سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
صفحة 3 من اصل 3
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
تبليغ سورة براءة
سورة براءة
وهي سورة التوبة، التي نزلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الأوّل من ذي الحجّة 9ﻫ، وهي قوله تعالى: )بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنّ اللهَ مُخْزِي الكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَإِن تَوَلّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلّا الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ ثمّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدّتِهِمْ إِنّ اللهَ يُحِبُّ المُتّقِينَ * فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُواْ المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنّ اللهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ...((1).
تبليغ سورة براءة
لمّا نزلت الآيات الأُول من سورة التوبة على النبي محمّد(صلى الله عليه وآله)، أعطاها لأبي بكر لكي يقرأها على مشركي مكّة يوم النحر.
فلمّا خرج أبو بكر، نزل جبرائيل(عليه السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: «يا مُحمّد، لا يؤدِّي عنكَ إلّا أنت أو رجلٌ منك».
فبعث رسول الله(صلى الله عليه وآله) الإمام علي(عليه السلام) في طلب أبي بكر على ناقته العضباء، وقال(صلى الله عليه وآله) له: «واِلحَقْ أبا بكر، فَخُذ براءةَ مِن يده، وامض بها إلى مكّة، فانبذ عهد المشركين إليهم، وخَيِّر أبَا بكرٍ بين أن يسيرَ مع رِكَابك أو يرجع إليّ».
فركب أمير المؤمنين(عليه السلام) ناقة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وسار حتّى لحق بأبي بكر، فلمّا رآه فزع من لحوقه به، واستقبله فقال: فيم جئت يا أبا الحسن؟ أسائِرٌ معي أنت أم لغير ذلك؟
فقال(عليه السلام): «إنّ رسول الله أمرني أن ألحقك فأقبض منك الآيات من براءة، وأنبذ بها عهد المشركين إليهم، وأمرني أن أخيِّرك بين أن تسير معي أو ترجع إليه»، فقال: بل أرجع إليه.
وكان ذلك في ذي حليفة على الأكثر؛ وذي الحليفة: ميقات أهل المدينة، بينه وبينها ستّة أميال، فرجع أبو بكر إلى المدينة، وسار الإمام علي(عليه السلام) بالآيات إلى مكّة.
فلمّا دخل أبو بكر على النبي(صلى الله عليه وآله) قال: يا رسول الله، إنّك أهّلتَني لأمرٍ طالت الأعناق إليَّ فيه، فلمّا توجّهت إليه ردَدتَني عنه، مالي؟! أنزلَ فِيّ قرآن؟
فقال(صلى الله عليه وآله): «لا، ولكنّ الأمين جبرائيل هبط إليّ عن الله عزّ وجلّ بأنْ لا يؤدِّي عنك إلّا أنت أو رجل منك، وعلي منّي، ولا يؤدِّي عنّي إلّا علي»(2).
تبليغ الإمام علي(عليه السلام) لبراءة
وصل الإمام علي(عليه السلام) مكّة يوم النحر ـ يوم الحجّ الأكبر ـ، فقام(عليه السلام) على الملأ ـ بعد الظهر ـ وقال: «إنِّي رسولُ رسولِ اللهِ إليكم».
فقرأها عليهم: )بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِين * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ...(.
أي: من عشرين من ذي الحجّة ومحرّم وصفر وربيع الأوّل وإلى عشرٍ من شهر ربيع الآخر.
ثمّ قال الإمام(عليه السلام): «لا يطوفُ بالبيتِ عريَانٌ ولا عريَانة ولا مشرِكٌ بعد هذا العام»، وقال(عليه السلام) أيضاً: «ومن كان له عهد عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) فمُدّتُه إلى هذه الأربعة أشهر».
والمراد من الأشهر الأربعة للعهود التي لا مدّة لها، أمّا العهود المحدّدة بمُدّة فأجلها إلى انتهاء مُدّتها.
قال الإمام الباقر(عليه السلام): «خَطَبَ علي(عليه السلام) بالناسِ وخَرَط سيفَه وقال: لا يطوفُنّ بالبيتِ عريَان، ولا يَحجُّنّ بالبيت مشرِكٌ، ومَنْ كانت له مدّة فهو إلى مُدّتِه، ومن لم يكن له مُدّة فمُدّته أربعة أشهر. وكان خطب يوم النحر».
وبلّغ الإمام علي(عليه السلام) حكم آخر وهو: )يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ((3)، فلا يطوف بالبيت ولا يحجّ البيت مشرك بعد هذا العام(4).
من أقوال الشعراء حول المناسبة
1ـ قال الشاعر شمس الدين محمّد المالكي الأندلسي:
وأرسله عنه الرسول مبلّغاً ** وخصّ بهذا الأمر تخصيص مفرد
وقال هل التبليغ عنّي ينبغي ** لمن ليس من بيتي من القوم فاقتدي(5).
2ـ قال الشاعر الصاحب بن عبّاد(رحمه الله):
اذكروا أمر براءة ** وأخبروني من تلاها
اذكروا من زوّجه ** الزهراء قد طاب ثراها(6).
3ـ قال السيّد إسماعيل الحميري(رحمه الله):
براءة حين ردّ بها زريقا ** وكان بأن يبلّغها ضنينا
وقال له رسول الله أنّى ** يؤدّي الوحي إلّا الأقربونا
وإنّك آمن من كلّ خوف ** إذا كان الخلائق خائفينا(7).
4ـ قال الشيخ محمّد بن محمّد الحلّي(قدس سره):
أبو حسن كشّاف كلّ ملمّة ** أخو المصطفى ردء له ووزير
رسولُ رسولِ الله قارئ وحيه ** ينادي به والمشركون حضور
فأبلغهم جهراً رسالة ربّه ** قويّ أمين ما اعتراه فتور
وصيّ رسول الله وارث علمه ** سفير له في أمره وظهير
فقام ينادي لا يحجّن مشرك ** وسيف الهدى في راحتيه شهير(8).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1. التوبة 1ـ5.
2. اُنظر: الإرشاد 1/65.
3. التوبة: 28.
4. اُنظر: تفسير العيّاشي 2/74.
5. الغدير 6/58.
6. معجم رجال الحديث 4/18.
7. أعيان الشيعة 3/428.
8. المصدر السابق 9/414.
بقلم : محمد أمين نجف
سورة براءة
وهي سورة التوبة، التي نزلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الأوّل من ذي الحجّة 9ﻫ، وهي قوله تعالى: )بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنّ اللهَ مُخْزِي الكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَإِن تَوَلّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلّا الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ ثمّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدّتِهِمْ إِنّ اللهَ يُحِبُّ المُتّقِينَ * فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُواْ المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنّ اللهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ...((1).
تبليغ سورة براءة
لمّا نزلت الآيات الأُول من سورة التوبة على النبي محمّد(صلى الله عليه وآله)، أعطاها لأبي بكر لكي يقرأها على مشركي مكّة يوم النحر.
فلمّا خرج أبو بكر، نزل جبرائيل(عليه السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: «يا مُحمّد، لا يؤدِّي عنكَ إلّا أنت أو رجلٌ منك».
فبعث رسول الله(صلى الله عليه وآله) الإمام علي(عليه السلام) في طلب أبي بكر على ناقته العضباء، وقال(صلى الله عليه وآله) له: «واِلحَقْ أبا بكر، فَخُذ براءةَ مِن يده، وامض بها إلى مكّة، فانبذ عهد المشركين إليهم، وخَيِّر أبَا بكرٍ بين أن يسيرَ مع رِكَابك أو يرجع إليّ».
فركب أمير المؤمنين(عليه السلام) ناقة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وسار حتّى لحق بأبي بكر، فلمّا رآه فزع من لحوقه به، واستقبله فقال: فيم جئت يا أبا الحسن؟ أسائِرٌ معي أنت أم لغير ذلك؟
فقال(عليه السلام): «إنّ رسول الله أمرني أن ألحقك فأقبض منك الآيات من براءة، وأنبذ بها عهد المشركين إليهم، وأمرني أن أخيِّرك بين أن تسير معي أو ترجع إليه»، فقال: بل أرجع إليه.
وكان ذلك في ذي حليفة على الأكثر؛ وذي الحليفة: ميقات أهل المدينة، بينه وبينها ستّة أميال، فرجع أبو بكر إلى المدينة، وسار الإمام علي(عليه السلام) بالآيات إلى مكّة.
فلمّا دخل أبو بكر على النبي(صلى الله عليه وآله) قال: يا رسول الله، إنّك أهّلتَني لأمرٍ طالت الأعناق إليَّ فيه، فلمّا توجّهت إليه ردَدتَني عنه، مالي؟! أنزلَ فِيّ قرآن؟
فقال(صلى الله عليه وآله): «لا، ولكنّ الأمين جبرائيل هبط إليّ عن الله عزّ وجلّ بأنْ لا يؤدِّي عنك إلّا أنت أو رجل منك، وعلي منّي، ولا يؤدِّي عنّي إلّا علي»(2).
تبليغ الإمام علي(عليه السلام) لبراءة
وصل الإمام علي(عليه السلام) مكّة يوم النحر ـ يوم الحجّ الأكبر ـ، فقام(عليه السلام) على الملأ ـ بعد الظهر ـ وقال: «إنِّي رسولُ رسولِ اللهِ إليكم».
فقرأها عليهم: )بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِين * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ...(.
أي: من عشرين من ذي الحجّة ومحرّم وصفر وربيع الأوّل وإلى عشرٍ من شهر ربيع الآخر.
ثمّ قال الإمام(عليه السلام): «لا يطوفُ بالبيتِ عريَانٌ ولا عريَانة ولا مشرِكٌ بعد هذا العام»، وقال(عليه السلام) أيضاً: «ومن كان له عهد عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) فمُدّتُه إلى هذه الأربعة أشهر».
والمراد من الأشهر الأربعة للعهود التي لا مدّة لها، أمّا العهود المحدّدة بمُدّة فأجلها إلى انتهاء مُدّتها.
قال الإمام الباقر(عليه السلام): «خَطَبَ علي(عليه السلام) بالناسِ وخَرَط سيفَه وقال: لا يطوفُنّ بالبيتِ عريَان، ولا يَحجُّنّ بالبيت مشرِكٌ، ومَنْ كانت له مدّة فهو إلى مُدّتِه، ومن لم يكن له مُدّة فمُدّته أربعة أشهر. وكان خطب يوم النحر».
وبلّغ الإمام علي(عليه السلام) حكم آخر وهو: )يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ((3)، فلا يطوف بالبيت ولا يحجّ البيت مشرك بعد هذا العام(4).
من أقوال الشعراء حول المناسبة
1ـ قال الشاعر شمس الدين محمّد المالكي الأندلسي:
وأرسله عنه الرسول مبلّغاً ** وخصّ بهذا الأمر تخصيص مفرد
وقال هل التبليغ عنّي ينبغي ** لمن ليس من بيتي من القوم فاقتدي(5).
2ـ قال الشاعر الصاحب بن عبّاد(رحمه الله):
اذكروا أمر براءة ** وأخبروني من تلاها
اذكروا من زوّجه ** الزهراء قد طاب ثراها(6).
3ـ قال السيّد إسماعيل الحميري(رحمه الله):
براءة حين ردّ بها زريقا ** وكان بأن يبلّغها ضنينا
وقال له رسول الله أنّى ** يؤدّي الوحي إلّا الأقربونا
وإنّك آمن من كلّ خوف ** إذا كان الخلائق خائفينا(7).
4ـ قال الشيخ محمّد بن محمّد الحلّي(قدس سره):
أبو حسن كشّاف كلّ ملمّة ** أخو المصطفى ردء له ووزير
رسولُ رسولِ الله قارئ وحيه ** ينادي به والمشركون حضور
فأبلغهم جهراً رسالة ربّه ** قويّ أمين ما اعتراه فتور
وصيّ رسول الله وارث علمه ** سفير له في أمره وظهير
فقام ينادي لا يحجّن مشرك ** وسيف الهدى في راحتيه شهير(8).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1. التوبة 1ـ5.
2. اُنظر: الإرشاد 1/65.
3. التوبة: 28.
4. اُنظر: تفسير العيّاشي 2/74.
5. الغدير 6/58.
6. معجم رجال الحديث 4/18.
7. أعيان الشيعة 3/428.
8. المصدر السابق 9/414.
بقلم : محمد أمين نجف
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
تأبين الإمام علي (عليه السلام) للسيّدة الزهراء (عليها السلام)
بعدما انتهت مراسم دفن جثمان السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وبعدما نفض الإمام علي (عليه السلام) يده من تراب القبر هاج به الحزن؛ لفقد بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وزوجته الودود التي عاشت معه الصفاء والطهارة والتضحية والإيثار، وتحمّلت من أجله الأهوال والصعاب، فأرسل دموعه على خدّيه، وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال:
السلام عليك يا رسول الله عنّي، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري، وعفا عن سيّدة نساء العالمين تجلدي، إلاّ أنّ لي في التأسّي بسنّتك في فرقتك موضع تعزّ، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري وصدري، بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول، إنا لله وإنا إليه راجعون.
قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله، أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، وهم لا يبرح من قلبي، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج، سرعان ما فرّق بيننا، وإلى الله أشكو.
وستنبئك ابنتك بتظافر أُمّتك على هضمها فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد الله الصابرين، واه واها والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاما معكوفا، ولا عولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تُدفن ابنتك سرّاً، وتهضم حقّها، وتمنع إرثها، ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر، وإلى الله يا رسول الله المشتكى، وفيك يا رسول الله أحسن العزاء، صلّى الله عليك وعليها السلام والرضوان(1).
ــــــــــ
1. الكافي 1/459.
بعدما انتهت مراسم دفن جثمان السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وبعدما نفض الإمام علي (عليه السلام) يده من تراب القبر هاج به الحزن؛ لفقد بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وزوجته الودود التي عاشت معه الصفاء والطهارة والتضحية والإيثار، وتحمّلت من أجله الأهوال والصعاب، فأرسل دموعه على خدّيه، وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال:
السلام عليك يا رسول الله عنّي، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري، وعفا عن سيّدة نساء العالمين تجلدي، إلاّ أنّ لي في التأسّي بسنّتك في فرقتك موضع تعزّ، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري وصدري، بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول، إنا لله وإنا إليه راجعون.
قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله، أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، وهم لا يبرح من قلبي، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج، سرعان ما فرّق بيننا، وإلى الله أشكو.
وستنبئك ابنتك بتظافر أُمّتك على هضمها فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد الله الصابرين، واه واها والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاما معكوفا، ولا عولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تُدفن ابنتك سرّاً، وتهضم حقّها، وتمنع إرثها، ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر، وإلى الله يا رسول الله المشتكى، وفيك يا رسول الله أحسن العزاء، صلّى الله عليك وعليها السلام والرضوان(1).
ــــــــــ
1. الكافي 1/459.
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
بيعة الإمام علي(عليه السلام) بالخلافة
تاريخ البيعة
25 ذو الحجّة 35ﻫ، بايع المسلمون الإمام علي(عليه السلام) على أنّه خليفة المسلمين.
كيفية البيعة
بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفّان، تهافت الناس على الإمام علي(عليه السلام) يطلبون يده للبيعة، «فقالوا: إنّ هذا الرجل قد قُتل، ولا بدّ للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحقّ بهذا الأمر منك، ولا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال: لا تفعلوا فإنّي أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً. فقالوا: لا والله، ما نحن بفاعلين حتّى نبايعك. قال: ففي المسجد، فإنّ بيعتي لا تكون خفيّاً، ولا تكون إلّا عن رضا المسلمين»(1). فتمّت البيعة في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالمدينة المنوّرة.
وروي أنّه عندما بويع الإمام علي(عليه السلام) على منبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال خزيمة بن ثابت وهو واقف بين يدي المنبر:
فإذا نحن بايعنا علياً فحسبنا ** أبو حسن ممّا نخاف من الفتن
ووجدناه أولى الناس بالناس إنّه ** أطبّ قريشاً بالكتاب وبالسنن
وإنّ قريشاً ما تشقّ غباره ** إذا ما جزى يوماً على الضمر البدن
وفيه الذين فيهم من الخير كلّه ** وما فيهم كلّ الذي فيه من حسن(2).
أعمال الإمام(عليه السلام) الإصلاحية(3)
استلم الإمام علي(عليه السلام) الخلافة بعد مقتل عثمان بسبعة أيّام، فوجد الأوضاع متردّية بشكلٍ عام، وعلى أثر ذلك وضع خطّة إصلاحية شاملة، ركّز فيها على شؤون الإدارة والاقتصاد والحكم، نذكر منها ما يلي:
الأوّل: تطهير جهاز الدولة
أوّل عمل قام به الإمام(عليه السلام) فور تولّيه الحكم هو عزل ولاة عثمان الذين سخّروا جهاز الحكم لمصالحهم الخاصّة، وأُثروا ثراءً فاحشاً ممّا اختلسوه من بيوت المال، ومنهم معاوية بن أبي سفيان.
يقول المؤرّخون: إنّه أشار عليه جماعة من المخلصين بإبقاء معاوية في منصبه ريثما تستقرّ الأوضاع السياسية ثمّ يعزله، فأبى الإمام(عليه السلام)، وأعلن أنّ ذلك من المداهنة في دينه، وهو ممّا لا يُقرّه ضميره الحي، الذي لا يسلك أيّ طريق يبعده عن الحقّ، ولو أبقاه ساعة لكان ذلك تزكية له وإقراراً بعدالته وصلاحيته للحكم.
الثاني: تأميم الأموال المختلسة
أصدر الإمام(عليه السلام) قراره الحاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكم المُباد.
فبادرت السلطة التنفيذية بوضع اليد على القطائع التي أقطعها عثمان لذوي قُرباه، والأموال التي استأثر بها عثمان، وقد صودرت أمواله حتّى سيفه ودرعه، وأضافها الإمام(عليه السلام) إلى بيت المال.
وقد فزع بنو أُميّة كأشدّ ما يكون الفزع، وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول، فقد أيقنت أنّ الإمام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حقّ.
فكتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها: «ما كنت صانعاً فاصنع، إذ قشرك ابن أبي طالب من كلّ مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها».
لقد راح الحسد والحقد ينهش قلوب القرشيين، وينخر ضمائرهم، فاندفعوا إلى إعلان العصيان والتمرّد على حكومة الإمام(عليه السلام).
الثالث: امتحان الإمام(عليه السلام)
امتُحِن الإمام(عليه السلام) امتحاناً عسيراً من الأُسَر القرشية، وعانى منها أشدّ ألوان المِحن والخُطوب في جميع أدوار حياته.
فيقول(عليه السلام) بهذا الشأن: «لقد أخافتني قُريش صغيراً، وأنصبتني كبيراً، حتّى قبض الله رسوله(صلى الله عليه وآله)، فكانت الطامّة الكبرى، والله المُستعان على ما تصفون».
ولم يعرهم الإمام(عليه السلام) اهتماماً، وانطلق يؤسّس معالم سياسته العادلة ويحقّق للأُمّة ما تصبوا إليه من العدالة الاجتماعية.
وقد أجمع رأيه(عليه السلام) على أن يقابل قريش بالمِثل، ويسدّد لهم الضربات القاصمة إن خلعوا الطاعة، وأظهروا البغي.
فيقول(عليه السلام): «مَا لي وَلِقُريش، والله لقد قتلتُهم كافرين، ولأقتلنّهم مَفتونين!... والله لأبقرنّ الباطل حتّى يظهر الحق من خَاصِرَتِه، فَقُلْ لقريش فَلتضجّ ضَجيجَها».
الرابع: سياسة الإمام(عليه السلام) الإصلاحية
فيما يلي عرضاً موجزاً للسياسة الإصلاحية التي اتبعها الإمام(عليه السلام) لإدارة الدولة الإسلامية وهي كما يلي:
أوّلاً: السياسة المالية
كانت السياسة المالية التي انتهجها الإمام(عليه السلام) امتداداً لسياسة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) الذي عنى بتطوير الحياة الاقتصادية وإنعاش الحياة العامّة في جميع أنحاء البلاد، بحيث لا يبقى فقير أو بائس أو محتاج، وذلك بتوزيع ثروات الأُمّة توزيعاً عادلاً على الجميع.
ومن مظاهر هذه السياسة:
1ـ المساواة في التوزيع والعطاء، فليس لأحدٍ على أحد فضل أو امتياز، وإنّما الجميع على حدٍّ سواء، فلا فضل للمهاجرين على الأنصار، ولا لأُسرة النبي(صلى الله عليه وآله) وأزواجه على غيرهم، ولا للعربي على الأعجمي.
وقد أثارت هذه العدالة في التوزيع غضب الرأسماليين من قريش وغيرها، فأعلنوا سخطهم على الإمام(عليه السلام).
وقد خفّت إليه جموع من أصحابه تطالبه بالعدول عن سياسته، فأجابهم الإمام(عليه السلام): «لو كان المال لي لسوّيتُ بينهم، فكيف وإنّما المال مال الله، ألا وإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة، ويُكرمه في الناس، ويهينه عند الله».
فكان الإمام(عليه السلام) يهدف في سياسته المالية إلى إيجاد مجتمع لا تطغى فيه الرأسمالية، ولا تحدث فيه الأزمات الاقتصادية، ولا يواجه المجتمع أيّ حرمان أو ضيق في حياته المعاشية.
وقد أدّت هذه السياسة المشرقة المستمدّة من واقع الإسلام وهَديه إلى إجماع القوى الباغية على الإسلام أن تعمل جاهدة على إشاعة الفوضى والاضطراب في البلاد، مستهدفة بذلك الإطاحة بحكومة الإمام(عليه السلام).
2ـ الإنفاق على تطوير الحياة الاقتصادية، وإنشاء المشاريع الزراعية، والعمل على زيادة الإنتاج الزراعي الذي كان من أُصول الاقتصاد العام في تلك العصور.
وقد أكّد الإمام(عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر على رعاية إصلاح الأرض قبل أخذ الخراج منها.
فيقول(عليه السلام): «وليكُن نظرك في عِمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج؛ لأنّ ذلك لا يُدرك إلّا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلّا قليلاً».
لقد كان أهمّ ما يعني به الإمام(عليه السلام) لزوم الإنفاق على تطوير الاقتصاد العام، حتّى لا يبقى أيّ شبح للفقر والحرمان في البلاد.
3ـ عدم الاستئثار بأيّ شيء من أموال الدولة، فقد تحرّج الإمام(عليه السلام) فيها كأشدّ ما يكون التحرّج.
وقد أثبتت المصادر الإسلامية قصص كثيرة عن احتياطه الشديد، فقد وفد عليه أخوه عقيل طالباً منه أن يمنحه الصلة ويُرفّه عليه حياته المعاشية، فأخبره الإمام(عليه السلام) أنّ ما في بيت المال للمسلمين، وليس له أن يأخذ منه قليلاً ولا كثيراً، وإذا منحه شيء فإنّه يكون مختلساً.
وعلى أيّ حال فإنّ السياسة الاقتصادية التي تبنّاها الإمام(عليه السلام) قد ثقلت على القوى المنحرفة عن الإسلام، فانصرفوا عن الإمام وأهل بيته(عليهم السلام)، والتحقوا بالمعسكر الأُموي الذي يضمن لهم الاستغلال والنهب وسلب قوت الشعب والتلاعب باقتصاد البلاد.
ثانياً: السياسة الداخلية
عنى الإمام(عليه السلام) بإزالة جميع أسباب التخلّف والانحطاط، وتحقيق حياة كريمة يجد فيها الإنسان جميع متطلّبات حياته، من الأمن والرخاء والاستقرار، ونشير فيما يلي إلى بعض مظاهرها:
1ـ المساواة. وتجسّدت في:
أ - المساواة في الحقوق والواجبات.
ب - المساواة في العطاء.
ج - المساواة أمام القانون.
وقد ألزم الإمام(عليه السلام) عُمّاله وولاته بتطبيق المساواة بين الناس على اختلاف قوميّاتهم وأديانهم.
فيقول(عليه السلام) في بعض رسائله إلى عمّاله: «واخفض للرعية جناحك، وابسط لهم وجهك، وأَلِن لهم جنابك، وآسِ بينهم في اللحظة والنظرة، والإشارة والتحية، حتّى لا يطمع العظماء في حيفك، ولا ييأس الضعفاء من عدلك».
2ـ الحرّية:
أمّا الحرّية عند الإمام(عليه السلام) فهي من الحقوق الذاتية لكلّ إنسان، ويجب أن تتوفّر للجميع، شريطة أن لا تستغلّ في الاعتداء والإضرار بالناس، وكان من أبرز معالمها هي الحرّية السياسية.
فكان الإمام(عليه السلام) يرى أنّ الناس أحرار، ويجب على الدولة أن توفّر لهم حرّيتهم ما دام لم يخلّوا بالأمن، ولم يعلنوا التمرّد والخروج على الحكم القائم.
وقد منح(عليه السلام) الحرّية للخوارج، ولم يحرمهم عطاءهم مع العلم أنّهم كانوا يشكّلون أقوى حزب معارض لحكومته، فلمّا سَعوا في الأرض فساداً وأذاعوا الذعر والخوف بين الناس، انبرى إلى قتالهم حفظاً على النظام العام، وحفظاً على سلامة الشعب.
ثالثاً: الدعوة إلى وحدة الأُمّة
وجهد الإمام كأكثر ما يكون الجهد والعناء على العمل على توحيد صفوف الأُمّة ونشر الأُلفة والمحبّة بين أبنائها.
واعتبر(عليه السلام) الأُلفة الإسلامية من نعم الله الكبرى على هذه الأُمّة، فيقول(عليه السلام): «فإنّ الله سبحانه قد امتَنّ على جماعة هذه الأُمّة فيما عقد بينهم من حبل هذه الأُلفة التي ينتقلون في ظلّها، ويأوون إلى كنفها، بنعمةٍ لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة؛ لأنّها أرجح من كلّ ثمّن، وأجلُّ من كلّ خطر».
فقد عنى الإمام(عليه السلام) بوحدة الأُمّة، وتبنّي جميع الأسباب التي تؤدّي إلى تماسكها واجتماع كلمتها، وقد حافظ على هذه الوحدة في جميع أدوار حياته، فقد ترك(عليه السلام) حقّه وسالَم الخلفاء صيانةً للأُمّة من الفرقة والاختلاف.
رابعاً: تربية الأُمّة
لم يعهد عن أحد من الخلفاء أنّه عنى بالناحية التربوية أو بشؤون التعليم كالإمام(عليه السلام)، وإنّما عنوا بالشؤون العسكرية وعمليات الحروب، وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية وبسط نفوذها على أنحاء العالم.
فقد أولى أمير المؤمنين(عليه السلام) المزيد من اهتمامه بهذه الناحية، فاتّخذ جامع الكوفة معهداً يلقي فيه محاضراته الدينية والتوجيهية.
وكان(عليه السلام) يشغل أكثر أوقاته بالدعوة إلى الله وإظهار فلسفة التوحيد، وبثّ الآداب والأخلاق الإسلامية، مستهدفاً من ذلك نشر الوعي الديني، وخلق جيل يؤمن بالله إيماناً عقائدياً لا تقليدياً.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1. تاريخ الطبري 3/450.
2. معالم الفتن 1/462.
3. اُنظر: حياة الإمام الحسين 1/403.
بقلم : محمد أمين نجف
تاريخ البيعة
25 ذو الحجّة 35ﻫ، بايع المسلمون الإمام علي(عليه السلام) على أنّه خليفة المسلمين.
كيفية البيعة
بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفّان، تهافت الناس على الإمام علي(عليه السلام) يطلبون يده للبيعة، «فقالوا: إنّ هذا الرجل قد قُتل، ولا بدّ للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحقّ بهذا الأمر منك، ولا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال: لا تفعلوا فإنّي أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً. فقالوا: لا والله، ما نحن بفاعلين حتّى نبايعك. قال: ففي المسجد، فإنّ بيعتي لا تكون خفيّاً، ولا تكون إلّا عن رضا المسلمين»(1). فتمّت البيعة في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالمدينة المنوّرة.
وروي أنّه عندما بويع الإمام علي(عليه السلام) على منبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال خزيمة بن ثابت وهو واقف بين يدي المنبر:
فإذا نحن بايعنا علياً فحسبنا ** أبو حسن ممّا نخاف من الفتن
ووجدناه أولى الناس بالناس إنّه ** أطبّ قريشاً بالكتاب وبالسنن
وإنّ قريشاً ما تشقّ غباره ** إذا ما جزى يوماً على الضمر البدن
وفيه الذين فيهم من الخير كلّه ** وما فيهم كلّ الذي فيه من حسن(2).
أعمال الإمام(عليه السلام) الإصلاحية(3)
استلم الإمام علي(عليه السلام) الخلافة بعد مقتل عثمان بسبعة أيّام، فوجد الأوضاع متردّية بشكلٍ عام، وعلى أثر ذلك وضع خطّة إصلاحية شاملة، ركّز فيها على شؤون الإدارة والاقتصاد والحكم، نذكر منها ما يلي:
الأوّل: تطهير جهاز الدولة
أوّل عمل قام به الإمام(عليه السلام) فور تولّيه الحكم هو عزل ولاة عثمان الذين سخّروا جهاز الحكم لمصالحهم الخاصّة، وأُثروا ثراءً فاحشاً ممّا اختلسوه من بيوت المال، ومنهم معاوية بن أبي سفيان.
يقول المؤرّخون: إنّه أشار عليه جماعة من المخلصين بإبقاء معاوية في منصبه ريثما تستقرّ الأوضاع السياسية ثمّ يعزله، فأبى الإمام(عليه السلام)، وأعلن أنّ ذلك من المداهنة في دينه، وهو ممّا لا يُقرّه ضميره الحي، الذي لا يسلك أيّ طريق يبعده عن الحقّ، ولو أبقاه ساعة لكان ذلك تزكية له وإقراراً بعدالته وصلاحيته للحكم.
الثاني: تأميم الأموال المختلسة
أصدر الإمام(عليه السلام) قراره الحاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكم المُباد.
فبادرت السلطة التنفيذية بوضع اليد على القطائع التي أقطعها عثمان لذوي قُرباه، والأموال التي استأثر بها عثمان، وقد صودرت أمواله حتّى سيفه ودرعه، وأضافها الإمام(عليه السلام) إلى بيت المال.
وقد فزع بنو أُميّة كأشدّ ما يكون الفزع، وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول، فقد أيقنت أنّ الإمام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حقّ.
فكتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها: «ما كنت صانعاً فاصنع، إذ قشرك ابن أبي طالب من كلّ مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها».
لقد راح الحسد والحقد ينهش قلوب القرشيين، وينخر ضمائرهم، فاندفعوا إلى إعلان العصيان والتمرّد على حكومة الإمام(عليه السلام).
الثالث: امتحان الإمام(عليه السلام)
امتُحِن الإمام(عليه السلام) امتحاناً عسيراً من الأُسَر القرشية، وعانى منها أشدّ ألوان المِحن والخُطوب في جميع أدوار حياته.
فيقول(عليه السلام) بهذا الشأن: «لقد أخافتني قُريش صغيراً، وأنصبتني كبيراً، حتّى قبض الله رسوله(صلى الله عليه وآله)، فكانت الطامّة الكبرى، والله المُستعان على ما تصفون».
ولم يعرهم الإمام(عليه السلام) اهتماماً، وانطلق يؤسّس معالم سياسته العادلة ويحقّق للأُمّة ما تصبوا إليه من العدالة الاجتماعية.
وقد أجمع رأيه(عليه السلام) على أن يقابل قريش بالمِثل، ويسدّد لهم الضربات القاصمة إن خلعوا الطاعة، وأظهروا البغي.
فيقول(عليه السلام): «مَا لي وَلِقُريش، والله لقد قتلتُهم كافرين، ولأقتلنّهم مَفتونين!... والله لأبقرنّ الباطل حتّى يظهر الحق من خَاصِرَتِه، فَقُلْ لقريش فَلتضجّ ضَجيجَها».
الرابع: سياسة الإمام(عليه السلام) الإصلاحية
فيما يلي عرضاً موجزاً للسياسة الإصلاحية التي اتبعها الإمام(عليه السلام) لإدارة الدولة الإسلامية وهي كما يلي:
أوّلاً: السياسة المالية
كانت السياسة المالية التي انتهجها الإمام(عليه السلام) امتداداً لسياسة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) الذي عنى بتطوير الحياة الاقتصادية وإنعاش الحياة العامّة في جميع أنحاء البلاد، بحيث لا يبقى فقير أو بائس أو محتاج، وذلك بتوزيع ثروات الأُمّة توزيعاً عادلاً على الجميع.
ومن مظاهر هذه السياسة:
1ـ المساواة في التوزيع والعطاء، فليس لأحدٍ على أحد فضل أو امتياز، وإنّما الجميع على حدٍّ سواء، فلا فضل للمهاجرين على الأنصار، ولا لأُسرة النبي(صلى الله عليه وآله) وأزواجه على غيرهم، ولا للعربي على الأعجمي.
وقد أثارت هذه العدالة في التوزيع غضب الرأسماليين من قريش وغيرها، فأعلنوا سخطهم على الإمام(عليه السلام).
وقد خفّت إليه جموع من أصحابه تطالبه بالعدول عن سياسته، فأجابهم الإمام(عليه السلام): «لو كان المال لي لسوّيتُ بينهم، فكيف وإنّما المال مال الله، ألا وإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة، ويُكرمه في الناس، ويهينه عند الله».
فكان الإمام(عليه السلام) يهدف في سياسته المالية إلى إيجاد مجتمع لا تطغى فيه الرأسمالية، ولا تحدث فيه الأزمات الاقتصادية، ولا يواجه المجتمع أيّ حرمان أو ضيق في حياته المعاشية.
وقد أدّت هذه السياسة المشرقة المستمدّة من واقع الإسلام وهَديه إلى إجماع القوى الباغية على الإسلام أن تعمل جاهدة على إشاعة الفوضى والاضطراب في البلاد، مستهدفة بذلك الإطاحة بحكومة الإمام(عليه السلام).
2ـ الإنفاق على تطوير الحياة الاقتصادية، وإنشاء المشاريع الزراعية، والعمل على زيادة الإنتاج الزراعي الذي كان من أُصول الاقتصاد العام في تلك العصور.
وقد أكّد الإمام(عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر على رعاية إصلاح الأرض قبل أخذ الخراج منها.
فيقول(عليه السلام): «وليكُن نظرك في عِمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج؛ لأنّ ذلك لا يُدرك إلّا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلّا قليلاً».
لقد كان أهمّ ما يعني به الإمام(عليه السلام) لزوم الإنفاق على تطوير الاقتصاد العام، حتّى لا يبقى أيّ شبح للفقر والحرمان في البلاد.
3ـ عدم الاستئثار بأيّ شيء من أموال الدولة، فقد تحرّج الإمام(عليه السلام) فيها كأشدّ ما يكون التحرّج.
وقد أثبتت المصادر الإسلامية قصص كثيرة عن احتياطه الشديد، فقد وفد عليه أخوه عقيل طالباً منه أن يمنحه الصلة ويُرفّه عليه حياته المعاشية، فأخبره الإمام(عليه السلام) أنّ ما في بيت المال للمسلمين، وليس له أن يأخذ منه قليلاً ولا كثيراً، وإذا منحه شيء فإنّه يكون مختلساً.
وعلى أيّ حال فإنّ السياسة الاقتصادية التي تبنّاها الإمام(عليه السلام) قد ثقلت على القوى المنحرفة عن الإسلام، فانصرفوا عن الإمام وأهل بيته(عليهم السلام)، والتحقوا بالمعسكر الأُموي الذي يضمن لهم الاستغلال والنهب وسلب قوت الشعب والتلاعب باقتصاد البلاد.
ثانياً: السياسة الداخلية
عنى الإمام(عليه السلام) بإزالة جميع أسباب التخلّف والانحطاط، وتحقيق حياة كريمة يجد فيها الإنسان جميع متطلّبات حياته، من الأمن والرخاء والاستقرار، ونشير فيما يلي إلى بعض مظاهرها:
1ـ المساواة. وتجسّدت في:
أ - المساواة في الحقوق والواجبات.
ب - المساواة في العطاء.
ج - المساواة أمام القانون.
وقد ألزم الإمام(عليه السلام) عُمّاله وولاته بتطبيق المساواة بين الناس على اختلاف قوميّاتهم وأديانهم.
فيقول(عليه السلام) في بعض رسائله إلى عمّاله: «واخفض للرعية جناحك، وابسط لهم وجهك، وأَلِن لهم جنابك، وآسِ بينهم في اللحظة والنظرة، والإشارة والتحية، حتّى لا يطمع العظماء في حيفك، ولا ييأس الضعفاء من عدلك».
2ـ الحرّية:
أمّا الحرّية عند الإمام(عليه السلام) فهي من الحقوق الذاتية لكلّ إنسان، ويجب أن تتوفّر للجميع، شريطة أن لا تستغلّ في الاعتداء والإضرار بالناس، وكان من أبرز معالمها هي الحرّية السياسية.
فكان الإمام(عليه السلام) يرى أنّ الناس أحرار، ويجب على الدولة أن توفّر لهم حرّيتهم ما دام لم يخلّوا بالأمن، ولم يعلنوا التمرّد والخروج على الحكم القائم.
وقد منح(عليه السلام) الحرّية للخوارج، ولم يحرمهم عطاءهم مع العلم أنّهم كانوا يشكّلون أقوى حزب معارض لحكومته، فلمّا سَعوا في الأرض فساداً وأذاعوا الذعر والخوف بين الناس، انبرى إلى قتالهم حفظاً على النظام العام، وحفظاً على سلامة الشعب.
ثالثاً: الدعوة إلى وحدة الأُمّة
وجهد الإمام كأكثر ما يكون الجهد والعناء على العمل على توحيد صفوف الأُمّة ونشر الأُلفة والمحبّة بين أبنائها.
واعتبر(عليه السلام) الأُلفة الإسلامية من نعم الله الكبرى على هذه الأُمّة، فيقول(عليه السلام): «فإنّ الله سبحانه قد امتَنّ على جماعة هذه الأُمّة فيما عقد بينهم من حبل هذه الأُلفة التي ينتقلون في ظلّها، ويأوون إلى كنفها، بنعمةٍ لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة؛ لأنّها أرجح من كلّ ثمّن، وأجلُّ من كلّ خطر».
فقد عنى الإمام(عليه السلام) بوحدة الأُمّة، وتبنّي جميع الأسباب التي تؤدّي إلى تماسكها واجتماع كلمتها، وقد حافظ على هذه الوحدة في جميع أدوار حياته، فقد ترك(عليه السلام) حقّه وسالَم الخلفاء صيانةً للأُمّة من الفرقة والاختلاف.
رابعاً: تربية الأُمّة
لم يعهد عن أحد من الخلفاء أنّه عنى بالناحية التربوية أو بشؤون التعليم كالإمام(عليه السلام)، وإنّما عنوا بالشؤون العسكرية وعمليات الحروب، وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية وبسط نفوذها على أنحاء العالم.
فقد أولى أمير المؤمنين(عليه السلام) المزيد من اهتمامه بهذه الناحية، فاتّخذ جامع الكوفة معهداً يلقي فيه محاضراته الدينية والتوجيهية.
وكان(عليه السلام) يشغل أكثر أوقاته بالدعوة إلى الله وإظهار فلسفة التوحيد، وبثّ الآداب والأخلاق الإسلامية، مستهدفاً من ذلك نشر الوعي الديني، وخلق جيل يؤمن بالله إيماناً عقائدياً لا تقليدياً.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1. تاريخ الطبري 3/450.
2. معالم الفتن 1/462.
3. اُنظر: حياة الإمام الحسين 1/403.
بقلم : محمد أمين نجف
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
بطولة الإمام علي ( عليه السلام ) في معركة بدر
بعد أن استقرَّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة بدأ يخطط عسكرياً لضرب رأس المال الذي كانت قريش تعتمد عليه اعتماداً مباشراً في تجارتها .
ولتحقيق هذا الهدف خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه ثلاثمِائة وثلاثة عشر رجلاً من أصحابه ، للسيطرة على القافلة التجارية التي كان يقودها أبو سفيان .
فعلم أبو سفيان بخطة المسلمين ، فغيَّر طريقه ، وأرسل إلى مكة يطلب النجدة من قريش .
فأقبلت بأحقادها وكبريائها بألف مقاتل ، وقرروا الهجوم على جيش النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه ، بالقرب من بئر ماء يدعى ( ماء بدر ) ، وهو يبعد ( 160 ) كيلو متراً عن المدينة المنورة .
فدفع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الراية إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير ، ولواء الخزرج إلى الحباب بن المنذر ، ولواء الأوس إلى سعد بن معاذ ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُمَّ إنْ تُهلِك هذه العِصابة لا تُعبد في الأرض ) .
فبرز الإمام علي ( عليه السلام ) إلى الوليد بن شيبة ، فضربه على يمينه فقطعها ، فأخذ الوليد يمينه بيساره ، فضرب بها هامة علي ( عليه السلام ) .
ويقول ( عليه السلام ) : ( ظنَنتُ أنَّ السماءَ وقَعَتْ على الأرض ) ، ثم ضربه الإمام ( عليه السلام ) ضربة أخرى فقتله .
وبرز له حنظلة بن أبي سفيان ، فضربه الإمام ( عليه السلام ) ، فسالت عيناه ولزم الأرض ، وأقبل العاص بن سعيد فلقيه الإمام علي ( عليه السلام ) فقتله .
وسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن لَهُ عِلم بِنَوفل بنَ خُوَيلد ) .
فأجابَ الإمام علي ( عليه السلام ) : ( أنَا قَتلتُه ) .
فكبَّر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ( الحَمدُ للهِ الذي أجَابَ دعوتي فِيه ) .
بعد أن استقرَّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة بدأ يخطط عسكرياً لضرب رأس المال الذي كانت قريش تعتمد عليه اعتماداً مباشراً في تجارتها .
ولتحقيق هذا الهدف خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه ثلاثمِائة وثلاثة عشر رجلاً من أصحابه ، للسيطرة على القافلة التجارية التي كان يقودها أبو سفيان .
فعلم أبو سفيان بخطة المسلمين ، فغيَّر طريقه ، وأرسل إلى مكة يطلب النجدة من قريش .
فأقبلت بأحقادها وكبريائها بألف مقاتل ، وقرروا الهجوم على جيش النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه ، بالقرب من بئر ماء يدعى ( ماء بدر ) ، وهو يبعد ( 160 ) كيلو متراً عن المدينة المنورة .
فدفع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الراية إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير ، ولواء الخزرج إلى الحباب بن المنذر ، ولواء الأوس إلى سعد بن معاذ ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُمَّ إنْ تُهلِك هذه العِصابة لا تُعبد في الأرض ) .
فبرز الإمام علي ( عليه السلام ) إلى الوليد بن شيبة ، فضربه على يمينه فقطعها ، فأخذ الوليد يمينه بيساره ، فضرب بها هامة علي ( عليه السلام ) .
ويقول ( عليه السلام ) : ( ظنَنتُ أنَّ السماءَ وقَعَتْ على الأرض ) ، ثم ضربه الإمام ( عليه السلام ) ضربة أخرى فقتله .
وبرز له حنظلة بن أبي سفيان ، فضربه الإمام ( عليه السلام ) ، فسالت عيناه ولزم الأرض ، وأقبل العاص بن سعيد فلقيه الإمام علي ( عليه السلام ) فقتله .
وسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن لَهُ عِلم بِنَوفل بنَ خُوَيلد ) .
فأجابَ الإمام علي ( عليه السلام ) : ( أنَا قَتلتُه ) .
فكبَّر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ( الحَمدُ للهِ الذي أجَابَ دعوتي فِيه ) .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
الإمام علي ( عليه السلام ) وحديث الدار
إنَّ الحسابات الاجتماعية كانت تقتضي أن يعيِّن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قائداً للأمَّة ، منعاً لظهورِ أيّ اختلاف وانشقاق فيها من بعده .
وأن يضمن ( صلى الله عليه وآله ) استمرار وبقاء الوحدة الإسلامية بتحصينِها بسياجٍ دِفاعيٍّ متين .
فتحصين الأمة وصيانتها من الحوادث المشؤومة ، والحيلولة دون مطالبة كل فريق بـ( الزعامة ) لنفسه دون غيره ، وبالتالي التنازع على مسألة الخلافة والزعامة ، لم يكن ليتحقق إلا بتعيين قائد للأمَّة ، وعدم ترك الأمور للأقدار .
هذه الحسابات تهدينا إلى صحة نظرية التنصيص على تنصيب القائد بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ولهذا السبب ولأسباب أخرى طرح رسول الإسلام ( صلى الله عليه وآله ) مسألة الخلافة منذ بداية الدعوة الإسلامية ، وظلَّ يواصل طرحها طوال حياته .
حيث عيَّنَ ( صلى الله عليه وآله ) خليفته ، ونصَّ عليه بالنصِّ القاطع الواضح الصريح في بدء دعوته ( حديث الدار ) ، و ( حديث الغدير ) ، وحتى لحظات حياته الأخيرة ( حديث الكتف والدواة ) أيضاً .
وإليك بيان ذلك :
بالإضافة إلى الأدلة العقلية والفلسفية التي تثبت قطعية ( النصِّ على الخلافة ) ، فإنَّ هناك أخباراً وروايات وردت في المصادر المعتبرة ، تثبِّت صحة الموقف والرأي الذي ذهب إليه علماء الشيعة وتوثقه .
فقد نصَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خلال نبوَّته على الخليفة من بعده مراراً وتكراراً ، لذلك فإنَّ مسألة الانتخاب الشعبي تكون منتفية .
ولما أمره الله عزَّ وجلَّ أن ينذر عشيرته الأقربين من العذاب الإلهي الأليم ، وأن يدعوهم إلى عقيدة التوحيد قبل دعوته العامة للناس ، جمع أربعين رجلاً من زعماء بني هاشم وبني عبد المطلب ، ثمَّ وقف ( صلى الله عليه وآله ) فيهم خطيباً وقال : ( أيُّكُم يؤازِرُني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيِّي وخليفتي فيكم ؟ ) .
فأحجم القوم ، وقام الإمام علي ( عليه السلام ) ، وأعلن مؤازرته وتأييده له ، فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) برقبته ، والتفت إلى الحاضرين ، وقال : ( إنَّ هَذا أخي ووصِيِّي وخليفتي فيكم ) .
وقد عرف هذا الحديث عند المفسّرين والمحدِّثين : بـ( يوم الدار ) ، و ( حديث بدء الدعوة ) .
إنَّ الحسابات الاجتماعية كانت تقتضي أن يعيِّن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قائداً للأمَّة ، منعاً لظهورِ أيّ اختلاف وانشقاق فيها من بعده .
وأن يضمن ( صلى الله عليه وآله ) استمرار وبقاء الوحدة الإسلامية بتحصينِها بسياجٍ دِفاعيٍّ متين .
فتحصين الأمة وصيانتها من الحوادث المشؤومة ، والحيلولة دون مطالبة كل فريق بـ( الزعامة ) لنفسه دون غيره ، وبالتالي التنازع على مسألة الخلافة والزعامة ، لم يكن ليتحقق إلا بتعيين قائد للأمَّة ، وعدم ترك الأمور للأقدار .
هذه الحسابات تهدينا إلى صحة نظرية التنصيص على تنصيب القائد بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ولهذا السبب ولأسباب أخرى طرح رسول الإسلام ( صلى الله عليه وآله ) مسألة الخلافة منذ بداية الدعوة الإسلامية ، وظلَّ يواصل طرحها طوال حياته .
حيث عيَّنَ ( صلى الله عليه وآله ) خليفته ، ونصَّ عليه بالنصِّ القاطع الواضح الصريح في بدء دعوته ( حديث الدار ) ، و ( حديث الغدير ) ، وحتى لحظات حياته الأخيرة ( حديث الكتف والدواة ) أيضاً .
وإليك بيان ذلك :
بالإضافة إلى الأدلة العقلية والفلسفية التي تثبت قطعية ( النصِّ على الخلافة ) ، فإنَّ هناك أخباراً وروايات وردت في المصادر المعتبرة ، تثبِّت صحة الموقف والرأي الذي ذهب إليه علماء الشيعة وتوثقه .
فقد نصَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خلال نبوَّته على الخليفة من بعده مراراً وتكراراً ، لذلك فإنَّ مسألة الانتخاب الشعبي تكون منتفية .
ولما أمره الله عزَّ وجلَّ أن ينذر عشيرته الأقربين من العذاب الإلهي الأليم ، وأن يدعوهم إلى عقيدة التوحيد قبل دعوته العامة للناس ، جمع أربعين رجلاً من زعماء بني هاشم وبني عبد المطلب ، ثمَّ وقف ( صلى الله عليه وآله ) فيهم خطيباً وقال : ( أيُّكُم يؤازِرُني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيِّي وخليفتي فيكم ؟ ) .
فأحجم القوم ، وقام الإمام علي ( عليه السلام ) ، وأعلن مؤازرته وتأييده له ، فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) برقبته ، والتفت إلى الحاضرين ، وقال : ( إنَّ هَذا أخي ووصِيِّي وخليفتي فيكم ) .
وقد عرف هذا الحديث عند المفسّرين والمحدِّثين : بـ( يوم الدار ) ، و ( حديث بدء الدعوة ) .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
الإمام علي ( عليه السلام ) والحقوق الاجتماعية
تقوم فلسفة الإمام علي ( عليه السلام ) الاجتماعية على الإيمان بأن الحقوق المفروضة في أموال الأغنياء لصالح الفقراء كافيةٌ لِرَفعِ الحاجة في المجتمع .
فهو ( عليه السلام ) يقول : ( إِنَّ الله سبحانهُ فَرضَ في أموالِ الأغنياءِ أقواتُ الفقراء ، فما جَاعَ فقيرٌ إلا بما مَتَّع به غَني ، أو بما مَنِعَ منه غَني ، واللهُ تَعالى سَائِلُهُم عن ذلك ) .
ومن هنا فإنه يكفي أن يدفع الأغنياء التزاماتهم الشرعية المفروضة عليهم ، حتى يكتفي الفقراء ، وليس فقط لِيَتَبَلَّغُوا أو لِيَتَقَوَّتُوا ، وهذا يفهم بشكل واضح من وصاياه ( عليه السلام ) لِعُمَّاله .
فهو يقول لعبد الله بن العباس ، عَامِلُهُ على البصرة : ( أمَّا بعد ، فانظُر ما اجتمع عِندَكَ من غُلاَّتِ المسلمين وَفَيْئِهِم ، فاقسِمْهُ فيمن قِبَلِكَ حتى تُغنِيَهُم ، وابعثْ إلينا بما فَضُلَ نُقسِمُه فيمَن قِبَلِنَا ، والسَّلام ) .
فهذه النظرة تتناقض مع الاشتراكية ، التي تلغي الملكية الفردية ، فينعدم الأغنياء المكلفون ، كما تختلف عن الرأسمالية الليبرالية التي تمنح الحرية الاقتصادية للقوى الجَبَّارة كي تنافس القوى الأقل كفاءة ، وتنتهي بِسَحقِ الفِئات الدنيا .
ثم هي لا تتفق تماماً مع التَدَخُّلِيَّة الحديثة ، التي تؤمِّن بعض حاجات الفئات المَعُوزَة من المجتمع ، لأن الإمام ( عليه السلام ) يعتبر أن جميع الناس يجب أن توفر لهم حاجاتهم الضرورية ، حتى ليأمر بالبحث عن أفراد الطبقة السُّفلى في المجتمع ، لا سِيَّما أولئك الذين لا يَمُدُّون أيديهم ، ويقنعون بأقل الأشياء ، لِيُعَامَلُوا على قَدَم المساواة مع غيرهم من الفقراء .
وحتى يتمكن الوالي من ذلك فإن عليه أن يُكلِّف أهل التواضع بالبحث عن هؤلاء ورفع حوائجهم ، وكذلك حوائج الأيتام والعجزة .
فيقول الإمام ( عليه السلام ) في عهده إلى مالك الأشتر عندما وَلاَّهُ مصر : ( ثُمَّ الله الله فِي الطبقة السُّفلَى من الذين لا حِيلَةَ لَهم مِنَ المساكينِ والمحتاجينَ وأهلِ البُؤسِ والزُّمنَى ، فإن في هذه الطبقة قانعاً ومُعترّاً ) .
فالإسلام خصَّ فئات من الناس بموارد محددة ، كالزكَاة مثلاً ، التي تُوزَّع على الفقراء والمساكين ، وفي سبيل عتق الرقاب ، وفك دين العاجزين عن الوفاء ، وللمسافرين الذين تنقطع بهم السبيل .
ومن جملة من تُوَزَّعُ عليهم ذُكروا في قوله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة : 60 .
كما أن أَخْمَاس الغنائم تُوزَّع أيضاً فيمن تُوزَّع الزكاة عَليهم ، فعلى ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، فقد جاء في قوله تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الأنفال : 41 .
الحالات الاستثنائية :
تعتبر الدولة الحديثة هي دولة القانون ، وتكون الدسَاتير والقوانين الجزائية تضمن الحريات العامة والحقوق الفردية .
وأن هذه الضمانة ليست مطلقة ، بل هي تخرق في الحالات الاستثنائية ، بحيث تبيح القوانين إقامة الديكتاتورية ، أو إعلان حالة الطوارئ ، أو حالة الحصار .
فمن جهة يتمتع رئيس الدولة - إذا ما تعرض النظام للخطر - بصلاحيات ديكتاتورية ، تسمح له بأن يتخذ جميع الاحتياطات ، بما فيها الحلول محل السلطات العامة جميعاً ، ومصادرة الحُرِّيَّات العامة ، حتى يتمكن من إعادة الأمور إلى مجراها الأساسي ، وهذا ما تعترف به مواد من الدستور الفرنسي والأمريكي والألماني .
وهذه الحكومات بموجب الدستُور تستطيع إعلان حالة الطوارئ ، أو حالة الحصار ، فتسمح لنفسها ضمن مهلة معينة أن تعلق إمكانية التمتع بما تراه من الحقوق والحُرِّيَّات ، فتصادر الأموال والأشخاص ، وتمنع التجمعات ، وتحدد إقامة الأشخاص الذين تعتبرهم خطرين ، وتَحلُّ السُلْطة العسكرية مَحَل السُلْطة المدنية .
كل ذلك إذا كان الخطر داهماً ، أما تقدير هذا الأمر فيعود إلى السلطة التنفيذية نفسها ، فإذا وافقتها السلطة التشريعية فإنها تستطيع أن تستمر في ممارسة هذه الصلاحيات لفترة طويلة .
وكل هذا في القرن العشرين ، بعد كل ما عَانَتْهُ الإنسانية حتى تَوصَّلَتْ إلى إقرار الحقوق والحُرِّيَّات المعروفة .
أما الإمام علي ( عليه السلام ) فقد اعتبر أن حُرِّيَّات الإنسان وحقوقه لا يمكن المساس بها ، لا في زمن الحرب ولا في السلم .
وقد علمنا أن فترة حكمه كانت كلها حالة استثنائية تُبَرِّرُ في أنظمة اليوم اللجوء إلى الديكتاتورية ، وتسمح بإعلان حالة الطوارئ ، ولكنه ( عليه السلام ) لم يغير أي شيء ، ولم يُعطِ نَفسَهُ أية صلاحيات إضافية .
فهو عندما بُويِعَ كانت الأحوال مضطربة ، وما أن هدأت شيئاً ما حتى أعلن معاوية تمرده في الشام .
وفي هذا الجو أبلغه طَلحةَ والزبير بأنهما مغادران المدينة لقضاء العمرة في مكة ، وكان ذلك بعدما تقدما إليه بلوائح مطالبهما غير المقبولة ، وكان ( عليه السلام ) يدرك أنهما سيتحركان ضده ، ولكنه لم يمنعهما من السفر .
ولو أن الأمر حصل اليوم في أية دولة ديمقراطية في حالة حرب ، لَمَنَعَتْهُمَا ، أو حَدَّدَتْ إقامتهما .
والخوارج عندما تركوا الكوفة والبصرة ، وراحوا يتجمعون فيما الإمام ( عليه السلام ) يجهز الجيش للمسير إلى الشام للحرب الفاصلة ، لم يقاتلهم رغم إلحاح قادته ، ورغم توفر إمكانية أن ينقضوا على الكوفة ، بعد مغادرة الجيش إلى الشام .
ولكن الإمام ( عليه السلام ) رفض معتبراً أن ما يسمح له بحربهم غير متوفر ، ولم يتعلل بالظروف الاستثنائية .
وهو ( عليه السلام ) لم يقاتلهم إلا بعد أن أفسدوا في الأرض ، وقتلوا النفس التي حَرَّمَ الله ، وبعد معركة النهْرَوَان .
وبعد مُعاوَدَة الخوارج لِتَركِ الكوفةِ لم يقاتلهم الإمام ( عليه السلام ) أيضاً إلا بعد أن أفسدوا في الأرض من جديد .
أما مسألة المصادرة ، فقد رأينا أن الإمام ( عليه السلام ) كان يرفضها بشكل مطلق ، فهو كان يأمر قادته بعدم إرغام الناس على العمل ، أو استخدام وسائل النقل المتوفرة لديهم - الدواب - إلا برضاهم ومقابل أجر .
كما أنه ( عليه السلام ) لم يسمح بأي نوع آخر من الاستيلاء ، حتى أنه منع جيشه من شرب الماء إلا برضا أصحابه كما رأينا .
فكل هذا يدل على إيمان مطلق بالأوامر والنواهي الإلهية ، وتلك كانت معجزة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فعلاً ، وهي تُشكِّل تَحَدِّياً لكل الحضارات ، وفي مقدمها الحضارة المعاصرة ، التي اعتبرت الإنسان هو القيمة الأساس في الكون ، التي تُسَخَّرُ كُلُّ الإمكانات من أجلها ، فهل تستطيع هذه الحضارة أن تفكر بالالتزام بما التزم به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تجاه الإنسان .
تقوم فلسفة الإمام علي ( عليه السلام ) الاجتماعية على الإيمان بأن الحقوق المفروضة في أموال الأغنياء لصالح الفقراء كافيةٌ لِرَفعِ الحاجة في المجتمع .
فهو ( عليه السلام ) يقول : ( إِنَّ الله سبحانهُ فَرضَ في أموالِ الأغنياءِ أقواتُ الفقراء ، فما جَاعَ فقيرٌ إلا بما مَتَّع به غَني ، أو بما مَنِعَ منه غَني ، واللهُ تَعالى سَائِلُهُم عن ذلك ) .
ومن هنا فإنه يكفي أن يدفع الأغنياء التزاماتهم الشرعية المفروضة عليهم ، حتى يكتفي الفقراء ، وليس فقط لِيَتَبَلَّغُوا أو لِيَتَقَوَّتُوا ، وهذا يفهم بشكل واضح من وصاياه ( عليه السلام ) لِعُمَّاله .
فهو يقول لعبد الله بن العباس ، عَامِلُهُ على البصرة : ( أمَّا بعد ، فانظُر ما اجتمع عِندَكَ من غُلاَّتِ المسلمين وَفَيْئِهِم ، فاقسِمْهُ فيمن قِبَلِكَ حتى تُغنِيَهُم ، وابعثْ إلينا بما فَضُلَ نُقسِمُه فيمَن قِبَلِنَا ، والسَّلام ) .
فهذه النظرة تتناقض مع الاشتراكية ، التي تلغي الملكية الفردية ، فينعدم الأغنياء المكلفون ، كما تختلف عن الرأسمالية الليبرالية التي تمنح الحرية الاقتصادية للقوى الجَبَّارة كي تنافس القوى الأقل كفاءة ، وتنتهي بِسَحقِ الفِئات الدنيا .
ثم هي لا تتفق تماماً مع التَدَخُّلِيَّة الحديثة ، التي تؤمِّن بعض حاجات الفئات المَعُوزَة من المجتمع ، لأن الإمام ( عليه السلام ) يعتبر أن جميع الناس يجب أن توفر لهم حاجاتهم الضرورية ، حتى ليأمر بالبحث عن أفراد الطبقة السُّفلى في المجتمع ، لا سِيَّما أولئك الذين لا يَمُدُّون أيديهم ، ويقنعون بأقل الأشياء ، لِيُعَامَلُوا على قَدَم المساواة مع غيرهم من الفقراء .
وحتى يتمكن الوالي من ذلك فإن عليه أن يُكلِّف أهل التواضع بالبحث عن هؤلاء ورفع حوائجهم ، وكذلك حوائج الأيتام والعجزة .
فيقول الإمام ( عليه السلام ) في عهده إلى مالك الأشتر عندما وَلاَّهُ مصر : ( ثُمَّ الله الله فِي الطبقة السُّفلَى من الذين لا حِيلَةَ لَهم مِنَ المساكينِ والمحتاجينَ وأهلِ البُؤسِ والزُّمنَى ، فإن في هذه الطبقة قانعاً ومُعترّاً ) .
فالإسلام خصَّ فئات من الناس بموارد محددة ، كالزكَاة مثلاً ، التي تُوزَّع على الفقراء والمساكين ، وفي سبيل عتق الرقاب ، وفك دين العاجزين عن الوفاء ، وللمسافرين الذين تنقطع بهم السبيل .
ومن جملة من تُوَزَّعُ عليهم ذُكروا في قوله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة : 60 .
كما أن أَخْمَاس الغنائم تُوزَّع أيضاً فيمن تُوزَّع الزكاة عَليهم ، فعلى ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، فقد جاء في قوله تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الأنفال : 41 .
الحالات الاستثنائية :
تعتبر الدولة الحديثة هي دولة القانون ، وتكون الدسَاتير والقوانين الجزائية تضمن الحريات العامة والحقوق الفردية .
وأن هذه الضمانة ليست مطلقة ، بل هي تخرق في الحالات الاستثنائية ، بحيث تبيح القوانين إقامة الديكتاتورية ، أو إعلان حالة الطوارئ ، أو حالة الحصار .
فمن جهة يتمتع رئيس الدولة - إذا ما تعرض النظام للخطر - بصلاحيات ديكتاتورية ، تسمح له بأن يتخذ جميع الاحتياطات ، بما فيها الحلول محل السلطات العامة جميعاً ، ومصادرة الحُرِّيَّات العامة ، حتى يتمكن من إعادة الأمور إلى مجراها الأساسي ، وهذا ما تعترف به مواد من الدستور الفرنسي والأمريكي والألماني .
وهذه الحكومات بموجب الدستُور تستطيع إعلان حالة الطوارئ ، أو حالة الحصار ، فتسمح لنفسها ضمن مهلة معينة أن تعلق إمكانية التمتع بما تراه من الحقوق والحُرِّيَّات ، فتصادر الأموال والأشخاص ، وتمنع التجمعات ، وتحدد إقامة الأشخاص الذين تعتبرهم خطرين ، وتَحلُّ السُلْطة العسكرية مَحَل السُلْطة المدنية .
كل ذلك إذا كان الخطر داهماً ، أما تقدير هذا الأمر فيعود إلى السلطة التنفيذية نفسها ، فإذا وافقتها السلطة التشريعية فإنها تستطيع أن تستمر في ممارسة هذه الصلاحيات لفترة طويلة .
وكل هذا في القرن العشرين ، بعد كل ما عَانَتْهُ الإنسانية حتى تَوصَّلَتْ إلى إقرار الحقوق والحُرِّيَّات المعروفة .
أما الإمام علي ( عليه السلام ) فقد اعتبر أن حُرِّيَّات الإنسان وحقوقه لا يمكن المساس بها ، لا في زمن الحرب ولا في السلم .
وقد علمنا أن فترة حكمه كانت كلها حالة استثنائية تُبَرِّرُ في أنظمة اليوم اللجوء إلى الديكتاتورية ، وتسمح بإعلان حالة الطوارئ ، ولكنه ( عليه السلام ) لم يغير أي شيء ، ولم يُعطِ نَفسَهُ أية صلاحيات إضافية .
فهو عندما بُويِعَ كانت الأحوال مضطربة ، وما أن هدأت شيئاً ما حتى أعلن معاوية تمرده في الشام .
وفي هذا الجو أبلغه طَلحةَ والزبير بأنهما مغادران المدينة لقضاء العمرة في مكة ، وكان ذلك بعدما تقدما إليه بلوائح مطالبهما غير المقبولة ، وكان ( عليه السلام ) يدرك أنهما سيتحركان ضده ، ولكنه لم يمنعهما من السفر .
ولو أن الأمر حصل اليوم في أية دولة ديمقراطية في حالة حرب ، لَمَنَعَتْهُمَا ، أو حَدَّدَتْ إقامتهما .
والخوارج عندما تركوا الكوفة والبصرة ، وراحوا يتجمعون فيما الإمام ( عليه السلام ) يجهز الجيش للمسير إلى الشام للحرب الفاصلة ، لم يقاتلهم رغم إلحاح قادته ، ورغم توفر إمكانية أن ينقضوا على الكوفة ، بعد مغادرة الجيش إلى الشام .
ولكن الإمام ( عليه السلام ) رفض معتبراً أن ما يسمح له بحربهم غير متوفر ، ولم يتعلل بالظروف الاستثنائية .
وهو ( عليه السلام ) لم يقاتلهم إلا بعد أن أفسدوا في الأرض ، وقتلوا النفس التي حَرَّمَ الله ، وبعد معركة النهْرَوَان .
وبعد مُعاوَدَة الخوارج لِتَركِ الكوفةِ لم يقاتلهم الإمام ( عليه السلام ) أيضاً إلا بعد أن أفسدوا في الأرض من جديد .
أما مسألة المصادرة ، فقد رأينا أن الإمام ( عليه السلام ) كان يرفضها بشكل مطلق ، فهو كان يأمر قادته بعدم إرغام الناس على العمل ، أو استخدام وسائل النقل المتوفرة لديهم - الدواب - إلا برضاهم ومقابل أجر .
كما أنه ( عليه السلام ) لم يسمح بأي نوع آخر من الاستيلاء ، حتى أنه منع جيشه من شرب الماء إلا برضا أصحابه كما رأينا .
فكل هذا يدل على إيمان مطلق بالأوامر والنواهي الإلهية ، وتلك كانت معجزة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فعلاً ، وهي تُشكِّل تَحَدِّياً لكل الحضارات ، وفي مقدمها الحضارة المعاصرة ، التي اعتبرت الإنسان هو القيمة الأساس في الكون ، التي تُسَخَّرُ كُلُّ الإمكانات من أجلها ، فهل تستطيع هذه الحضارة أن تفكر بالالتزام بما التزم به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تجاه الإنسان .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
أقوال في حق الإمام علي ( عليه السلام )
1 - سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا العلم يعنى علم التصوف ، فقال : ( لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب ، ذاك أمير المؤمنين ) فرائد السمطين : 1/380 .
2 - عن بعض الفضلاء وقد سئل عن فضائله ( عليه السلام ) فقال : ( ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفاً وحذراً ، وظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق والغرب ) مقدمة المناقب للخوارزمي : ص8 .
3 - عن هارون الحضرمي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرائد السمطين : 1/79 .
4 - قال محمد بن إسحقاق الواقدي : ( أن علياً كان من معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالعصا لموسى ( عليه السلام ) ، وإحياء الموتى لعيسى ( عليه السلام ) الفهرست : ص111 .
5 - قال آية الله العظمى السيد الخوئي : ( إن تصديق علي ( عليه السلام ) - وهو ما عليه من البراعة في البلاغة - هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي ، كيف وهو ربُّ الفصاحة والبلاغة ، وهو المثل الأعلى في المعارف ) البيان في تفسير القرآن : ص 91 .
6 - قال الدكتور طه حسين : ( كان الفرق بين علي ( عليه السلام ) ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة ، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس ، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً ، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون ، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ) علي وبنوه : ص59 .
7 - قال خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض : ( إحتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل ) عبقرية الإمام : ص 138 .
8 - قال الدكتور السعادة : ( قد أجمع المؤرخون وكتب السير على أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان ممتازاً بمميزات كبرى لم تجتمع لغيره ، هو أمة في رجل ) مقدمة الإمام علي للدكتور السعادة .
9 - قال الدكتور مهدي محبوبة : ( أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به ، وأدركها دون أن تدركه ) عبقرية الإمام : ص 138 .
10 - قال ابن أبي الحديد : ( أنظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها ، وتملكه زمامها ، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة ، والخصائص الشريفة ، أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء ، وخرج أعرف بالحكمة من أفلاطون وأرسطو ، ولم يعاشر أرباب الحكم الخلقية ، وخرج أعرف بهذا الباب من سقراط ، ولم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة ، وخرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض ) .
11 - قال الجاحظ : سمعت النظام يقول : ( علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) محنة للمتكلم ، إن وفى حقه غلى ، وإن بخسه حقه أساء ، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن ، حادة اللسان ، صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي ) سفينة البحار1/146 مادة ( جحظ ) .
12 - قال العلامة السيد الرضي : ( كَان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشرِّعُ الفصاحة ومُورِدُها ، ومُنشأ البلاغة ومُولِدُها ، ومنه ( عليه السلام ) ظهر مَكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سَبَقَ فَقَصَرُوا ، وتَقَدَّمَ وتَأَخَّرُوا ، لأن كلامه ( عليه السلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي ، ومن عجائبه ( عليه السلام ) التي انفرد بها ، وأمن المشاركة فيها ، أنَّ كلامَهُ الوارد في الزهد والمواعظ ، والتذكير والزواجر ، إذا تأمله المتأمل ، وفكَّر فيه المُتَفَكِّر ، وخَلَعَ من قلبه ، أنه كلام مثله ممن عَظُمَ
قَدَرُه ، ونفذ أمره ، وأحاط بالرقاب مُلكُه ، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لاحظ له في غير الزهادة ، ولا شغل له بغير العبادة ، قَد قبع في كسر بيت ، أو انقَطَعَ إِلى سَفحِ جبل ، لا يَسمَعُ إلا حِسَّهُ ، ولا يَرى إِلا نَفسَهُ ، ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه ، فَيَقُطُّ الرِّقَابَ ، ويُجدِلُ الأبطال ، ويعود به ينطف دما ، ويقطر مهجا ، وهو مع ذلك الحال زاهد الزهاد ، وبدل الأبدال ، وهذه من فضائله العجيبة ، وخصائصه اللطيفة ، التي جمع بها الأضداد ، وألَّفَ بين الأشتات ) مقدمة نهج البلاغة .
13 - قال الفخر الرازي : ( ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه ) .
14 - وقال أيضاً : ( أما إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار ) التفسير الكبير : 1 /205،207 .
15 - قال جبران خليل جبران : ( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق ، وقلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، وذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله ) حاشية الشفاء ص 566 / باب الخليفة والإمام .
16 - ذُكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ( وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة ، وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها ، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها ، وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسمواً ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم يتضوع نشره ، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 .
17 - وذكر أيضاً : ( وإني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحماً ولم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس ( الشجاع ) ، وتارة يكون في صورة سقراط والمسيح بن مريم (عليهما السلام) الإلهي ، وأقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفا وعظة ، أثرت في قلبي وجيباً ، ولا تأملتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودي ، وخيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السلام ) حاله . شرح النهج لابن أبي الحديد : 11/150 .
18 - قال ميخائيل نعيمة : ( وأما فضائله ( عليه السلام ) فإنها قد بلغت من العظم والجلال والإنتشار والإشتهار مبلغاً يسمج معه التعرض لذكرها ، والتصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وزير المتوكل والمعتمد : (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر ، الذي لا يخفى على الناظر ، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز ، مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك ) شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 /16 .
19 - قال عامر الشعبي : ( تكلم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالاً فقأن عيون البلاغة ، وأيتمن جواهر الحكمة ، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنَّ ، ثلاث منها في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة ، وثلاث منها في الأدب ، فأما اللاتي في المناجاة فقال ( عليه السلام ) : ( إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ) وأما اللاتي في الحكمة فقال ( عليه السلام ) : ( قيمة كل امرءٍ ما يُحسنه ، وما هلك امرءٌ عرف قدره ، والمرء مخبو تحت لسانه ) وأما اللاتي في الأدب فقال ( عليه السلام ) : ( امنن على من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ) سفينة البحار : 1/ 123 .
20 - قال أحدهم : ( هل كان علي ( عليه السلام ) من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه ؟ ، أم ملكوتياً ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟ ، لأي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟ وبأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم من علوم محدودة ؟ ما فهمه العظماء والعرفاء والفلاسفة بكل ما لديهم من فضائل وعلوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة ، وعلي ( عليه السلام ) غير ذلك ) نبراس السياسة ومنهل الشريعة للإمام الخميني : ص 17 ، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأحمد الرحماني الهمداني : ص 140 .
1 - سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا العلم يعنى علم التصوف ، فقال : ( لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب ، ذاك أمير المؤمنين ) فرائد السمطين : 1/380 .
2 - عن بعض الفضلاء وقد سئل عن فضائله ( عليه السلام ) فقال : ( ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفاً وحذراً ، وظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق والغرب ) مقدمة المناقب للخوارزمي : ص8 .
3 - عن هارون الحضرمي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرائد السمطين : 1/79 .
4 - قال محمد بن إسحقاق الواقدي : ( أن علياً كان من معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالعصا لموسى ( عليه السلام ) ، وإحياء الموتى لعيسى ( عليه السلام ) الفهرست : ص111 .
5 - قال آية الله العظمى السيد الخوئي : ( إن تصديق علي ( عليه السلام ) - وهو ما عليه من البراعة في البلاغة - هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي ، كيف وهو ربُّ الفصاحة والبلاغة ، وهو المثل الأعلى في المعارف ) البيان في تفسير القرآن : ص 91 .
6 - قال الدكتور طه حسين : ( كان الفرق بين علي ( عليه السلام ) ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة ، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس ، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً ، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون ، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ) علي وبنوه : ص59 .
7 - قال خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض : ( إحتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل ) عبقرية الإمام : ص 138 .
8 - قال الدكتور السعادة : ( قد أجمع المؤرخون وكتب السير على أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان ممتازاً بمميزات كبرى لم تجتمع لغيره ، هو أمة في رجل ) مقدمة الإمام علي للدكتور السعادة .
9 - قال الدكتور مهدي محبوبة : ( أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به ، وأدركها دون أن تدركه ) عبقرية الإمام : ص 138 .
10 - قال ابن أبي الحديد : ( أنظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها ، وتملكه زمامها ، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة ، والخصائص الشريفة ، أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء ، وخرج أعرف بالحكمة من أفلاطون وأرسطو ، ولم يعاشر أرباب الحكم الخلقية ، وخرج أعرف بهذا الباب من سقراط ، ولم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة ، وخرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض ) .
11 - قال الجاحظ : سمعت النظام يقول : ( علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) محنة للمتكلم ، إن وفى حقه غلى ، وإن بخسه حقه أساء ، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن ، حادة اللسان ، صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي ) سفينة البحار1/146 مادة ( جحظ ) .
12 - قال العلامة السيد الرضي : ( كَان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشرِّعُ الفصاحة ومُورِدُها ، ومُنشأ البلاغة ومُولِدُها ، ومنه ( عليه السلام ) ظهر مَكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سَبَقَ فَقَصَرُوا ، وتَقَدَّمَ وتَأَخَّرُوا ، لأن كلامه ( عليه السلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي ، ومن عجائبه ( عليه السلام ) التي انفرد بها ، وأمن المشاركة فيها ، أنَّ كلامَهُ الوارد في الزهد والمواعظ ، والتذكير والزواجر ، إذا تأمله المتأمل ، وفكَّر فيه المُتَفَكِّر ، وخَلَعَ من قلبه ، أنه كلام مثله ممن عَظُمَ
قَدَرُه ، ونفذ أمره ، وأحاط بالرقاب مُلكُه ، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لاحظ له في غير الزهادة ، ولا شغل له بغير العبادة ، قَد قبع في كسر بيت ، أو انقَطَعَ إِلى سَفحِ جبل ، لا يَسمَعُ إلا حِسَّهُ ، ولا يَرى إِلا نَفسَهُ ، ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه ، فَيَقُطُّ الرِّقَابَ ، ويُجدِلُ الأبطال ، ويعود به ينطف دما ، ويقطر مهجا ، وهو مع ذلك الحال زاهد الزهاد ، وبدل الأبدال ، وهذه من فضائله العجيبة ، وخصائصه اللطيفة ، التي جمع بها الأضداد ، وألَّفَ بين الأشتات ) مقدمة نهج البلاغة .
13 - قال الفخر الرازي : ( ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه ) .
14 - وقال أيضاً : ( أما إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار ) التفسير الكبير : 1 /205،207 .
15 - قال جبران خليل جبران : ( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق ، وقلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، وذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله ) حاشية الشفاء ص 566 / باب الخليفة والإمام .
16 - ذُكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ( وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة ، وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها ، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها ، وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسمواً ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم يتضوع نشره ، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 .
17 - وذكر أيضاً : ( وإني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحماً ولم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس ( الشجاع ) ، وتارة يكون في صورة سقراط والمسيح بن مريم (عليهما السلام) الإلهي ، وأقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفا وعظة ، أثرت في قلبي وجيباً ، ولا تأملتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودي ، وخيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السلام ) حاله . شرح النهج لابن أبي الحديد : 11/150 .
18 - قال ميخائيل نعيمة : ( وأما فضائله ( عليه السلام ) فإنها قد بلغت من العظم والجلال والإنتشار والإشتهار مبلغاً يسمج معه التعرض لذكرها ، والتصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وزير المتوكل والمعتمد : (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر ، الذي لا يخفى على الناظر ، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز ، مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك ) شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 /16 .
19 - قال عامر الشعبي : ( تكلم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالاً فقأن عيون البلاغة ، وأيتمن جواهر الحكمة ، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنَّ ، ثلاث منها في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة ، وثلاث منها في الأدب ، فأما اللاتي في المناجاة فقال ( عليه السلام ) : ( إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ) وأما اللاتي في الحكمة فقال ( عليه السلام ) : ( قيمة كل امرءٍ ما يُحسنه ، وما هلك امرءٌ عرف قدره ، والمرء مخبو تحت لسانه ) وأما اللاتي في الأدب فقال ( عليه السلام ) : ( امنن على من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ) سفينة البحار : 1/ 123 .
20 - قال أحدهم : ( هل كان علي ( عليه السلام ) من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه ؟ ، أم ملكوتياً ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟ ، لأي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟ وبأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم من علوم محدودة ؟ ما فهمه العظماء والعرفاء والفلاسفة بكل ما لديهم من فضائل وعلوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة ، وعلي ( عليه السلام ) غير ذلك ) نبراس السياسة ومنهل الشريعة للإمام الخميني : ص 17 ، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأحمد الرحماني الهمداني : ص 140 .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
أفضلية الإمام علي (عليه السلام) في كتب العامة
وردت روايات كثيرة في أفضلية الإمام علي (عليه السلام) على غيره في كتب العامّة، نذكر منها ما يلي:
1ـ (عن عبد الله بن نجي أنّ علياً أتى يوم البصرة بذهب أو فضة فنكته وقال: ابيضي واصفري وغرّي غيري غرّي اهل الشام غداً إذا ظهروا عليك. فشقّ قوله ذلك على الناس، فذكر ذلك له، فأذن في الناس فدخلوا عليه فقال: إنّ خليلي صلّى الله عليه وسلم قال: يا علي انّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه عدوّك غضاب مقمحين) المعجم الأوسط 4/187، كنز العمّال 13/156.
2ـ (عن الشعبي عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنّة) تاريخ دمشق 42/332، تاريخ بغداد 12/284، ميزان الاعتدال 1/421.
3ـ (عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إذا كان يوم القيامة يخرج قوم من قبورهم لباسهم النور على بخائب من نور أزمتها يواقيت حمر تزفهم الملائكة إلى المحشر.
فقال علي: تبارك الله ما أكرم هؤلاء على الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي هم أهل ولايتك وشيعتك ومحبّوك يحبّونك بحبّي ويحبّوني بحبّ الله هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/332.
4ـ (عن علي قال: قال لي سلمان قلّما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون) المصدر السابق 42/332.
5ـ (عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب، وأنا مدينة وعلي بابها فمَن أرادها فليأت الباب) المصدر السابق 42/383.
6ـ (عن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنّة، وسيأتي قوم لهم نبز يُقال لهم الرافضة، فاذا لقيتموهم فاقتلوهم، فانّهم مشركون) كنز العمّال 11/323.
7ـ (عن كثير بن زيد قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم، فلمّا بصر به قال له: يا سليمان تصدر! فقال: أنا صدر حيث جلست، ثم قال: حدّثني الصادق قال: حدّثني الباقر قال: حدّثني السجّاد قال: حدّثني الشهيد قال: حدّثني التقي -وهو الوصي- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدّثني النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: تختّموا بالعقيق فإنّه أول حجر شهد لله بالوحدانية، ولي بالنبوّة، ولعليّ بالوصية، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنّة) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 127/ ح326.
8ـ ( عن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب، وجوههم كالقمر في ليلة البدر، وقد فُرَّجت عنهم الشدائد، وسهّلت لهم الموارد، وأعطوا الأمن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تتلالأ نوراً على نوق بيض لها أجنحة قد ذُللِّك من غير مهانة ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله عز وجل) المصدر السابق، باب 138/ ص359/ ح339.
9ـ (عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إنّ الله عزّ وجل قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين، المنزوع من الشرك، البطين من العلم) المصدر السابق، ص467/ ح455.
10ـ (عن عاصم بن ضمرة، عن علي (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه: شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها ـ والحسنان ثمرها ـ والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب؟!...) كفاية الطالب: 98.
11ـ (عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت علياً يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي ثم قال: يا أخي قول الله تعالى: (ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ، وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) أنت الثواب وشيعتك الأبرار) شواهد التنزيل 1/178 ح189.
12ـ (عن الاصبغ بن نباتة عن علي في قول الله تعالى: (ثوابا من عند الله) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت الثواب وأصحابك الابرار) المصدر السابق 1/178 ح190.
13ـ وبه قال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي فيكم نزلت (لا يحزنهم الفزع الاكبر) أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعّمون) المصدر السابق 1/500 ح529.
14ـ (عن أبي أيوب النصاري -واسمه خالد بن زيد- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إنّ الله جعلك تحبّ المساكين وترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمَن تبعك، وصدق فيك، وويل لمَن أبغضك وكذب فيك) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب60/ ح159.
15ـ (عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا) المعجم الكبير 3/41.
16ـ (وبإسناده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت وشيعتك تردون على الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم وإنّ عدوّك يردون على الحوض ظماء مقمحين) المصدر السابق 1/319.
17ـ (عن أبي سعيد قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/333.
18ـ (عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ عن يمين العرش كراسي من نور عليها أقوام تلألأ وجوههم نورا. فقال أبو بكر: أنا منهم يا نبي الله؟ قال: أنت على خير. قال: فقال عمر: يا نبي الله أنا منهم؟ فقال: مثل ذلك، ولكنّهم قوم تحابّوا من أجلي وهم هذا وشيعته. وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب) المصدر السابق 42/333.
19ـ (عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية {إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين) فتح القدير 5/477، الدر المنثور 6/379، مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه: 346.
20ـ (عن أبي هريرة قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، أيما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنّة. ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إخواناً على سرر متقابلين لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه) المعجم الأوسط 7/343.
21ـ (عن أمّ سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي في ليلتي فغدت عليه فاطمة وعلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أبشر فإنّك وأصحابك وشيعتك في الجنّة) فضائل الصحابة لابن حنبل 2/654.
22ـ (عن محمد بن علي قال: سألت أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن علي فقالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ علياً وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/333.
23ـ (عن فاطمة بنت علي عن أمّ سلمة قالت: كانت ليلتي ـ وقال السامي كان ليلتي ـ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي قعدت عليه ـ وقال السامي إليه ـ فاطمة ومعها ـ وقال السامي معها علي ـ فرفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ـ وفي حديث السامي فرفع إليه رأسه ـ وقال: أبشر يا علي أنت وأصحابك في الجنّة، أبشر يا علي أنت وشيعتك في الجنّة...) المصدر السابق 42/334.
24ـ (عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يدخلون من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم. ثمّ التفت إلى علي فقال: هم شيعتك وأنت إمامهم) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 134/ ص357/ ح335.
25ـ (عن جابر بن عبد الله قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي بن أبي طالب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أتاكم أخي. ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثمّ قال: إنّه أوّلكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية. قال: ونزلت "إنّ الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية" قال: فكان أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا قد جاء خير البرية) تاريخ دمشق 42/371.
26ـ (عن جابر بن عبد الله قال: لمّا قدم علي بن أبي طالب بفتح خيبر، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، لولا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم؛ لقلت فيك مقالاً لا تمرّ بملأٍ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمّتي وتستر عورتي، وتقاتل على سنّتي، وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق منّي، وأنت على الحوض خليفتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور مبيضةٌ وجوههم حولي، أشفع لهم ويكونون في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني وأنت تنجز وعدي، وإنّ الحقّ على لسانك، وفي قلبك، ومعك، وبين يديك، ونصب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محبّ لك.
فخرّ علي عليه السلام ساجداً وقال: الحمد لله الذي مَن عليّ بالإسلام، وعلّمني القرآن، وحبّبني إلى خير البرية، وأعزّ الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربّه، وخاتم النبيين، وسيّد المرسلين، وصفوة الله في جميع العالمين إحساناً من الله العليّ إليّ، وتفضّلاً منه عليّ.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون بعدي، لقد جعل الله عزّ وجل نسل كلّ نبيّ من صلبه، وجعل نسلي من صلبك، يا علي فأنت أعزّ الخلق، وأكرمهم عليّ، وأعزّهم عندي، ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمّتي) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 99/ ص305/ ح285.
27ـ (عن علي قال: قال لي سلمان قلّما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون.
قال السيّد أبو الحسن: قدوهم فيه وعيسى بن محمّد بن عبد الله بن عمر بن محمّد بن علي هو ابن الحنفية فيما أظن والله أعلم) تاريخ دمشق 42/332.
28ـ (عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) قال: النبي ومن معه وعلي بن أبي طالب وشيعته) شواهد التنزيل 1/85 ح105.
29ـ (عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: يا مينا ألا أحدثك حديثا قبل أن تشاب الأحاديث بالاباطيل؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، ومحبّوهم من أمّتي ورقها. ثمّ قال: هم في جنّة عدن والذي بعثني بالحق) المصدر السابق 1/407 ح429.
30ـ (عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)، قال صلى الله عليه وآله: حدّثني جبرئيل بتفسيرها قال: ذاك علي وشيعته إلى الجنّة) المصدر السابق 2/215 ح927.
31ـ (عن عبد الله بن عباس في قول الله عزّ وجل: (ذلك الكتاب لا ريب فيه) يعني لا شكّ فيه أنّه من عند الله نزل "هدى" يعني بياناً ونوراً "للمتّقين" علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين، اتّقى الشرك وعبادة الأوثان وأخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنّة بغير حساب هو وشيعته) المصدر السابق 1/86 ح106.
32ـ (عن ابن عباس قال: (ومن يتولّى الله) يعني يحبّ الله (ورسوله) يعني محمّداً (والذين آمنوا) يعني ويحبّ علي بن أبى طالب (فإنّ حزب الله هم الغالبون) يعني شيعة الله وشيعة محمّد وشيعة علي هم الغالبون يعني العالون على جميع العباد الظاهرون على المخالفين لهم.
قال ابن عباس: فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ثمّ ثنّى بمحمّد، ثمّ ثلّث بعلي. ثمّ قال: فلّما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رحم الله علياً، اللهم أدر الحقّ معه حيث دار.
قال ابن مؤمن: لا خلاف بين المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السلام) المصدر السابق 1/246 ح241.
33ـ (عن أبي الجارود عن محمّد بن علي {أولئك هم خير البرية} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت يا علي وشيعتك) تفسير الطبري 30/335.
وردت روايات كثيرة في أفضلية الإمام علي (عليه السلام) على غيره في كتب العامّة، نذكر منها ما يلي:
1ـ (عن عبد الله بن نجي أنّ علياً أتى يوم البصرة بذهب أو فضة فنكته وقال: ابيضي واصفري وغرّي غيري غرّي اهل الشام غداً إذا ظهروا عليك. فشقّ قوله ذلك على الناس، فذكر ذلك له، فأذن في الناس فدخلوا عليه فقال: إنّ خليلي صلّى الله عليه وسلم قال: يا علي انّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه عدوّك غضاب مقمحين) المعجم الأوسط 4/187، كنز العمّال 13/156.
2ـ (عن الشعبي عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنّة) تاريخ دمشق 42/332، تاريخ بغداد 12/284، ميزان الاعتدال 1/421.
3ـ (عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إذا كان يوم القيامة يخرج قوم من قبورهم لباسهم النور على بخائب من نور أزمتها يواقيت حمر تزفهم الملائكة إلى المحشر.
فقال علي: تبارك الله ما أكرم هؤلاء على الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي هم أهل ولايتك وشيعتك ومحبّوك يحبّونك بحبّي ويحبّوني بحبّ الله هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/332.
4ـ (عن علي قال: قال لي سلمان قلّما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون) المصدر السابق 42/332.
5ـ (عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب، وأنا مدينة وعلي بابها فمَن أرادها فليأت الباب) المصدر السابق 42/383.
6ـ (عن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنّة، وسيأتي قوم لهم نبز يُقال لهم الرافضة، فاذا لقيتموهم فاقتلوهم، فانّهم مشركون) كنز العمّال 11/323.
7ـ (عن كثير بن زيد قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم، فلمّا بصر به قال له: يا سليمان تصدر! فقال: أنا صدر حيث جلست، ثم قال: حدّثني الصادق قال: حدّثني الباقر قال: حدّثني السجّاد قال: حدّثني الشهيد قال: حدّثني التقي -وهو الوصي- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدّثني النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: تختّموا بالعقيق فإنّه أول حجر شهد لله بالوحدانية، ولي بالنبوّة، ولعليّ بالوصية، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنّة) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 127/ ح326.
8ـ ( عن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب، وجوههم كالقمر في ليلة البدر، وقد فُرَّجت عنهم الشدائد، وسهّلت لهم الموارد، وأعطوا الأمن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تتلالأ نوراً على نوق بيض لها أجنحة قد ذُللِّك من غير مهانة ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله عز وجل) المصدر السابق، باب 138/ ص359/ ح339.
9ـ (عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إنّ الله عزّ وجل قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين، المنزوع من الشرك، البطين من العلم) المصدر السابق، ص467/ ح455.
10ـ (عن عاصم بن ضمرة، عن علي (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه: شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها ـ والحسنان ثمرها ـ والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب؟!...) كفاية الطالب: 98.
11ـ (عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت علياً يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي ثم قال: يا أخي قول الله تعالى: (ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ، وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) أنت الثواب وشيعتك الأبرار) شواهد التنزيل 1/178 ح189.
12ـ (عن الاصبغ بن نباتة عن علي في قول الله تعالى: (ثوابا من عند الله) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت الثواب وأصحابك الابرار) المصدر السابق 1/178 ح190.
13ـ وبه قال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي فيكم نزلت (لا يحزنهم الفزع الاكبر) أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعّمون) المصدر السابق 1/500 ح529.
14ـ (عن أبي أيوب النصاري -واسمه خالد بن زيد- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إنّ الله جعلك تحبّ المساكين وترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمَن تبعك، وصدق فيك، وويل لمَن أبغضك وكذب فيك) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب60/ ح159.
15ـ (عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا) المعجم الكبير 3/41.
16ـ (وبإسناده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت وشيعتك تردون على الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم وإنّ عدوّك يردون على الحوض ظماء مقمحين) المصدر السابق 1/319.
17ـ (عن أبي سعيد قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/333.
18ـ (عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ عن يمين العرش كراسي من نور عليها أقوام تلألأ وجوههم نورا. فقال أبو بكر: أنا منهم يا نبي الله؟ قال: أنت على خير. قال: فقال عمر: يا نبي الله أنا منهم؟ فقال: مثل ذلك، ولكنّهم قوم تحابّوا من أجلي وهم هذا وشيعته. وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب) المصدر السابق 42/333.
19ـ (عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية {إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين) فتح القدير 5/477، الدر المنثور 6/379، مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه: 346.
20ـ (عن أبي هريرة قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، أيما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنّة. ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إخواناً على سرر متقابلين لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه) المعجم الأوسط 7/343.
21ـ (عن أمّ سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي في ليلتي فغدت عليه فاطمة وعلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أبشر فإنّك وأصحابك وشيعتك في الجنّة) فضائل الصحابة لابن حنبل 2/654.
22ـ (عن محمد بن علي قال: سألت أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن علي فقالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ علياً وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/333.
23ـ (عن فاطمة بنت علي عن أمّ سلمة قالت: كانت ليلتي ـ وقال السامي كان ليلتي ـ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي قعدت عليه ـ وقال السامي إليه ـ فاطمة ومعها ـ وقال السامي معها علي ـ فرفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ـ وفي حديث السامي فرفع إليه رأسه ـ وقال: أبشر يا علي أنت وأصحابك في الجنّة، أبشر يا علي أنت وشيعتك في الجنّة...) المصدر السابق 42/334.
24ـ (عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يدخلون من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم. ثمّ التفت إلى علي فقال: هم شيعتك وأنت إمامهم) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 134/ ص357/ ح335.
25ـ (عن جابر بن عبد الله قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي بن أبي طالب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أتاكم أخي. ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثمّ قال: إنّه أوّلكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية. قال: ونزلت "إنّ الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية" قال: فكان أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا قد جاء خير البرية) تاريخ دمشق 42/371.
26ـ (عن جابر بن عبد الله قال: لمّا قدم علي بن أبي طالب بفتح خيبر، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، لولا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم؛ لقلت فيك مقالاً لا تمرّ بملأٍ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمّتي وتستر عورتي، وتقاتل على سنّتي، وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق منّي، وأنت على الحوض خليفتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور مبيضةٌ وجوههم حولي، أشفع لهم ويكونون في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني وأنت تنجز وعدي، وإنّ الحقّ على لسانك، وفي قلبك، ومعك، وبين يديك، ونصب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محبّ لك.
فخرّ علي عليه السلام ساجداً وقال: الحمد لله الذي مَن عليّ بالإسلام، وعلّمني القرآن، وحبّبني إلى خير البرية، وأعزّ الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربّه، وخاتم النبيين، وسيّد المرسلين، وصفوة الله في جميع العالمين إحساناً من الله العليّ إليّ، وتفضّلاً منه عليّ.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون بعدي، لقد جعل الله عزّ وجل نسل كلّ نبيّ من صلبه، وجعل نسلي من صلبك، يا علي فأنت أعزّ الخلق، وأكرمهم عليّ، وأعزّهم عندي، ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمّتي) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 99/ ص305/ ح285.
27ـ (عن علي قال: قال لي سلمان قلّما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون.
قال السيّد أبو الحسن: قدوهم فيه وعيسى بن محمّد بن عبد الله بن عمر بن محمّد بن علي هو ابن الحنفية فيما أظن والله أعلم) تاريخ دمشق 42/332.
28ـ (عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) قال: النبي ومن معه وعلي بن أبي طالب وشيعته) شواهد التنزيل 1/85 ح105.
29ـ (عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: يا مينا ألا أحدثك حديثا قبل أن تشاب الأحاديث بالاباطيل؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، ومحبّوهم من أمّتي ورقها. ثمّ قال: هم في جنّة عدن والذي بعثني بالحق) المصدر السابق 1/407 ح429.
30ـ (عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)، قال صلى الله عليه وآله: حدّثني جبرئيل بتفسيرها قال: ذاك علي وشيعته إلى الجنّة) المصدر السابق 2/215 ح927.
31ـ (عن عبد الله بن عباس في قول الله عزّ وجل: (ذلك الكتاب لا ريب فيه) يعني لا شكّ فيه أنّه من عند الله نزل "هدى" يعني بياناً ونوراً "للمتّقين" علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين، اتّقى الشرك وعبادة الأوثان وأخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنّة بغير حساب هو وشيعته) المصدر السابق 1/86 ح106.
32ـ (عن ابن عباس قال: (ومن يتولّى الله) يعني يحبّ الله (ورسوله) يعني محمّداً (والذين آمنوا) يعني ويحبّ علي بن أبى طالب (فإنّ حزب الله هم الغالبون) يعني شيعة الله وشيعة محمّد وشيعة علي هم الغالبون يعني العالون على جميع العباد الظاهرون على المخالفين لهم.
قال ابن عباس: فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ثمّ ثنّى بمحمّد، ثمّ ثلّث بعلي. ثمّ قال: فلّما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رحم الله علياً، اللهم أدر الحقّ معه حيث دار.
قال ابن مؤمن: لا خلاف بين المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السلام) المصدر السابق 1/246 ح241.
33ـ (عن أبي الجارود عن محمّد بن علي {أولئك هم خير البرية} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت يا علي وشيعتك) تفسير الطبري 30/335.
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
أفضلية الإمام علي (عليه السلام) في كتب العامة
وردت روايات كثيرة في أفضلية الإمام علي (عليه السلام) على غيره في كتب العامّة، نذكر منها ما يلي:
1ـ (عن عبد الله بن نجي أنّ علياً أتى يوم البصرة بذهب أو فضة فنكته وقال: ابيضي واصفري وغرّي غيري غرّي اهل الشام غداً إذا ظهروا عليك. فشقّ قوله ذلك على الناس، فذكر ذلك له، فأذن في الناس فدخلوا عليه فقال: إنّ خليلي صلّى الله عليه وسلم قال: يا علي انّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه عدوّك غضاب مقمحين) المعجم الأوسط 4/187، كنز العمّال 13/156.
2ـ (عن الشعبي عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنّة) تاريخ دمشق 42/332، تاريخ بغداد 12/284، ميزان الاعتدال 1/421.
3ـ (عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إذا كان يوم القيامة يخرج قوم من قبورهم لباسهم النور على بخائب من نور أزمتها يواقيت حمر تزفهم الملائكة إلى المحشر.
فقال علي: تبارك الله ما أكرم هؤلاء على الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي هم أهل ولايتك وشيعتك ومحبّوك يحبّونك بحبّي ويحبّوني بحبّ الله هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/332.
4ـ (عن علي قال: قال لي سلمان قلّما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون) المصدر السابق 42/332.
5ـ (عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب، وأنا مدينة وعلي بابها فمَن أرادها فليأت الباب) المصدر السابق 42/383.
6ـ (عن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنّة، وسيأتي قوم لهم نبز يُقال لهم الرافضة، فاذا لقيتموهم فاقتلوهم، فانّهم مشركون) كنز العمّال 11/323.
7ـ (عن كثير بن زيد قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم، فلمّا بصر به قال له: يا سليمان تصدر! فقال: أنا صدر حيث جلست، ثم قال: حدّثني الصادق قال: حدّثني الباقر قال: حدّثني السجّاد قال: حدّثني الشهيد قال: حدّثني التقي -وهو الوصي- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدّثني النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: تختّموا بالعقيق فإنّه أول حجر شهد لله بالوحدانية، ولي بالنبوّة، ولعليّ بالوصية، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنّة) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 127/ ح326.
8ـ ( عن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب، وجوههم كالقمر في ليلة البدر، وقد فُرَّجت عنهم الشدائد، وسهّلت لهم الموارد، وأعطوا الأمن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تتلالأ نوراً على نوق بيض لها أجنحة قد ذُللِّك من غير مهانة ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله عز وجل) المصدر السابق، باب 138/ ص359/ ح339.
9ـ (عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إنّ الله عزّ وجل قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين، المنزوع من الشرك، البطين من العلم) المصدر السابق، ص467/ ح455.
10ـ (عن عاصم بن ضمرة، عن علي (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه: شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها ـ والحسنان ثمرها ـ والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب؟!...) كفاية الطالب: 98.
11ـ (عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت علياً يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي ثم قال: يا أخي قول الله تعالى: (ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ، وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) أنت الثواب وشيعتك الأبرار) شواهد التنزيل 1/178 ح189.
12ـ (عن الاصبغ بن نباتة عن علي في قول الله تعالى: (ثوابا من عند الله) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت الثواب وأصحابك الابرار) المصدر السابق 1/178 ح190.
13ـ وبه قال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي فيكم نزلت (لا يحزنهم الفزع الاكبر) أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعّمون) المصدر السابق 1/500 ح529.
14ـ (عن أبي أيوب النصاري -واسمه خالد بن زيد- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إنّ الله جعلك تحبّ المساكين وترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمَن تبعك، وصدق فيك، وويل لمَن أبغضك وكذب فيك) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب60/ ح159.
15ـ (عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا) المعجم الكبير 3/41.
16ـ (وبإسناده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت وشيعتك تردون على الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم وإنّ عدوّك يردون على الحوض ظماء مقمحين) المصدر السابق 1/319.
17ـ (عن أبي سعيد قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/333.
18ـ (عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ عن يمين العرش كراسي من نور عليها أقوام تلألأ وجوههم نورا. فقال أبو بكر: أنا منهم يا نبي الله؟ قال: أنت على خير. قال: فقال عمر: يا نبي الله أنا منهم؟ فقال: مثل ذلك، ولكنّهم قوم تحابّوا من أجلي وهم هذا وشيعته. وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب) المصدر السابق 42/333.
19ـ (عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية {إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين) فتح القدير 5/477، الدر المنثور 6/379، مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه: 346.
20ـ (عن أبي هريرة قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، أيما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنّة. ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إخواناً على سرر متقابلين لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه) المعجم الأوسط 7/343.
21ـ (عن أمّ سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي في ليلتي فغدت عليه فاطمة وعلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أبشر فإنّك وأصحابك وشيعتك في الجنّة) فضائل الصحابة لابن حنبل 2/654.
22ـ (عن محمد بن علي قال: سألت أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن علي فقالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ علياً وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/333.
23ـ (عن فاطمة بنت علي عن أمّ سلمة قالت: كانت ليلتي ـ وقال السامي كان ليلتي ـ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي قعدت عليه ـ وقال السامي إليه ـ فاطمة ومعها ـ وقال السامي معها علي ـ فرفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ـ وفي حديث السامي فرفع إليه رأسه ـ وقال: أبشر يا علي أنت وأصحابك في الجنّة، أبشر يا علي أنت وشيعتك في الجنّة...) المصدر السابق 42/334.
24ـ (عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يدخلون من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم. ثمّ التفت إلى علي فقال: هم شيعتك وأنت إمامهم) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 134/ ص357/ ح335.
25ـ (عن جابر بن عبد الله قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي بن أبي طالب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أتاكم أخي. ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثمّ قال: إنّه أوّلكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية. قال: ونزلت "إنّ الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية" قال: فكان أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا قد جاء خير البرية) تاريخ دمشق 42/371.
26ـ (عن جابر بن عبد الله قال: لمّا قدم علي بن أبي طالب بفتح خيبر، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، لولا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم؛ لقلت فيك مقالاً لا تمرّ بملأٍ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمّتي وتستر عورتي، وتقاتل على سنّتي، وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق منّي، وأنت على الحوض خليفتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور مبيضةٌ وجوههم حولي، أشفع لهم ويكونون في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني وأنت تنجز وعدي، وإنّ الحقّ على لسانك، وفي قلبك، ومعك، وبين يديك، ونصب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محبّ لك.
فخرّ علي عليه السلام ساجداً وقال: الحمد لله الذي مَن عليّ بالإسلام، وعلّمني القرآن، وحبّبني إلى خير البرية، وأعزّ الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربّه، وخاتم النبيين، وسيّد المرسلين، وصفوة الله في جميع العالمين إحساناً من الله العليّ إليّ، وتفضّلاً منه عليّ.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون بعدي، لقد جعل الله عزّ وجل نسل كلّ نبيّ من صلبه، وجعل نسلي من صلبك، يا علي فأنت أعزّ الخلق، وأكرمهم عليّ، وأعزّهم عندي، ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمّتي) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 99/ ص305/ ح285.
27ـ (عن علي قال: قال لي سلمان قلّما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون.
قال السيّد أبو الحسن: قدوهم فيه وعيسى بن محمّد بن عبد الله بن عمر بن محمّد بن علي هو ابن الحنفية فيما أظن والله أعلم) تاريخ دمشق 42/332.
28ـ (عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) قال: النبي ومن معه وعلي بن أبي طالب وشيعته) شواهد التنزيل 1/85 ح105.
29ـ (عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: يا مينا ألا أحدثك حديثا قبل أن تشاب الأحاديث بالاباطيل؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، ومحبّوهم من أمّتي ورقها. ثمّ قال: هم في جنّة عدن والذي بعثني بالحق) المصدر السابق 1/407 ح429.
30ـ (عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)، قال صلى الله عليه وآله: حدّثني جبرئيل بتفسيرها قال: ذاك علي وشيعته إلى الجنّة) المصدر السابق 2/215 ح927.
31ـ (عن عبد الله بن عباس في قول الله عزّ وجل: (ذلك الكتاب لا ريب فيه) يعني لا شكّ فيه أنّه من عند الله نزل "هدى" يعني بياناً ونوراً "للمتّقين" علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين، اتّقى الشرك وعبادة الأوثان وأخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنّة بغير حساب هو وشيعته) المصدر السابق 1/86 ح106.
32ـ (عن ابن عباس قال: (ومن يتولّى الله) يعني يحبّ الله (ورسوله) يعني محمّداً (والذين آمنوا) يعني ويحبّ علي بن أبى طالب (فإنّ حزب الله هم الغالبون) يعني شيعة الله وشيعة محمّد وشيعة علي هم الغالبون يعني العالون على جميع العباد الظاهرون على المخالفين لهم.
قال ابن عباس: فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ثمّ ثنّى بمحمّد، ثمّ ثلّث بعلي. ثمّ قال: فلّما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رحم الله علياً، اللهم أدر الحقّ معه حيث دار.
قال ابن مؤمن: لا خلاف بين المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السلام) المصدر السابق 1/246 ح241.
33ـ (عن أبي الجارود عن محمّد بن علي {أولئك هم خير البرية} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت يا علي وشيعتك) تفسير الطبري 30/335.
وردت روايات كثيرة في أفضلية الإمام علي (عليه السلام) على غيره في كتب العامّة، نذكر منها ما يلي:
1ـ (عن عبد الله بن نجي أنّ علياً أتى يوم البصرة بذهب أو فضة فنكته وقال: ابيضي واصفري وغرّي غيري غرّي اهل الشام غداً إذا ظهروا عليك. فشقّ قوله ذلك على الناس، فذكر ذلك له، فأذن في الناس فدخلوا عليه فقال: إنّ خليلي صلّى الله عليه وسلم قال: يا علي انّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه عدوّك غضاب مقمحين) المعجم الأوسط 4/187، كنز العمّال 13/156.
2ـ (عن الشعبي عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنّة) تاريخ دمشق 42/332، تاريخ بغداد 12/284، ميزان الاعتدال 1/421.
3ـ (عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إذا كان يوم القيامة يخرج قوم من قبورهم لباسهم النور على بخائب من نور أزمتها يواقيت حمر تزفهم الملائكة إلى المحشر.
فقال علي: تبارك الله ما أكرم هؤلاء على الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي هم أهل ولايتك وشيعتك ومحبّوك يحبّونك بحبّي ويحبّوني بحبّ الله هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/332.
4ـ (عن علي قال: قال لي سلمان قلّما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون) المصدر السابق 42/332.
5ـ (عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب، وأنا مدينة وعلي بابها فمَن أرادها فليأت الباب) المصدر السابق 42/383.
6ـ (عن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنّة، وسيأتي قوم لهم نبز يُقال لهم الرافضة، فاذا لقيتموهم فاقتلوهم، فانّهم مشركون) كنز العمّال 11/323.
7ـ (عن كثير بن زيد قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم، فلمّا بصر به قال له: يا سليمان تصدر! فقال: أنا صدر حيث جلست، ثم قال: حدّثني الصادق قال: حدّثني الباقر قال: حدّثني السجّاد قال: حدّثني الشهيد قال: حدّثني التقي -وهو الوصي- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدّثني النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: تختّموا بالعقيق فإنّه أول حجر شهد لله بالوحدانية، ولي بالنبوّة، ولعليّ بالوصية، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنّة) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 127/ ح326.
8ـ ( عن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب، وجوههم كالقمر في ليلة البدر، وقد فُرَّجت عنهم الشدائد، وسهّلت لهم الموارد، وأعطوا الأمن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تتلالأ نوراً على نوق بيض لها أجنحة قد ذُللِّك من غير مهانة ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله عز وجل) المصدر السابق، باب 138/ ص359/ ح339.
9ـ (عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إنّ الله عزّ وجل قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين، المنزوع من الشرك، البطين من العلم) المصدر السابق، ص467/ ح455.
10ـ (عن عاصم بن ضمرة، عن علي (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه: شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها ـ والحسنان ثمرها ـ والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب؟!...) كفاية الطالب: 98.
11ـ (عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت علياً يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي ثم قال: يا أخي قول الله تعالى: (ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ، وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) أنت الثواب وشيعتك الأبرار) شواهد التنزيل 1/178 ح189.
12ـ (عن الاصبغ بن نباتة عن علي في قول الله تعالى: (ثوابا من عند الله) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت الثواب وأصحابك الابرار) المصدر السابق 1/178 ح190.
13ـ وبه قال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي فيكم نزلت (لا يحزنهم الفزع الاكبر) أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعّمون) المصدر السابق 1/500 ح529.
14ـ (عن أبي أيوب النصاري -واسمه خالد بن زيد- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إنّ الله جعلك تحبّ المساكين وترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمَن تبعك، وصدق فيك، وويل لمَن أبغضك وكذب فيك) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب60/ ح159.
15ـ (عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا) المعجم الكبير 3/41.
16ـ (وبإسناده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت وشيعتك تردون على الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم وإنّ عدوّك يردون على الحوض ظماء مقمحين) المصدر السابق 1/319.
17ـ (عن أبي سعيد قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/333.
18ـ (عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ عن يمين العرش كراسي من نور عليها أقوام تلألأ وجوههم نورا. فقال أبو بكر: أنا منهم يا نبي الله؟ قال: أنت على خير. قال: فقال عمر: يا نبي الله أنا منهم؟ فقال: مثل ذلك، ولكنّهم قوم تحابّوا من أجلي وهم هذا وشيعته. وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب) المصدر السابق 42/333.
19ـ (عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية {إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين) فتح القدير 5/477، الدر المنثور 6/379، مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه: 346.
20ـ (عن أبي هريرة قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، أيما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنّة. ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إخواناً على سرر متقابلين لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه) المعجم الأوسط 7/343.
21ـ (عن أمّ سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي في ليلتي فغدت عليه فاطمة وعلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أبشر فإنّك وأصحابك وشيعتك في الجنّة) فضائل الصحابة لابن حنبل 2/654.
22ـ (عن محمد بن علي قال: سألت أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن علي فقالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ علياً وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) تاريخ دمشق 42/333.
23ـ (عن فاطمة بنت علي عن أمّ سلمة قالت: كانت ليلتي ـ وقال السامي كان ليلتي ـ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي قعدت عليه ـ وقال السامي إليه ـ فاطمة ومعها ـ وقال السامي معها علي ـ فرفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ـ وفي حديث السامي فرفع إليه رأسه ـ وقال: أبشر يا علي أنت وأصحابك في الجنّة، أبشر يا علي أنت وشيعتك في الجنّة...) المصدر السابق 42/334.
24ـ (عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يدخلون من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم. ثمّ التفت إلى علي فقال: هم شيعتك وأنت إمامهم) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 134/ ص357/ ح335.
25ـ (عن جابر بن عبد الله قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي بن أبي طالب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أتاكم أخي. ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثمّ قال: إنّه أوّلكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية. قال: ونزلت "إنّ الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية" قال: فكان أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا قد جاء خير البرية) تاريخ دمشق 42/371.
26ـ (عن جابر بن عبد الله قال: لمّا قدم علي بن أبي طالب بفتح خيبر، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، لولا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم؛ لقلت فيك مقالاً لا تمرّ بملأٍ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمّتي وتستر عورتي، وتقاتل على سنّتي، وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق منّي، وأنت على الحوض خليفتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور مبيضةٌ وجوههم حولي، أشفع لهم ويكونون في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني وأنت تنجز وعدي، وإنّ الحقّ على لسانك، وفي قلبك، ومعك، وبين يديك، ونصب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محبّ لك.
فخرّ علي عليه السلام ساجداً وقال: الحمد لله الذي مَن عليّ بالإسلام، وعلّمني القرآن، وحبّبني إلى خير البرية، وأعزّ الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربّه، وخاتم النبيين، وسيّد المرسلين، وصفوة الله في جميع العالمين إحساناً من الله العليّ إليّ، وتفضّلاً منه عليّ.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون بعدي، لقد جعل الله عزّ وجل نسل كلّ نبيّ من صلبه، وجعل نسلي من صلبك، يا علي فأنت أعزّ الخلق، وأكرمهم عليّ، وأعزّهم عندي، ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمّتي) مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، باب 99/ ص305/ ح285.
27ـ (عن علي قال: قال لي سلمان قلّما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه إلاّ ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون.
قال السيّد أبو الحسن: قدوهم فيه وعيسى بن محمّد بن عبد الله بن عمر بن محمّد بن علي هو ابن الحنفية فيما أظن والله أعلم) تاريخ دمشق 42/332.
28ـ (عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) قال: النبي ومن معه وعلي بن أبي طالب وشيعته) شواهد التنزيل 1/85 ح105.
29ـ (عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: يا مينا ألا أحدثك حديثا قبل أن تشاب الأحاديث بالاباطيل؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، ومحبّوهم من أمّتي ورقها. ثمّ قال: هم في جنّة عدن والذي بعثني بالحق) المصدر السابق 1/407 ح429.
30ـ (عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)، قال صلى الله عليه وآله: حدّثني جبرئيل بتفسيرها قال: ذاك علي وشيعته إلى الجنّة) المصدر السابق 2/215 ح927.
31ـ (عن عبد الله بن عباس في قول الله عزّ وجل: (ذلك الكتاب لا ريب فيه) يعني لا شكّ فيه أنّه من عند الله نزل "هدى" يعني بياناً ونوراً "للمتّقين" علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين، اتّقى الشرك وعبادة الأوثان وأخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنّة بغير حساب هو وشيعته) المصدر السابق 1/86 ح106.
32ـ (عن ابن عباس قال: (ومن يتولّى الله) يعني يحبّ الله (ورسوله) يعني محمّداً (والذين آمنوا) يعني ويحبّ علي بن أبى طالب (فإنّ حزب الله هم الغالبون) يعني شيعة الله وشيعة محمّد وشيعة علي هم الغالبون يعني العالون على جميع العباد الظاهرون على المخالفين لهم.
قال ابن عباس: فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ثمّ ثنّى بمحمّد، ثمّ ثلّث بعلي. ثمّ قال: فلّما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رحم الله علياً، اللهم أدر الحقّ معه حيث دار.
قال ابن مؤمن: لا خلاف بين المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السلام) المصدر السابق 1/246 ح241.
33ـ (عن أبي الجارود عن محمّد بن علي {أولئك هم خير البرية} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت يا علي وشيعتك) تفسير الطبري 30/335.
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
اغتيال الإمام علي (عليه السلام)
اغتيل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك في مسجد الكوفة ، و خرَّ صريعاً في المحراب متشحطاً بدمه الطاهر قائلاً : ( فزتُ وربّ الكعبة ) لأنه الفائز الأكبر ، فقد فاز ( سلام الله عليه ) في الدنيا والآخرة و ذلك هو الفوز العظيم .
وأي فوز أعظم من أن يقضي الإنسان عمره في سبيل الله وفي سبيل الإسلام المحمدي ، وفي سبيل إرساء دعائم العدالة والمساواة في المجتمع ، والقضاء على الظلم والجور وانصاف المظلومين .
لقد كانت شهادته ( عليه السلام ) انتصاراً له ، وأي نصر أعظم من أن ينتصر الإنسان على أعداء الرسالة الإسلامية من القاسطين والمارقين والناكثين لأجل خلاص الأمة الإسلامية منهم ليكون الدين كله لله عزّ وجل .
فإن اغتيال الإمام علي ( عليه السلام ) هو المجسد الحقيقي للإسلام الأصيل ، والمطبِّق لجميع أحكامه وقوانينه ، والمنفِّذ لجميع تشريعاته .
فقد كان اغتيالاً للإسلام الذي بناه بجهده وجهاده وكيانه ودمه ، واغتيالاً للأمة حيث فقدت خليفة وقائداً إسلامياً فذّاً ، وقمة شامخة في العلم والفضل والجهاد ، وكان جبلاً راسخاً من الثبات والاستقامة والشجاعة والبطولة ، وعَلَماً من أعلام الدين وإماماً للمتقين .
إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وُلد في بيت الله واستشهد في بيت الله تعالى ليكون رمزاً ومثالاً للمتقين ، وإماما للساجدين والعابدين والزاهدين ، وسيداً من أسياد الجنة المبشرين .
وإن على المسلمين في العالم معرفة هذا الإمام العظيم ، والتمسك والالتزام بمنهجه السوي وسيرته العطرة ومبادئه القيمة .
وإننا نعاهدك يا أبا الحسن أن نسير على دربك ، ونقتدي بك ونجعلك قدوة لنا في أعمالنا وسلوكنا وتعاملنا مع أمتنا الإسلامية ، ومع أسرتنا ومجتمعنا وأخواننا المؤمنين ، وتعاملنا مع قوى الكفر والإلحاد ، فنكون حرباً لمن حاربت ، وسِلماً لمن سالمت .
اللهم اجعلنا من السائرين على خطى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والذابين والمدافعين عن الإسلام ، والمهتمين بأمور المسلمين ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين .
اغتيل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك في مسجد الكوفة ، و خرَّ صريعاً في المحراب متشحطاً بدمه الطاهر قائلاً : ( فزتُ وربّ الكعبة ) لأنه الفائز الأكبر ، فقد فاز ( سلام الله عليه ) في الدنيا والآخرة و ذلك هو الفوز العظيم .
وأي فوز أعظم من أن يقضي الإنسان عمره في سبيل الله وفي سبيل الإسلام المحمدي ، وفي سبيل إرساء دعائم العدالة والمساواة في المجتمع ، والقضاء على الظلم والجور وانصاف المظلومين .
لقد كانت شهادته ( عليه السلام ) انتصاراً له ، وأي نصر أعظم من أن ينتصر الإنسان على أعداء الرسالة الإسلامية من القاسطين والمارقين والناكثين لأجل خلاص الأمة الإسلامية منهم ليكون الدين كله لله عزّ وجل .
فإن اغتيال الإمام علي ( عليه السلام ) هو المجسد الحقيقي للإسلام الأصيل ، والمطبِّق لجميع أحكامه وقوانينه ، والمنفِّذ لجميع تشريعاته .
فقد كان اغتيالاً للإسلام الذي بناه بجهده وجهاده وكيانه ودمه ، واغتيالاً للأمة حيث فقدت خليفة وقائداً إسلامياً فذّاً ، وقمة شامخة في العلم والفضل والجهاد ، وكان جبلاً راسخاً من الثبات والاستقامة والشجاعة والبطولة ، وعَلَماً من أعلام الدين وإماماً للمتقين .
إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وُلد في بيت الله واستشهد في بيت الله تعالى ليكون رمزاً ومثالاً للمتقين ، وإماما للساجدين والعابدين والزاهدين ، وسيداً من أسياد الجنة المبشرين .
وإن على المسلمين في العالم معرفة هذا الإمام العظيم ، والتمسك والالتزام بمنهجه السوي وسيرته العطرة ومبادئه القيمة .
وإننا نعاهدك يا أبا الحسن أن نسير على دربك ، ونقتدي بك ونجعلك قدوة لنا في أعمالنا وسلوكنا وتعاملنا مع أمتنا الإسلامية ، ومع أسرتنا ومجتمعنا وأخواننا المؤمنين ، وتعاملنا مع قوى الكفر والإلحاد ، فنكون حرباً لمن حاربت ، وسِلماً لمن سالمت .
اللهم اجعلنا من السائرين على خطى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والذابين والمدافعين عن الإسلام ، والمهتمين بأمور المسلمين ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
إصلاحات الإمام علي ( عليه السلام ) السياسية والإدارية
استلم الإمام علي ( عليه السلام ) الخلافة بعد مقتل عثمان بسبعة أيام ، ذلك في ( 25 ) ذي الحجة عام ( 35 هـ ) ، فوجد الأوضاع متردّية بشكل عام ، وعلى أثر ذلك وضع خطّة إصلاحية شاملة ، ركّز فيها على شؤون الإدارة ، والاقتصاد ، والحكم ، وفي السطور القادمة سنتناول شواهد على ذلك البرنامج الإصلاحي بشكل مختصر :
الأول : تطهير جهاز الدولة :
أول عمل قام به الإمام ( عليه السلام ) فور توليته لمنصب رئاسة الدولة هو عَزل وُلاة عثمان الذين سَخّروا جهاز الحكم لمصالحهم الخاصة ، وأُثروا ثراءً فاحشاً مما اختلسوه من بيوت المال ، وعزل ( عليه السلام ) معاوية بن أبي سفيان أيضاً .
ويقول المؤرخون : إنه أشار عليه جماعة من المخلصين بإبقائه في منصبه ريثما تستقر الأوضاع السياسية ثم يعزله فأبى الإمام ( عليه السلام ) ، وأعلن أن ذلك من المداهنة في دينه ، وهو مما لا يُقرّه ضميره الحي ، الذي لا يسلك أي طريق يبعده عن الحق ولو أبقاه ساعة لكان ذلك تزكية له ، وإقرارا بعدالته ، وصلاحيته للحكم .
الثاني : تأميم الأموال المختلسة :
أصدر الإمام ( عليه السلام ) قراره الحاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكم المُباد .
فبادرت السلطة التنفيذية بوضع اليد على القطائع التي أقطعها عثمان لذوي قُرباه ، والأموال التي استأثر بها عثمان ، وقد صودِرت أمواله حتى سيفه ودرعه ، وأضافها الإمام ( عليه السلام ) إلى بيت المال .
وقد فزع بنو أمية كأشد ما يكون الفزع ، فهم يرون الإمام ( عليه السلام ) هو الذي قام بالحركة الانقلابية التي أطاحت بحكومة عثمان ، وهم يطالبون الهاشميين برد سيف عثمان ودرعه وسائر ممتلكاته التي صادرتها حكومة الإمام ( عليه السلام ) .
وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول ، فقد أيقنت أن الإمام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حق .
فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها : ما كنتُ صانعاً فاصنع إذا قشّرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها .
لقد راح الحسد ينهش قلوب القرشيين ، والأحقاد تنخر ضمائرهم ، فاندفعوا إلى إعلان العصيان والتمرد على حكومة الإمام ( عليه السلام ) .
الثالث : اِلتياع الإمام ( عليه السلام ) :
وامتُحِن الإمام ( عليه السلام ) امتحاناً عسيراً من الأُسَر القرشية ، وعانى منها أشدّ ألوان المِحن والخُطوب في جميع أدوار حياته .
فيقول ( عليه السلام ) : ( لقد أخافَتني قُريش صغيراً ، وأنصبتني كبيراً ، حتى قبض الله رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فكانت الطامّة الكبرى ، والله المُستعان على ما تَصِفون ) .
ولم يعرهم الإمام ( عليه السلام ) اهتماماً ، وانطلق يؤسس معالم سياسته العادلة ، ويحقق للأمة ما تصبوا إليه من العدالة الاجتماعية .
وقد أجمع رأيه ( عليه السلام ) على أن يقابل قريش بالمِثل ، ويسدد لهم الضربات القاصمة إن خلعوا الطاعة ، وأظهروا البغي .
فيقول ( عليه السلام ) : ( مَالي وَلِقُريش ، لقد قتلتُهم كافرين ، ولأقتلنَّهم مَفتونين ، والله لأبقرنَّ الباطل حتى يظهر الحق من خَاصِرَتِه ، فَقُلْ لقريش فَلتضجّ ضَجيجَها ) .
الرابع : سياسة الإمام ( عليه السلام ) :
فيما يلي عرضاً موجزاً للسياسة الإصلاحية التي اتبعها الإمام ( عليه السلام ) لإدارة الدولة الإسلامية وهي كما يلي :
أولاً : السياسة المالية :
كانت السياسة المالية التي انتهجها الإمام ( عليه السلام ) امتداد لسياسة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) الذي عنى بتطوير الحياة الاقتصادية ، وإنعاش الحياة العامة في جميع أنحاء البلاد ، بحيث لا يبقى فقير أو بائس أو محتاج ، وذلك بتوزيع ثروات الأمة توزيعاً عادلاً على الجميع .
ومن مظاهر هذه السياسة هي :
1 - المساواة في التوزيع والعطاء ، فليس لأحد على أحد فضل أو امتياز ، وإنما الجميع على حدٍّ سواء .
فلا فضل للمهاجرين على الأنصار ، ولا لأسرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأزواجه على غيرهم ، ولا للعربي على غيره .
وقد أثارت هذه العدالة في التوزيع غضب الرأسماليين من القرشيين وغيرهم ، فأعلنوا سخطهم على الإمام ( عليه السلام ) .
وقد خفت إليه جموع من أصحابه تطالبه بالعدول عن سياسته فأجابهم الإمام ( عليه السلام ) : ( لو كان المال لي لَسوّيتُ بينهم فكيف ، وإنما المال مال الله ، ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف ، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ، ويضعه في الآخرة ، ويُكرّمه في الناس ، ويهينه عند الله ) .
فكان الإمام ( عليه السلام ) يهدف في سياسته المالية إلى إيجاد مجتمع لا تطغى فيه الرأسمالية ، ولا تحدث فيه الأزمات الاقتصادية ، ولا يواجه المجتمع أي حِرمان أو ضيق في حياته المعاشية .
وقد أدت هذه السياسة المشرقة المستمدة من واقع الإسلام وهَدْيهِ إلى إجماع القوى الباغية على الإسلام أن تعمل جاهدة على إشاعة الفوضى والاضطراب في البلاد ، مستهدفة بذلك الإطاحة بحكومة الإمام ( عليه السلام ) .
2 - الإنفاق على تطوير الحياة الاقتصادية ، وإنشاء المشاريع الزراعية ، والعمل على زيادة الإنتاج الزراعي الذي كان من أصول الاقتصاد العام في تلك العصور .
وقد أكد الإمام ( عليه السلام ) في عهده لمالك الأشتر على رعاية إصلاح الأرض قبل أخذ الخراج منها .
فيقول ( عليه السلام ) : ( وليكُن نظرك في عِمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج ، لأن ذلك لا يُدرك إلا بالعمارة ، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ، ولم يستقم أمره إلا قليلاً ) .
لقد كان أهم ما يعني به الإمام ( عليه السلام ) لزوم الإنفاق على تطوير الاقتصاد العام ، حتى لا يبقى أي شبح للفقر والحرمان في البلاد .
3 - عدم الاستئثار بأي شيء من أموال الدولة ، فقد تحرج الإمام ( عليه السلام ) فيها كأشد ما يكون التحرّج .
وقد أثبتت المصادر الإسلامية بوادر كثيرة من احتياط البالغ فيها ، فقد وفد عليه أخوه عقيل طالباً منه أن يمنحه الصلة ويُرَفّهُ عليه حياته المعاشية ، فأخبره الإمام ( عليه السلام ) أن ما في بيت المال للمسلمين ، وليس له أن يأخذ منه قليلاً ولا كثيراً ، وإذا منحه شيء فإنه يكون مختلساً .
وعلى أي حال فإن السياسة الاقتصادية التي تَبنّاها الإمام ( عليه السلام ) قد ثقلت على القوى المنحرفة عن الإسلام ، فانصرفوا عن الإمام وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، والتحقوا بالمعسكر الأموي الذي يضمن لهم الاستغلال ، والنهب ، وسلب قوت الشعب ، والتلاعب باقتصاد البلاد .
ثانياً : السياسة الداخلية :
عنى الإمام ( عليه السلام ) بإزالة جميع أسباب التخلف والانحطاط ، وتحقيق حياة كريمة يجد فيها الإنسان جميع متطلبات حياته ، من الأمن والرخاء والاستقرار ، ونشير فيما يلي إلى بعض مظاهرها :
1 - المساواة : وتجسّدت فيما يأتي :
أ - المساواة في الحقوق والواجبات .
ب - المساواة في العطاء .
ج - المساواة أمام القانون .
وقد ألزم الإمام ( عليه السلام ) عُمّاله وَوُلاته بتطبيق المساواة بين الناس على اختلاف قوميّاتهم وأديانهم .
فيقول ( عليه السلام ) في بعض رسائله إلى عماله : ( واخفضْ للرعيّة جناحك ، وابسط لهم وجهك ، وأَلِنْ لهم جنابك ، وآسِ بينهم في اللحظة والنظرة ، والإشارة والتحية ، حتى لا يطمع العظماء في حيفك ، ولا ييأس الضعفاء من عدلك ) .
2 - الحرية :
أما الحرية عند الإمام ( عليه السلام ) فهي من الحقوق الذاتية لكل إنسان ، ويجب أن تتوفر للجميع ، شريطة أن لا تستغلّ في الاعتداء والإضرار بالناس ، وكان من أبرز معالمها هي الحُرّية السياسية .
ونعني بها أن تُتَاح للناس الحرية التامة في اعتناق أي مذهب سياسي دون أن تفرض عليهم السلطة رأيا معاكساً لما يذهبون إليه .
وقد منح الإمام ( عليه السلام ) هذه الحرية بأرحب مفاهيمها للناس ، وقد منحها لأعدائه وخصومه الذين تخلفوا عن بيعته .
فلم يجبرهم الإمام ( عليه السلام ) ، ولم يتخذ معهم أي إجراء حاسم كما اتخذه أبو بكر ضده حينما تَخلّف عن بيعته .
فكان الإمام ( عليه السلام ) يرى أن الناس أحرار ، ويجب على الدولة أن توفر لهم حريتهم ما دام لم يخلوا بالأمن ، ولم يعلنوا التمرد والخروج على الحكم القائم .
وقد منح ( عليه السلام ) الحرية للخوارج ، ولم يحرمهم عطاءهم مع العلم أنهم كانوا يشكلون أقوى حزب معارض لحكومته .
فلما سَعوا في الأرض فساداً ، وأذاعوا الذعر والخوف بين الناس انبرى إلى قتالهم حفظاً على النظام العام ، وحفظاً على سلامة الشعب .
ثالثاً : الدعوة إلى وحدة الأمة :
وجهد الإمام كأكثر ما يكون الجهد والعناء على العمل على توحيد صفوف الأمة ونشر الأُلفة والمحبة بين أبنائها .
واعتبر ( عليه السلام ) الأُلفة الإسلامية من نعم الله الكبرى على هذه الأمة .
فيقول ( عليه السلام ) : ( إنّ الله سبحانه قد امتَنّ على جماعة هذه الأمة فيما عقد بينهم من حبل هذه الأُلفة التي ينتقلون في ظلها ، ويأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ، لأنها أرجح من كل ثمن ، وأجلُّ من كل خطر ) .
فقد عنى الإمام ( عليه السلام ) بوحدة الأمة ، وتبنّي جميع الأسباب التي تؤدي إلى تماسكها واجتماع كلمتها ، وقد حافظ على هذه الوحدة في جميع أدوار حياته .
فقد ترك ( عليه السلام ) حَقّه وسَالَم الخلفاء صِيانة للأمة من الفرقة والاختلاف .
رابعاً : تربية الأمة :
لم يعهد عن أحد من الخلفاء أنه عنى بالناحية التربوية أو بشؤون التعليم كالإمام ( عليه السلام ) ، وإنما عنوا بالشؤون العسكرية ، وعمليات الحروب ، وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية ، وبسط نفوذها على أنحاء العالم .
وقد أولى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المزيد من اهتمامه بهذه الناحية ، فاتخذ جامع الكوفة معهداً يلقي فيه محاظراته الدينية والتوجيهية .
وكان ( عليه السلام ) يشغل أكثر أوقاته بالدعوة إلى الله ، وإظهار فلسفة التوحيد ، وبَثّ الآداب والأخلاق الإسلامية مستهدفا من ذلك نشر الوعي الديني ، وخلق جيل يؤمن بالله إيمانا عقائدياً لا تقليدياً .
فقد كان الإمام ( عليه السلام ) المؤسس الأعلى للعلوم والمعارف في دنيا الإسلام ، وقد بذل جميع جهوده على إشاعة العلم ونشر الآداب والثقافة بين المسلمين ، وكان دوماً يذيع بين أصحابه قوله : ( سَلوني قَبلَ أن تفقدوني ، سَلوني عن طُرق السَّماء ، فإني أبصَرُ بها من طُرُق الأرض ) .
استلم الإمام علي ( عليه السلام ) الخلافة بعد مقتل عثمان بسبعة أيام ، ذلك في ( 25 ) ذي الحجة عام ( 35 هـ ) ، فوجد الأوضاع متردّية بشكل عام ، وعلى أثر ذلك وضع خطّة إصلاحية شاملة ، ركّز فيها على شؤون الإدارة ، والاقتصاد ، والحكم ، وفي السطور القادمة سنتناول شواهد على ذلك البرنامج الإصلاحي بشكل مختصر :
الأول : تطهير جهاز الدولة :
أول عمل قام به الإمام ( عليه السلام ) فور توليته لمنصب رئاسة الدولة هو عَزل وُلاة عثمان الذين سَخّروا جهاز الحكم لمصالحهم الخاصة ، وأُثروا ثراءً فاحشاً مما اختلسوه من بيوت المال ، وعزل ( عليه السلام ) معاوية بن أبي سفيان أيضاً .
ويقول المؤرخون : إنه أشار عليه جماعة من المخلصين بإبقائه في منصبه ريثما تستقر الأوضاع السياسية ثم يعزله فأبى الإمام ( عليه السلام ) ، وأعلن أن ذلك من المداهنة في دينه ، وهو مما لا يُقرّه ضميره الحي ، الذي لا يسلك أي طريق يبعده عن الحق ولو أبقاه ساعة لكان ذلك تزكية له ، وإقرارا بعدالته ، وصلاحيته للحكم .
الثاني : تأميم الأموال المختلسة :
أصدر الإمام ( عليه السلام ) قراره الحاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكم المُباد .
فبادرت السلطة التنفيذية بوضع اليد على القطائع التي أقطعها عثمان لذوي قُرباه ، والأموال التي استأثر بها عثمان ، وقد صودِرت أمواله حتى سيفه ودرعه ، وأضافها الإمام ( عليه السلام ) إلى بيت المال .
وقد فزع بنو أمية كأشد ما يكون الفزع ، فهم يرون الإمام ( عليه السلام ) هو الذي قام بالحركة الانقلابية التي أطاحت بحكومة عثمان ، وهم يطالبون الهاشميين برد سيف عثمان ودرعه وسائر ممتلكاته التي صادرتها حكومة الإمام ( عليه السلام ) .
وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول ، فقد أيقنت أن الإمام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حق .
فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها : ما كنتُ صانعاً فاصنع إذا قشّرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها .
لقد راح الحسد ينهش قلوب القرشيين ، والأحقاد تنخر ضمائرهم ، فاندفعوا إلى إعلان العصيان والتمرد على حكومة الإمام ( عليه السلام ) .
الثالث : اِلتياع الإمام ( عليه السلام ) :
وامتُحِن الإمام ( عليه السلام ) امتحاناً عسيراً من الأُسَر القرشية ، وعانى منها أشدّ ألوان المِحن والخُطوب في جميع أدوار حياته .
فيقول ( عليه السلام ) : ( لقد أخافَتني قُريش صغيراً ، وأنصبتني كبيراً ، حتى قبض الله رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فكانت الطامّة الكبرى ، والله المُستعان على ما تَصِفون ) .
ولم يعرهم الإمام ( عليه السلام ) اهتماماً ، وانطلق يؤسس معالم سياسته العادلة ، ويحقق للأمة ما تصبوا إليه من العدالة الاجتماعية .
وقد أجمع رأيه ( عليه السلام ) على أن يقابل قريش بالمِثل ، ويسدد لهم الضربات القاصمة إن خلعوا الطاعة ، وأظهروا البغي .
فيقول ( عليه السلام ) : ( مَالي وَلِقُريش ، لقد قتلتُهم كافرين ، ولأقتلنَّهم مَفتونين ، والله لأبقرنَّ الباطل حتى يظهر الحق من خَاصِرَتِه ، فَقُلْ لقريش فَلتضجّ ضَجيجَها ) .
الرابع : سياسة الإمام ( عليه السلام ) :
فيما يلي عرضاً موجزاً للسياسة الإصلاحية التي اتبعها الإمام ( عليه السلام ) لإدارة الدولة الإسلامية وهي كما يلي :
أولاً : السياسة المالية :
كانت السياسة المالية التي انتهجها الإمام ( عليه السلام ) امتداد لسياسة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) الذي عنى بتطوير الحياة الاقتصادية ، وإنعاش الحياة العامة في جميع أنحاء البلاد ، بحيث لا يبقى فقير أو بائس أو محتاج ، وذلك بتوزيع ثروات الأمة توزيعاً عادلاً على الجميع .
ومن مظاهر هذه السياسة هي :
1 - المساواة في التوزيع والعطاء ، فليس لأحد على أحد فضل أو امتياز ، وإنما الجميع على حدٍّ سواء .
فلا فضل للمهاجرين على الأنصار ، ولا لأسرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأزواجه على غيرهم ، ولا للعربي على غيره .
وقد أثارت هذه العدالة في التوزيع غضب الرأسماليين من القرشيين وغيرهم ، فأعلنوا سخطهم على الإمام ( عليه السلام ) .
وقد خفت إليه جموع من أصحابه تطالبه بالعدول عن سياسته فأجابهم الإمام ( عليه السلام ) : ( لو كان المال لي لَسوّيتُ بينهم فكيف ، وإنما المال مال الله ، ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف ، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ، ويضعه في الآخرة ، ويُكرّمه في الناس ، ويهينه عند الله ) .
فكان الإمام ( عليه السلام ) يهدف في سياسته المالية إلى إيجاد مجتمع لا تطغى فيه الرأسمالية ، ولا تحدث فيه الأزمات الاقتصادية ، ولا يواجه المجتمع أي حِرمان أو ضيق في حياته المعاشية .
وقد أدت هذه السياسة المشرقة المستمدة من واقع الإسلام وهَدْيهِ إلى إجماع القوى الباغية على الإسلام أن تعمل جاهدة على إشاعة الفوضى والاضطراب في البلاد ، مستهدفة بذلك الإطاحة بحكومة الإمام ( عليه السلام ) .
2 - الإنفاق على تطوير الحياة الاقتصادية ، وإنشاء المشاريع الزراعية ، والعمل على زيادة الإنتاج الزراعي الذي كان من أصول الاقتصاد العام في تلك العصور .
وقد أكد الإمام ( عليه السلام ) في عهده لمالك الأشتر على رعاية إصلاح الأرض قبل أخذ الخراج منها .
فيقول ( عليه السلام ) : ( وليكُن نظرك في عِمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج ، لأن ذلك لا يُدرك إلا بالعمارة ، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ، ولم يستقم أمره إلا قليلاً ) .
لقد كان أهم ما يعني به الإمام ( عليه السلام ) لزوم الإنفاق على تطوير الاقتصاد العام ، حتى لا يبقى أي شبح للفقر والحرمان في البلاد .
3 - عدم الاستئثار بأي شيء من أموال الدولة ، فقد تحرج الإمام ( عليه السلام ) فيها كأشد ما يكون التحرّج .
وقد أثبتت المصادر الإسلامية بوادر كثيرة من احتياط البالغ فيها ، فقد وفد عليه أخوه عقيل طالباً منه أن يمنحه الصلة ويُرَفّهُ عليه حياته المعاشية ، فأخبره الإمام ( عليه السلام ) أن ما في بيت المال للمسلمين ، وليس له أن يأخذ منه قليلاً ولا كثيراً ، وإذا منحه شيء فإنه يكون مختلساً .
وعلى أي حال فإن السياسة الاقتصادية التي تَبنّاها الإمام ( عليه السلام ) قد ثقلت على القوى المنحرفة عن الإسلام ، فانصرفوا عن الإمام وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، والتحقوا بالمعسكر الأموي الذي يضمن لهم الاستغلال ، والنهب ، وسلب قوت الشعب ، والتلاعب باقتصاد البلاد .
ثانياً : السياسة الداخلية :
عنى الإمام ( عليه السلام ) بإزالة جميع أسباب التخلف والانحطاط ، وتحقيق حياة كريمة يجد فيها الإنسان جميع متطلبات حياته ، من الأمن والرخاء والاستقرار ، ونشير فيما يلي إلى بعض مظاهرها :
1 - المساواة : وتجسّدت فيما يأتي :
أ - المساواة في الحقوق والواجبات .
ب - المساواة في العطاء .
ج - المساواة أمام القانون .
وقد ألزم الإمام ( عليه السلام ) عُمّاله وَوُلاته بتطبيق المساواة بين الناس على اختلاف قوميّاتهم وأديانهم .
فيقول ( عليه السلام ) في بعض رسائله إلى عماله : ( واخفضْ للرعيّة جناحك ، وابسط لهم وجهك ، وأَلِنْ لهم جنابك ، وآسِ بينهم في اللحظة والنظرة ، والإشارة والتحية ، حتى لا يطمع العظماء في حيفك ، ولا ييأس الضعفاء من عدلك ) .
2 - الحرية :
أما الحرية عند الإمام ( عليه السلام ) فهي من الحقوق الذاتية لكل إنسان ، ويجب أن تتوفر للجميع ، شريطة أن لا تستغلّ في الاعتداء والإضرار بالناس ، وكان من أبرز معالمها هي الحُرّية السياسية .
ونعني بها أن تُتَاح للناس الحرية التامة في اعتناق أي مذهب سياسي دون أن تفرض عليهم السلطة رأيا معاكساً لما يذهبون إليه .
وقد منح الإمام ( عليه السلام ) هذه الحرية بأرحب مفاهيمها للناس ، وقد منحها لأعدائه وخصومه الذين تخلفوا عن بيعته .
فلم يجبرهم الإمام ( عليه السلام ) ، ولم يتخذ معهم أي إجراء حاسم كما اتخذه أبو بكر ضده حينما تَخلّف عن بيعته .
فكان الإمام ( عليه السلام ) يرى أن الناس أحرار ، ويجب على الدولة أن توفر لهم حريتهم ما دام لم يخلوا بالأمن ، ولم يعلنوا التمرد والخروج على الحكم القائم .
وقد منح ( عليه السلام ) الحرية للخوارج ، ولم يحرمهم عطاءهم مع العلم أنهم كانوا يشكلون أقوى حزب معارض لحكومته .
فلما سَعوا في الأرض فساداً ، وأذاعوا الذعر والخوف بين الناس انبرى إلى قتالهم حفظاً على النظام العام ، وحفظاً على سلامة الشعب .
ثالثاً : الدعوة إلى وحدة الأمة :
وجهد الإمام كأكثر ما يكون الجهد والعناء على العمل على توحيد صفوف الأمة ونشر الأُلفة والمحبة بين أبنائها .
واعتبر ( عليه السلام ) الأُلفة الإسلامية من نعم الله الكبرى على هذه الأمة .
فيقول ( عليه السلام ) : ( إنّ الله سبحانه قد امتَنّ على جماعة هذه الأمة فيما عقد بينهم من حبل هذه الأُلفة التي ينتقلون في ظلها ، ويأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ، لأنها أرجح من كل ثمن ، وأجلُّ من كل خطر ) .
فقد عنى الإمام ( عليه السلام ) بوحدة الأمة ، وتبنّي جميع الأسباب التي تؤدي إلى تماسكها واجتماع كلمتها ، وقد حافظ على هذه الوحدة في جميع أدوار حياته .
فقد ترك ( عليه السلام ) حَقّه وسَالَم الخلفاء صِيانة للأمة من الفرقة والاختلاف .
رابعاً : تربية الأمة :
لم يعهد عن أحد من الخلفاء أنه عنى بالناحية التربوية أو بشؤون التعليم كالإمام ( عليه السلام ) ، وإنما عنوا بالشؤون العسكرية ، وعمليات الحروب ، وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية ، وبسط نفوذها على أنحاء العالم .
وقد أولى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المزيد من اهتمامه بهذه الناحية ، فاتخذ جامع الكوفة معهداً يلقي فيه محاظراته الدينية والتوجيهية .
وكان ( عليه السلام ) يشغل أكثر أوقاته بالدعوة إلى الله ، وإظهار فلسفة التوحيد ، وبَثّ الآداب والأخلاق الإسلامية مستهدفا من ذلك نشر الوعي الديني ، وخلق جيل يؤمن بالله إيمانا عقائدياً لا تقليدياً .
فقد كان الإمام ( عليه السلام ) المؤسس الأعلى للعلوم والمعارف في دنيا الإسلام ، وقد بذل جميع جهوده على إشاعة العلم ونشر الآداب والثقافة بين المسلمين ، وكان دوماً يذيع بين أصحابه قوله : ( سَلوني قَبلَ أن تفقدوني ، سَلوني عن طُرق السَّماء ، فإني أبصَرُ بها من طُرُق الأرض ) .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)
أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرون، نذكر منهم:
من بني هاشم:
الحسن والحسين (عليهما السلام)، محمد بن الحنفية، عبد الله ومحمد وعون أبناء جعفر الطيار (عليه السلام)، عبد الله والفضل وقثم وعبيد الله أبناء العباس بن عبد المطلب، عتبة بن أبي لهب، عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث.
من غير بني هاشم:
سلمان المحمدي، محمد بن أبي بكر، محمد بن أبي حذيفة، مالك بن الحارث الأشتر، ثابت بن قيس، كميل بن زياد، صعصعة بن صوحان العبدي، عمرو بن زرارة النخعي، عبد الله بن الأرقم، زيد بن الملفق، سليمان بن صرد الخزاعي، قبيصة بن جابر، أويس القرني، هند الجملي، جندب الأزدي، الأشعث بن سوار، حكيم بن جبلة، رشيد الهجري، معقل بن قيس بن حنظلة، سويد بن الحارث، سعد بن مبشر، عبد الله بن وال، مالك بن ضمرة، الحارث الهمداني، حبة بن جوين العرني.
من المهاجرين:
عمار بن ياسر، الحصين بن حارث بن عبد المطلب، الطفيل بن الحارث، مسطح بن اثاثة، جهجاه بن سعيد الغفاري، عبد الرحمن بن حنبل الجمحي، عبد الله ومحمد ابنا بديل الخزاعي، الحارث بن عوف، البراء بن عازب، زيد بن صوحان، يزيد بن نويرة، هاشم بن عتبه المرقال، بريدة الأسلمي، عمرو بن الحمق الخزاعي، الحارث بن سراقة، بوأسيد بن ربيعة، مسعود بن أبي عمر، عبد الله بن عقيل، عمرو بن محصن، عدي بن حاتم، عقبة بن عامر، حجر بن عدي الكندي، شداد بن اوس .
ومن الأنصار:
أبو أيوب خالد بن زيد، خزيمة بن ثابت، أبو الهيثم بن التيهان، أبو سعيد الخدري، عبادة بن الصامت، سهل وعثمان إبنا حنيف، أبو عياش الزرقي، سعيد وقيس إبنا سعد بن عبادة، زيد بن أرقم، جابر بن عبد الله بن حرام، مسعود بن أسلم، عامر بن أجبل، سهل بن سعيد، النعمان بن عجلان، سعد بن زياد، رفاعة بن سعد، مخلد وخالد إبنا أبي خالد، ضرار بن الصامت، مسعود بن قيس، عمرو بن بلال، عمارة بن أوس، مرة الساعدي، رفاعة بن رافع الزرقي، جبلة بن عمرو الساعدي، عمرو بن حزم، سهل بن سعد الساعدي.
أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرون، نذكر منهم:
من بني هاشم:
الحسن والحسين (عليهما السلام)، محمد بن الحنفية، عبد الله ومحمد وعون أبناء جعفر الطيار (عليه السلام)، عبد الله والفضل وقثم وعبيد الله أبناء العباس بن عبد المطلب، عتبة بن أبي لهب، عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث.
من غير بني هاشم:
سلمان المحمدي، محمد بن أبي بكر، محمد بن أبي حذيفة، مالك بن الحارث الأشتر، ثابت بن قيس، كميل بن زياد، صعصعة بن صوحان العبدي، عمرو بن زرارة النخعي، عبد الله بن الأرقم، زيد بن الملفق، سليمان بن صرد الخزاعي، قبيصة بن جابر، أويس القرني، هند الجملي، جندب الأزدي، الأشعث بن سوار، حكيم بن جبلة، رشيد الهجري، معقل بن قيس بن حنظلة، سويد بن الحارث، سعد بن مبشر، عبد الله بن وال، مالك بن ضمرة، الحارث الهمداني، حبة بن جوين العرني.
من المهاجرين:
عمار بن ياسر، الحصين بن حارث بن عبد المطلب، الطفيل بن الحارث، مسطح بن اثاثة، جهجاه بن سعيد الغفاري، عبد الرحمن بن حنبل الجمحي، عبد الله ومحمد ابنا بديل الخزاعي، الحارث بن عوف، البراء بن عازب، زيد بن صوحان، يزيد بن نويرة، هاشم بن عتبه المرقال، بريدة الأسلمي، عمرو بن الحمق الخزاعي، الحارث بن سراقة، بوأسيد بن ربيعة، مسعود بن أبي عمر، عبد الله بن عقيل، عمرو بن محصن، عدي بن حاتم، عقبة بن عامر، حجر بن عدي الكندي، شداد بن اوس .
ومن الأنصار:
أبو أيوب خالد بن زيد، خزيمة بن ثابت، أبو الهيثم بن التيهان، أبو سعيد الخدري، عبادة بن الصامت، سهل وعثمان إبنا حنيف، أبو عياش الزرقي، سعيد وقيس إبنا سعد بن عبادة، زيد بن أرقم، جابر بن عبد الله بن حرام، مسعود بن أسلم، عامر بن أجبل، سهل بن سعيد، النعمان بن عجلان، سعد بن زياد، رفاعة بن سعد، مخلد وخالد إبنا أبي خالد، ضرار بن الصامت، مسعود بن قيس، عمرو بن بلال، عمارة بن أوس، مرة الساعدي، رفاعة بن رافع الزرقي، جبلة بن عمرو الساعدي، عمرو بن حزم، سهل بن سعد الساعدي.
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
أشعار في حق الإمام علي ( عليه السلام )
قال عبد الله بن رواحة :
ليهن عليّ يوم بدر حضوره
ومشهده بالخير ضرباً مرعبلا
كأني به في مشهد غير خامل
يظلّ له رأس الكمي مجدّلا
وغادر كبش القوم في القاع ثاوياً
تخال عليه الزعفران المعللا
صريعاً يبوء القشعمان برأسه
وتدنو إليه الضبع طوراً لتأكلا
وقال الفضل بن العباس :
وكان ولي الأمر بعد محمد
علي وفي كلّ المواطن صاحبه
وصي رسول الله حقّاً وصهره
وأوّل من صلّى وما ذُمّ جانبه
وقال عتبة بن أبي لهب ابن عبد المطلب :
تولّت بنو تيم على هاشم ظلماً
وذادوا علياً عن إمارته قدما
ولم يحفظوا قربى نبي قريبة
ولم ينفسوا فيمن تولاهم علما
وقال المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب :
يا عصبة الموت صبراً لا يهولكم
جيش ابن حرب فإن الحق قد ظهرا
وايقنوا ان من أضحى يخالفكم
أضحى شقيّاً وأمسى نفسه خسرا
فيكم وصيُّ رسول الله قائدكـم
وصهره وكتاب الله قد نشرا
وقال ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب :
ما كنت أحسب أن الأمر منتقل
عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أوّل من صلى لقبلتهم
وأعلم الناس بالآيات والسنن
وآخر الناس عهداً بالنبي ومن
جبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما فيه ما تمترون به
وليس في القوم ما فيه من الحسن
ماذا الذي ردَّكم عنه فنعلمه
ها ان بيعتكم من أوّل الفتن
وقال عبد الحسين خلف الدعمي :
أنا عاشقٌ والعشقُ يَسري في دَمي
واللهُ يشهَدُ ما بقلبي فـي فمي
أنا عاشقٌ مَنْ للمعاجزِ آيةٌ
وعَلى فُتاتٍ عاشَ كـالمُتنعمِ
ليثُ الهواشِم سَيفُها إن أقدمَتْ
وكتابُها إن أحجمَت عَن مقدَم
في العرشِ قد نقشَ الملائِكُ اسمهُ
مِن قبلِ أن تسري الحياةَ بآدَمِ
بالحقِ بابُ مدينةِ العلِم اغتدى
ولحربها سيفاً شديدَ المعصَم
ركبَ المنايا في الحياةِ كأنَهُ
للموتِ يَمضي ساعياً كالمُغرَم
قَد قالَها عمر وفي حَقِ الذي
لولاهُ مامُدَ البساطُ لمُسلِم
لولا عليٌ هالِكٌ عمرٌ وَما
دانتُ لَهُ الدنيا بثغرٍ باسِم
مَنْ بالشَجاعةِ مِثلُ حيدرَ خَيبرٍ
قَد رَدَ مَرحبها خَضيبا بالدَمِ
مَنْ شمس هذا الكون قد ردت لهُ
وسقى رؤوسَ الكفر كأسَ العَلَقِم
مَن بانَ في محرابهِ مُتخِشعاً
وُهوَ الأميرُ يَئِنُ كالمُتَظِلم
خَشِنُ الثيابِ قضى الحياةَ تقشُفاً
والتبرُ بينَ يَديهِ ما قال أغنمِ
هُوَ للرعية والدٌ لا حاكِمٌ
نَهجُ البلاغةِ فهوَ خيرُ مُعَلِمِ
مَنْ مِثلَهُ يا مَنْ أراكَ مُصفِحاً
كُتُباً عَليٌ مالَهُ من تؤامِ
هُوَ في البلاغةِ نَهجُها صَعبٌ على
مَن لم إلى نبع الرسالة ينتمي
قال عبد الله بن رواحة :
ليهن عليّ يوم بدر حضوره
ومشهده بالخير ضرباً مرعبلا
كأني به في مشهد غير خامل
يظلّ له رأس الكمي مجدّلا
وغادر كبش القوم في القاع ثاوياً
تخال عليه الزعفران المعللا
صريعاً يبوء القشعمان برأسه
وتدنو إليه الضبع طوراً لتأكلا
وقال الفضل بن العباس :
وكان ولي الأمر بعد محمد
علي وفي كلّ المواطن صاحبه
وصي رسول الله حقّاً وصهره
وأوّل من صلّى وما ذُمّ جانبه
وقال عتبة بن أبي لهب ابن عبد المطلب :
تولّت بنو تيم على هاشم ظلماً
وذادوا علياً عن إمارته قدما
ولم يحفظوا قربى نبي قريبة
ولم ينفسوا فيمن تولاهم علما
وقال المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب :
يا عصبة الموت صبراً لا يهولكم
جيش ابن حرب فإن الحق قد ظهرا
وايقنوا ان من أضحى يخالفكم
أضحى شقيّاً وأمسى نفسه خسرا
فيكم وصيُّ رسول الله قائدكـم
وصهره وكتاب الله قد نشرا
وقال ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب :
ما كنت أحسب أن الأمر منتقل
عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أوّل من صلى لقبلتهم
وأعلم الناس بالآيات والسنن
وآخر الناس عهداً بالنبي ومن
جبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما فيه ما تمترون به
وليس في القوم ما فيه من الحسن
ماذا الذي ردَّكم عنه فنعلمه
ها ان بيعتكم من أوّل الفتن
وقال عبد الحسين خلف الدعمي :
أنا عاشقٌ والعشقُ يَسري في دَمي
واللهُ يشهَدُ ما بقلبي فـي فمي
أنا عاشقٌ مَنْ للمعاجزِ آيةٌ
وعَلى فُتاتٍ عاشَ كـالمُتنعمِ
ليثُ الهواشِم سَيفُها إن أقدمَتْ
وكتابُها إن أحجمَت عَن مقدَم
في العرشِ قد نقشَ الملائِكُ اسمهُ
مِن قبلِ أن تسري الحياةَ بآدَمِ
بالحقِ بابُ مدينةِ العلِم اغتدى
ولحربها سيفاً شديدَ المعصَم
ركبَ المنايا في الحياةِ كأنَهُ
للموتِ يَمضي ساعياً كالمُغرَم
قَد قالَها عمر وفي حَقِ الذي
لولاهُ مامُدَ البساطُ لمُسلِم
لولا عليٌ هالِكٌ عمرٌ وَما
دانتُ لَهُ الدنيا بثغرٍ باسِم
مَنْ بالشَجاعةِ مِثلُ حيدرَ خَيبرٍ
قَد رَدَ مَرحبها خَضيبا بالدَمِ
مَنْ شمس هذا الكون قد ردت لهُ
وسقى رؤوسَ الكفر كأسَ العَلَقِم
مَن بانَ في محرابهِ مُتخِشعاً
وُهوَ الأميرُ يَئِنُ كالمُتَظِلم
خَشِنُ الثيابِ قضى الحياةَ تقشُفاً
والتبرُ بينَ يَديهِ ما قال أغنمِ
هُوَ للرعية والدٌ لا حاكِمٌ
نَهجُ البلاغةِ فهوَ خيرُ مُعَلِمِ
مَنْ مِثلَهُ يا مَنْ أراكَ مُصفِحاً
كُتُباً عَليٌ مالَهُ من تؤامِ
هُوَ في البلاغةِ نَهجُها صَعبٌ على
مَن لم إلى نبع الرسالة ينتمي
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
إسلام الرجل اليهودي على يد الإمام علي ( عليه السلام )
خرج عُمَر زمن خلافته إلى المسجد ، فدخل عليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني رجل من اليهود وأنا علامتهم ، وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أخبرتني بها أسلمتُ .
قال عُمَر : ما هي ؟
قال اليهودي : ثلاثة وثلاثة وواحدة ، فإن شئتَ سألتُك ، وإن كان في القوم أحد أعلم منك فأرشدني إليه .
قال عُمَر : عليك بذاك الشاب – يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) – .
فأتى علياً ( عليه السلام ) فسأل ، فقال علي ( عليه السلام ) : لِمَ قُلتَ : ثلاثاً وثلاثاً وواحدة ، ألا قلت سبعاً ؟
قال اليهودي : إني إذاً لجاهل ، إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت .
قال الإمام علي ( عليه السلام ) : فإن أجبتك تسلم ؟
قال اليهودي : نعم .
قال ( عليه السلام ) : سَلْ .
قال اليهودي : أسألك عن أول حجر وضع على وجه الأرض ، وأول عين نبعت ، وأول شجرة نبتت ؟
قال ( عليه السلام ) : يا يهودي ، أنتم تقولون : أول حجر وضع على وجه الأرض الحجر الذي في بيت المقدس ، وكذبتم ، هو ( الحجر الأسود ) الذي نزل مع آدم ( عليه السلام ) من الجنَّة .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : وأما العين ، فأنتم تقولون : إن أول عين نبعت على وجه الأرض : العين التي ببيت المقدس ، وكذبتم ، وهي العين التي شَرِبَ منها الخضر ( عليه السلام ) ، وليس يشرب منها أحد إلا حَيَيَ .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال علي ( عليه السلام ) : وأما الشجرة ، فأنتم تقولون : إن أول شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون ، وكذبتم ، هي العجوة – نوع من التمر – نزل بها آدم ( عليه السلام ) من الجنة .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
ثم قال : والثلاث الأخرى ، كم لهذه الأمة من إمام هدىً ، لا يضرُّهم من خذلهم ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : إثنا عشر إماماً .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : وأين يسكن نبيكم في الجنة ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : في أعلاها درجة ، وأشرفها مكاناً ، في جنَّات عدن .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : فمن ينزل معه في منزله ؟
قال ( عليه السلام ) : إثنا عشر إماماً .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : قد بقيت السابعة ، كم يعيش وصيه بعده ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : ثلاثين سنة .
قال : ثم هو يموت أو يقتل ؟
قال ( عليه السلام ) : يضرب على قرنه فتخضَّب لحيته .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
ثم بعد ذلك أسلم اليهودي وَحَسُنَ إسلامُهُ .
خرج عُمَر زمن خلافته إلى المسجد ، فدخل عليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني رجل من اليهود وأنا علامتهم ، وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أخبرتني بها أسلمتُ .
قال عُمَر : ما هي ؟
قال اليهودي : ثلاثة وثلاثة وواحدة ، فإن شئتَ سألتُك ، وإن كان في القوم أحد أعلم منك فأرشدني إليه .
قال عُمَر : عليك بذاك الشاب – يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) – .
فأتى علياً ( عليه السلام ) فسأل ، فقال علي ( عليه السلام ) : لِمَ قُلتَ : ثلاثاً وثلاثاً وواحدة ، ألا قلت سبعاً ؟
قال اليهودي : إني إذاً لجاهل ، إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت .
قال الإمام علي ( عليه السلام ) : فإن أجبتك تسلم ؟
قال اليهودي : نعم .
قال ( عليه السلام ) : سَلْ .
قال اليهودي : أسألك عن أول حجر وضع على وجه الأرض ، وأول عين نبعت ، وأول شجرة نبتت ؟
قال ( عليه السلام ) : يا يهودي ، أنتم تقولون : أول حجر وضع على وجه الأرض الحجر الذي في بيت المقدس ، وكذبتم ، هو ( الحجر الأسود ) الذي نزل مع آدم ( عليه السلام ) من الجنَّة .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : وأما العين ، فأنتم تقولون : إن أول عين نبعت على وجه الأرض : العين التي ببيت المقدس ، وكذبتم ، وهي العين التي شَرِبَ منها الخضر ( عليه السلام ) ، وليس يشرب منها أحد إلا حَيَيَ .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال علي ( عليه السلام ) : وأما الشجرة ، فأنتم تقولون : إن أول شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون ، وكذبتم ، هي العجوة – نوع من التمر – نزل بها آدم ( عليه السلام ) من الجنة .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
ثم قال : والثلاث الأخرى ، كم لهذه الأمة من إمام هدىً ، لا يضرُّهم من خذلهم ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : إثنا عشر إماماً .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : وأين يسكن نبيكم في الجنة ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : في أعلاها درجة ، وأشرفها مكاناً ، في جنَّات عدن .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : فمن ينزل معه في منزله ؟
قال ( عليه السلام ) : إثنا عشر إماماً .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : قد بقيت السابعة ، كم يعيش وصيه بعده ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : ثلاثين سنة .
قال : ثم هو يموت أو يقتل ؟
قال ( عليه السلام ) : يضرب على قرنه فتخضَّب لحيته .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
ثم بعد ذلك أسلم اليهودي وَحَسُنَ إسلامُهُ .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
إسلام الراهب على يد الإمام علي ( عليه السلام )
لما توجَّه الإمام علي ( عليه السلام ) إلى صفين ، لحق أصحابه عطشٌ شديد ، ونفد ما كان معهم من الماء ، فأخذوا يميناً وشمالاً يلتمسون الماء فلم يجدوا له أثراً .
فعدل بهم أَمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن الجادَّة وسار قليلاً ، فلاح لهم ديرٌ في وسط البرِّيَّـة فسار بهم نحوه ، حتى إذا صار في فنائه أمر مَنْ نادى ساكنه بالاطِّلاع إليهم فنادَوه فاطَّلع ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هل قُرب قائمك هذا ماء يتغوَّثُ به هؤلاء القوم ؟
فقال : هيهات ، بيني وبين الماء أكثر من فرسخين ، وما بالقرب مِنِّي شيء من الماء ، ولولا إنـني أُوتي بماءِ يكفيني كلَّ شهر على التقتير لتلفت عطشاً .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أَسَمعتم ما قال الراهب ؟
قالوا : نعم ، أفتأمرنا بالمسير إلى حيث أومأ إليه ، لعلَّنا ندرك الماء وبنا قوَّة ؟
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا حاجة بكم إلى ذلك ، ولوى عنق بغلته نحو القبلة وأشار لهم إلى مكان يقرب من الدير .
فقال ( عليه السلام ) : اكشفوا الأرض في هذا المكان ، فعدل جماعة منهم إلى الموضع فكشفوه بالمساحي ، فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع .
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي .
فقال لهم ( عليه السلام ) : إنَّ هذه الصخرة على الماء ، فإن زالت عن موضعها وجدتم الماء ، فاجتهدوا في قلبها .
فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً واستصعبت عليهم .
فلما رآهم ( عليه السلام ) قد اجتمعوا وبذلوا الجهد في قلع الصخرة فاستصعبت عليهم ، لوى ( عليه السلام ) رجله عن سرجه حتى صار على الأرض ، ثم حسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحرَّكها ، ثم قلعها بيده .
فلما زالت عن مكانها ظهر لهم بياض الماء ، فتبادروا إليه فشربوا منه ، فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم وأبرده وأصفاه ، فقال لهم : تزوَّدوا وارتَوُوا ، ففعلوا ذلك .
ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت ، وأمر أَن يُعفى أثرها بالتراب ، والراهب ينظر من فوق ديره ، فلما استوفى عِلم ما جرى نادى : يا معشر الناس أنزلوني أنزلوني .
فاحتالوا في إنزاله فوقف بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : يا هذا أنت نبيُّ مرسل ؟
فقال ( عليه السلام ) : لا .
قال الراهب : فملك مقرَّب ؟
قال ( عليه السلام ) : لا .
قال الراهب : فمن أنت ؟
قال : أنا وصي رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيِّين .
قال الراهب : أبسط يدك ، أُسلم لله تبارك وتعالى على يدك ، فبسط أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يده وقال له : اشهد الشهادتين .
فقال الراهب : أشهد أَن لا اله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، وأشهد أنك وصي رسول الله ، وَأَحَقَّ الناس بالأمر من بعده .
فأخذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عليه شرائط الإسلام ثم قال له : ما الذي دعاك إلى الإسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف ؟
فقال : أخبرك – يا أمير المؤمنين – ، إن هذا الدير بُنِي على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها ، وقد مضى عالم قبلي لم يدركوا ذلك ، وقد رزقنيه الله عزَّ وجلَّ ، وأنـا نجد في كتاب من كتبنا ونأثرُ عن علمائنا أن في هذا الصقيع عيناً عليها صخرة ، لا يعرف مكانها إلا نبيّاً أو وصيَّ نبيٍّ .
وأنه لا بد من ولي لله يدعو إلى الحقِّ ، آيته معرفة مكان هذه الصخرة ، وقدرته على قلعها ، وإني لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققَ ما كنت أنتظره ، وبلغت الأمنية منه ، فأنا اليوم مسلم على يدك ، ومؤمن بحقك وموالاتك .
فلما سمع ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : الحمد لله الذي لم أكن عنده منسياً ، الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا .
ثم دعا الناس فقال لهم : اسمعوا ما يقول أخوكم هذا المسلم ، فسمعوا مقالته .
ثم سار ( عليه السلام ) والراهب بين يديه في جملة أصحابه حتى لقي أهل الشام ، فكان الراهب من جملة من استشهد معه ، فتولى الإمام ( عليه السلام ) الصلاة عليه ودفنه وأكثر ( عليه السلام ) من الاستغفار له .
لما توجَّه الإمام علي ( عليه السلام ) إلى صفين ، لحق أصحابه عطشٌ شديد ، ونفد ما كان معهم من الماء ، فأخذوا يميناً وشمالاً يلتمسون الماء فلم يجدوا له أثراً .
فعدل بهم أَمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن الجادَّة وسار قليلاً ، فلاح لهم ديرٌ في وسط البرِّيَّـة فسار بهم نحوه ، حتى إذا صار في فنائه أمر مَنْ نادى ساكنه بالاطِّلاع إليهم فنادَوه فاطَّلع ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هل قُرب قائمك هذا ماء يتغوَّثُ به هؤلاء القوم ؟
فقال : هيهات ، بيني وبين الماء أكثر من فرسخين ، وما بالقرب مِنِّي شيء من الماء ، ولولا إنـني أُوتي بماءِ يكفيني كلَّ شهر على التقتير لتلفت عطشاً .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أَسَمعتم ما قال الراهب ؟
قالوا : نعم ، أفتأمرنا بالمسير إلى حيث أومأ إليه ، لعلَّنا ندرك الماء وبنا قوَّة ؟
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا حاجة بكم إلى ذلك ، ولوى عنق بغلته نحو القبلة وأشار لهم إلى مكان يقرب من الدير .
فقال ( عليه السلام ) : اكشفوا الأرض في هذا المكان ، فعدل جماعة منهم إلى الموضع فكشفوه بالمساحي ، فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع .
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي .
فقال لهم ( عليه السلام ) : إنَّ هذه الصخرة على الماء ، فإن زالت عن موضعها وجدتم الماء ، فاجتهدوا في قلبها .
فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً واستصعبت عليهم .
فلما رآهم ( عليه السلام ) قد اجتمعوا وبذلوا الجهد في قلع الصخرة فاستصعبت عليهم ، لوى ( عليه السلام ) رجله عن سرجه حتى صار على الأرض ، ثم حسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحرَّكها ، ثم قلعها بيده .
فلما زالت عن مكانها ظهر لهم بياض الماء ، فتبادروا إليه فشربوا منه ، فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم وأبرده وأصفاه ، فقال لهم : تزوَّدوا وارتَوُوا ، ففعلوا ذلك .
ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت ، وأمر أَن يُعفى أثرها بالتراب ، والراهب ينظر من فوق ديره ، فلما استوفى عِلم ما جرى نادى : يا معشر الناس أنزلوني أنزلوني .
فاحتالوا في إنزاله فوقف بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : يا هذا أنت نبيُّ مرسل ؟
فقال ( عليه السلام ) : لا .
قال الراهب : فملك مقرَّب ؟
قال ( عليه السلام ) : لا .
قال الراهب : فمن أنت ؟
قال : أنا وصي رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيِّين .
قال الراهب : أبسط يدك ، أُسلم لله تبارك وتعالى على يدك ، فبسط أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يده وقال له : اشهد الشهادتين .
فقال الراهب : أشهد أَن لا اله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، وأشهد أنك وصي رسول الله ، وَأَحَقَّ الناس بالأمر من بعده .
فأخذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عليه شرائط الإسلام ثم قال له : ما الذي دعاك إلى الإسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف ؟
فقال : أخبرك – يا أمير المؤمنين – ، إن هذا الدير بُنِي على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها ، وقد مضى عالم قبلي لم يدركوا ذلك ، وقد رزقنيه الله عزَّ وجلَّ ، وأنـا نجد في كتاب من كتبنا ونأثرُ عن علمائنا أن في هذا الصقيع عيناً عليها صخرة ، لا يعرف مكانها إلا نبيّاً أو وصيَّ نبيٍّ .
وأنه لا بد من ولي لله يدعو إلى الحقِّ ، آيته معرفة مكان هذه الصخرة ، وقدرته على قلعها ، وإني لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققَ ما كنت أنتظره ، وبلغت الأمنية منه ، فأنا اليوم مسلم على يدك ، ومؤمن بحقك وموالاتك .
فلما سمع ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : الحمد لله الذي لم أكن عنده منسياً ، الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا .
ثم دعا الناس فقال لهم : اسمعوا ما يقول أخوكم هذا المسلم ، فسمعوا مقالته .
ثم سار ( عليه السلام ) والراهب بين يديه في جملة أصحابه حتى لقي أهل الشام ، فكان الراهب من جملة من استشهد معه ، فتولى الإمام ( عليه السلام ) الصلاة عليه ودفنه وأكثر ( عليه السلام ) من الاستغفار له .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
اخلاص الإمام علي ( عليه السلام )
من القصص التي تنقل في اخلاصه ( عليه السلام ) ، أنه أصبح ذات يوم جائعاً فقال : يا فاطمة هل عندك شيء نأكله ؟
قالت ( عليها السلام ) : لا .
فخرج ( عليه السلام ) من عند فاطمة واثقاً بالله فاستقرض ديناراً ، فبينما الدينار في يده يريد أن يشتري لعياله ما يصلحهم ، فرأى المقداد منزعجاً .
فقال ( عليه السلام ) له : يا مقداد ، ما أزعجك في هذه الساعة من رحلك ؟
فقال المقداد : يا أبا الحسن ما أزعجني من رحلي إلا الجهد ، وقد تركت عيالي يتضاغون جوعاً .
فقال ( عليه السلام ) : خذ هذا الدينار واشتري لأهلك طعاماً .
ثم جاء الإمام ( عليه السلام ) إلى المسجد خلف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعد الصلاة التفت النبي ( صلى الله عليه وآله ) قائلاً : يا أبا الحسن ، هل عندك شيء نتعشاه فنميل معك .
فمكث مطرقاً حياءً من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما نظر ( صلى الله عليه وآله ) إلى سكوته قال : يا أبا الحسن مالك لا تقول : لا ، فأنصرف ، أو تقول : نعم ، فأمضي معك .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : فاذهب بنا .
فانطلقا حتى دخلا على فاطمة ( عليها السلام ) وهي في مصلاها ، وخلفها جفنة تفور دخاناً .
فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا بنتاه جئت لأتعشى عندكم .
فأخذت فاطمة ( عليها السلام ) الجفنة فوضعتها بين يدي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، أنَّى لك هذا الطعام ؟
فأجابه النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي هذا بدل دينارك .
من القصص التي تنقل في اخلاصه ( عليه السلام ) ، أنه أصبح ذات يوم جائعاً فقال : يا فاطمة هل عندك شيء نأكله ؟
قالت ( عليها السلام ) : لا .
فخرج ( عليه السلام ) من عند فاطمة واثقاً بالله فاستقرض ديناراً ، فبينما الدينار في يده يريد أن يشتري لعياله ما يصلحهم ، فرأى المقداد منزعجاً .
فقال ( عليه السلام ) له : يا مقداد ، ما أزعجك في هذه الساعة من رحلك ؟
فقال المقداد : يا أبا الحسن ما أزعجني من رحلي إلا الجهد ، وقد تركت عيالي يتضاغون جوعاً .
فقال ( عليه السلام ) : خذ هذا الدينار واشتري لأهلك طعاماً .
ثم جاء الإمام ( عليه السلام ) إلى المسجد خلف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعد الصلاة التفت النبي ( صلى الله عليه وآله ) قائلاً : يا أبا الحسن ، هل عندك شيء نتعشاه فنميل معك .
فمكث مطرقاً حياءً من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما نظر ( صلى الله عليه وآله ) إلى سكوته قال : يا أبا الحسن مالك لا تقول : لا ، فأنصرف ، أو تقول : نعم ، فأمضي معك .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : فاذهب بنا .
فانطلقا حتى دخلا على فاطمة ( عليها السلام ) وهي في مصلاها ، وخلفها جفنة تفور دخاناً .
فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا بنتاه جئت لأتعشى عندكم .
فأخذت فاطمة ( عليها السلام ) الجفنة فوضعتها بين يدي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، أنَّى لك هذا الطعام ؟
فأجابه النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي هذا بدل دينارك .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
أحقية الإمام علي ( عليه السلام ) بالخلافة
إن الباحث المنصف – كائناً من كان – لابد أن ينتابه الذهول ، ويعتريه الاستغراب وهو يتفحص بإمعان وتَأَنٍّ ما حَفلَتْ به كتب السير ومصادر الأحاديث ، التي يُشَار إليها بالبَنَان ، وتُحَاط بهالات من التبجيل والتقديس ، من روايات ، وأحاديث ، وأحداث ، كيف أن أصابع التحريف والتشويه تركت فيها آثاراً لا تُخفى ، وشواهد لا تُوارَى ، أخذت من هذا الدين الحنيف مَأخَذاً كبيراً ، وفَتَحت لِذَوِي المَآرِب المُنحرفة باباً كبيراً .
بل ومن العجب العُجاب أن تجد في طَيَّات كل مبحث وكتاب - من تلك الكتب - جملة كبيرة من التناقضات الصريحة التي لا تخفى على القارئ البسيط - ناهيك عن الباحث المتخصص – تعلن بصراحة عن تَزْيِيف وتحريف تناول الكثير من أحاديث الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) وأقوال الصحابة الناصحين بِجُرْأةٍ كبيرة ، فأخذ يعمل فيها هدماً وتشويهاً .
ولعل حادثة الغدير – بما لها من قدسية عظيمة – كانت مرتعاً خصباً لِذَوي النفوس العقيمة خضعت لأكبر عملية تزوير قديماً وحديثا أرادت وبأي شكل كان أن تفرِّغ هذا الأمر السماوي من مصداقيته ومن محتواه الحقيقي ، وتحمله إما بين التكذيب الفاضح أو التأويل المُستَهْجَن .
فكانت تلك السنوات العُجَاف بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإلى يومنا هذا حَافِلَة بهذه التناقضات ، ومليئة بتلك المفارقات .
ولعل أم المصائب أن يأتي بعد أولئك القدماء جيل من الكُتَّاب المعاصرين يأخذ ما وجده – رغم تناقضاته ومخالفته للعقل والمنطق – ويرسله إرسال المُسَلَّمَات دون تَمَعُّنٍ وبحث .
وكأن هذا الأمر ما كان أمراً سماوياً أو حَتماً إلهياً ، بل حَالَهُم كحال من حكى الله تعالى عنهم في كتابه العزيز حيث قال : ( قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ) الزخرف : 22 .
فالجناية الكبرى التي كانت تستهدف الإمام علي ( عليه السلام ) ما كانت وليدة اليوم ، ولا الأمس القريب ، بقدر ما كان لها من الامتداد العميق الضارب في جذور التأريخ ، والذي كان متزامناً مع انبثاق نور الرسالة السماوية .
حيث أنه قد توافقت ضمائر المفسدين – وإن اختلفت مُرتَكَزَاتِها – لِجَرِّ الديانة الإسلامية السمحاء إلى حيث ما آلتْ إليه الأديان السماوية السابقة ، من انحراف خطير ، وتشويه رهيب .
لأن من السذاجة بمكان أن تُؤخذ كل جناية من هذه الجنايات على حِدَة ، وتُنَاقَشُ بِمَعزَلٍ عن غيرها ، وعن الصراع الدائم بين الخير والشر ، وبين النور والظلام ، وَمَنْ كان علي ( عليه السلام ) ؟!!
هل كان إلا كنفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، رُزِقَ عِلمُه وفهمُه ، وأخذ منه ما لَمْ يأخذه الآخرون ، بل كان ( عليه السلام ) امتداداً حقيقياً له ( صلى الله عليه وآله ) دون الآخرين .
وهل كانت كَفُّه ( عليه السلام ) إلا كَكَفِّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في العدل سواء ؟
وهل كان ( عليه السلام ) إلا مع الحق والحق معه حيثما دار ؟
وهل كان ( عليه السلام ) لو وَلِيَ أمور المسلمين – كما أراد الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) – إلا حاملاً المسلمين على الحق ، وسالكاً بهم الطريق القويم وجادة الحق ؟
بلى كان يُعدُّ من السذاجة بمكان أن يُمَكَّنَ علياً ( عليه السلام ) من تَسَلُّم ذروة الخلافة ، وامتطاء ناصيتها ، لأن هذا لا يغير من الأمر شيئاً بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فيظهر الإمام علي ( عليه السلام ) لهم وكأنه النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يقيم دعائم التوحيد ، ويقف سَدّاً حائلاً أمام أحلامهم المنحرفة التي لا تنتهي عند حَدٍّ مُعيَّن ، ولا مَدىً معروف .
ولعل الاستقراء البسيط لمجريات بعض الأمور يوضح جانباً بَيِّناً من تلك المؤامرة الخطيرة ، التي وإن اخَتَلَفَتْ نوايا أصحابها إلاَّ أنها تلتقي عند هدف واحد ، وهو إفراغ الرسالة السماوية من محتواها الحقيقي ، ودفع المسلمين إلى هاوية التَرَدِّي والانحطاط .
وَيُحيِّرُنا من يرتضي للملوك والزعماء أن يعهدوا بالولاية والخلافة وهم أهل الدنيا ، ولا يرتضون ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووليِّه ( عليه السلام ) وهم أهل والآخرة .
عدا أنهم نقلوا أن أبا بكر وعُمَر لم يموتا حتى أوصيا بذلك ، بل والأغرب من ذلك أن تَجِدَ تلك التأويلات الممجوجة للنصوص الواضحة ، وذلك الحمل الغريب للظواهر البَيِّنَة .
والجميع يدركون – بلا أدنى ريب – أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لا يتحدث بالأحاجي والألغاز ، ولا يقول بذلك منصف مدرك .
إذن فماذا يريد ( صلى الله عليه وآله ) بحديث الثقلين المشهور ؟
وما يريد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( أَمَا تَرضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى ) ؟
وما يريد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( عَلِيُّ وَليُّ كُلَّ مُؤمِنٍ بَعدِي ) ؟
وإذا كان هناك من يَنفُرُ من كلمة الحق ، وتَعمَى عليه الحقائق ، فما بَالهُ بالشواهد وقد شهد حادثة الغدير عشرات الألوف من المسلمين ، كما تشهد بذلك الروايات الصحيحة في بطون الكتب .
بل وأخرى تَنقُلُ تَهْنِئَةَ الصحابةِ لِعَليٍّ ( عليه السلام ) بأسانيدٍ صِحَاح لا تُعارض .
وحقاً إن هذا الأمر لا يُخفى ، بالرغم من أنهم جهدوا في طمس تلك الحقائق الناصعة المشرقة .
إن الباحث المنصف – كائناً من كان – لابد أن ينتابه الذهول ، ويعتريه الاستغراب وهو يتفحص بإمعان وتَأَنٍّ ما حَفلَتْ به كتب السير ومصادر الأحاديث ، التي يُشَار إليها بالبَنَان ، وتُحَاط بهالات من التبجيل والتقديس ، من روايات ، وأحاديث ، وأحداث ، كيف أن أصابع التحريف والتشويه تركت فيها آثاراً لا تُخفى ، وشواهد لا تُوارَى ، أخذت من هذا الدين الحنيف مَأخَذاً كبيراً ، وفَتَحت لِذَوِي المَآرِب المُنحرفة باباً كبيراً .
بل ومن العجب العُجاب أن تجد في طَيَّات كل مبحث وكتاب - من تلك الكتب - جملة كبيرة من التناقضات الصريحة التي لا تخفى على القارئ البسيط - ناهيك عن الباحث المتخصص – تعلن بصراحة عن تَزْيِيف وتحريف تناول الكثير من أحاديث الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) وأقوال الصحابة الناصحين بِجُرْأةٍ كبيرة ، فأخذ يعمل فيها هدماً وتشويهاً .
ولعل حادثة الغدير – بما لها من قدسية عظيمة – كانت مرتعاً خصباً لِذَوي النفوس العقيمة خضعت لأكبر عملية تزوير قديماً وحديثا أرادت وبأي شكل كان أن تفرِّغ هذا الأمر السماوي من مصداقيته ومن محتواه الحقيقي ، وتحمله إما بين التكذيب الفاضح أو التأويل المُستَهْجَن .
فكانت تلك السنوات العُجَاف بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإلى يومنا هذا حَافِلَة بهذه التناقضات ، ومليئة بتلك المفارقات .
ولعل أم المصائب أن يأتي بعد أولئك القدماء جيل من الكُتَّاب المعاصرين يأخذ ما وجده – رغم تناقضاته ومخالفته للعقل والمنطق – ويرسله إرسال المُسَلَّمَات دون تَمَعُّنٍ وبحث .
وكأن هذا الأمر ما كان أمراً سماوياً أو حَتماً إلهياً ، بل حَالَهُم كحال من حكى الله تعالى عنهم في كتابه العزيز حيث قال : ( قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ) الزخرف : 22 .
فالجناية الكبرى التي كانت تستهدف الإمام علي ( عليه السلام ) ما كانت وليدة اليوم ، ولا الأمس القريب ، بقدر ما كان لها من الامتداد العميق الضارب في جذور التأريخ ، والذي كان متزامناً مع انبثاق نور الرسالة السماوية .
حيث أنه قد توافقت ضمائر المفسدين – وإن اختلفت مُرتَكَزَاتِها – لِجَرِّ الديانة الإسلامية السمحاء إلى حيث ما آلتْ إليه الأديان السماوية السابقة ، من انحراف خطير ، وتشويه رهيب .
لأن من السذاجة بمكان أن تُؤخذ كل جناية من هذه الجنايات على حِدَة ، وتُنَاقَشُ بِمَعزَلٍ عن غيرها ، وعن الصراع الدائم بين الخير والشر ، وبين النور والظلام ، وَمَنْ كان علي ( عليه السلام ) ؟!!
هل كان إلا كنفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، رُزِقَ عِلمُه وفهمُه ، وأخذ منه ما لَمْ يأخذه الآخرون ، بل كان ( عليه السلام ) امتداداً حقيقياً له ( صلى الله عليه وآله ) دون الآخرين .
وهل كانت كَفُّه ( عليه السلام ) إلا كَكَفِّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في العدل سواء ؟
وهل كان ( عليه السلام ) إلا مع الحق والحق معه حيثما دار ؟
وهل كان ( عليه السلام ) لو وَلِيَ أمور المسلمين – كما أراد الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) – إلا حاملاً المسلمين على الحق ، وسالكاً بهم الطريق القويم وجادة الحق ؟
بلى كان يُعدُّ من السذاجة بمكان أن يُمَكَّنَ علياً ( عليه السلام ) من تَسَلُّم ذروة الخلافة ، وامتطاء ناصيتها ، لأن هذا لا يغير من الأمر شيئاً بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فيظهر الإمام علي ( عليه السلام ) لهم وكأنه النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يقيم دعائم التوحيد ، ويقف سَدّاً حائلاً أمام أحلامهم المنحرفة التي لا تنتهي عند حَدٍّ مُعيَّن ، ولا مَدىً معروف .
ولعل الاستقراء البسيط لمجريات بعض الأمور يوضح جانباً بَيِّناً من تلك المؤامرة الخطيرة ، التي وإن اخَتَلَفَتْ نوايا أصحابها إلاَّ أنها تلتقي عند هدف واحد ، وهو إفراغ الرسالة السماوية من محتواها الحقيقي ، ودفع المسلمين إلى هاوية التَرَدِّي والانحطاط .
وَيُحيِّرُنا من يرتضي للملوك والزعماء أن يعهدوا بالولاية والخلافة وهم أهل الدنيا ، ولا يرتضون ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووليِّه ( عليه السلام ) وهم أهل والآخرة .
عدا أنهم نقلوا أن أبا بكر وعُمَر لم يموتا حتى أوصيا بذلك ، بل والأغرب من ذلك أن تَجِدَ تلك التأويلات الممجوجة للنصوص الواضحة ، وذلك الحمل الغريب للظواهر البَيِّنَة .
والجميع يدركون – بلا أدنى ريب – أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لا يتحدث بالأحاجي والألغاز ، ولا يقول بذلك منصف مدرك .
إذن فماذا يريد ( صلى الله عليه وآله ) بحديث الثقلين المشهور ؟
وما يريد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( أَمَا تَرضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى ) ؟
وما يريد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( عَلِيُّ وَليُّ كُلَّ مُؤمِنٍ بَعدِي ) ؟
وإذا كان هناك من يَنفُرُ من كلمة الحق ، وتَعمَى عليه الحقائق ، فما بَالهُ بالشواهد وقد شهد حادثة الغدير عشرات الألوف من المسلمين ، كما تشهد بذلك الروايات الصحيحة في بطون الكتب .
بل وأخرى تَنقُلُ تَهْنِئَةَ الصحابةِ لِعَليٍّ ( عليه السلام ) بأسانيدٍ صِحَاح لا تُعارض .
وحقاً إن هذا الأمر لا يُخفى ، بالرغم من أنهم جهدوا في طمس تلك الحقائق الناصعة المشرقة .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير
لم يفتأ هذا الحديث منذ الصدر الأول وفي القرون الأولى ، حتى القرن الحاضر من الأصول المسلّمة ، يؤمن به القريب ، ويَروِيه البعيد .
ولذلك كَثُر الحِجَاجُ به ، وتوفَّرت مناشدته بين الصحابة والتابعين ، وعلى عهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقبله .
وإن أول حِجَاج وقع بهذا الحديث ما كان من الإمام علي ( عليه السلام ) بمسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بعد وفاته ، ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه .
وحجاج آخر وقع منه ( عليه السلام ) يوم الشورى ، حيث روي الخوارزمي الحنفي في ( المناقب 2 / 217 ) : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى مع علي ( عليه السلام ) في البيت ، وسمعته يقول لهم - أي : لعُثمَان بن عَفَّان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف - : ( لأحتجَّنَّ عليكم بما لا يستطيع عَربيُّكم ولا عَجميُّكم تغيير ذلك ) .
ثم قال ( عليه السلام ) : ( أُنشِدكُم اللهَ أيُّها النفر جميعاً ، أفيكم أحد وحَّد الله قبلي ) ؟ .
قالوا : لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل مِنكُم أحد له أخٌ مثل جعفر الطيار ، في الجنة مع الملائكة ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل فيكم أحد له عم كعمي حمزة ، أسد الله ، وأسد رسوله ، سيد الشهداء ، غيري ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت مُحمَّد ( صلى الله عليه وآله ) ، سيدة نساء أهل الجنة ، غيري ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( أُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد له سِبطان مثل سِبطَي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، غيري ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد ناجَى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرَّات - أي : قدَّم بين يدي نجواه صدقة - قبلي ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، لِيبَلِّغ الشاهدُ الغائبَ ) ، غيري ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
هذا الحديث أخرجه : ابن جرير الطبري في كتابه ( الغدير ) ، ورواه الحافظ الطبراني بطوله ، ورواه الحافظ الدارقطني ، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه .
وأخرجه بطوله القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي من أماليه ، ورواه الحاكم النيسابوري في كتابه في ( حديث الطير ) .
ورواه الحافظ ابن مردويه ، وأخرجه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه ، وأخرجه بطوله ابن المغازلي في كتاب المناقب .
وأخرجه بطوله الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) ، في ترجمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بِعِدَّة طُرق ، تنتهي إلى أبي الطفيل .
كما أخرجه بطوله في تاريخه أيضاً ، في ترجمة عثمان ، وأخرجه الكنجي في ( كفاية الطالب ) .
وأخرجه الذهبي في كتابه ( الغدير ) من طريق الطبري ، في كتاب ( الغدير ) في طُرق الحديث ( من كنت مولاه .. ) ، مقتصراً منه على ما يخص حديث الغدير .
وأورده السيوطي بطوله عن أبي ذر في ( جمع الجوامع ) ، وفي ( مسند فاطمة ) ، والهندي في ( كنز العمال ) .
ومع كل هذه الطرق ، يقول الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة : 55 .
( إن علي بن أبي طالب كان أعرف بتفسير القرآن من هؤلاء الروافض ، فلو كانت هذه الآية دالَّة على إمامته لاحتجَّ بها في محفل من المحافل .
وليس للقوم أن يقولوا : إنَّه تركه للتقية ، فإنهم ينقلون عنه أنه تمسَّك يوم الشورى بخبر الغدير ، وخبر المباهلة ، وجميع فضائله ومناقبه ، ولم يتمسك البتَّة بهذه الآية في إثبات إمامته ) .
ويرد العلامة الأميني عليه بقوله : ( إن الرازي في إسناد رواية الحِجَاج بحديث الغدير وغيره إلى الروافض فحسب ، مندفعٌ إلى ما يتحرَّاه بدافع العصبية ، فقد عرفت إسناد الخوارزمي الحنفي عن مشايخه الأئمة الحفاظ ، وهم عن مثل أبي يعلَى ، وابن مردويه ، من حفاظ الحديث ، وأئمة النقل .. ) إلخ .
ثم قال العلامة الأميني : ( ومن ذلك كلّه تعرف قيمة ما جنح إليه السيوطي في ( اللآلي المصنوعة ) من الحكم بوضع الحديث ، لمكان زافر ، ورجل مجهول ، في إسناد العقيلي .
وقد أوقفناك على أسانيد ليس فيها زافر ولا مجهول ، وهَب أنَّا غاضيناه على الضعف في زافر .
فهل الضعف بمجرَّده يحدو إلى الحكم البات بالوضع ؟ كما حسبه السيوطي في جميع الموارد من لآليه ، خلاف ما ذهب إليه المؤلفون في الموضوعات غيره ؟ لا .
وإنما هو من ضعف الرأي ، وقلة البصيرة ، فإن أقصى ما في رواية الضعفاء عدم الاحتجاج بها ، وإن كان التأييد بها مما لا بأس به .
على أنَّا نجد الحفاظ الثقات المتثبتين في النقل ، ربما أخرجوا عن الضعفاء ، لتوفر قرائن الصحة ، المحفوفَة بخصوص الرواية ، أو بكتاب الرجل الخاص عندهم .
فيروونها لاعتقادهم بخروجها عن حكم الضعيف العام ، أو لاعتقادهم بالثقة في نقل الرجل ، وإن كان غير مرضي في بقية أعماله ) .
ثم أضاف الأميني : ( راجع صحيحي البخاري ومسلم ، وبقية الصحاح والمسانيد ، تجدها مفعمة بالرواية عن الخوارج ، والنواصب ، وهل ذلك إلا للمزعمة التي ذكرناها ؟
على أن زافراً وثَّقه أحمد ، وابن معين ، وقال أبو داود : ثقة ، كان رجلاً صالحاً .
وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وقلد السيوطي في طعنه هذا الذهبي في ميزانه ، حيث رأى الحديث منكراً غير صحيح .
وجاء بعده ابن حجر ، وقلَّده في لسانه ، واتَّهم زافرا بوضعه ، وقد عرف الذهبي وابن حجر من عرفهما بالميزان الذي فيه ألف عين ، وباللسان الذي لا يبارحه الطعن لأغراض مستهدفة .
وَهَلُمَّ إلى تلخيص الذهبي مستدرك الحاكم ، تجدْه طِعاناً في الصحاح مما روي في فضائل آل الله ، وما الحجة فيه إلا عداؤه المحتم ، وتحيُّزه إلى من عداهم ، وحذا حذوه ابن حجر في تأليفه ) .
لم يفتأ هذا الحديث منذ الصدر الأول وفي القرون الأولى ، حتى القرن الحاضر من الأصول المسلّمة ، يؤمن به القريب ، ويَروِيه البعيد .
ولذلك كَثُر الحِجَاجُ به ، وتوفَّرت مناشدته بين الصحابة والتابعين ، وعلى عهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقبله .
وإن أول حِجَاج وقع بهذا الحديث ما كان من الإمام علي ( عليه السلام ) بمسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بعد وفاته ، ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه .
وحجاج آخر وقع منه ( عليه السلام ) يوم الشورى ، حيث روي الخوارزمي الحنفي في ( المناقب 2 / 217 ) : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى مع علي ( عليه السلام ) في البيت ، وسمعته يقول لهم - أي : لعُثمَان بن عَفَّان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف - : ( لأحتجَّنَّ عليكم بما لا يستطيع عَربيُّكم ولا عَجميُّكم تغيير ذلك ) .
ثم قال ( عليه السلام ) : ( أُنشِدكُم اللهَ أيُّها النفر جميعاً ، أفيكم أحد وحَّد الله قبلي ) ؟ .
قالوا : لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل مِنكُم أحد له أخٌ مثل جعفر الطيار ، في الجنة مع الملائكة ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل فيكم أحد له عم كعمي حمزة ، أسد الله ، وأسد رسوله ، سيد الشهداء ، غيري ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت مُحمَّد ( صلى الله عليه وآله ) ، سيدة نساء أهل الجنة ، غيري ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( أُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد له سِبطان مثل سِبطَي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، غيري ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد ناجَى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرَّات - أي : قدَّم بين يدي نجواه صدقة - قبلي ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، لِيبَلِّغ الشاهدُ الغائبَ ) ، غيري ) ؟
قالوا : اللهُمَّ لا .
هذا الحديث أخرجه : ابن جرير الطبري في كتابه ( الغدير ) ، ورواه الحافظ الطبراني بطوله ، ورواه الحافظ الدارقطني ، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه .
وأخرجه بطوله القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي من أماليه ، ورواه الحاكم النيسابوري في كتابه في ( حديث الطير ) .
ورواه الحافظ ابن مردويه ، وأخرجه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه ، وأخرجه بطوله ابن المغازلي في كتاب المناقب .
وأخرجه بطوله الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) ، في ترجمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بِعِدَّة طُرق ، تنتهي إلى أبي الطفيل .
كما أخرجه بطوله في تاريخه أيضاً ، في ترجمة عثمان ، وأخرجه الكنجي في ( كفاية الطالب ) .
وأخرجه الذهبي في كتابه ( الغدير ) من طريق الطبري ، في كتاب ( الغدير ) في طُرق الحديث ( من كنت مولاه .. ) ، مقتصراً منه على ما يخص حديث الغدير .
وأورده السيوطي بطوله عن أبي ذر في ( جمع الجوامع ) ، وفي ( مسند فاطمة ) ، والهندي في ( كنز العمال ) .
ومع كل هذه الطرق ، يقول الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة : 55 .
( إن علي بن أبي طالب كان أعرف بتفسير القرآن من هؤلاء الروافض ، فلو كانت هذه الآية دالَّة على إمامته لاحتجَّ بها في محفل من المحافل .
وليس للقوم أن يقولوا : إنَّه تركه للتقية ، فإنهم ينقلون عنه أنه تمسَّك يوم الشورى بخبر الغدير ، وخبر المباهلة ، وجميع فضائله ومناقبه ، ولم يتمسك البتَّة بهذه الآية في إثبات إمامته ) .
ويرد العلامة الأميني عليه بقوله : ( إن الرازي في إسناد رواية الحِجَاج بحديث الغدير وغيره إلى الروافض فحسب ، مندفعٌ إلى ما يتحرَّاه بدافع العصبية ، فقد عرفت إسناد الخوارزمي الحنفي عن مشايخه الأئمة الحفاظ ، وهم عن مثل أبي يعلَى ، وابن مردويه ، من حفاظ الحديث ، وأئمة النقل .. ) إلخ .
ثم قال العلامة الأميني : ( ومن ذلك كلّه تعرف قيمة ما جنح إليه السيوطي في ( اللآلي المصنوعة ) من الحكم بوضع الحديث ، لمكان زافر ، ورجل مجهول ، في إسناد العقيلي .
وقد أوقفناك على أسانيد ليس فيها زافر ولا مجهول ، وهَب أنَّا غاضيناه على الضعف في زافر .
فهل الضعف بمجرَّده يحدو إلى الحكم البات بالوضع ؟ كما حسبه السيوطي في جميع الموارد من لآليه ، خلاف ما ذهب إليه المؤلفون في الموضوعات غيره ؟ لا .
وإنما هو من ضعف الرأي ، وقلة البصيرة ، فإن أقصى ما في رواية الضعفاء عدم الاحتجاج بها ، وإن كان التأييد بها مما لا بأس به .
على أنَّا نجد الحفاظ الثقات المتثبتين في النقل ، ربما أخرجوا عن الضعفاء ، لتوفر قرائن الصحة ، المحفوفَة بخصوص الرواية ، أو بكتاب الرجل الخاص عندهم .
فيروونها لاعتقادهم بخروجها عن حكم الضعيف العام ، أو لاعتقادهم بالثقة في نقل الرجل ، وإن كان غير مرضي في بقية أعماله ) .
ثم أضاف الأميني : ( راجع صحيحي البخاري ومسلم ، وبقية الصحاح والمسانيد ، تجدها مفعمة بالرواية عن الخوارج ، والنواصب ، وهل ذلك إلا للمزعمة التي ذكرناها ؟
على أن زافراً وثَّقه أحمد ، وابن معين ، وقال أبو داود : ثقة ، كان رجلاً صالحاً .
وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وقلد السيوطي في طعنه هذا الذهبي في ميزانه ، حيث رأى الحديث منكراً غير صحيح .
وجاء بعده ابن حجر ، وقلَّده في لسانه ، واتَّهم زافرا بوضعه ، وقد عرف الذهبي وابن حجر من عرفهما بالميزان الذي فيه ألف عين ، وباللسان الذي لا يبارحه الطعن لأغراض مستهدفة .
وَهَلُمَّ إلى تلخيص الذهبي مستدرك الحاكم ، تجدْه طِعاناً في الصحاح مما روي في فضائل آل الله ، وما الحجة فيه إلا عداؤه المحتم ، وتحيُّزه إلى من عداهم ، وحذا حذوه ابن حجر في تأليفه ) .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
رد: سيرة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
إجبار الإمام علي ( عليه السلام ) على بيعة أبي بكر
بعد أنّ هجم القوم على الدار ، وتكاثروا على الإمام علي ( عليه السلام ) ، وضغطوا الزهراء ( عليها السلام ) بين الباب والجدار ، فكسروا ضلعاً من جنبها ، وأسقطوا جَنيناً من بطنها ، انطلقوا بالإمام علي ( عليه السلام ) .
قال سلمان ( رضوان الله عليه ) ـ صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ : وأدخل علي ( عليه السلام ) ملبباً [ مسكوه من ردائه مما أحاط بالعنق ] يعتلّوه عتلاً إلى أبي بكر ، وهو ( عليه السلام ) يقول : ( أمَا والله لو وَقَع سيفي بِيَدي لعلمتُم أنَّكم لن تصلوا إلى هذا مني ، وبالله لا ألوم نفسي في جهد ولو كنت في أربعين رجلاً لفرَّقت جماعتكم ، فلعن الله قوماً بايعوني ثم خذلوني ) .
فانتهره عمر بن الخطاب وقال له : بايع ، فقال ( عليه السلام ) : ( وإنْ لمْ أفعَل ) ؟
قال : إذاً نقتلك ذُلاً وصِغاراً ، فقال ( عليه السلام ) : ( إذن تقتلون عبد الله ، وأخا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) .
فقال أبو بكر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا نقرُّ لك به ، فقال ( عليه السلام ) : ( أتجحدون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخَى بين نفسه وبيني ) ؟ فأعادوا عليه ذلك ثلاث مرات .
ثم أقبل علي ( عليه السلام ) عليهم وقال : ( يا مَعاشر المُهاجرين والأنصار : أُنشِدُكم بالله ، أسمعتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقولُ يوم غدير خُمّ : مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مَولاه ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ من عاداه ، وفي غزوة تبوك : يا علي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوَّة ) ؟
ولم يدع شيئاً قاله فيه ( عليه السلام ) علانية للعامة إلا ذكره ، فقالوا : اللَّهُمَّ نعم .
فعندئذٍ خاف أبو بكر أن ينصروه ويمنعوه ، فبادرهم ، فقال : كل ما قلته قد سمعناه بآذاننا ، ووعته قلوبنا ، ولكن سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول بعد هذا : إنَّا أهل بيتٍ اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا ، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوَّة والخلافة .
فقال علي ( عليه السلام ) : ( أمَا أحدٌ من أصحابِ رَسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شَهد هذا معك ؟ ) .
فقال عمر : صَدَق خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قد سمعنا هذا منه كما قال .
وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل : صدق ، قد سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فقال علي ( عليه السلام ) : ( لقَدْ وفيتُم بصحيفَتِكُم الملعونة ، التي قد تعاقدتُم عليها في الكعبة : إن قتل الله محمداً أو أماته أن تزووا - تنحّوا - هذا الأمر عنا أهل البيت ) .
فقال أبو بكر : وما علمك بذلك ؟ أطلعناك عليها ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : ( يا زُبَير ، ويا سَلْمان ، وأنت يا مقداد ، أذكِّركم بالله وبالإسلام ، أسمعتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول ذلك لي : إنَّ فلاناً وفلاناً - حتى عدَّ هؤلاء الخمسة - قد كتبوا بينهم كتاباً ، وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا ؟ ) .
قالوا : اللَّهُمَّ نعم ، قد سمعنا يقول ذلك لك ، فقلتَ لَه : ( بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، فَمَا تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك ؟ ) .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) لك : ( إن وجدتَ عليهم أعواناً فجاهِدْهم ونابذهم ، وإن لم تجد أعواناً فبايعهم واصبر ، واحقن دمك ) .
فقال علي ( عليه السلام ) : ( أمَا والله لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني ، وفوا لي ، لجاهدتُكم في الله والله حق جهاده ، أما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة ) .
ثم أشار إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ( يا بْن أمِّ ، إن القوم استضْعفوني ، وكَادُوا يقتلونَني ، فلا تُشمِت بي الأعداء ) .
ثم مدُّوا يده وهو يقبضها ، حتى وضعوها فوق يد أبي بكر ، وقالوا : بايِعْ ، بايِعْ ، وصِيحَ في المسجد : بَايَعَ بَايَعَ أبو الحسن .
فهل هذه بَيْعة ؟!! ، وعلى ماذا بَايَع ( عليه السلام ) ؟!! ، وماذا قال ( عليه السلام ) في بيعته ؟!! ، ثم قيل للزبير : بايِع الآن ، فأبى .
فوثب عليه عُمَر ، وخالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ، في أناس ، فانتزعوا سيفه من يَدِه ، فضربوا به الأرض حتى كسر .
فقال الزبير - وعُمَر على صدره - : يا ابن صَهَّاك - صهَّاك : أَمَة حَبشيَّة - ، أمَا والله لو أن سيفي في يَدي لَحِدْت - أي : لَعدلْتَ - عني ، ثم بَايَع .
قال سلمان ( رضوان الله عليه ) : ثم أخذوني ، فوجؤوا عنقي - أي : داسوا عنقي بأرجلهم ، وفتلوا - أي : لووا - يدي ، فبايعتُ مُكرهاً .
ثم بايع أبو ذر والمقداد ( رضوان الله عليهما ) مُكرَهَين ، وما مِنَ الأمَّة أحَدٌ بايع مُكرهاً غير عليٍّ ( عليه السلام ) وهؤلاء الأربعة .
بعد أنّ هجم القوم على الدار ، وتكاثروا على الإمام علي ( عليه السلام ) ، وضغطوا الزهراء ( عليها السلام ) بين الباب والجدار ، فكسروا ضلعاً من جنبها ، وأسقطوا جَنيناً من بطنها ، انطلقوا بالإمام علي ( عليه السلام ) .
قال سلمان ( رضوان الله عليه ) ـ صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ : وأدخل علي ( عليه السلام ) ملبباً [ مسكوه من ردائه مما أحاط بالعنق ] يعتلّوه عتلاً إلى أبي بكر ، وهو ( عليه السلام ) يقول : ( أمَا والله لو وَقَع سيفي بِيَدي لعلمتُم أنَّكم لن تصلوا إلى هذا مني ، وبالله لا ألوم نفسي في جهد ولو كنت في أربعين رجلاً لفرَّقت جماعتكم ، فلعن الله قوماً بايعوني ثم خذلوني ) .
فانتهره عمر بن الخطاب وقال له : بايع ، فقال ( عليه السلام ) : ( وإنْ لمْ أفعَل ) ؟
قال : إذاً نقتلك ذُلاً وصِغاراً ، فقال ( عليه السلام ) : ( إذن تقتلون عبد الله ، وأخا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) .
فقال أبو بكر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا نقرُّ لك به ، فقال ( عليه السلام ) : ( أتجحدون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخَى بين نفسه وبيني ) ؟ فأعادوا عليه ذلك ثلاث مرات .
ثم أقبل علي ( عليه السلام ) عليهم وقال : ( يا مَعاشر المُهاجرين والأنصار : أُنشِدُكم بالله ، أسمعتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقولُ يوم غدير خُمّ : مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مَولاه ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ من عاداه ، وفي غزوة تبوك : يا علي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوَّة ) ؟
ولم يدع شيئاً قاله فيه ( عليه السلام ) علانية للعامة إلا ذكره ، فقالوا : اللَّهُمَّ نعم .
فعندئذٍ خاف أبو بكر أن ينصروه ويمنعوه ، فبادرهم ، فقال : كل ما قلته قد سمعناه بآذاننا ، ووعته قلوبنا ، ولكن سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول بعد هذا : إنَّا أهل بيتٍ اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا ، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوَّة والخلافة .
فقال علي ( عليه السلام ) : ( أمَا أحدٌ من أصحابِ رَسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شَهد هذا معك ؟ ) .
فقال عمر : صَدَق خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قد سمعنا هذا منه كما قال .
وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل : صدق ، قد سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فقال علي ( عليه السلام ) : ( لقَدْ وفيتُم بصحيفَتِكُم الملعونة ، التي قد تعاقدتُم عليها في الكعبة : إن قتل الله محمداً أو أماته أن تزووا - تنحّوا - هذا الأمر عنا أهل البيت ) .
فقال أبو بكر : وما علمك بذلك ؟ أطلعناك عليها ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : ( يا زُبَير ، ويا سَلْمان ، وأنت يا مقداد ، أذكِّركم بالله وبالإسلام ، أسمعتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول ذلك لي : إنَّ فلاناً وفلاناً - حتى عدَّ هؤلاء الخمسة - قد كتبوا بينهم كتاباً ، وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا ؟ ) .
قالوا : اللَّهُمَّ نعم ، قد سمعنا يقول ذلك لك ، فقلتَ لَه : ( بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، فَمَا تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك ؟ ) .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) لك : ( إن وجدتَ عليهم أعواناً فجاهِدْهم ونابذهم ، وإن لم تجد أعواناً فبايعهم واصبر ، واحقن دمك ) .
فقال علي ( عليه السلام ) : ( أمَا والله لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني ، وفوا لي ، لجاهدتُكم في الله والله حق جهاده ، أما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة ) .
ثم أشار إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ( يا بْن أمِّ ، إن القوم استضْعفوني ، وكَادُوا يقتلونَني ، فلا تُشمِت بي الأعداء ) .
ثم مدُّوا يده وهو يقبضها ، حتى وضعوها فوق يد أبي بكر ، وقالوا : بايِعْ ، بايِعْ ، وصِيحَ في المسجد : بَايَعَ بَايَعَ أبو الحسن .
فهل هذه بَيْعة ؟!! ، وعلى ماذا بَايَع ( عليه السلام ) ؟!! ، وماذا قال ( عليه السلام ) في بيعته ؟!! ، ثم قيل للزبير : بايِع الآن ، فأبى .
فوثب عليه عُمَر ، وخالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ، في أناس ، فانتزعوا سيفه من يَدِه ، فضربوا به الأرض حتى كسر .
فقال الزبير - وعُمَر على صدره - : يا ابن صَهَّاك - صهَّاك : أَمَة حَبشيَّة - ، أمَا والله لو أن سيفي في يَدي لَحِدْت - أي : لَعدلْتَ - عني ، ثم بَايَع .
قال سلمان ( رضوان الله عليه ) : ثم أخذوني ، فوجؤوا عنقي - أي : داسوا عنقي بأرجلهم ، وفتلوا - أي : لووا - يدي ، فبايعتُ مُكرهاً .
ثم بايع أبو ذر والمقداد ( رضوان الله عليهما ) مُكرَهَين ، وما مِنَ الأمَّة أحَدٌ بايع مُكرهاً غير عليٍّ ( عليه السلام ) وهؤلاء الأربعة .
Mohammed- عضو ماسي
- عدد المساهمات : 585
نقاط : 1321
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 30
الموقع : العراق
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
مواضيع مماثلة
» من وصايا امير المؤمنين عليه السلام لشيعته
» الدلائل على ولائية أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام
» زواج فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من أمير المؤمنين ( عليه السلام )
» من اقوال الامام جعفر الصادق عليه افضل السلام عليه
» زيارة لأمير المؤمنين عليه السلام
» الدلائل على ولائية أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام
» زواج فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من أمير المؤمنين ( عليه السلام )
» من اقوال الامام جعفر الصادق عليه افضل السلام عليه
» زيارة لأمير المؤمنين عليه السلام
صفحة 3 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى