هـ ، وقد كان من المعنيين بجمع المخطوطات النادرة الثمينة . وبسبب احتراق هذه الخزانة قام صدر الدين بن شرف الدين المعروف بالآوي بإعادة تأسيسها سنة 760هـ ، مستعينا بفخر المحققين أبي طالب محمّد بن الحسن الحلّي المتوفى سنة 771هـ ، وكانت تسمى بالخزانة العلوية . وكانت تضم نفائس الكتب وأغلبها بخط مؤلفيها أو عليها خطوطهم وأهم محتوياتها:
1- مصاحف ثمينة لأشهر الخطاطين بالخط الكوفي والأندلسي واليماني محلاة بالذهب ترجع إلى عصور مختلفة ويبلغ عددها 400 مصحف يرجع تأريخ بعضها إلى سنة400 هـ ، وقد كانت فيها مصحف مكتوب على رق بخط كوفي ينسب للإمام عليّ عليه السلام ، وكتب في آخره تم سنة 40هـ .
2 - كتاب نهج البردة ، منسوب للإمام عليّ عليه السلام.
3 - كتاب المسائل الشيرازية ، للشيخ أبي الحسن بن عبد الغفار الفارسي النحوي.
4- كتاب شرح الدريدية ، لابن خالويه.
5- شرح ديوان المتنبي ، لابن العتيايقي المتوفّى سنة 700هـ .
6- الجزء الثاني من التبيان تأريخه 576هـ.
7- الأسرار الخفية ، للعلامة الحلي بخط المصنف في ثلاثة أجزاء .
8- نهاية الإقدام في علم الكلام ، لفخر الدين الرازي تأريخها 700هـ.
9- الملتقط ، للزمخشري بخط قديم.
10 - تقريب المقرّب في النحو ، لابن عصفور.
11 - التقريب ، لابن حياّن بخط المؤلف.
12- المباحثات ، لابن سينا كتب سنة 718هـ.
13- الجزء الأول من كتاب معجم الأدباء بخط المصنف.
من ذاكرة التأريخ
بسبب تبعية هذه المكتبة للمشهد العلوي الشريف واحتوائها على كلّ ما هو غال ونفيس فقد كانت موضع اهتمام الملوك والأمراء وأعيان الشيعة ، وقد نالت شهرة علمية واسعة في منتصف القرن الخامس الهجري الذي شرع طلاب العلم بالتوجه إلى النجف من مختلف البلدان . ذكرنا أنّ المكتبة تعرضت لحريق ؛ وذلك في الحريق الذي شب في المشهد العلوي الشريف سنة 755هـ ، ومن جملة ما احترق فيها مصحف في ثلاثة مجلدات بخط الإمام عليّ عليه السلام . وقد أوصى صدر الدين الآوي أن يشتري بثلثه من الميراث كتباً يقفها على هذه المكتبة ، وخلال خمس سنوات تكاملت المكتبة ، واستعادت هيبتها بعد ما اشتريت لها الكتب النادرة . وكان طلاب العلوم الدينية يتركون فيها - عندما يعودون إلى أوطانهم - ما حملوه من نفائس كتبهم وما ألفوه من رسائل. وفي أواخر القرن الثالث العشر الهجري امتدت إلى هذه المكتبة العظيمة أيدي السراق ، وتعرضت للإهمال فصار لم يعرف من هذه المكتبة غير اسمها ، ولا يتجاوز اليوم ما فيها من الكتب المئات حفظت في خزانة لا تفتح إلا لكبار الزائرين. وممّن ذكر هذه الخزانة السيّد عليّ بن طاووس في الطرائف ، والشيخ عليّ حفيد صاحب المعالم في الدر النضيد ، والشوشتري في تحفة العالم.
2- مكتبة مدرسة الصدر الأعظم :
تقع في بناية مدرسة الصدر الواقعة عند مدخل سوق الكبير ، أسسها الحاج محمّد حسين خان الأصفهاني المعروف بالصدر الأعظم ، وسمّيت نسبة إلية ؛ وذلك في أيام فتح عليّ شاه القاجاري في النصف الأوّل من القرن الثالث عشر الهجري ، تعتبر أول مكتبة عامة أنشئت في مدينة النجف الحديثة ، وقد أصبحت من أشهر مكتباتها لفترة من الزمان ، وقد أسسها الصدر الأعظم ليستعين بها طلاب مدرسته الدينية ، وقد بذل عليها الأموال الطائلة لتزويدها بالمصادر العلمية الخطية والمطبوعة. وعلى الرغم من أهميتها والمبالغ الكبيرة التي أنفقت عليها إلا إنّها فقدت الكثير من مخطوطاتها الأثرية وكتبها النادرة التي كان عددها كبيراً حتّى الربع الأوّل من القرن الرابع عشر الهجري.
3- مكتبة الحسينية الشوشترية :
أسسها الحاج عليّ محمّد النجف آبادي المتوفّى سنة 1332هـ ، وكانت تضم دون عشرة آلاف كتاب ، وأكثر مخطوطاتها بخط مؤسسها النجف آبادي ، ومنها :
1 ـ تلخيص الأقوال في علم الرجال ، للميرزا محمّد الحسيني المتوفّى سنة 1026هـ بخط المؤلف .
2 ـ ومتشابه القران ، لابن شهرآشوب ، وكتب سنة 1079هـ .
وقد قام النظام البائد بإزالة المباني الواقعة في محلة العمارة عن بكرة أبيها فلم يبق أثر ظاهر لتلك المكتبة .
4-مكتبة كاشف الغطاء :
أسسها الشيخ عليّ كاشف الغطاء رحمه الله المتوفّى سنة 1350هـ كمكتبة خاصة ، وأوقفها أبنه الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء رحمه الله (1294-1373هـ) ، حيث بنى لها جناحاً في مدرسته الشهيرة ، وفيها ما يقرب من عشرة آلاف كتاب من بينها المدونات الكبرى في التاريخ ، والأدب ، واللغة ، والمخطوطات المهمة فيها ، ومن مخطوطاتها المهمة :
1-سلوة العارفين وأنس المشتاقين ، لمحمد بن ملك الطبري يرجع تأريخا إلى سنة 459هـ .
2-الأنوار النبوية في صحاح الأخبار المصطفوية ، للحسن بن محمد الصاغاني يرجع تاريخها إلى سنة 692هـ .
3- المعرفة في أصول الحديث ، للحاكم بن عبد الله صاحب المستدرك يرجع تأريخها إلى سنة 425هـ .
4-أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، للمنصور بالله الحسن بن محمد ين أحمد بن يحيى أحد أُمراء اليمن فرغ من تأليفه سنة 1108هـ .
5- الإيمان من كتاب الكافي ، للشيخ الكليني تاريخ المخطوطة 708هـ .
6- الحصون المنيعة في طبقات رجال الشيعة ، للشيخ عليّ كاشف الغطاء مؤسس المكتبة وبخطه .
7- سمير الحاضر ومتاع المسافر ، له أيضا وبخطه ، فرغ منه عام 1343هـ .
8- الدرّة البهية والروضة المضية في تاريخ الروضة الحسينية ، للسيد حسون البراقي المتوفّى سنة 1332هـ وبخط المؤلّف .
9- مختصر مقاتل الطالبين ، له أيضا وبخطه .
10- منتخب تاريخ قم ومن سكن فيها من العلويين ، له أيضا وبخطه .
11- الدرّة المضية في تأريخ الحنانة والثوية ، له أيضا وبخطه .
12- كشف الأستار في أولاد خديجة من النبي المختار صلى الله عليه واله وسلم ، له أيضا وبخطه فرغ منه سنة 1325هـ .
13- النخبة الجلية في أحوال الوهابية ، له أيضاً وبخطه فرغ منه سنة 1314 هـ .
14- رجال الغضائري ، بخط مؤسس المكتبة .
15- رياض العلماء ، للميرزا عبد الله أفندي أجزاء منه بخط مؤسس المكتبة .
16- شرح الدريدية ، لابن خالويه بخط مؤسس المكتبة .
17- وقعة الجمل ، للشيخ المفيد بخط مؤسس المكتبة .
18- الفصيح ، لثعلب بخط مؤسس المكتبة .
19- الأخلاق ، للسيد عبد الله شبر بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1178هـ .
20- حق اليقين ، للسيد خلف المشعشعي أمير الحويزه ، كتب في عصر المؤلّف .
21- النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير كتب في عصر المؤلف وعليه إجازته بخطه .
22- مختار الصحاح ، للرازي .
23- كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ ، للطرابلسي .
24- الحكم والمحيط الأعظم ، لابن سيده .
25- الفائق في تفسير الحديث ، للزمخشري .
26- الانتخاب الجيد من تنبيهات السيد ، للدمستاني .
27- الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية ، للإمام حميد الدين اليماني .
28- رجال ابن داود ، كتب سنة 1036هـ .
29- فهرست علماء البحرين ، للشيخ سليمان الماحوزي .
30- معراج الكمال إلى معرفة أحوال الرجال ، للماحوزي أيضا .
31- أسماء الأضداد ، لابن قتيبة كتب سنة 1253هـ .
32- أسماء الأضداد ، للثعالبي .
33- تعليقة على شعر امريء القيس ، للسيد المرتضى .
34- ديوان المرتضى .
35- ديوان عفيف الدمشقي ، كتب سنة 1101هـ .
36- ديوان الحسين بن الحجاّج ، مصور .
37- شرح ديوان المتنبي ، لابن جني .
38- شرح المعلقات السبع ، لابن جني أيضا .
39- المغني عن الأغاني ، للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء .
40- المقصور والممدود ، لابن دريد .
41- التعليقة على كتاب طبقات الأُمم ، لابن أبي جرادة ، كتبت على نسخة تأريخها سنة 650ه .
42- حاشية على مطالع الأنوار ، كتب في عصر المؤلف سنة 680هـ .
43-شرح المطالع ، لقطب الدين الشيرازي ، كتب سنة 772هـ .
44- عيون الأثر ، لابن سيد الناس ، كتب سنة 1031هـ .
45- طبقات الأُمم ، للأندلسي .
وتقع هذه المكتبة في بناية مدرسة كاشف الغطاء في محلة العمارة.
5 ـ مكتبة جمعية الرابطة الأدبية :
أسستها جمعية الرابطة الأدبية عام 1351 هـ ، وتضم ما يقرب من أربعة آلاف كتاب ، من بينها الموسوعات الثقافية المهمة أمثال :
1 ـ دائرة المعارف البريطانية .
2 ـ دائرة معارف القرن العشرين .
3 دائرة معارف البستاني .
4 ـ موسوعة أعيان الشيعة .
وتقع هذه المكتبة في مقر الجمعية بمحلة الجديدة .
6 ـ مكتبة صاحب الذريعة :
أسسها الشيخ أغا بزرك الطهراني مؤلّف الموسوعة القيمة (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) عام 1345هـ ، ووقفها عام 1375هـ ، وفيها حوالي خمسة آلاف كتاب من بينها الموسوعات التاريخية ، والرجالية ، والمخطوطات النادرة منها :
1- الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، بخط مؤسس المكتبة مؤلف الكتاب .
2 ـ طبقات أعلام الشيعة ، له أيضا وبخطه .
3- إجازات القرون الثلاثة الأخيرة ، له أيضا وبخطه .
4- مجموعة الفوائد المتفرقة ، له أيضا وبخطه .
5- مستدرك الذريعة ، له أيضا وبخطه .
6- آداب المناضرة ، للعضدي، وبخط مؤسس المكتبة .
7- آداب المناضرة ، للكاشي ، بخط مؤسس المكتبة .
8- ـ الأعلام ، للشيخ المفيد، بخط مؤسس المكتبة .
9- الجبر والتفويض للإمام الهادي عليه السلام ، بخط مؤسس المكتبة .
10- رسالة أبي غالب الزراري ، بخط مؤسس المكتبة .
11- ثماني عشرة رسالة في موضوعات مختلفة ، للسيد المرتضى، بخط مؤسس المكتبة .
12- جنة المأوى فيمن رآه (عج) في الغيبة الكبرى ، للميرزا النوري المتوفّى 1320هـ ، بخط المؤلّف كتبها سنة 1302هـ .
13- خاتمة المستدرك، للميرزا النوري ، بخط المؤلف فرغ منه سنة 1319هـ .
14- دار السلام في الرؤيا والمنام ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1292هـ .
15- الصحيفة العلوية الثانية ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف كتبت سنة 1303هـ .
16- ميزان السماء في ميلاد خاتم الأنبياء ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1281هـ .
17- آداب البحث والمتعلمين ، للمولى محمد القومشهي، بخط المؤلف .
18- التبصرة في التجويد ، للقومشهي ، بخط المؤلف فرغ منه سنة 1252هـ .
19- الحسن والقبح العقليين ، للقومشهي ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1281هـ .
20- إرشاد الأذهان ، للعلامة الحلي ، كتب سنة 1105هـ .
21- الأنموذج في النحو ، للأردبيلي ، كتب سنة 1239هـ .
22- التذكرة في الأُصول الخمسة ، للصاحب بن عباد .
23- التصريح ، للأزهري ، كتب سنة 1037 هـ .
24- تهذيب الأصول ، كتب سنة 1044هـ .
25- جامع السعادات ، للنراقي ، كتب سنة 1208هـ .
26- رسالة في الجمع بين الفاطميتين ، للوحيد البهبهاني ، كتب في عصر المؤلّف .
27- خلاصة الأذكار ، لفيض الكاشاني ، كتب في عصر المؤلف .
28- الدروس الشرعية ، للشهيد الأوّل ، كتب سنة 830هـ .
29- ـ رجال الشيخ مرتضى الأنصاري .
30- الروضة البهية ، للشهيد الثاني ، بورق ترمة ، ونسختان أخريان ، كتابة إحداهما 1247هـ ، وكتابة الأخرى 1271هـ .
31- شرائع الإسلام ، للمحقق الحلي ، كتب سنة 1240هـ .
32- عقاب الأعمال ، للصدوق ، كتب سنة 1267هـ .
33- الملاحم والفتن ، لابن طاووس كتبت عن نسخة المؤلف وقوبلت عليها .
34- الفصول النصرية ، لنصير الدين الطوسي .
35- القول الصراح في نقد الصحاح ، لشيخ الشريعة الأصفهاني ، كتب عن نسخة بخط المؤلف سنة 1341هـ .
36- كنـز العرفان في فقه القران ، للمقداد السيوري ، كتب 1248هـ .
37- مسند محمد بن سليمان المغربي .
38- ـ مهج الدعوات، لابن طاووس ، كتب 1035هـ .
39- المقنع ، للصدوق ، كتب 1239هـ .
40- ـ النكت الاعتقادية ، للمفيد ، كتب 1147هـ .
وتقع هذه المكتبة في دار مؤسسها بمحلة الجديدة .
7-مكتبة كلية الفقه:
أسستها جمعية منتدى النشر عام 1356هـ باسم مكتبة جمعية منتدى النشر ، وحينما أسست كلية الفقه عام 1378 سميّت باسمها ، وقد بلغ ما تضمنه من الكتب في السنوات الأخيرة ما يزيد على خمسة وعشرين ألف كتاب ، من بينها مخطوطات فقهية وأُصولية مهمة ، أمثال :
1 ـ مفاتيح الشرائع ، للفيض الكاشاني .
2 ـ وكفاية المقتصد ، للسبزواري .
3 ـ ومجلد في جزئين من مختلف الشيعة ، للعلامة الحلي المتوفّى سنة 726هـ ، كتب سنة 781هـ ، أي في عصر المؤلّف .
وكانت تقع في بناية المركز العام لجمعية منتدى النشر في دورة الصحن ثّم أصبحت في مبنى تابع لكلية الفقه ، وقد تعرضت للنهب بعد إغلاق النظام البائد لكلية الفقه.
8- مكتبة الإدارة المحلية :
أسستها الحكومة العراقية ، وتضم أكثر من سبعة آلاف كتاب ، وتقع في شارع مسلم بن عقيل.
9-مكتبة آ ل حنوش :
أسسها الحاج كاظم حسون آل حنوش النجفي سنة 1307هـ ، وتضم أكثر من ثلاثة آلاف كتاب ، منها حوالي خمسمائة كتاب باللغات غير العربية ، وتقع في محلة البراق .
10-مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام :
أسسها الشيخ عبد الحسين الأميني مؤلف الموسوعة القيمة (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) سنة 1373هـ ، وتعتبر هذه المكتبة من أكبر المكتبات العلمية الإسلامية من حيث احتوائها كتب في مختلف العلوم التي تهم الباحثين ، وقد أدخلت إليها مؤخراً خدمة الفهرسة بنظام الحاسوب ، وتحتوي على قاعة واسعة للمطالعة ، فيها أكثر من ثلاثين ألف مطبوع و3600 مخطوط ، وما يناهز خمسمائة مصور، وما يقرب من ألف من الصحف والمجلات .
وتعتبر المصاحف النفيسة المذهبة من أهم نوادر المخطوطات فيها ، وقد جمعت من متاحف مختلفة ومن قصور الأمراء.
ومن مخطوطاتها النادرة:
1-قطعة من القران الكريم ، بخط الأمام أمير المؤمنين عليه السلام وهي أقدم مخطوط فيها.
2- هداية الأمة ، للحر العاملي المتوفّى سنة 1104هـ ، بخط المؤلف.
3-زيج ألغ بك.
4-نظم درر السمطين في فضائل المصطفى صلى الله عليه واله وسلم والمرتضى والبتول والسبطين عليهما السلام ، للحافظ جمال الدين الزرندي المتوفّى 750هـ ، بخط المؤلف.
5-حدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة ، لعلاء الدين محمد بن أبي تراب كلستانة الإصفهاني المتوفّى 1100هـ ، بخط المؤلف.
6-شرح أصول الكافي ، للمولى خليل بن الغازي القزويني المتوفّى 1089هـ ، بخط المؤلف.
7-شرح الفصول النصيرية ، للسيد عبد الوهاب الحسيني الإسترابادي ، بخط المؤلف كتبها سنة 883هـ.
8-شجرة مشايخ الإجازة ( مواقع الإجازة ) ، للميرزا النوري ، بخط المؤلف.
9-زبدة البينان في قصص القران ، لمحمد بن محمود الطبسي ، بخط المؤلف كتبت سنة 1083هـ.
10-المناقب ، لمحمد بن الطيب الشافعي المتوفّى 483هـ.
11-روضة الفردوس ، لعلي بن شهاب الهمداني المتوفّى 786هـ.
12-المختصر من كتاب الموافقة ، لابن السمّان تاليف جار الله الزمخشري.
13-الإشارة إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، لعلاء الدين المغالطي بن قليج المتوفّى سنة 726هـ.
14-رسالة أصول الإيمان ، لمحمد الدهلوي البخاري.
15-مفاتيح الغيب ، لفخر الدين الرازي ، عليه مقابلة تاريخها 715هـ.
16-صحاح اللغة ، للجوهري ، كتبت سنة 713هـ.
17-تفسير الكشاف ، للزمخشري ، كتبت سنة 736هـ.
18-التبيان في تفسير القران ، للشيخ الطوسي المتوفى 460هـ ، عليها مقابلة تأريخها 19شوال سنة 500هـ.
19-ترجمة الصحيفة السجادية ، للعلامة المجلسي المتوفّى 1110هـ ، بخط المترجم.
ومن نفائس مصوراتها :
1- الصراط السوي في مناقب آل النبي
موقعها وحدودها :
تقع مدينة النجف على حافة الهضبة الصحراوية الغربية من العراق جنوب غرب بغداد على بعد 160كم .. على خط طول44 درجة و 19دقيقة ، وعلى خط عرض 31 درجة و 59 دقيقة، وترتفع فوق مستوى سطح البحر بـ 70م .. يحدّ مدينة النجف من الغرب منخفض بحر النجف متصلاً بناحية الشبكة وبالحدود السعودية ، ومن الجنوب والجنوب الغربي مدينتا الحيرة وأبي صخير على بعد 18كم ، ومن الشرق الكوفة ، وتبعد مسجدها (المركز) بـ 10كم … ويحدّها من الشمال ناحية الحيدرية (خان الحماد) على بعد 30كم … وتبلغ مساحة مدينة النجف 1328كم .. أمّا حدودها الإدارية كمحافظة فهي كالتالي : من الغرب والشمال الغربي المملكة العربية السعودية ومحافظة الأنبار ، ومن الشمال الشرقي محافظة كربلاء ، وبين الشرق والجنوب الشرقي محافظتا بابل والقادسية .وتتألف من ثلاثة أقضية وسبعة نواح وتبلغ مساحتها 494/27كم .. ولا يعنينا الحديث عنها في حديثنا عن تاريخ المدينة. أسماؤها ومناشئها: للنجف عدد من الأسماء أخذت من الموقع والواقع ؛ فأسم النجف عند أهل اللغة يعني التل والمكان الذي لا يعلوه الماء المستطيل المنقاد. قالوا: والنجف بظهر الكوفة كالمسناة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها (1) .
ومن أسمائها الغري: وهو الحَسِن من كلّ شيء . والغري أيضا : المطلي بالغراء ، مفردها الغريان: وهما بناءان كالصومعتين مشهوران بظهر الكوفة بناهما بعض ملوك الحيرة أمثال (المنذر بن ماء السماء) (2).
قال الحموي: ويجوز أن يكون اسم الغري مأخوذاً من كلّ واحد من هذين (3) .
وللنجف عدة أسماء أُخرى منها : المشهد ؛ وهو ما ذكره ابن جبير وابن بطوطة في رحلتيهما ، وهو تسمية للكلّ باسم البعض الأظهر والأشرف فيها ، وهو مشهد القبر المقدس ، وما زال هذا الاسم متداولاً حتّى الآن لدى سكانها ، فيقال: مشهدي في النسبة ، والمشاهدة .. وللنجف الموقع أسماء أُخرى منها ما كان معروفاً تأريخياً ، ومنها ما ورد في أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كـ : بانقيا ، والجودى(4) والغربي ، واللسان ، والربوة ، والطور ، وظهر الكوفة. تاريخها ما قبل الإسلام ، وما قبل التمصير: ورد في أخبار الأئمة من أهل البيت عليهم السلام : أنّ في بقعة النجف قبرا آدم ونوح عليهما السلام ، وإنّ الإمام دفن عندهما بإعلامه ووصيته ، وأنّ فيها أيضاً وعلى مسافة 1كم قبرا هود وصالح ، وأنّ مرتفعهما بقايا جبل قديم هو جبل الذي قصده ابن نوح في قوله تعالى: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله) (5) .
وكان متصلاً بالشام فأنهار الجبل وساخ.. ووردت أخبار أُخرى لم يتحقق من صحتها من الخارج والداخل ولكن مضمونها واحد هو التأشير إلى قدّسية هذه البقعة وشرفها قديماً (6) .
والمعروف تاريخياً : أنّ المنطقة في العهد الجاهلي كانت متنـزهاً لملوك الحيرة اللخميين.. وأنّها كانت مكانا تعمره الأديرة المسيحية التي يقوم على شؤونها القسيس والرهبان ، ومنها دير ابن مزعوق ودير مارت مريم ودير حنا ، وظلت هذه الأديرة قائمة في العهد الإسلامي حتّى بعد تمصير الكوفة سنة 17هـ ، فقد ذكروا أنّه كان يقصدها بعض مُجّان الكوفة وشعرائها للقصف واللهو…. وفي العصر الإسلامي، مرت على هذه المنطقة أحداث تاريخية هامة: ففي سنة 12هـ نزل النجف خالد بن الوليد بعد فتح اليمامة يريد الحيرة فتحصّن منه أهلها بالقصر الأبيض ، وقد حدثت فيها واقعة البويب.. وفي سنة 14هـ كانت النجف ساحة حرب يتبادل النـزال فيها المسلمون والفرس وفي منطقة (بانقيا) أحد أسمائها أخذت أوّل جزية في الإسلام من الفرس . لكن واقع طبيعتها السياحية الجميلة ، ومناخها المعتدل ، وجمال أوديتها ، ووفرة الصيد فيها وتلاعها ، والمنظر البحري بجانبها ظل قائماً حتّى عصر الخليفة الواثق وبدايات السكنى فيها يظهر ذلك من هذا الوصف الرائع لها في قصيدة لإسحاق بن إبراهيم الموصلي المتوفّى سنة 235هـ ، وكان قد خرج مع الواثق للتنـزه والصيد في المنطقة ، قال: ما أن أرى الناس في سهلٍ ولا جبلٍ أصفى هواءً ولا أغذى من النجفِ كأنّ تربته مسكٌ يفوح بـــه أو عنبر دافه العطار في صــدفِ حفّت ببرٍ وبحرٍ من جوانبهــا فالبرُ في طرفٍ والبحرُ في طـرفِ(7).
وبين ذاك بساتين يسيحُ بهـــا نهرٌ يجيش بجاري سيله القصــفِ تلقاك منه من قبيل الصبح رائحة تشفي السقيـم إذا أشفى على التلف لوحله مدنف يرجو الشفاء بـه إذا شفاه من الأسقام والدنـــفِ(8) .
تمصيرها وأسبابه: نزل الإمام عليّ أمير المؤمنين الكوفة بعد حرب الجمل ، واتخذها عاصمة لخلافته سنة 36هـ لعوامل سياسية وعسكرية تتصل بموقعها المهم وسط العالم الإسلامي ، واصبح ظهر الكوفة (الثوية) مقبرة للمسلمين في الكوفة ، وفيهم عدد كبير من الصحابة والتابعين.. وكان أوّل من دفن في النجف الصحابي الجليل خبّاب بن الأرت الذي صلّى عليه الإمام عليّ عليه السلام وذلك في سنة 37 هـ ، وفي سنة 40هـ اغتيل الإمام عليّ عليه السلام في محرابه في مسجد الكوفة في الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان . تحديد مكان القبر الشريف: قبل يوم استشهاده في اليوم الثالث أوصى أن يدفن في قبر أعدّه واشترى ما حوله في ظهر الكوفة يقع بعد الثوية(9) لمن يأتي من جهة الكوفة ، ووراء القائم قريبا من النجف(10) قريباً من النجف(11) يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة بين الذكوات البيض(12) قريبا من قبري هود وصالح جوار قبري آدم ونوح(13) .
ودفن علية السلام ليلاً خفية واحتياطا من أن تهتك حرمة القبر على يد الأُمويين والخوارج. وقد تولّى دفنه الإمامان الحسن والحسين (ع) وأخوهما محمّد بن الحنفية (رض) وعبد الله بن جعفر (رض) ، واتبعهما جماعة من خلص الشيعة وشاهدوا عند القبر كرامة باهرة تتصل بمنـزلة الإمام ومقامه.
أهل البيت يزورون القبر سرّاً:
وظل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يوالون مع عدد من مخلصي أصحابهم زيارة القبر الشريف ، وتعهده سرّاً والحديث عنه كذلك ، وتحبيب زيارته. فقد زاره بعد ذلك الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام والإمام عليّ بن الحسين زين العابدين مع ولده محمّد الباقر عليهما السلام ، وانشأ عنده الزيارة المعروفة بـ (أمين الله) وزاره الإمام محمّد الباقر عليه السلام مرّة أخرى مع ولده الصادق عليه السلام وزاره زيد ين عليّ (رض) مع أبي حمزة الثمالي وأبي قرة من أصحابه وحين استقدم المنصور الإمام الصادق عليه السلام إلى الحيرة زاره عدّة مرات يصحبه في كلّ مرّة بعض أصحابه وأعطى في أحدها نقوداً لصفوان الجمال لإصلاح القبر…. وممّن زاره مع الإمام عليه السلام ولده إسماعيل ومن أصحابه أبان بن تغلب ، ومحمّد بن مسلم ، وصفوان الجمّال ، ومحمّد بن معروف الهلالي ، وسليمان بن خالد ، وأبو الفرج السندي ، والمعلى بن خنيس ، وزيد بن طلحة ، وعبد الله الرضوي ، والمفصل بن عمر، ويونس ين ظبيان، وزاره من الأئمة أيضا الإمام الكاظم سنة 149هـ ، الإمام عليّ الرضا سنة 199هـ ، ومحمّد الجواد سنه 221هـ ، وعليّ الهادي 234هـ ، عليهما السلام وانشأ بعضهم زيارات خاصة عنده أو انشأوها ليزور بها أصحابهم (ع) إذا قصدوا المرقد وهي مدونة مسنده اليهم في كتب الزيارات(14) .
وحين علم المنصور أنّ الإمام الصادق عليه السلام وعددا من أصحابه يوالون زيارة القبر . وكان كغيره من عامّة الناس يجهل موضعه أراد أن يتأكد من ذلك بنفسه فذهب منفرداً مع بعض خاصته وخَدمه وأمره أن يحفر في المكان المحدد للقبر ، وكان يزوره بعد ذلك يناجيه معتذرا إليه مما يفعله بأبنائه وذكروا : إنّ داود بن عليّ أيضا فعل ذلك فشاهد كرامة باهرة أخافته فأمر ببناء القبر وصنع صندوقاً وضعه عليه . وفي عهد الرشيد رأى ـ وقد خرج للصيد في هذه المنطقة ـ كرامة حملته على أنّ ينعطف ويخشع ويقيم على القبر قبةً بيضاءً ، وصنع على رأسها جرة خضراء ، وكان ذلك سنة 170هـ ، وكان يزوره ويصلّي عنده ويبكي عنده معتذراً إليه كما كان يصنع المنصور بولده. وممّن زار قبر الإمام عليه السلام في تلك الفترة عيسى بن جعفر . ومن الخلفاء زاره المقتفي والناصر ، وأطلق عنده صلاتٍ وأموالاً .. وزاره المستنصر وعدد لا يحصى من العلماء والسلاطين والشعراء والأعيان(15) .
وفي نهاية القرن الثاني بدأ بعض الشيعة يسكنون عنده ، ويدفنون أمواتهم حوله ، ولم ينته القرن الثالث حتّى أصبحت النجف مدينة صغيرة. فقد ذكروا: أنّ محمّد بن زيد العلوي ـ صاحب طبرستان المتوفّى سنة 278 هـ ـ بنى زمن المعتضد على القبر الشريف طاقاً للفقهاء والقرّاء والفقراء … وفي سنة 338هـ ، أقام عضد الدولة البويهي المتوفّى سنة372 هـ عمارة كبيرة وقبة أعظم وأفخم من القبة السابقة ، وشيّد أوّل سور يحيط بمدينة المشهد (النجف) كلّها. ويبدو: أنّ هذه القبة هي القبة التي ذكرها الحسين بن الحجّاج المتوفّى سنة 491هـ في مخاطبته للإمام قائلاً : يا صاحب القبة البيضاء في النجف من زار قبرك واستشفى لديك شفي زوروا أبا حسنٍ الهادي لعلّكم تحضون بالأجر والإقبال والزلــفِ(16) .
ولم يـبيّنوا لنا كم كان عدد سكان النجف لدى زيارة عضد الدولة لها إلا أنّهم ذكروا أنّهم أحصوا العلويين فقط فكانوا ألف وسبعمائة اسم .. وإذا كان الأمر كذلك ، فالعلويين لا يشكّلون إلا نسبة ضئيلة بين السكان عادة ، فكم يكون عدد السكان في ذلك التاريخ إذاً ؟ بخاصة وقد ذكروا أنّه وزّع على المجاورين من غير العلويين خمسمائة ألف درهم.. وأظن أنّ للأسوار التي بنيت حول المدينة في هذا العهد وما بعده أثراً في هجرة الناس إليها من الكوفة خاصة لما تعطيه من حصانة وأمان… وقد أعطي لهذه الأسوار ـ في تاريخ المدينة ـ اهتماماً بالغاً ، ففي سنة 400 هـ ، قام أبو محمّد الحسن بن سهلان الوزير البويهي السور الثاني حول مدينة المشهد (النجف) لكنهم لم يشيروا إلى أنّه أحدث في العمارة المقامة على المرقد الشريف أو القبة المباركة التي شيدها عضد الدولة تغييرا .. فقد ظلّت قائمة حتّى زمن الخليفة الناصر لدين الله العباسي الذي قام بين 550 هـ ـ 556 هـ بأعمال عمرانية واسعة ، وأصلح جوانب من المشهد العلوي الشريف … وفي سنة760 هـ حدث حريق في المشهد فاصلح وجدد ، ولم يذكر شخص معين أو جهة معروفة قيامها بهذا العمل ، والظاهر أنّه كان عملاً جماعياً.
لقد ازدهرت في القرن الخامس وما بعده حتّى منتصف القرن التاسع ازدهاراً عظيماً و أصبحت مرموقة من الناحية العمرانية والتجارية ، وورثت الكوفة مكانة علمية وسكاناً ، فقد هاجر إليها الكثير من أهلها ـ بخاصة طلاب العلم فيها ـ فراراً من هجمات الخوارج وغزو القبائل وملاحقة الحكام ؛ فلاذوا بأسوار المشهد (النجف) الحصينة ، وبحرمة الإمام عليّ عليه السلام ، وبالمكانة العظيمة للحوزة العلمية التي أصبحت منذ هجرة الشيخ الطوسي سنة 448هـ إليها مرجع الطائفة ، ومركز زعامتها الدينية تبيّن لنا ذلك من الوصف الذي سجله لنا الرحالة المغربي ابن بطوطة المتوفّى سنة 779هـ في رحلة لزيارة المدينة التي أكملها سنة 756 هـ ووصفه لها وللمرقد المقدّس والمدارس الدينية حوله…
وصف مدينة المشهد قال : نزلنا مدينة مشهد عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالنجف ، وهي مدينة حسنة في أرض فسيحة صلبة من أحسن مدن العراق ، وأكثرها ناساً ، وأتقنها بناءً ، ولها أسواق حسنة نظيفة دخلناها من باب الحضرة (باب سور المدينة الخارجي) .ف استقبلنا سوق البقالين والطباخين والخبازين ، ثّم سوق الفاكهة ، تّم سوق الخياطين والقسارية ، ثّم سـوق العطارين ، ثّم باب الحضرة ( يعني باب الصحن الذي يحيط بالمرقد ) حيث القبر الذي يزعمون أنّه قبر عليّ عليه السلام ، وبازائه المدارس والزوايا والخوانق معمورة أحسن عمارة ، وحيطانها بالقاشاني وهو شبه الزيج عندنا لكن لونه اشرق ونقشه أحسن .
وصفه للصحن الشريف قال: يدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة(17) يسكنها الطلبة ، والصوفية من الشيعة، ولكلّ وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز واللحم والتمر مرتين في اليوم . ومن تلك المدرسة يدخل إلى باب القبة ، وعلى بابها الحجّاب والنقباء والطواشية فعند ما يصل الزائر يقوم إليه أحدهم أو جميعهم ؛ وذلك على قدر الزائر يقفون معه على العتبة، ويستأذنون له ويقولون: عن أمركم يا أمير المؤمنين هذا العبد الضعيف يستأذن على دخوله الروضة العليّة فإن أذنتم له وإلا رجع ، وإن لم يكن أهلاً لذلك فأنتم أهل المكارم والستر. وصفه للحرم الشريف قال: صنع من الفضة ، وكذلك العضادتان ، ثّم يدخل القبة وهي مفروشة بأنواع البسط من الحرير وسواه ، وبها قناديل الذهب والفضة منها الكبار والصغار ، وفي وسط القبة مسطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل مسّمرة بمسامير الفضة قد غلبت على الخشب بحيث لا يظهر منه شيء ، وارتفاعها دون القامة، وفوقها ثلاثة من القبور يزعمون أن أحدها قبر آدم عليه الصلاة والسلام ، والثاني قبر نوح عليه الصلاة والسلام ، والثالث قبر عليّ (رضي الله تعالى عنه) ، وبين القبور طسوت ذهب وفضة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب يغمس الزائر يده في ذلك ويدهن بها وجهه تبركاً ، وللقبة باب آخر عتبته أيضاً من الفضة وعليه ستور من الحرير الملون يفضي إلى مسجد مفروش بالبسط الحسان مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير ، وله أربعة أبواب عتباتها فضة وعليها ستور الحرير… ثّم قال : ولهذه الروضة كرامات .. إلى آخره(18) .
ورغم أنّ قول ابن بطوطة عن النجف أنّها من أحسن مدن العراق وأكثرها ناساً ،واتقنها بناءً . يعطي صورة عما بلغته النجف من سعة وازدهار في القرن الثامن إلا أنّها صورة مجملة لم تقدّر عدد السكان ولا عدد ما فيها من الدور.. وقد قدّر بعضهم دورها في تلك الفترة وما بعدها ـ عدا الخانات والمدارس ـ بما يقرب من سبعة آلاف دار … وحين استولى الشاه إسماعيل الأوّل الصفوي المتوفّى سنة 930هـ مقاليد بغداد سارع إلى زيارة النجف ، واعتنى بشؤونها وأصلح نهراً بقربها عرف بـ (نهر الشاه) كان يجري من الفرات بقناة خاصة تحت الأرض .. فأنهى بذلك مشكلة شحة المياه ، وانتعشت النجف أيما انتعاش في زمنه وبعده بعقدين .. ثّم توالت عليها المحن والنكبات .
-----------------------------------------------------------
(1) لسان العرب م : 9 م : نجف ص323.
(2 ) تاج العروس م 10 /648.
(3) معجم البلدان ج 4/ 196.
(4) ذكر البحاثة البدري نقلاً عن القاموس الآشوري الذي اصدرته جامعة شيكاغو : إنّ (كادو ) اسم للفرات القديم ، وقد جاء في رواية عن المفضل ، عن الإمام الصادق عليه السلام: أنّه فرات الكوفة . ونقل أنّ العلامة المجلسي تصوّر أنّها مصحّفة ، وأنّ الصحيح (قرب الكوفة) .. ونقل أنّه تحقق : أنّ (أراراط) الوارد في التوراة العبرية ، و (قردو) الوارد في التوراة الآرامية والسريانية على أنّ سفينة نوح استقرت على جبالهما إنّما هما اسمان لبابل .. ممّا ورد يقرب ـ مع معرفة التحريف في العهد القديم ـ صدق الرواية… (5) سورة هود الآية : 43.
(6) فرحة الغري .
(7) بحر النجف كما ترى كان قائماً تاريخياً بل أدركنا منظره قبل جفافه حين أصبح ضحلاً . وقد ذكر الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي : إنّ بحر النجف كان مجرى للسفن الشراعية ، وليس لدينا عنه أمر يوثق به عدا ما حدّثنا به الرحالة البرتغالي (تكسيرا) وان كان ذلك في وقت متأخر تاريخياً. قال تكسيرا الذي وصل النجف في 18 أيلول 23 ربيع الثاني سنة 1013هـ: إنّ مدينة النجف كانت تطل من موقعها العالي على بحر النجف … وقال: إنّه ليس لهذه البحيرة شكل معين لكنها تمتد بطولها حتىّ يبلغ محيطها خمسة وثلاثين إلى أربعين فرسخا ، وهناك قريبا من منتصفها ممر ضحل تستطيع الحيوانات اجتيازه خصوصا في المواسم التي يقل فيها ماء البحر . وقال: إنّ هذه البحيرة كانت شديدة الملوحة، ولذلك كان يستخرج منها الملح الذي يباع في بغداد والمناطق المجاورة مع ملوحتها كان يكثر فيها السمك بأنواعه المختلفة ، ولهذا كان يسميها الناس بـ (الرهيمة) . ويرى تكسيرا: إنّ بحر النجف يستمد ماءه من الفرات ، ولذلك يلاحظ ازدياد مقادير الماء في مواسم الطغيان. والبيت الأخير للموصلي يؤيد ذلك ، فالبساتين قائمة حول النهر المنحدر من أبي صخير والذي يزداد أيام فيضان الفرات .
(8) معجم البلدان ج 5 ص 271.
(9) على مسافة 2كم.
(10) اسطوانة كانت قائمة ولم تعد موجودة اليوم .
(11) يقصد به بداية الهضبة المطلة على منخفض بحر النجف ، ويبعد قبر الإمام عنها بحدود 1كم .
(12) الذكوات البيض ـ منّقطة وغير منقّطة ـ : تلال أربعة تبدو في الشمس بيضاء ، وأحيانا توصف بالحمراء ، ويبدو أنّ ذلك وصفها بداية الشروق وعند الغروب ومواضعها معروفة حوالي القبر حتىّ الآن .
(13) هذا ما ورد في أخبار الأئمة من أهل البيت ابتداءً من الإمام عليّ عليه السلام في تعين موضع القبر .
(14) لذلك يكون تشكيك البعض في موضع القبر الشريف الذي رواه الخطيب البغدادي عن بعضهم ا لم يكن مقصوداً ، أو كان نتيجة لإخفاء القبر عن الأعداء وغير المؤمنين ـ تشكيك جاهل أمام عالم على يقين والأجنبي البعيد أمام القريب الحميم فلا قيمة له . أولاً: لأنّ أبناء الرجل وأهله كما يقول ابن أبي الحديد : اعلم بموضع قبره ثّم الخاصّة من شيعته وقد عرفت أعلاه إجماعهم على أنّ هذا هو موضع قبره عملاً ودلالة قولية وتوصيفاً . ثانياً: لأنّ قبر المغيرة بن شعبة في مقابر ثقيف في (الثوية) على ما يثبته المؤرخون وهما على مسافة أكثر من 12 كم من القبر الشريف ومثله قبر زياد بن أبيه لعنة الله عليه . وقد ذكر ابن الجوزي : إنّه دفن في ظهر الكوفة ثلاثمائة صحابي لم يعرف منها إلا قبر عليّ بن أبي طالب دلّ عليه ولده الصادق عليه السلام . ثالثاً: ذكر العلامة الباحث الورع الشيخ محمّد حرز الدين في مراقد المعارف ( ج2/323/324) عن الثقة المعاصر له داود الحجّار أنّه كان ينّقب عن الحجارة في ظهر الكوفة في منطقة (الثوية) قرب الطريق العام القديم بين النجف والكوفة على بعد مائة خطوة من قبر العالم الجليل كميل بن زياد فعثر في الأرض على موضع فيه حجارة دفينة وصخر مكتوب عليها بالخط الكوفي فقلعها واحتفظ بها واطلع عليها العالم الزاهد الملا الشيخ عليّ الخليلي النجفي المتوفّى سنة 1297 هـ ، وحكى له أمرها فقال: بعد قراءتها له احملني إلى مكانها قال فاركبته دابتي والصخرة أمامه حتّى انتهينا إلى موضعا فوضعها الشيخ في مكانها وسوّى عليها التراب بيده ، وقال : أنا آمرك أنّ لا تنبش هنا فأنهّا مقبرة لوجوه المسلمين في الكوفة ، وهذه الصخرة رسم قبر المغيرة بن شعبة كما هو نص كتابتها .
(15) لدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية ـ للعلامة الحلّي ـ م 2 ص 837 ـ 852 ، المطبوع مع كتاب الغارات ـ للثقفي .
(16) الكنى الألقاب م1 ص 256.
(17) كانت أُولى المدارس وأعظمها.
(18) رحلة ابن بطوطة .
**********
نكبات النجف وهجرة أهلها منها
يقول أحد المؤرّخين : تواردت على النجف أدوار مختلفة ، وحالات متباينة من كثرة السكان ، وقلتهم ، وحركة الهجرة إليها ، ووقوفها . ففي بعض أدوارها انحطت ووقفت حركة السير نحوها والمجاورة بها . ومن ذلك هجوم المغالي الملحد عليّ بن المتمهدي محمّد المشعشعي المقتول في بهبهان سنة861 هـ لها في حدود سنة 858 هـ ، وقتله الكثير من أهلها ، ونهبه للمشهد الشريف ، وجعله ديواناً له ومطبخاً ، ومكثه فيها ستة أشهر يعيث فساداً .. وعانت النجف في القرنين العاشر والحادي عشر من وقوع عدّة طواعين وأوبئة شديدة الوطأة ، وكابدت من آثار الحروب الطاحنة بين الصفويين والعثمانيين ، وأذتها شحة المياة في فترات طويلة، وأرهقتها غارات رؤساء بعض القبائل.. مما حمل أكثر أهلها على الهجرة عنها حتّى أن ّالرحالة البرتغالي (تكسيرا) الذي زارها سنة 1013 هـ قال: (( إنّ بيوتها ويبدو لي ـ إنّه يعني المسكونة منها ـ لا تزيد على الستمائة بيت بعد أن كانت تزيد على ستة آلاف أو سبعة آلاف بيت مبنية بإتقان)). ويظهر أنّ هجرة السكان ـ رغم ذلك ـ لم تكن بصورة نهائية ولا طويلة ، فإنّ السكان ما يلبثون حين يتلمسون انفراجاً أن يعودوا … ومما يدل على ذلك ما ذكر من محاصرة الروم للنجف سنة 1032 هـ أيام السلطان سليم العثماني ، ولا يتصور محاصرة مدينة لا تضم إلا ستمائة بيت. مما حمل بعض ملوك الهند ـ بعد ذلك ـ أن يبنوا حول النجف سنة 1039 هـ سوراً جديداً محكماً هو السور الثالث. وظلت الحوزة في أحلك هذه الظروف مستمرة ، ومرابطة برز بها أعلام ، ومن هؤلاء : السيّد حسن بن حمزة الموسوي الذي كان حياً في سنة 862 هـ . والشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفّى سنة 900 هـ . والشيخ عليّ الكركي المحقق الثاني المتوفّى سنة 940 هـ ،صاحب جامع المقاصد . والشيخ أحمد الأردبيلي المتوفّى سنة 993 هـ ، صاحب زبدة البيان . والأمير السيّد عليّ بن حجّة الشولستاني المتوفّى سنة 1060 هـ ، صاحب توضيح المقال. والشيخ أحمد الجزائري المتوفّى سنة 1150 هـ ، صاحب قلائد الدرر . ولذلك فإنّ انتقال الحركة العلمية عن النجف لا يعني عدمها منها ، وإنّما يعني ضعفها وقيام المرجعية في غيرها كـ : قم ومشهد وإصفهان والحلة وكربلاء.
عودة المرجعية إلى النجف الأشرف
في مطلع القرن الثالث عشر عادت المرجعية الدينية إلى النجف بعد أن قامت في الحلة زمناً طويلاً، ثّم في كربلاء أثناء وجود الشيخ الوحيد البهبهاني المتوفّى سنة 1205 هـ ، ورغم أنّها استمرت بعده ممثلة بتلميذه ( صاحب الرياض ) المتوفّى سنة 1216هـ ؛ فإنّ النجف كانت تنافسها بتلميذيه البارزين المرجعين السيّد مهدي بحر العلوم المتوفّى سنة 1212 هـ ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفّى سنة 1228 هـ . وفي عهدهما نشطت الحركة العلمية والأدبية في النجف بصورة لم ير لها مثيل ، وقد عهد الشعراء في ذلك العهد في النجف فكانوا مائتي شاعر ، وازدهرت الحياة في المدينة بصورة عامة ، وعادة تعج بالوافدين والزائرين .. لكنها تعرضت في الأعوام 1216 هـ و 1221 هـ و1226 هـ إلى هجمات وحشية شرسة من الوهابيين فقد هدموا القبر الشريف وانتهبوا محتوياته ، وسفكوا دماء السكان، واستباحوا الحرمات ، وعاثوا في المدينة فساداً .. لكن الله تعالى دفع عاديتهم ، وحقق للمدينة المقدّسة وأهل العلم و سكانها الآخرين بسببين :
الأوّل: تسليح أهلها لا سيّما طلاب العلم بأمر ، وإشراف الشيخ كاشف الغطاء (قدس الله نفسه) الذي جلب لهم السلاح الكافي الرائج يومئذٍ ، وأمر بتدريبهم عليه فكانوا يخرجون إلى الصحراء ما بين النجف والسهلة كلّ يوم للتدريب ، وكان حمل السلاح والتدريب عليه فرضا دينياً للدفاع ، حتىّ ألّف السيّد الجليل جواد العاملي المتوفّى سنة هـ ـ صاحب (مفتاح الكرامة) ـ رسالة في وجوب الذب عن النجف وهو أحد تلامذة كاشف الغطاء المبرزين وأُستاذ صاحب الجواهر .. كما أنّ الشيخ كاشف الغطاء شجع طلاب العلم على الرياضة وألعاب القوى المعروفه في ذلك العصر ، وأعد جانباً من داره لهذا الغرض.. لكن حمل السلاح قد أُسيء استعماله بعدئذٍ ، وارتدت أثاره السلبية على المدينة بوقوع الفتنة القبلية المعروفة بفتنة الشمرت والزكرت التي امتدت زمناً طويلاً .
الثاني: من أسباب الأمان في النجف بناء سورها الأخير والخندق العميق حوله الذي انفق عليه مبالغ خيالية في ذلك العصر الصدر الأعظم نظام الدولة جدّ أُسرة آل نظام النجفية، وكان يومئذٍ وزيراً لفتح عليّ شاه ، وقد تم بناؤه سنة 1226 هـ أي قبل وفاة الشيخ كاشف الغطاء بسنتين ، وبه صارت النجف قلعة حصينة لا تستطيع أية قوة في ذلك العصر أن تقتحمها ، وظل هذا السـور قائماً خلـف موقـع الرابطة الأدبية حتّى عام 1980 م. وفي سنة 1325 هـ / 1908 م أنشأت شركة أهلية سكة حديد لعربات تجرها الخيول (تراموي) تربط النجف بالكوفة ، وظلت قائمة حتىّ 1365 هـ / 1948 م ، فرفعت بعد أن كثرت السيارات اللازمة للنقل. وفي 1348 هـ/ 1929 م مدت أنابيب الماء من الكوفة إلى النجف وربطت بمضخات تدفع المياه إليها بعد أن كانت المدينة تعتمد على القنوات ـ التي سرعان ما تتعطل ـ وعلى الآبار.
محلات النجف داخل الأسوار
كانت النجف حتىّ العام 1350هـ/1931 م تعيش داخل السور ، وكانت تتألف من أربع محلات أو أحياء هي :
1- حي العلا ، وتسمى اليوم محلة المشراق .
2- محلة العمارة ، وهي أكبر محلة في النجف .
3- محلة الحويش .
4- محلة البراق .
وفي سنة 1350 هـ فتحت الإدارة المحلية (القائمقامية) خمسة أبواب في سور المدينة ، وخططت لأحياء جديدة خلف السور ، فقامت محلة الجديدة الأُولى حتّى شارع المدينة ، ثم الجديدة الثانية . وفي 1959م خطط لأحياء جديدة كـ : حي السعد ، وحي الحنانة ، وتتابع التوسع حتّى بلغ ذروته في الأعوام ما بين 980 - 988 ، ومن هذه الأحياء : حي الجديدة الأُولى ، وحي الجديدة الثانية، وحي المخضر ، وحي المثنى ، وحي جمال عبد الناصر، وحي الأمير ، وحي الزهراء ، وحي القادسية ، وحي المرحلين ، وحي الجامعة، وحي النفط ، وحي الضباط ، وحي الأطباء ، وحي الهندية ، وحي العسكري ، وحي النصر ، وحي الصحّة ، وحي الكرامة ، وحي الغدير ، وحي العدل ، وحي الأنصار، وحي الحوراء زينب ، وحي الشرطة ، وحي حنون ، وحي الأفغاني ، وحي الصناعي، وحي الجزيرة ، وحي الشوافع ، وأحياء أُخرى ناشئة .
1 - شوارعها .
2 - مراقدها .
3 - مساجدها .
أهم معالمها
الحرم العلوي ، ويقع وسط المدينة القديمة المسوّرة تماماً ، أمّا الآن فهو يقع في طرفها الغربي على بعد 1 كم من الهضبة (النجف) العمارة القائمة على القبر الشريف الآن هي العمارة التي بناها صفي حفيد الشاه عبّاس الأول عام 1047 هـ / 1637 م ، وقد أجري عليها كثير من التطويرات كالتذهيب التي تم بأمر السلطان نادر شاه ، واستمر التجديد في عصرنا الحاضر ، ومن ذلك إعادة تذهيب القبة الشريفة عام 1392 هـ / 1972 م من قبل الحاج محمد رشاد ميرزة أحد أبناء النجف الأشرف. وحول الضريح وفي خزائنه نوادر يتيمة من التحف ذات قيمة معنوية وفنية ومادية كبيرة ، وسنشير إلى بعضها وراء وصف العمارة وان كان قاصرا قصوراً بالغاً عن إعطاء صورة تدنوا من واقعها ، فذلك ما لا يدرك إلاّ بالمشاهدة قطعاً.
مرقد الإمام عليّ عليه السلام
يقع وسط مدينة النجف القديمة ، وهو أبرز معالمها ، والروضة المقدّسة التي في وسطها القبر الشريف مربعة الشكل ، طول ضلعها ثلاثة عشر مترا ً، وأرضيتها مفروشة بالرخام الإيطالي المصقول وكذلك الجدران إلى ارتفاع حوالي مترين مغطاة بالرخام وما يعلو ذلك ، وقد كسي بالمرايا الملونة والزخارف الهندسية البديعة وبالفسيفساء ذات الأشكال الجميلة ، وفي وسط الحضرة يكون القبر الشريف ، وقد وضع عليه صندوق من الخشب الساج المطّعم بالعاج المنقوش عليه بعض الآيات القرآنية محاطاً بشباكين الأول مما يلي صندوق الخشب من الحديد الفولاذ المصقول والزجاج ،والثاني من الفضة يعلوها تاج من الذهب الخالصين يبدأ بصف من القناديل الجميلة من الجهات الأربع ، ويقدر ما فيه من الفضة بمليوني مثقال وما فيه من الذهب بعشرة آلاف مثقال ، وقد كتب في أعلاه أبيات من قصيدة لابن أبي الحديد وأبيات من قصيدة السيّد الحميري. وللروضة أربعة أبواب على الرواق اثنان ذهبيان مطّعمان بالميناء مقابل باب الرواق الذهبي المطعم بالميناء أيضاً واثنان فضيان من جهة الشمال ، ومقابل كلّ بابين شباك كبير يطل على الرواق .
وتعلو القبر الشريف قبة جميلة واسعة مرتفعة عن أرض الروضة المقدسة بـ (35) متر ومحيط قاعدتها (50) متر وقطرها حوالي (16) متر وللقبة (12) شباكاً وهي مزينة من الداخل بالفسيفساء الرائعة وبنقوش أسماء الأئمة المعصومين عليهم السلام ، وبعض آيات من الذكر الحكيم ، ومقطوعات من الشعر العربي في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ومطلية من الخارج بالذهب الخالص، ويقدّر الطابوق الذهبي الذي يزينها بـ (7777) طابوقة .
وتقع الروضة وسط رواق يبلغ ارتفاعة (17) متر وطوله (31) متر وعرضة (30) متر مزدان بالمرايا والمرايا ذات الأشكال الهندسية المختلفة منقوش ببعض السور القرآنية وفيه أربعة أبواب ، بابان في الإيوان الذهبي المعروف بـ (الطارمة) ، يقع الكبير منها وسط الإيوان مقابل الساعة للصحن الشريف ، وهو من الذهب المطّعم بالميناء كتب على جبهته الحديث النبوي الشريف : (عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ ، ولن يفترقا حتىّ يردا عليَّ الحوض) ، ويقع الصغير منهما تحت المئذنة الشمالية وهو من الفضة، وباب ثالث مقابل القبلة للصحن الشريف ، ورابع مقابل باب الطوسي للصحن أيضاً وكلاهما من الفضة ، ويتصل بالرواق من الصحن جهة الشرق وعند المدخل العام للحرم إيوان ذهبي يعرف بـ (الطارمة) يرتفع عن أرض الصحن متراً واحداً ويبلغ طوله (33) متر. وعلى جانبي الإيوان مئذنتان اسطوانيتا الشكل ارتفاع كلّ منهما (35) متر ومحيط قاعدة كلّ منهما يقرب من (8) متر وقطرها (2.5) متر ، وهما ذهبيتان ويحيط بالروضة .
والرواق فناء كبير يعرف بالصحن ارتفاعه (17) وطول ضلعه الشمالي (74) متر والجنوبي (57) متر والشرقي والغربي (84) متر مزدان بالقاشاني منقوش بأبدع النقوش مكتوب عليه الآيات القرآنية وفيه ما يقرب من (100) غرفة وأربعة إيوانات متقابلة وهي خمسة أبواب ، وهي :
1 - باب الساعة ، وهو المقابل لسوق الكبير من جهة الشرق ، ويعتبر الباب الرئيسي .
2 - باب السلام ، ويقع إلى جانب باب الساعة مقابل قيصرية (العبايجية) بائعي العباءات .
3 - باب الطوسي ، مقابل شارع الطوسي إلى جهة الشمال .
4 - باب الفرج ، ويقع مقابل سوق العمارة إلى جهة الغرب .
5 - باب القبلة ، ويقع مقابل شارع الرسول (ص) إلى جهة الجنوب .
وعلى الباب الرئيسي للصحن الشريف ساعة كبرى ذات جرس ناقوسي ، وأربعة وجوه عليها قبة مطلية بالذهب الخالص.
المكتبات العامة
في النجف الأشرف ـ اليوم ـ مكتبات كثيرة ، خاصّة وعامّة، وتضم مئات الألوف من المطبوعات في مختلف أنواع الثقافة ، وعشرات الألوف من المخطوطات في شتى العلوم الإسلامية وملابساتها ، ومن بينها المخطوطات النادرة لقدم كتابتها ، أو لأنّها بخطوط مؤلفيها أو لأنّها قرئت على مؤلفيها ، أو كتبت على نسخ مؤلفيها ، أو لانفرادها وندرة وجودها. وتنتشر هذه المكتبات في الدور والمسـاجد و الحسينيات والجمعيات والمدارس وفي البنايات الخاصّة بها . ومن أهم المكتبات في مدينة النجف الأشرف :
1- مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة :
تقع في صحن مرقد الإمام عليّ عليه السلام ، وقد كانت مخزنا لكتب الحضرة العلوية الشريفة ، ويرجع تأريخها إلى أيام عضد الدولة البويهي المتوفّى سنة 372هـ ، وقد كان من المعنيين بجمع المخطوطات النادرة الثمينة . وبسبب احتراق هذه الخزانة قام صدر الدين بن شرف الدين المعروف بالآوي بإعادة تأسيسها سنة 760هـ ، مستعينا بفخر المحققين أبي طالب محمّد بن الحسن الحلّي المتوفى سنة 771هـ ، وكانت تسمى بالخزانة العلوية . وكانت تضم نفائس الكتب وأغلبها بخط مؤلفيها أو عليها خطوطهم وأهم محتوياتها:
1- مصاحف ثمينة لأشهر الخطاطين بالخط الكوفي والأندلسي واليماني محلاة بالذهب ترجع إلى عصور مختلفة ويبلغ عددها 400 مصحف يرجع تأريخ بعضها إلى سنة400 هـ ، وقد كانت فيها مصحف مكتوب على رق بخط كوفي ينسب للإمام عليّ عليه السلام ، وكتب في آخره تم سنة 40هـ .
2 - كتاب نهج البردة ، منسوب للإمام عليّ عليه السلام.
3 - كتاب المسائل الشيرازية ، للشيخ أبي الحسن بن عبد الغفار الفارسي النحوي.
4- كتاب شرح الدريدية ، لابن خالويه.
5- شرح ديوان المتنبي ، لابن العتيايقي المتوفّى سنة 700هـ .
6- الجزء الثاني من التبيان تأريخه 576هـ.
7- الأسرار الخفية ، للعلامة الحلي بخط المصنف في ثلاثة أجزاء .
8- نهاية الإقدام في علم الكلام ، لفخر الدين الرازي تأريخها 700هـ.
9- الملتقط ، للزمخشري بخط قديم.
10 - تقريب المقرّب في النحو ، لابن عصفور.
11 - التقريب ، لابن حياّن بخط المؤلف.
12- المباحثات ، لابن سينا كتب سنة 718هـ.
13- الجزء الأول من كتاب معجم الأدباء بخط المصنف.
من ذاكرة التأريخ
بسبب تبعية هذه المكتبة للمشهد العلوي الشريف واحتوائها على كلّ ما هو غال ونفيس فقد كانت موضع اهتمام الملوك والأمراء وأعيان الشيعة ، وقد نالت شهرة علمية واسعة في منتصف القرن الخامس الهجري الذي شرع طلاب العلم بالتوجه إلى النجف من مختلف البلدان . ذكرنا أنّ المكتبة تعرضت لحريق ؛ وذلك في الحريق الذي شب في المشهد العلوي الشريف سنة 755هـ ، ومن جملة ما احترق فيها مصحف في ثلاثة مجلدات بخط الإمام عليّ عليه السلام . وقد أوصى صدر الدين الآوي أن يشتري بثلثه من الميراث كتباً يقفها على هذه المكتبة ، وخلال خمس سنوات تكاملت المكتبة ، واستعادت هيبتها بعد ما اشتريت لها الكتب النادرة . وكان طلاب العلوم الدينية يتركون فيها - عندما يعودون إلى أوطانهم - ما حملوه من نفائس كتبهم وما ألفوه من رسائل. وفي أواخر القرن الثالث العشر الهجري امتدت إلى هذه المكتبة العظيمة أيدي السراق ، وتعرضت للإهمال فصار لم يعرف من هذه المكتبة غير اسمها ، ولا يتجاوز اليوم ما فيها من الكتب المئات حفظت في خزانة لا تفتح إلا لكبار الزائرين. وممّن ذكر هذه الخزانة السيّد عليّ بن طاووس في الطرائف ، والشيخ عليّ حفيد صاحب المعالم في الدر النضيد ، والشوشتري في تحفة العالم.
2- مكتبة مدرسة الصدر الأعظم :
تقع في بناية مدرسة الصدر الواقعة عند مدخل سوق الكبير ، أسسها الحاج محمّد حسين خان الأصفهاني المعروف بالصدر الأعظم ، وسمّيت نسبة إلية ؛ وذلك في أيام فتح عليّ شاه القاجاري في النصف الأوّل من القرن الثالث عشر الهجري ، تعتبر أول مكتبة عامة أنشئت في مدينة النجف الحديثة ، وقد أصبحت من أشهر مكتباتها لفترة من الزمان ، وقد أسسها الصدر الأعظم ليستعين بها طلاب مدرسته الدينية ، وقد بذل عليها الأموال الطائلة لتزويدها بالمصادر العلمية الخطية والمطبوعة. وعلى الرغم من أهميتها والمبالغ الكبيرة التي أنفقت عليها إلا إنّها فقدت الكثير من مخطوطاتها الأثرية وكتبها النادرة التي كان عددها كبيراً حتّى الربع الأوّل من القرن الرابع عشر الهجري.
3- مكتبة الحسينية الشوشترية :
أسسها الحاج عليّ محمّد النجف آبادي المتوفّى سنة 1332هـ ، وكانت تضم دون عشرة آلاف كتاب ، وأكثر مخطوطاتها بخط مؤسسها النجف آبادي ، ومنها :
1 ـ تلخيص الأقوال في علم الرجال ، للميرزا محمّد الحسيني المتوفّى سنة 1026هـ بخط المؤلف .
2 ـ ومتشابه القران ، لابن شهرآشوب ، وكتب سنة 1079هـ .
وقد قام النظام البائد بإزالة المباني الواقعة في محلة العمارة عن بكرة أبيها فلم يبق أثر ظاهر لتلك المكتبة .
4-مكتبة كاشف الغطاء :
أسسها الشيخ عليّ كاشف الغطاء رحمه الله المتوفّى سنة 1350هـ كمكتبة خاصة ، وأوقفها أبنه الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء رحمه الله (1294-1373هـ) ، حيث بنى لها جناحاً في مدرسته الشهيرة ، وفيها ما يقرب من عشرة آلاف كتاب من بينها المدونات الكبرى في التاريخ ، والأدب ، واللغة ، والمخطوطات المهمة فيها ، ومن مخطوطاتها المهمة :
1-سلوة العارفين وأنس المشتاقين ، لمحمد بن ملك الطبري يرجع تأريخا إلى سنة 459هـ .
2-الأنوار النبوية في صحاح الأخبار المصطفوية ، للحسن بن محمد الصاغاني يرجع تاريخها إلى سنة 692هـ .
3- المعرفة في أصول الحديث ، للحاكم بن عبد الله صاحب المستدرك يرجع تأريخها إلى سنة 425هـ .
4-أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، للمنصور بالله الحسن بن محمد ين أحمد بن يحيى أحد أُمراء اليمن فرغ من تأليفه سنة 1108هـ .
5- الإيمان من كتاب الكافي ، للشيخ الكليني تاريخ المخطوطة 708هـ .
6- الحصون المنيعة في طبقات رجال الشيعة ، للشيخ عليّ كاشف الغطاء مؤسس المكتبة وبخطه .
7- سمير الحاضر ومتاع المسافر ، له أيضا وبخطه ، فرغ منه عام 1343هـ .
8- الدرّة البهية والروضة المضية في تاريخ الروضة الحسينية ، للسيد حسون البراقي المتوفّى سنة 1332هـ وبخط المؤلّف .
9- مختصر مقاتل الطالبين ، له أيضا وبخطه .
10- منتخب تاريخ قم ومن سكن فيها من العلويين ، له أيضا وبخطه .
11- الدرّة المضية في تأريخ الحنانة والثوية ، له أيضا وبخطه .
12- كشف الأستار في أولاد خديجة من النبي المختار صلى الله عليه واله وسلم ، له أيضا وبخطه فرغ منه سنة 1325هـ .
13- النخبة الجلية في أحوال الوهابية ، له أيضاً وبخطه فرغ منه سنة 1314 هـ .
14- رجال الغضائري ، بخط مؤسس المكتبة .
15- رياض العلماء ، للميرزا عبد الله أفندي أجزاء منه بخط مؤسس المكتبة .
16- شرح الدريدية ، لابن خالويه بخط مؤسس المكتبة .
17- وقعة الجمل ، للشيخ المفيد بخط مؤسس المكتبة .
18- الفصيح ، لثعلب بخط مؤسس المكتبة .
19- الأخلاق ، للسيد عبد الله شبر بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1178هـ .
20- حق اليقين ، للسيد خلف المشعشعي أمير الحويزه ، كتب في عصر المؤلّف .
21- النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير كتب في عصر المؤلف وعليه إجازته بخطه .
22- مختار الصحاح ، للرازي .
23- كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ ، للطرابلسي .
24- الحكم والمحيط الأعظم ، لابن سيده .
25- الفائق في تفسير الحديث ، للزمخشري .
26- الانتخاب الجيد من تنبيهات السيد ، للدمستاني .
27- الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية ، للإمام حميد الدين اليماني .
28- رجال ابن داود ، كتب سنة 1036هـ .
29- فهرست علماء البحرين ، للشيخ سليمان الماحوزي .
30- معراج الكمال إلى معرفة أحوال الرجال ، للماحوزي أيضا .
31- أسماء الأضداد ، لابن قتيبة كتب سنة 1253هـ .
32- أسماء الأضداد ، للثعالبي .
33- تعليقة على شعر امريء القيس ، للسيد المرتضى .
34- ديوان المرتضى .
35- ديوان عفيف الدمشقي ، كتب سنة 1101هـ .
36- ديوان الحسين بن الحجاّج ، مصور .
37- شرح ديوان المتنبي ، لابن جني .
38- شرح المعلقات السبع ، لابن جني أيضا .
39- المغني عن الأغاني ، للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء .
40- المقصور والممدود ، لابن دريد .
41- التعليقة على كتاب طبقات الأُمم ، لابن أبي جرادة ، كتبت على نسخة تأريخها سنة 650ه .
42- حاشية على مطالع الأنوار ، كتب في عصر المؤلف سنة 680هـ .
43-شرح المطالع ، لقطب الدين الشيرازي ، كتب سنة 772هـ .
44- عيون الأثر ، لابن سيد الناس ، كتب سنة 1031هـ .
45- طبقات الأُمم ، للأندلسي .
وتقع هذه المكتبة في بناية مدرسة كاشف الغطاء في محلة العمارة.
5 ـ مكتبة جمعية الرابطة الأدبية :
أسستها جمعية الرابطة الأدبية عام 1351 هـ ، وتضم ما يقرب من أربعة آلاف كتاب ، من بينها الموسوعات الثقافية المهمة أمثال :
1 ـ دائرة المعارف البريطانية .
2 ـ دائرة معارف القرن العشرين .
3 دائرة معارف البستاني .
4 ـ موسوعة أعيان الشيعة .
وتقع هذه المكتبة في مقر الجمعية بمحلة الجديدة .
6 ـ مكتبة صاحب الذريعة :
أسسها الشيخ أغا بزرك الطهراني مؤلّف الموسوعة القيمة (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) عام 1345هـ ، ووقفها عام 1375هـ ، وفيها حوالي خمسة آلاف كتاب من بينها الموسوعات التاريخية ، والرجالية ، والمخطوطات النادرة منها :
1- الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، بخط مؤسس المكتبة مؤلف الكتاب .
2 ـ طبقات أعلام الشيعة ، له أيضا وبخطه .
3- إجازات القرون الثلاثة الأخيرة ، له أيضا وبخطه .
4- مجموعة الفوائد المتفرقة ، له أيضا وبخطه .
5- مستدرك الذريعة ، له أيضا وبخطه .
6- آداب المناضرة ، للعضدي، وبخط مؤسس المكتبة .
7- آداب المناضرة ، للكاشي ، بخط مؤسس المكتبة .
8- ـ الأعلام ، للشيخ المفيد، بخط مؤسس المكتبة .
9- الجبر والتفويض للإمام الهادي عليه السلام ، بخط مؤسس المكتبة .
10- رسالة أبي غالب الزراري ، بخط مؤسس المكتبة .
11- ثماني عشرة رسالة في موضوعات مختلفة ، للسيد المرتضى، بخط مؤسس المكتبة .
12- جنة المأوى فيمن رآه (عج) في الغيبة الكبرى ، للميرزا النوري المتوفّى 1320هـ ، بخط المؤلّف كتبها سنة 1302هـ .
13- خاتمة المستدرك، للميرزا النوري ، بخط المؤلف فرغ منه سنة 1319هـ .
14- دار السلام في الرؤيا والمنام ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1292هـ .
15- الصحيفة العلوية الثانية ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف كتبت سنة 1303هـ .
16- ميزان السماء في ميلاد خاتم الأنبياء ، للميرزا النوري ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1281هـ .
17- آداب البحث والمتعلمين ، للمولى محمد القومشهي، بخط المؤلف .
18- التبصرة في التجويد ، للقومشهي ، بخط المؤلف فرغ منه سنة 1252هـ .
19- الحسن والقبح العقليين ، للقومشهي ، بخط المؤلّف فرغ منه سنة 1281هـ .
20- إرشاد الأذهان ، للعلامة الحلي ، كتب سنة 1105هـ .
21- الأنموذج في النحو ، للأردبيلي ، كتب سنة 1239هـ .
22- التذكرة في الأُصول الخمسة ، للصاحب بن عباد .
23- التصريح ، للأزهري ، كتب سنة 1037 هـ .
24- تهذيب الأصول ، كتب سنة 1044هـ .
25- جامع السعادات ، للنراقي ، كتب سنة 1208هـ .
26- رسالة في الجمع بين الفاطميتين ، للوحيد البهبهاني ، كتب في عصر المؤلّف .
27- خلاصة الأذكار ، لفيض الكاشاني ، كتب في عصر المؤلف .
28- الدروس الشرعية ، للشهيد الأوّل ، كتب سنة 830هـ .
29- ـ رجال الشيخ مرتضى الأنصاري .
30- الروضة البهية ، للشهيد الثاني ، بورق ترمة ، ونسختان أخريان ، كتابة إحداهما 1247هـ ، وكتابة الأخرى 1271هـ .
31- شرائع الإسلام ، للمحقق الحلي ، كتب سنة 1240هـ .
32- عقاب الأعمال ، للصدوق ، كتب سنة 1267هـ .
33- الملاحم والفتن ، لابن طاووس كتبت عن نسخة المؤلف وقوبلت عليها .
34- الفصول النصرية ، لنصير الدين الطوسي .
35- القول الصراح في نقد الصحاح ، لشيخ الشريعة الأصفهاني ، كتب عن نسخة بخط المؤلف سنة 1341هـ .
36- كنـز العرفان في فقه القران ، للمقداد السيوري ، كتب 1248هـ .
37- مسند محمد بن سليمان المغربي .
38- ـ مهج الدعوات، لابن طاووس ، كتب 1035هـ .
39- المقنع ، للصدوق ، كتب 1239هـ .
40- ـ النكت الاعتقادية ، للمفيد ، كتب 1147هـ .
وتقع هذه المكتبة في دار مؤسسها بمحلة الجديدة .
7-مكتبة كلية الفقه:
أسستها جمعية منتدى النشر عام 1356هـ باسم مكتبة جمعية منتدى النشر ، وحينما أسست كلية الفقه عام 1378 سميّت باسمها ، وقد بلغ ما تضمنه من الكتب في السنوات الأخيرة ما يزيد على خمسة وعشرين ألف كتاب ، من بينها مخطوطات فقهية وأُصولية مهمة ، أمثال :
1 ـ مفاتيح الشرائع ، للفيض الكاشاني .
2 ـ وكفاية المقتصد ، للسبزواري .
3 ـ ومجلد في جزئين من مختلف الشيعة ، للعلامة الحلي المتوفّى سنة 726هـ ، كتب سنة 781هـ ، أي في عصر المؤلّف .
وكانت تقع في بناية المركز العام لجمعية منتدى النشر في دورة الصحن ثّم أصبحت في مبنى تابع لكلية الفقه ، وقد تعرضت للنهب بعد إغلاق النظام البائد لكلية الفقه.
8- مكتبة الإدارة المحلية :
أسستها الحكومة العراقية ، وتضم أكثر من سبعة آلاف كتاب ، وتقع في شارع مسلم بن عقيل.
9-مكتبة آ ل حنوش :
أسسها الحاج كاظم حسون آل حنوش النجفي سنة 1307هـ ، وتضم أكثر من ثلاثة آلاف كتاب ، منها حوالي خمسمائة كتاب باللغات غير العربية ، وتقع في محلة البراق .
10-مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام :
أسسها الشيخ عبد الحسين الأميني مؤلف الموسوعة القيمة (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) سنة 1373هـ ، وتعتبر هذه المكتبة من أكبر المكتبات العلمية الإسلامية من حيث احتوائها كتب في مختلف العلوم التي تهم الباحثين ، وقد أدخلت إليها مؤخراً خدمة الفهرسة بنظام الحاسوب ، وتحتوي على قاعة واسعة للمطالعة ، فيها أكثر من ثلاثين ألف مطبوع و3600 مخطوط ، وما يناهز خمسمائة مصور، وما يقرب من ألف من الصحف والمجلات .
وتعتبر المصاحف النفيسة المذهبة من أهم نوادر المخطوطات فيها ، وقد جمعت من متاحف مختلفة ومن قصور الأمراء.
ومن مخطوطاتها النادرة:
1-قطعة من القران الكريم ، بخط الأمام أمير المؤمنين عليه السلام وهي أقدم مخطوط فيها.
2- هداية الأمة ، للحر العاملي المتوفّى سنة 1104هـ ، بخط المؤلف.
3-زيج ألغ بك.
4-نظم درر السمطين في فضائل المصطفى صلى الله عليه واله وسلم والمرتضى والبتول والسبطين عليهما السلام ، للحافظ جمال الدين الزرندي المتوفّى 750هـ ، بخط المؤلف.
5-حدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة ، لعلاء الدين محمد بن أبي تراب كلستانة الإصفهاني المتوفّى 1100هـ ، بخط المؤلف.
6-شرح أصول الكافي ، للمولى خليل بن الغازي القزويني المتوفّى 1089هـ ، بخط المؤلف.
7-شرح الفصول النصيرية ، للسيد عبد الوهاب الحسيني الإسترابادي ، بخط المؤلف كتبها سنة 883هـ.
8-شجرة مشايخ الإجازة ( مواقع الإجازة ) ، للميرزا النوري ، بخط المؤلف.
9-زبدة البينان في قصص القران ، لمحمد بن محمود الطبسي ، بخط المؤلف كتبت سنة 1083هـ.
10-المناقب ، لمحمد بن الطيب الشافعي المتوفّى 483هـ.
11-روضة الفردوس ، لعلي بن شهاب الهمداني المتوفّى 786هـ.
12-المختصر من كتاب الموافقة ، لابن السمّان تاليف جار الله الزمخشري.
13-الإشارة إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، لعلاء الدين المغالطي بن قليج المتوفّى سنة 726هـ.
14-رسالة أصول الإيمان ، لمحمد الدهلوي البخاري.
15-مفاتيح الغيب ، لفخر الدين الرازي ، عليه مقابلة تاريخها 715هـ.
16-صحاح اللغة ، للجوهري ، كتبت سنة 713هـ.
17-تفسير الكشاف ، للزمخشري ، كتبت سنة 736هـ.
18-التبيان في تفسير القران ، للشيخ الطوسي المتوفى 460هـ ، عليها مقابلة تأريخها 19شوال سنة 500هـ.
19-ترجمة الصحيفة السجادية ، للعلامة المجلسي المتوفّى 1110هـ ، بخط المترجم.
ومن نفائس مصوراتها :
1- الصراط السوي في مناقب آل النبي
قنبر- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 119
نقاط : 263
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
رد: تاريخ مدينة النجف الاشرف
المدارس وأماكن الدراسة
المدارس في النجف هي محلات سكنى الطلاب بمثابة أقسام داخلية ، واليك صورة إحصائية عن مدارس النجف الأشرف حسب تقدّم تاريخ إنشائها :
1- مدرسة الصحن الحيدري الشريف ، الطابق العلوي ويضم (44) غرفة في آخر عمارة له.
2- مدرسة الصدر ، أسسها محمّد حسين خان الأصفهاني حوالي سنة (1140) هـ وتشمل على (30) غرفة ، وأضيف لها ملحق يشمل على (14) غرفة ، وتقع في السوق الكبير.
3- مدرسة كاشف الغطاء ، وكانت تعرف بـ (مدرسة المعتمد ) أسسها معتمد الدولة عبّاس قلي خان حدود سنة (1250) هـ ، وتشمل على (20) غرفة قام بتعميرها الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ، وأقام فيها ملحقا لمكتبته الشهيرة فنسبت المدرسة إلية ، وتقع في محلة العمارة.
4- المدرسة المهدية ، أسسها الشيخ مهدي كاشف الغطاء حدود سنة (1291)هـ وتشتمل على (22) غرفة ، وتقع جوار جامع الشيخ الطوسي.
5- مدرسة القوام ، أسسها فتحعلي خان الشيرازي حوالي سنة (1300) هـ ، وتشتمل على (26) غرفة ، وتقع ملاصقة للمدرسة المهدية.
6- المدرسة السليمية ، أسسها المقداد السوري (صاحب كنـز العرفان) سنة 828 وكانت تعرف باسمه ، وجددها سليم خان الشيرازي حوالي سنة (1205) هـ ، وتشتمل على (12) غرفة ، وتقع في سوق المشراق.
7- مدرسة الايرواني ، أسسها الحاج مهدي الايرواني سنة (1305) هـ ، وتشتمل على (19) غرفة ، وتقع في محلة الحويش.
8- مدرسة الخليلي الكبرى ، أسسها الميرزا حسين الخليلي سنة (1316)هـ ، وتشتمل على (46) غرفة ، وتقع في محلة العمارة ، وكانت مربعة تتألف من طابقين جميع جدرانها مكسوة بالقاشاني المنقوش بصورة غاية في الجمال والإبداع. هدمها الطاغية صدام حسين مع ما هدم من المدارس وجوامع وحسينيات ما بين الصحن الشريف ومرقد العبد الصالح ( صافي الصفا ) ووزعها مشاريع سياحية.
9- مدرسة الشربياني ، أسسها الشيخ محمد الشر بياني سنة (1320) هـ ، وتشتمل على (40) غرفة ، وتقع في محلة الحويش.
10- ـ مدرسة الاخوند الكبرى ، أسسها الشيخ محمد كاظم الخراساني سنة (1321) هـ ، وتشتمل على (40) غرفة ، وتقع في محلة الحويش.
11- مدرسة الخليلي الصغرى ، أسسها الميرزا حسين الخليلي سنة (1322) هـ ، وتشتمل على (18) غرفة ، وتقع في محلة العمارة ، وعرفت بعدئذٍ بـ (مدرسة الجزائري الأحمدية) ، هدمت من قبل الطاغية صدام حسين بنفس الطريقة التي هدمت بها مدرسة الخليلي الكبرى.
12- ـ مدرسة القزويني ، أسسها الحاج محمد أغا الأمين القزويني سنة (1324)هـ ، وتشتمل على (30) غرفة ، وتقع على ما يعرف بالطمة.
13- ـ مدرسة البادكوبي ، أسسها الحاج علي البادكوبي سنة (1325) هـ ، وتشتمل على (30) غرفة ، وتقع في شارع الإمام زين العابدين عليه السلام.
14- ـ مدرسة الهندي ، اسسها ناصر علي خان اللاهوري سنة(1328) هـ ، وتشتمل على (20) غرفة ، وتقع في محلة العمارة.
15- ـ مدرسة الأخوند الوسطى ، أسسها الشيخ محمد كاظم الخراساني سنة (1326)هـ ، وتشتمل على (12) غرفة ، وتقع في شارع الإمام الصادق عليه السلام.
16- ـ مدرسة الأخوند الصغرى ، أسسها الشيخ كاظم الخراساني سنة(1328)هـ ، وتشتمل على (12) غرفة ، وتقع في محلة البراق.
17- ـ مدرسة البخارائي ، أسسها محمد يوسف البخارائي سنة (1329)هـ ، وتشتمل على (16) غرفة ، وتقع مجاور مدرسة الأخند الكبرى.
18- ـ مدرسة السيد محمد كاظم اليزدي ، أسسها سنة (1329)هـ ، وتشتمل على (80) غرفة ، وتقع في محلة الحويش في أحد الفروع الخارجة من شارع الرسول (ص).
19- ـ المدرسة الباكستانية البلتستانية ، تأسست عام (1370).
20- ـ مدرسة البروجردي الكبرى ، أسسها السيد حسين البروجردي سنة (1373) هـ ، وتشتمل على (64) غرفة ، وتقع قرب دورة الصحن.
21- ـ مدرسة الشيرازي الكبرى ، أسسها السيد عبد الله الشيرازي سنة (1373)هـ ، وتشتمل على (22) غرفة ، وتقع في محلة الجديدة.
22- ـ مدرسة الشيرازي الصغرى ، أسسها السيد عبد الله الشيرازي سنة (1377)هـ ، وتشتمل على (8) غرفة ، وتقع في محلة الجديدة.
23- ـ مدرسة الرحباوي ، أسسها الحاج عباس الحاج محسن ناجي سنة (1378) هـ ، وتشتمل على (18) غرفة ، وتقع في شارع المدينة.
24- ـ مدرسة البروجردي الصغرى ، أسسها السيد حسين البروجردي سنة (1378) هـ ، وتشتمل على (12) غرفة ، وتقع في سوق العمارة.
25- ـ مدرسة الجوهرجي ، أسسها الحاج محمد صالح الجوهرجي سنة (1383) هـ ، وتشتمل على (54) غرفة وفي طابقها الأرضي مسجد واسع ، وتقع في شارع المدينة.
26- ـ المدرسة العاملية ، أسست بسعي الشيخ محمد تقي الفقية سنة ( ) هـ ، وتشمل على (40) غرفة ، وتقع في شارع مسلم بن عقيل.
27- ـ مدرسة غديريان ، وتشتمل على دار صغيرة لسكني الطلبة مع عوائلهم ولانعرف تأريخ إنشائها ، وتقع في محلة العمارة.
28- ـ مدرسة البغدادي ، أسسها الحاج عبد العزيز البغدادي سنة (1383) هـ ، وتشتمل على (99) غرفة ، وتقع في ساحة الإمام الحسين عليه السلام.
29- ـ المدرسة الشبرية، والتي سميت فيما بعد مدرسة (الامام الصادق عليه السلام) أسسها السيد علي شبر الحسيني عام (1384) هـ ، وتقع في محلة البراق.
30- ـ مدرسة اليزدي الصغرى ، أسسها السيد أسد اليزدي سنة (1385) هـ ، وتشتمل على (40) غرفة ، وتقع في محلة العمارة هدمت بالطريقة التي هدمت بها مدرسة الخليلي الكبرى من قبل الطاغية صدام حسين.
31- ـ مدرسة السيد هاشم البهبهاني ، أسسها عام (1385) هـ .
32- ـ مدرسة الأزري ، أسسها المرحوم الحاج عبد الامير الأزري عام (1385) هـ .
33- ـ مدرسة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، أسسها الحاج عبد أبوطبرة عام (1388)هـ.
34- ـ مدرسة دار الحكمة ، أسسها السيد محسن الحكيم عام (1390) هـ فجرها الطاغية صدام حسين بعد انتفاضة شعبان.
35- ـ مدرسة دار العلم ، أسسها السيد أبو القاسم الخؤئي ، وكانت تقع في دورة الصحن الشريف مقابل باب الصحن المعروف بباب العمارة فهدمها الطاغية صدام بالصورة التي ذكرتها في مدرسة الخليلي الكبرى.
36- ـ المدرسة المهدية ، أسسها الحاج مهدي مرزة سمّيت بعد ذلك بجامعة الصدر في شارع أبي صخير مقابل البلدية.
37- ـ مدرسة الباكستانين ، في شارع ابي صخير مقابل البلدية .
38- ـ مدرسة الشيخ محمد علي المدرس الأفغاني .
39- ـ مدرسة السيد عوض الأفغاني.
40- ـ مدرسة جامعة النجف الدينية ، أسسها الحاج محمد تقي إتفاق بسعي العلامة السيد محمد كلانتر على مساحة خمسة آلاف متر مربع في حي السعد على الشارع الرئيسي الذي يربط النجف بالكوفة ، أسست عام (1370)هـ وافتتحت عام (1382)هـ هي اكبر مدارس النجف على الإطلاق تضم (208) غرفة والطابق الأول يضم (62) غرفة والطابق الثاني (54) غرفة والطابق الثالث (92) غرفة وتضم على جانبي المدخل في الجهة اليمنى مكتبة مؤلفة من طابقين على مساحة (225) متر مربع وعلى الجانب الأيسر مسجدا بنفس المساحة إلى جانب كل منهما غرفة إحداهما للعميد السيد الكلانتر رحمه الله من حين الافتتاح إلى عام (1421)هـ والأخرى مقبرة له وللمؤسس وساعد هذا التصميم على تشكيل قوس يقع باب الجامعة في منـتصفه.
أماكن الدراسة
أولاً - المدارس : إمّا في (قاعة التدريس ) ، أو في الغرف نفسها إذا كان العدد محدود .
ثانياً - الصحن الشريف: في الغرف والأواويين في الطابق الأرضي وعددها (44) غرفة ، ولا سيّما في مقبرة السيد اليزدي والحبوبي وشيخ الشريعة وغيرها.
ثالثاً - المساجد: وأكثر المساجد ارتياداً من قبل الطلاب هي المساجد التالية:
الجامع الهندي ، جامع الشيخ الأنصاري ، جامع الطوسي ، جامع الخضراء ، جامع السبزواري ، أو أي مسجد أو حسينية أُخرى يتفق عليها الأستاذ وطلابه.
رابعاً - الدور: دار الأستاذ ، أو دار الطالب.
تاريخ حوزة النجف الأشرف
في عام ( 448 هـ ) نزح إلى مدينة النجف الأشرف من بغداد كبيرُ علماء الشيعة في ذلك العهد ، الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( قدس سره ) ، إثر فتنة طائفية أثارها السلجوقيون في مفتتح حكمهم في العراق ، وكان من آثارها الهجوم على دار الشيخ الطوسي ، ونهب كتبه وإحراق كرسيّه الذي كان يجلس عليه للتدريس ، وإحراق مكتبات أخرى .
فكان ارتحال الشيخ الطوسي إلى النجف ، بداية عهد جديد في حياة هذه المدينة التي أخذت منذ ذلك العهد تتحول من مدينة ومزار إلى جامعة كبرى .
ويبدو أنّه كان للنجف قبل الشيخ الطوسي شأن علمي ، وكان يقصدها الناس للدراسة على علمائها المجاورين فيها ، فمنذ أوائل القرن الثالث للهجرة نرى أسماء علمية بارزة تُنسب إلى النجف ، مثل : شرف الدين بن علي النجفي ، وأحمد بن عبد الله الغَروي ، وابن شهريار ... ، كما أن هناك إجازات علمية تحمل اسم النجف . ثمّ نرى أن المؤرخين يذكرون أن عضد الدولة البُوَيهي حين زيارته للنجف سنة 371 هـ ، وزّع أموالاً على الفقهاء والفقراء ، ومعنى هذا أنّه كان فيها جمهور من الفقهاء خَفِيَت عنّا أخبارهم ، وضاعت فيما ضاع من أخبار النجف الكثيرة ، ومعنى هذا أيضاً ، أنّه كان قبلهم فيها فقهاء ، وظل بعدهم فيها فقهاء .
ولكي يشير المؤرخون إلى وجود الفقهاء فيها حين زيارة عضد الدولة ، لابد من أن يكون هؤلاء الفقهاء حصيلة دراسات متصلة من عهدٍ لا نستطيع تحديده تحديداً دقيقاً ، لقلة ما بأيدينا من المصادر .
على أنه من البديهي ، أن تكون النجف بعد ابتداء شأنها كمدينة ، قد ابتدأت في نفس الوقت تَرِث الكوفة علمياً ودراسياً ، فكونُها ضاحيةً من ضواحي الكوفة ، وكونها أضحت مهوى قلوب المؤمنين ، وموضع هجرتهم ، وكونُ الكوفة صاحبة ذاك الشأن العلمي الرفيع ، كل ذلك أهّل النجفَ لوراثة تدريجية انتهت أخيراً إلى ذَوَبان الكوفة في النجف ذوباناً تاماً .
لذلك كان من الطبيعي أن يكون للنجف شأن علمي دراسي ، قبل رحيل الشيخ الطوسي إليها ، ولكن الشأن تبلور بوصول الشيخ ، وتطور إلى تنظيم ، جعل منها مقصد الطالبين من كل مكان .
ولا يفوتنا أن الشيخ لم يهاجر إليها وحده ، فمن المعلوم أنّه كان له في بغداد حلقة تتلقى العلم عليه ، تتلوها حلقات تتلقى العلم على تلاميذه .
ومن المؤكد أن جُلّ هؤلاء ـ إن لم يكونوا كلّهم ـ قد انتقلوا بانتقال الشيخ ، ونظّموا أمر الدرس تنظيماً دقيقاً ، دخلت فيه النجف في طور جديد ، من أهمّ أطوارها .
بعد الشيخ الطوسي :
ويستمر ذلك حتّى القرن السابع الهجري ، وإذا بمدينة الحلة تغدو هي البديل من النجف ، وإذا بها مقرّ كبار علماء الشيعة ومقرّ تدريسهم ، على أن النجف ظلت محتفظة بطابعها العلمي ، وظل فيها من العلماء والفقهاء ، من يملأون فيها فراغاً لابد من إملائه .
ويبدو من الغرابة بمكان ، أن يتحول التدريس من النجف إلى الحلة ، وأن يستبدل العلماء المقام في الحلة بالمقام في النجف ، ويتراءى أن التعليل الصحيح لذلك ، هو جفاف الحياة في النجف وقسوة العيش فيها ، لا ماء ولا شجر ، بل حَرور متصل معظم الشهور ، لا يلطفه ظل ولا يخففه نسيم .
ويبدو أنّه من هنا انطلقت فكرة نقل التدريس إلى مدينة الحلّة التي يشقّها نهر الفرات ، وتحيط بها الحدائق والبساتين .
وما دامت النجف قريبة ، فإن القلوب الظامئة لزيارة قبر الإمام علي ( عليه السلام ) تستطيع وهي في الحلة ، أن تتجه إليه ، وتستطيع أن تنتقل بأجسادها بين شهر وشهر للاستمتاع بجواره .
ولكن الأمر ما لبث أن عاد إلى أصله ، وعادت النجف دار العلم والتدريس ، على أن الحال لم تستقر بها استقراراً تاماً ، بل ظلت بين مدّ وجَزْر .. إلى أن جاء عهد وَرِثَت فيه مدينةُ كربلاء كلا المدينتين : النجف والحلة . ويبدو أن السرّ في ذلك ، هو أن كربلاء تجمع إليها ما في المدينتين ؛ ففيها ضريح سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وفيها الظلال والماء .
وظلت كربلاء معهد الشيعة الأكبر ، حتّى مطلع القرن الثالث عشر الهجري .
وبانتقال السيّد مهدي الطباطبائي ، المعروف ببحر العلوم من كربلاء إلى النجف ، استقرّ الأمر في النجف استقراراً كاملاً ، كان من أكبر دعائمه شخصية السيّد مهدي نفسه ، بما تحلّت به من سجايا وفضائل ، جَعَلت منه عالِماً فذّاً بين العلماء القادة .
ثمّ أعقبه تلميذه الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، فزاد الأمرُ إحكاماً ، وعادت النجف مدرسة الشيعة الكبرى ، ومعهدهم الأول ، ودار هجرتهم العلمية حتّى اليوم .
يقول الشبيبي : ما زالت النجف من أكبر عواصم العلم للشيعة ، وهي أكبرها منذ نحو قرنَين ، وما انفكّت من أول ما خُطِّطت ، مأوى كثير من فقهاء الشيعة ، ومتصوفيهم وزهّادهم ، وما عبر عليها عصر خَلَت فيه من عالم أو أديب ، غير أن لها عصوراً معروفة ، حَجَّ إليها الناس فيها من أجل التعلم والتفقه ، ورأَسَ على رأسِ كل عصر منها ، إمامٌ واحد أو أكثر من مشاهير أئمّة الشيعة ومخرّجيهم ، أقدمها عصر أبي جعفر الطوسي ، على أثر هجرته إلى النجف ، وإقرائه فيها الناسَ وشدهم الرحال إليه في منتصف القرن الخامس .. ثمّ عصر أبي علي الطوسي ابن أبي جعفر ، وقد خلف أباه ثمّةَ في الإقراء ، وعاصره جماعة من أصحاب أبيه .. ثمّ عصر عماد الدين الطبري النجفي ، تلميذ أبي علي الطوسي في منتصف القرن السادس .
وفي هذا العصر زاحمت الحلةُ السيفيةُ النجفَ من الجهة العلمية ، وصارت إليها رحلة الشيعة نحو ثلاثة قرون ، ففتر الناس عن الرحلة إلى النجف من تلك الجهة مدة طويلة ، أي من منتصف القرن السادس ، حيث عصر ابن إدريس وسديد الدين الحِمْصي في الحِلّة ، إلى منتصف القرن التاسع ، حيث عصر ابن فهد الحلي فيها ، وهو آخر عصورها المشرقة ، فكان الشأن الأكبر للحلة في خلال ذلك .
على أن النجف ظهر فيها طوال هذه الفترة طائفة من العلماء المشاهير ، سواء كانوا ممن أخرجتهم المدينة ، أو ممن جاوروا فيها .
ثمّ لمّا هَرمَت الحلة ، وانقضى عهدها العلمي ، عادت النجف فاستقلّت مرة أخرى ، بالعلم والرحلة إليه ، واتصلت أو كادت حلقاتُ عصورها العلمية ، من أول القرن العاشر إلى الآن ، فكان أولها عصر الشيخ علي بن عبد العال الكَرَكي المحقق المشهور ، ومعاصره الشيخ إبراهيم القَطيفي .. ثمّ عصر الشيخ الأردبيلي الزاهد وصاحبه الملاّ عبد الله اليزدي .. ثمّ عصر الشيخ عبد النبي الجزائري .. ثمّ عصر الشيخ حسام الدين النجفي ، فعصر الشيخ فخر الدين الطريحي .. ثمّ عصر أبي الحسن الشريف ومعاصريه ، فعصر الفُتوني ، فعصر الطباطبائي ، فعصر الشيخ جعفر الكبير ، فعصر ابن الشيخ ، فعصر صاحب الجواهر ، فعصر الشيخ مرتضى الأنصاري ، فعصر تلامذة الأنصاري وغيرهم .. فهذه حلقات هذه السلسلة من العصور الآخِذِ بعضُها بأطرافِ بعض . مدارس حوزة النجف الأشرف
بعد قدوم الشيخ الطوسي ( قدس سره ) إلى مدينة النجف الأشرف ، في القرن الخامس الهجري ، أصبحت النجف محطّ الأنظار من سائر الأقطار الشيعية ، وصارت على مرّ الزمن مركزاً علمياً مهمّاً ، واُنشئت فيها المدارس الدينية الكثيرة .
وقد أشار الرحالة ابن بطّوطة إلى مدارسها هذه ، كما أشار إجمالاً أو تفصيلاً غيره من المؤرخين .
ونذكر من هذه المدارس :
1ـ مدرسة المقداد السُيوري : نسبة إلى الفاضل المقداد السيوري ، المتوفى سنة 826 هـ .
2ـ مدرسة الصدر : وهي أقدم المدارس الحاضرة ، وأوسعها ، وفيها ما يزيد على ثلاثين غرفة في طابق واحد .
3ـ مدرسة المعتمد : اُسست سنة 1262 هـ ، وجُدّد بناؤها بعد ذلك ، وهي تحتوي على 20 غرفة .
4ـ مدرسة الشيخ مهدي : كان أول بدء تأسيسها في سنة 1284 هـ ، وتحتوي على 22 غرفة .
5ـ مدرسة القَوام : تمّ بناؤها سنة 1300هـ ، وفيها 26 غرفة .
6ـ المدرسة السليمية : اُسست سنة 1250 هـ ، وتحتوي على 12 غرفة .
7ـ مدرسة الإيرواني : تأسست سنة 1305 هـ ، وفيها 19 غرفة .
8ـ مدرسة القَزويني : تأسست سنة 1324 هـ ، وفيها 33 غرفة في طابقين .
9ـ مدرسة البادْكُوبئي : تأسست سنة 1325 هـ .
10ـ مدرسة الشربياني : تأسست في حدود 1320 هـ ، وفيها 12 غرفة .
11ـ مدارس الخليلي :
أ ـ الصغرى ، مؤلفة من طابقين ، وفيها 18 غرفة ، تأسست سنة 1322 هـ .
ب ـ الكبرى ، مؤلفة من طابقين ، وفيها 46 غرفة ، تأسست سنة 1330 هـ .
12ـ مدارس الآخند :
أ ـ الكبرى ، وفيها 40 غرفة ، وهي في طابقين ، جدرانها مكسوّة بالقاشاني ، تمّ بناؤها في سنة 1321 هـ ، وجدّد بناؤها عام 1385 هـ . وزيدت حُجرها إلى 80 حجرة .
ب ـ الوسطى ، وفيها 33 غرفة ، وجدرانها مكسوة بالقاشاني ، تم بناؤها في سنة 1326 هـ .
ج ـ الصغرى ، وفيها 12 غرفة ، تم بناؤها في سنة 1328 هـ .
13ـ مدرسة الهندي : وفيها 20 غرفة .
14ـ مدرسة البخاري : تم بناؤها في سنة 1329 هـ ، وجدّدت في سنة 1380هـ .
15ـ مدرستا السيد محمّد كاظم اليزدي : الأولى والثانية وتشتمل على ثمانين غرفة ، مؤلفة من طابقين ، وجدرانها مكسوة بالقاشاني ، تأسست سنة 1325 هـ ، والثانية عام 1380هـ ، بأمر من الإمام الحكيم ( قده ) .
16ـ مدرسة المجدّد الشيرازي : في طابقين ، وبها قبر مؤسسها ( قدس سره ) .
17ـ مدرسة البُروجردي : تحتوي على 64 غرفة ، في ثلاثة طوابق ، وفيها مكتبة حافلة بالكتب العلمية والفقهية وبعض المخطوطات ، وكان تأسيسها عام 1373 هـ .
18ـ مدرسة دار الحكمة : وقد أسسها الإمام الحكيم ( قدس سره ) .
19ـ جامعة النجف الدينية : وهي أضخم مدرسة في النجف على الإطلاق ، إذ أنها تضمّ أكثر من مئتَي غرفة في ثلاثة طوابق ، وفيها مكتبة جامعة لنفائس الكتب ، وطائفة من المخطوطات الثمينة ، وفيها مسجد . وهي من أحسن المدارس بناءً وتصميماً ، وقد بوشر ببنائها في سنة 1376 هـ ، على قطعة أرض في حي السعد ، تبلغ (5000) متر مربع .
20ـ المدرسة اللبنانية : وموقعها في الجُدَيدة .
21ـ المدرسة الأُزرية : وهي في الجديدة أيضاً .
22ـ مدرسة البغدادي : في حي السعد ، وهي مدرسة جيدة وحديثة البنيان ، فيها غرف كثيرة .
وغيرها من المدارس الدينية في مدينة النجف الأشرف .
مرقد الإمام علي ( عليه السلام )
إنّ موضع القبر ظلّ سراً مكتوماً ، لا يعرفه إلاّ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وخواصّ شيعتهم ، إلى انقضاء دولة الاُمويين ، ومجيء دولة العباسيين ، فحينئذ دلّ العلويون بعض الشيعة عليه ، وصاروا يتعاهدونه ، وصار في معرض الظهور والخفاء ، يُثْبته قوم وينفيه آخرون .
فلما رأى داود بن علي العباسي ، إقبال الناس على موضع القبر ، أمر ـ على ما قيل ـ بعض الفعلة بالمضي إلى هذا القبر ، الذي افتُتن به الناس ، ويقولون : إنه قبر علي ، حتّى ينبشوه ويجيئوه بأقصى ما فيه ، فمضوا إليه وحفروا خمسة أذرع ، فوصلوا إلى موضع صلب لم يقدروا عليه ، فاستعانوا بغلام معروف بالشدة ، ولكن هذا الغلام بعد أن ضرب ثلاث ضربات صاح ، وصار لحمه ينتثر إلى أن مات ، فلما عرف داود بالأمر تاب ، وأمر عليَّ بن مصعب بن جابر ، بأن يبني على القبر صندوقاً ، ففعل .
ولكن مطاردة العباسيين للعلويين وشيعتهم ، أوجبت أن يُهجَر القبر من جديد ، فلا يزوره زائر إلا خلسة . ثمّ جاء أبو جعفر المنصور ، وحاول أن ينبش القبر ، فأمر غلامه بذلك ، فبدأ بالحفر حتّى ظهر له القبر ، ثمّ أمر بطمّه ، وصرفه الله عنه .
وبعد ذلك ، وفي زمن الرشيد ، عاد القبر إلى الظهور من جديد ، في قصة معروفة جرت للرشيد ، وهو يتصيّد حول القبر ، حيث رأى الظِّباء تحتمي بالأكمَة التي فيها القبر ، فلا تقتحم كلابُ الصيد وطيور الباز إليها ، الأمر الذي أثار عجَبه ، فسأل أحدَ شيوخ الكوفة عن ذلك ، فأخبره أنها تلوذ بقبر الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) .
فكان أن أقام أول عمارة على القبر ، وهو بناء مربع الشكل ، مبنيّ بحجارة بيضاء فوقه قبة من الطين الأحمر ، فوقها جرة خضراء .
وبعد ذلك جاء المتوكل العباسي ، فخرّب عمارة النجف ، كما خرب عمارة الحسين ( عليه السلام ) . ثمّ قام بالعمارة الثالثة ، عمر بن يحيى القائم بالكوفة ، المقتول سنة 250 هـ .
وكانت العمارة الرابعة ، على يد محمّد بن زيد الداعي ، المقتول سنة 287 هـ ، والذي ولي إمرة طبرستان ، بعد أخيه الحسن بن زيد ، فإنّه بنى على القبر الشريف قبة ، وحائطاً وحصناً فيه سبعون طاقاً ، والظاهر أنّ هذه العمارة هي التي أعقبت خراب المتوكل ، لبناء القبر كما يظهر من تاريخ طبرستان ( الفارسي ) ج 1 ص 95 .
ثمّ كانت العمارة الخامسة ، على يد أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان ، المقتول سنة 317 هـ ، وسترها بفاخر الستور ، وفرشها بثمين الحُصر .
وبعد ذلك كانت العمارة السادسة ، وهي أجلّ العمارات وأحسنها ، على يد عضد الدولة ، المتوفّى سنة 372 هـ ، وقد بذل عليها الأموال الجزيلة ، وجلب إليها الزارة والنجارة والعملة من سائر الأقطار .
وقد شاهد هذه العمارةَ ، الرحالة ابن بطّوطة ، ووصفها حين وروده النجف ، سنة 727 هـ بأنها : ( معمورة أحسن عمارة ، وحيطانها مزينة بالقاشاني ، وهو شبه الزليج عندنا لكنّ لونه أشرق ، ونقشه أحسن ، وإذا ما دخل زائر يأمرونه بتقبيل العتبة ، وهي من الفضّة وكذلك العضادتان ، ثمّ يدخل بعد ذلك إلى القبة ، وهي مفروشة بأنواع البسط من الحرير وسواه ، وبها قناديل الذهب والفضة ، منها الكبار والصغار ، وفي وسط القبة مسطبة مربعة ، مكسوّة بالخشب ، عليها صفائح الذهب المنقوشة المُحكمة العمل ، مسمّرة بمسامير الفضة ، قد غلبت على الخشب ، لا يظهر منه شيء ، وارتفاعها دون القامة ، وفوقها ثلاثة من القبور ، يزعمون أن أحدها قبر آدم ( عليه السلام ) ، والثاني قبر نوح ( عليه السلام ) ، والثالث قبر الإمام علي ( عليه السلام ) .
وبين القبور طشوت ذهب وفضة ، فيها ماء الورد والمسك ، وأنواع الطِيِب ، يغمس الزائر يده في ذلك ، ويدهن بها وجهه تبرّكاً ، وللقبة باب آخر ، عتبته أيضاً من الفضّة ، وعليه ستور الحرير الملوّن ، يفضي إلى مسجد مفروش بالبسط الحسان ، مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير ، وله أربع أبواب عتبتها فضة ، وعليها ستور الحرير ...) .
لكنّ هذه العمارة ، وإن كان تأسيسها يرجع إلى عضد الدولة ، إلا أنّه قد طرأت عليها إصلاحات كثيرة ، وتحسينات ثمنية من البويهيين أنفسهم ووزرائهم ، ومن الحمدانيين ، وبعض العباسيين المتشيّعين .
فإنّ المستنصر العباسي ، قد عمّر الضريح المقدس ، وبالغ فيه ، وزاره مراراً ، وكذلك فقد أصلحه وحسّن فيه ، وفي الأبنية الملحقة به ، ولكنّ عمارة عضد الدولة هذه قد احترقت ، في سنة 755 هـ ، وكانت حيطانها قد سترت بخشب الساج المنقوش ، فجُدّدت عمارة المشهد ، سنة 760هـ ، وهذه هي العمارة السابعة للمشهد .
ولكن عمارة عضد الدولة لم تذهب آثارها بالكلّية ، بل بقيت إلى ما بعد التجديد الأخير للمشهد ، حيث يذكر النسّابة النجفي ، محمد حسين كتاب دار ، أنّه رأى في المشهد بقية عمارة عضد الدولة في سنة 1041 هـ .
ثمّ جاء الشاه عباس الأول ، فأصلح عمارة المشهد ، وعمّر الروضة والقبة ، والصحن الشريف على نظر الشيخ البهائي ( رحمه الله ) ، الذي عمل رسالة في عمارة المشهد ووضعِه الهندسي .
وبعد ذلك جاءت العمارة الثامنة للمشهد الشريف ، على يد الشاه صفيّ الصفوي حفيد الشاه عباس الأول ، ووسع الصحن الشريف ، ووسع ساحة الحرم العلوي ، وأتمها ولده الشاه عباس الثاني ، بعد وفاة أبيه سنة 1052 هـ .
وصف إجماليّ للمشهد العلَوي :
إنّ عمارة المشهد القائمة في هذه الأيّام ، هي عمارة الشاه صفي ، وهي بديعة الشكل فخمة الصنعة .
يقع القبر الشريف تحت قبة عالية ، ويحيط به فسحة طول كل ضلع منها 13 متراً ، ويحيط الروضة المقدسة من جوانبها الأربعة رواق مسقّف ، ثمّ من الجهة الشرقية إيوان الذهب ، الذي تقع على جانبيه مئذنتان مذهّبتان ، ويحيط بهذا المبنى كلّه الصحن الشريف ، الذي له سور عالٍ ، مؤلّف من طابقين ، فيه أربعة أبواب رئيسية ، وخامس جانبي ، وارتفاع سور الروضة ، والرواق المحيط بها ، ثمّ السور المحيط بالصحن كلّه واحد لا يختلف .
وصف الروضة المقدسة :
يقع القبر الشريف وسط الروضة المقدسة المربعة الشكل ، يعلوه قبتان : خارجية وداخلية :
الخارجية مدببة الشكل ، يبلغ سمك جدرانها 8 سنتمترات ، وارتفاعها عن سطح الضريح 42 متراً ، وقطرها 16 متراً ، ومحيط قاعدتها 50 متراً ...
والداخلية مستديرة الشكل ، سمك جدرانها 60 سنتمتراً ، وارتفاعها عن سطح الضريح 35 متراً ، وقطرها 12 متراً .
وتقوم القبة على رقبة طويلة ، علوّها 12 متراً ، فُتح فيها 12 شبّاكاً للتهوية والإضاءة ، وقد زُخرفت القبة الداخلية والخارجية ، بزخارف تعتبر آية من آيات الفنّ الإسلامي ، فالمقرنص الكبير الذي حمل رقبة القبة كُسي بالمرايا المصنوعة على شكل بديع ، وبالقاشاني والكتابات الجميلة ، والنقوش الرائعة ، وكذلك القبة نفسها من الداخل .
أمّا القبة الخارجية ، فقد كانت مغشاة بالبلاط القاشاني ـ وكذلك المئذنتان والايوان وسائر الصحن الشريف ـ إلى أن جاء السلطان نادر شاه لزيارة النجف ، فأمر بقلع القاشاني عن القبة ، والإيوان والمئذنتين ، واستُبدلا بصفائح الذهب ، وصرف على ذلك مبالغ جسيمة ، وذلك سنة 1156 هـ .
وفي وسط القبة يوجد القبر الشريف ، وقد وُضع عليه صندوق من خشب الساج الهندي المطعَّم بالصدف ، والعاج والأَبنوس ، وأنواع أخرى من الأخشاب المتعددة الألوان ، فجاء تحفة رائعة ، وقد حُفر على الصندوق الكثير من الكتابات العربية المتعددة الطرز ، وتاريخ صناعة هذا الصندوق هو 1202هـ .
ووضع فوق الصندوق مقصورة من الحديد ، ثمّ فوق هذه المقصورة مقصورة أخرى من الفضة الخالصة ، يبدو أنها صُنعت ووضعت في عهد الصفويين ، وجُدّدت عدة مرات ، ثمّ استُبدلت أخيراً ، أي في سنة 1361 هـ بمقصورة أخرى تحوي : عشرة آلاف وخمسمائة مثقال من الذهب ، ومليوني مثقال من الفضة ، وتعتبر آية من آيات فن صناعة الذهب والفضة ، وكذا الترصيع بالميناء المتعددة الألوان .
أما جدران المربع التي تقوم عليها القبة ، فيبلغ ارتفاعها 17 متراً ، قد غُشيت كلّها بأنواع متعددة من الزخارف النفيسة ، والألوان البديعة ، والكتابات الرائعة .
كما فرشت أرض الروضة المقدسة ، وكذلك الجدران إلى ثلاثة أذرع ونصف بالمرمر ، فوقها على الجدران شريط من القاشاني المزين بالنقوش والآيات ، فوق هذا الشريط حتّى رقبة القبة ، طبقة من الفُسيفساء تتكوّن من أحجار كريمة ، كالياقوت والزمرّد والألماس واللؤلؤ النادر ، ثمّ يأتي بعد ذلك التزيين بالمرايا على شكل بديع جميل .
أبواب الروضة المطهّرة :
وللروضة المطهرة ستة أبواب تؤدّي إلى الرواق المسقّف المحيط بها ، إثنان من جهة الغرب لا ينفذان إلى الرواق ، لأنّ خلفهما شباكاً من الفضة ، وإثنان من جهة الشرق يؤديان إلى الرواق ، في مقابل باب الإيوان الذهبي ، واثنان خلف الإمام من جهة الشمال ، يؤديان إلى الرواق أيضاً .
وأما البابان اللذان في مواجهة باب الإيوان الذهبي ، فالذي يكون على يمين الداخل ، نُصب سنة 1283 هـ ، والذي على يسار الداخل ، نصب سنة 1287هـ .
والأول كان قد أهداه لطف علي خان الإيرواني ، والثاني أهداه ناصر الدين شاه القاجاري ، وكلاهما كانا من الفضة ، ولكنهما معاً قُلعا في سنة 1376 هـ ، واستُبدلا ببابين ذهبيين جميلَي الصنعة ، بذل نفقتهما الحاج محمّد تقي الاتفاق الطهراني .
والبابان اللذان من جهة الشمال خلف الضريح ، ويؤديان إلى الرواق ، فهما من الفضة الخالصة ، وكانا في الأصل باباً واحداً ، لكنّه قُلع في سنة 1366 هـ ، وجُعل مكانه البابان اللذان كانا إلى جهة الغرب ، عند رأس الإمام ( عليه السلام ) ، ومن هذه الأربعة فقط يكون الدخول والخروج ، من الرواق إلى الروضة المطهرة .
الرواق المحيط بالروضة المقدسة :
ويحيط بمبنى القبة ( الروضة ) من جميع الجهات ، رواق مفروش أرضه ، وقسم من جدرانه متصل بجدار الروضة نفسها ، بسقف مزيّن بالمرايا الملونة ، ذات الأشكال الهندسية المختلفة البديعة ، وأرضه والقسم الأسفل من جدرانه مفروش بالمرمر ، ويساوي ارتفاع جداره ارتفاع جدار الروضة ، وجدار الصحن الخارجي ، ويبلغ طول ساحته من الشرق إلى الغرب 30 متراً ، ومن الشمال إلى الجنوب 31 متراً ، وله ثلاثة أبواب :
بابان متقابلان : أحدهما من جهة الشمال مقابل لباب الصحن المعروف بباب الطوسي ، والثاني من جهة الجنوب ، مقابل لباب القبلة ، وهذا قد نصب فيه باب فضي ثمين مُحلّى بالذهب ، نصب سنة 1341هـ ، وقد بذلت نفقته والدة الحاج عبد الواحد زعيم آل فتلة ، وهو المعروف بباب المراد .
والباب الثالث : هو الذي في الإيوان الذهبي ، ويدخل الداخل منه إلى الرواق ، وهو من الأبواب الثمينة المتقنة ، نُصب سنة 1373هـ ، وهو مرصّع بالأحجار الكريمة ومطعّم بالميناء ، وهو لوحة فنيّة رائعة كُتبت عليه الآيات القرآنية ، والأشعار اللطيفة .
وفتح في سنة 1373هـ باب جديد ينفذ إلى الرواق ، ويمرّ على مرقد العلاّمة الحلّي ، الذي برز للرائح والغادي حين فُتح هذا الباب .
وجدران مبنى الروضة والإيوان الخارجية مزينة بالقاشاني ، يرجع معظمها إلى العصر العثماني ، ويحيط بالجدران من أعلى شريط من الكتابة بخط الثلث الجميل .
الإيوان الذهبي الكبير :
ومن جهة الشرق يقع الإيوان الذهبي الكبير ، وسقفه وجدرانه مكسوّة بالذهب الإبريز الخالص ، وفي ركنيه المئذنتان الذهبيتان ، كُتب في وسطه على جانبي الباب قصيدة فارسية بحروف ذهبية بارزة ، وفي أعلاه كلمات عربية وحروفها ذهبية بارزة ، وفيها تاريخ تذهيب القبة ، والمئذنتين والايوان بأمر السلطان نادرشاه ، وقد دفن في هذا الايوان كثير من العلماء والأعيان .
وفي غرفة تقع على يمين الداخل إلى الرواق ، يوجد قبر العلاّمة الحلّي ، وفي أخرى على يسار الداخل يقع قبر المقدس الأردبيليّ ، وهذه الغرفة اليوم مخزن لبعض النفائس الثمينة .
أمام هذا الايوان رحبة كبيرة ، ترتفع عن أرض الصحن قدر متر ، ويبلغ طولها 33 متراً ، وعرضها 20 متراً . –
المآذن :
تقع المئذنتان في ركنَي الايوان ، في الجهة الشرقية من الروضة الشريفة ، ومحيط كل منها ثمانية أمتار ، وارتفاع كل واحدة منها 35 متراً ، وقطرها متران ونصف ، ويقال : إنّ على كل واحدة منهما أربعة آلاف صفحة من الذهب الخالص .
وعلى ارتفاع 25 متراً ، يحيط بالمئذنتين شريط عرضه متر من الكتابة العربية ، فيه آيات من سورة الجمعة ، ويعلو الكتابة صفّان من المقرنصات ، ترتكز عليهما شرفة المؤذّن ، التي قطرها متر ونصف ، وارتفاعها ثلاثة أمتار ، فوقها اُسطوانة ضيّقة ، يبلغ قطرها متراً ونصفاً ، وارتفاعها ستة أمتار ، ويتوّج الاسطوانة طاقية مصفّقة يعلوها الهلال .
ونادر شاه هو الذي أمر بإزالة القاشاني الذي عليهما ، وعلى القبة والإيوان ، واستبداله بصفائح الذهب ، وذلك في سنة 1156 هـ ، وقد هُدّمت المئذنة الجنوبية ، في سنة 1281 هـ حتّى أساسها ، ونُزعت الصفائح الذهبية عنها ؛ لهدف إصلاحها ، ثمّ أعيد بناؤها على طرزها الأول .
وفي سنة 1352 هـ ، قُلع الذهب عنها أجمع ، وهدم أعلاها ، ثمّ اُعيد كلّ ذلك كما كان ، واُصلحت المئذنة الشمالية المجاورة لمرقد العلاّمة الحلّي ، في سنة 1315هـ ، فنزع ما عليها من الذهب ، وهدمت إلى نصفها ، ثمّ أعيد بناؤها على طرازها السابق كذلك .
وفي سنة 1367هـ ، قُلع الذهب عنها أجمع ، وهدم أعلاها ثمّ أعيد بناؤه .
الصحن الشريف :
يحيط بهذا المشهد الشريف سور مربع الشكل تقريباً ، طول كل من ضلعيه : الشرقي والغربي 84 متراً من الخارج ، و 77 متراً من الداخل ، وطول ضلعه الشمالي 74 متراً من الخارج ، و 72 متراً من الداخل ، والجنوبي من الخارج 75 متراً ، ومن الداخل 72 متراً .
أما ارتفاع السور فيبلغ 17 متراً ، وهو مؤلّف من طابقين :
الأول منهما : مؤلف من 54 ايواناً مقبباً ، يتقدم حجرة هي مقبرة لأحد المشاهير ، ويسكنها عادة طلاب العلم ، ولكنها أصبحت الآن مشغولة بالقرّاء على الأموات .
أما الطابق الثاني : فهو عبارة عن إيوان معقود بعقود فارسية مدببة ، يتقدم مجموعة من الغرف المقبّبة يسكنها عادة الطلبة والمنقطعون للعبادة ، ويحتوي الطابق الأعلى على 78 غرفة ، وجميع جدران السور مكسوة بالقاشاني البديع النقش ، وعلى حواشي جدرانه العليا مكتوب بعض السور القرآنية بأحرف عربية جليّة . وهذا السور يحيط بالصحن الشريف الذي هو رحبة واسعة تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع مفروشة بالرخام ، كانت قبل فرشها بالرخام مملوءة بالقبور والمحاريب التي تعيق عن التحرّك بحريّة .
وفي سنة 1306 هـ حُفرت السراديب التي نُقل إليها كثير من القبور ، ثمّ سُوّيت أرض الصحن ، وكسيت ببلاطات من المرمر .
وفي هذا السور المحيط بالصحن خمسة أبواب :
الباب الأول : الباب الكبير في الجهة الشرقية من السور مقابل السوق المشهور بـ: السوق الكبير ، وفوق هذا الباب توجد الساعة التي أمر بإرسالها من إيران الوزير أمين السلطنة سنة 1305 هـ ، وقد زُخرفت جهات الساعة الأربع ، وكذا القبة التي تعلوها ببلاطات من الذهب الخالص ، في سنة 1323هـ .
والباب الثاني : باب ليس رئيسياً إلى يمين الباب الكبير ، ويسمى بـ: باب مسلم بن عقيل .
والباب الثالث : هو المعروف بباب الطوسي ، لأن الخارج منه ينتهي إلى قبر الشيخ الطوسي ، المتوفى سنة 460 هـ .
والرابع : باب القبلة الذي جُدد بناؤه عدة مرات ، وهو أصغر الأبواب الرئيسية .
والخامس : الباب السلطاني الذي هو في الجهة الغربية ، سُمّي بذلك لأنه فُتح في عهد السلطان العثماني عبد العزيز سنة 1279 هـ .
ويسمى أيضاً : باب الفرج ، لأنه ينتهي إلى مقام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه .
وعلى سائر الأبواب كتابات جميلة وتواريخ تجديد بنائها ، وفيها مدح لسيّد الأوصياء ( عليه السلام ) ، ونقوش جميلة بالقاشاني .
وأخيراً.. ففي الجهة الشمالية من السور الخارجي يوجد إيوان العلماء ؛ لأن كثيراً من العلماء مدفونون فيه .
إعجاز هندسيّ للمشهد العلوي :
وبعد .. فقد كان ما تقدم وصفاً موجزاً للمشهد العلويّ المقدس ، ويبقى أن نشير إلى أن الهندسة العامة للمشهد المقدس تُحيّر العقول حقاً ، فقد رُوعي في المشهد الشريف أمران :
الأول : أن يكون شكل البناء بحيث أنه كلّما وصل الظلّ إلى نقطة معينة عُرف أنّ الشمس قد زالت ، وأنّ وقت الظهر هو تلك اللحظة ، لا يختلف ذلك لا صيفاً ولا شتاءً .
الثاني : أنّ الشمس كلّما طلعت فإنها تطلع وتشرق على الضريح المقدس مباشرةً ، سواءً في الصيف أو في الشتاء . وتحكيم هذين الأمرين ـ كما هو معلوم ـ صعب عادة ، يحتاج إلى الكثير من الدقة والمعرفة .
خزانة التحف والهدايا :
يوجد في مشهد الإمام علي ( عليه السلام ) مجموعة من التحف القيّمة ، والمنقطعة النظير ، التي اُهديت إليه عبر العصور من قبل الملوك والسلاطين ، وكبار رجال الدولة ، والأعيان ، وكبار التجار وغيرهم . ويرجع تاريخ أقدم هذه الهدايا إلى القرن الرابع الهجري ، أي من عهد البويهيين ، فقد أهدى عضد الدولة البويهي المتوفى سنة 372هـ أو بعدها غطاءَ قبر يعتبر آية من آيات فن النسيج والتطريز ، والزخرفة التي يعزّ لها مثيل حتّى في القرن العشرين رغم التقدم الآلي فيه .
ثمّ توالت الهدايا على المشهد في سلسلة متصلة ، ويوجد العدد الأكبر من هذه المخلّفات في خزانة مبنية في جدار الروضة الحيدرية في الرواق الجنوبي من الحرم الشريف ، ويبلغ عددها (2020) تحفة موزّعة على الوجه التالي :
1ـ من المصاحف المخطوطة الأثرية ، التي رجع أقدمها إلى القرن الأول الهجري (550) مصحفاً ، وهي تبدأ من القرن الأول حتّى الرابع عشر للهجرة ، في سلسلة تكاد تكون متصلة .
2ـ التحف المعدنية (420) قطعة معدنية مكونة من الحُلي الذهبي المرصع بالجواهر المتعددة الألوان ، كالزمرّد والألماس ، واللؤلؤ والفيروزج وغير ذلك ...
ومن قناديل من الذهب المكفت ، والمرصّع بالأحجار الكريمة ، والمزخرف بالميناء ، ومباخر وطاسات ، وأباريق ، وشماعد ، وألواح زيارة ، ومزهريات وكشكول ، ومجموعة كبيرة من الأسلحة ، ورؤوس أعلام ، ورؤوس أخرجة ، وتيجان .
3ـ المنسوجات (448) قطعة ، منها أغطية قبور ، وستور ، وخيام ، وملابس ، وغير ذلك ، وقد رصّع بعضها بالأحجار الكريمة واللؤلؤ .
4ـ السجاد (325) سجادة ، وتعتبر مجموعة السجاد الموجودة بالمشهد نادرة ولا مثيل لها في العالم ، من الناحيتين : الفنية والمادية ، إذ يوجد بين هذه المجموعة سجادة معقودة من الوجهين ، وبكل وجه زخارف وألوان تختلف كل الاختلاف عما في الوجه الآخر .
5ـ التحف الزجاجية (121) قطعة مختلفة الأشكال ، بعضها : مشكاوات مموهة بالميناء ، وبعضها ثريات من البلور النادر ، وقناديل تضاء بالشمع ، وغير ذلك .
6ـ التحف الخشبية (156) قطعة ، ومعظمها عبارة عن كشكول من خشب الساج الهندي ، البديع الصنع والزخرفة ، ثمّ هناك عدد من كراسي المصحف وألواح الزيارة .
قنبر- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 119
نقاط : 263
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
مواضيع مماثلة
» اسماء مدينة النجف الاشرف
» كروب منتدى النجف الاشرف على الفيس بوك
» صورة لمدينة النجف الاشرف من الاقمار الاصطناعية
» تاريخ مدينة كركوك
» بيان النجف الاشرف عاصمة الثقافة الإسلامية للمقدس الغريفي (دام ظله)
» كروب منتدى النجف الاشرف على الفيس بوك
» صورة لمدينة النجف الاشرف من الاقمار الاصطناعية
» تاريخ مدينة كركوك
» بيان النجف الاشرف عاصمة الثقافة الإسلامية للمقدس الغريفي (دام ظله)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى