هل الجني يتلبس الإنسان؟

البعض يقول بالتلبس بالجن
لظهور بعض الحالات النفسية عند البعض كأن يكلم نفسه أو يصاب بالصرع أو يتحول كلام المرأة إلى أشبه بكلام الرجل أو يتمتم بكلمات غير مفهومه الخ
يعتقد أصحاب الفكر الخرافي إن هذا متلبس بالجن مستندين على بعض الآيات التي يظنون إنها تسعفهم
منها قوله تعالى (الَذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ)
فالمس لا يعني التلبس ولا يعني المس الحقيقي
مثل{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} كناية عن فهم حقيقته ومداركه وكنهه
فالمس لا يعني بحال التلبس المادي والحقيقي
فنحن لا نرى المرابين متلبسين ممسوسون إنما هو على وجه التشبيه0
فالشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة ,فهي كقولنا (ركب رأسه الشيطان)فهل هذه على الحقيقة أم المجاز ؟!!
فالمس يعني هنا الوسوسة والاضطراب والسير على غير الهدى,
بسبب الازدواجية التي يعيشها بين علمه بالحرمة وواقعه الذي يمارسه ,أو حالة الهيجان التي تنتابه نتيجة تنامي رأس المال ,حاله حال الناس أيام الأسهم حالة هيجان واضطراب وصراع نفسي بسبب الجشع والطمع والثوران واللهث نحو المزيد0
الله تعالى يقول على لسان نبيه أيوب حينما ناجى ربه (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)
فهل نبي الله أيوب قد متلبس بالجن ؟
وهذا ما ينفيه أصحاب نظرية العصمة
وإذا كان الجن يركب الإنسان ويتحكم به فمعنى ذلك عليه سلطان بينما الشيطان نفسه يقر( ومَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ)؟
إذن العلاقة علاقة وسوسة بالتزيين للإنسان والقرار النهائي يبقى في كنترول الإنسان وسيطرته التامة,لذلك الإنسان ملوم في طاعة الشيطان
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (169) سورة البقرة
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (21) سورة النــور
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواًّ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً)
لاحظ كلمة(يوحي)
(زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
لاحظ كلمة (زين)
ومثله( تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ)

فإذا ثبتنا التلبس فانه يجب أن نسقط عن التكليف وإلا في ذلك ظلم للإنسان حيث يفقد القدرة على الاختيار،
إلا أن القرآن يقرر {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (22) سورة إبراهيم
فإذا كان الشيطان وهو أب الجن ليس له من سلطان وإن وظيفته الوسوسة والدعوة فكيف ببقية الجن أن يفعلوا أكثر منه ويتحكمون في الإنسان؟
ثم يُطرح سؤال:ما معنى الوسوسة؟
هل الوسوسة تعني أن يدخل الشيطان الصدور؟
ليس الأمر كذلك
فالآية التي تقول {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} تُحمل على (المعنى) لا (الواقع)
بدليل إن الآية التي بعدها {مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ}
ولا أحد يقول إن الإنسان عندما يوسوس لإنسان يدخل داخل صدره0
ومثل هذا قول الرسول ص (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .فالشيطان ليس فيروسا يسري داخل مجرى الدم0فيحمل على المعنى لا الحقيقة0
العجب إنهم يروون في صحيح مسلم (إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه , فإن الشيطان يدخل) إلا إذا حُمل على المجاز0
وكذلك ما يُروى في البخاري (إذا استيقظ - أراه - أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا ، فإن الشيطان يبيت على خيشومه)
ومثله أكل الشيطان مع الإنسان حال عدم التسمية فهو على المعنى لا الحس
فالجن ليس هكرز حتى يدخل جسد الإنسان ويتحكم فيه عن بعد وقرب !
ثم كيف أن ضرب المريض يقع على الجني نفسه ويؤذيه!!؟
ثم إننا لم نسمع ولم نقرأ إن رسول الله ص أو الأئمة الأطهار ع قد قرؤوا القرآن على متلبس ليخرجوا جنيا أو ضرب وخنق أو أشعل بخورا!وما يُنسب له (ص)( اخرج عدو الله أنا رسول الله)لم يرد في الصحيح0
وما يقوله ابن تيمية (أن الإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم ، أو بصب ماء حار ، أو بقتلٍ ونحو ذلك ، دون أن يشعروا ، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع)
كلام لا يساوي البول نفسه!

بل إن الشيخ الطوسي (ت460هــ) يقول
(وقوله: { لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } قال ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، ومجاهد، وقتادة: إن قيامهم هذه الصفة يكون يوم القيامة: إذا قاموا من قبورهم، ويكون ذلك إمارة لأهل الموقف على أنهم أكلة الربا. وقوله: { يتخبطه الشيطان } مثل عند أبي علي الجبائي لا حقيقة على وجه التشبيه بحال من تغلب عليه المرة السوداء، فتضعف نفسه ويلج الشيطان بأغوائه عليه فيقع عند تلك الحال ويحصل به الصرع من فعل الله. ونسب إلى الشيطان مجازاً لما كان عند وسوسته.)





السؤال الجوهر هو:
كيف يكون للمرأة أن تتكلم بصوت رجل ؟
يقول علماء النفس : ان ما يقوله العامة بالحالة التي يقولون عنها (( تلبس بالجن))
ما هي الا خلل دماغي يسبب انفصالاً بين العقل والعواطف والسلوك بسبب (( زيادة في كهربائية الدماغ )) وهي حالة مرضية معروفة لدينا وهو وراثي0
أو انفصام
(يحدث نتيجة صدمات كالتحرشات الجنسية للأطفال,أو سقوط أو أو) تؤدي إلى اضطرابات في الإدراك فيحدث ما يسمى بــ((الهلاوس الكاذبة)) تؤدي إلى الانفصام وهو تصدّع الوعي, و تصدّع الوعي هو حقيقة إرسال إشارات إلى الدماغ مشوشة
وهو أشبه بالمخدر أو المنوم المغاطيسي بحيث ينعزل عن الواقع ويعيش عالم آخر
ومن مظاهره التدهور الدراسي أو الوظيفي وقلة الاهتمام بمظهره وبالعالم الخارجي
والتخيلات وعدم الاتزان والرغبة في القيء والصداع والدوخة والتلفظ بألفاظ غريبة
وهو يصيب 1% من البشر
من أعراضه الهلوسة: ( يمكن لمريض الفصام أن يسمع أصوات أو يرى أشياء غير موجودة وليست حقيقية. أو - بشكل أقل- يمكن أن يشعر بأحاسيس في جسمه غير حقيقية. وهذا ناجم عن اختلال كيميائي في مناطق معينة في الدماغ0
يعتقد المريض أن هناك من يلاحقه أو يتجسس عليه أو يكيد له أو يتربص به سوءً. أو أنه تحت تحكم أجهزة أو قوى خارجية تحرك أعضاء جسده, أو أنه المهدي المنتظر أو المسيح الذي يأتي لإنقاذ البشرية أو الشك في الزوجة وعفافها أو أن جسمه يتغير ويتبدل
اضطراب بعض النواقل العصبية وخاصة مادة (الدوبامين) في الفواصل بين الخلايا العصبية.)
[لمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع متخصص بالفصام. www.alfesam.com وانظر موسوعة ويكيبيديا]

فحالة تكلم المرأة بصوت أجش يشبه الرجل معروفة عند الأطباء 0
أما القول إنها لا تجيد اللغة وتتكلم بها بطلاقة كله ادعاء فارغ وكاذب0
فالتكلم بصوت الرجل أو المرأة من قبل الجنس الآخر ليس صعبا مستصعبا فهناك ممثلون يحكون بصوت العجوز والشابة والطفلة والحيوانات والأشياء والعكس صحيح 0

(فمسألة المس الشيطاني تُعرف في الأوساط العلمية بالمتلازم المُقَيَّد بالثقافة culture bound، وهي –ببساطة- تصف حالة من نشوء الوعي الذاتي عند الشخص بإمكانية التلبس الشيطاني له، وعيشه في محيط يُهَيِّئه لخوض هذه التجربة، ويكون خوض التجربة في اللاوعي، نظرًا لكثرة التفكير في المسألة، أو كثرة رؤيته لها واهتمامه بها، فيحدث عنده تصديق ذاتي لبعض الأوهام، وما يحدث في جلسات طرد الأرواح ليس شيئًا غير عاديًا، فهو يدخل في نفس الفكرة، إذ يكون المريض على معرفة مُسبقة بمجريات الجلسة، فيكتفي بها ليُشفى، أو أن يكون لطارد الأرواح (أو الشيخ) قدرة على نقل المريض لحالة الغُشية trance state فيقنع عقله الباطن بشفائه، وهذا يفسر تماثل الإصابة بالمس بين أبناء الديانات المختلفة، وقدرة كل من الشيوخ والرهبان والسحرة على طرد الأرواح، رغم أن الافتراض الديني هو أنها مُمكنة لذوي الإيمان فقط!)[العضو ابن رشد-منتدى الوسط]

في برنامج ياهلا لهاله سرحان أُوتي بطفل اسمه هيثم مصري عمره 13 سنه متلبس بالجن فقرأ عليه الشيخ أمام الشاشة القران الكريم فإذا بهذا الطفل بتخبط كما يتخبطه الشيطان من المس ويضع يديه على أذنيه فقال الشيخ بانفعال:
فسروا لنا هذا يا علماء؟!
فسروا هذا يا علماء يا من تدعون العلم وتنكرون حقيقة الجن ؟!
ثم قال بعض مشايخ الأزهر الموجودين إن الولد هيثم متلبس بجني كافر سفلي وكذا قال أحد الدكاترة من غير المشايخ !
ثم انبرى دكتور في علم النفس -أظن اسمه البرقاوي أو قريب من هذا الاسم - وهو منفعل وقال اتركوا عنكم هذه الخرافات نحن في القرن الواحد وعشرين وانتم لازلتم في تخاريفكم إن هذه الحالة معروفه لدينا في علم النفس وأنا أتعهد وأمام جميع المشاهدين أن أعالجه خلال 21 يوم فقط لا غير.. ثم بعد 21 يوما التقت الدكتورة هاله سرحان في يوم 8 رمضان 1417 بالدكتور الذي تعهد بعلاجه أمام الشاشة وأمام الملأ وفعلا استطاع الدكتور علاجه وطلب من والده مسك القران ويقرأ عليه والطفل كان يبتسم من غير أن تصيبه أي حاله وبالفعل نجح الدكتور في علاجه0
إلا إن المخرفين والذين يصدقون تلك التخاريف هم الذين يحتاجون إلى علاج !!
وأوضح الدكتور سبب الحالة هي إن الطفل كان ضعيف المستوى التعليمي فدخل الطفل الأزهر وكلما اخطأ الولد في التلاوة كان يضربه الشيخ على وجهه ورأسه وهكذا حتى ترسبت الصورة لديه وأصيب باختلال في توازن المخ واختلت الخلايا من مكانها.
أقول: ونحن نجد إن أكثر حالات التلبس تكون بعد صدمه أو سقطه في حمام أو مطبخ أو ضربه على رأسه أو صدمه في جدار وفي كثير منها تحصل في الأسر المتخلفة التي تجعل التأديب البدني القاسي سيد الموقف 0
والفئة التي تصاب بمثل ذلك هي فئة معينة من أصحاب المدارك الضعيفة من نساء وأنصاف متعلمين وخرافيين وأميين وفقراء معدمين ومحطمين ومنغلقين الذين لديهم قابلية لاستعمار الجن0
وهذه الحالة ليست أمرا مستحدثا فقد كان العربُ قديما يعتقدون أن لكلِّ شاعر جِنِّيًّا يوحي له بالشعر
وهكذا نلاحظ إن حالات التلبس قد تراجعت كثيرا في زماننا هذا فهل الجن ماتوا؟!
أم أن الجن تابوا؟!
أم عُقد حلف وارسو مع الجن ؟!
لا شك لا هذا ولا ذاك إنما خفت التربية بالإرهاب في البيوت والمدارس وخف الذعر والقساوة والعنف وارتفع الوعي0
قد سمعت يوما شيخا وهو أشهر المعالجين للمصروعين وهو الشيخ العمري في مجلة اليمامة (عدد 684)يقول ما خلاصته:
أحضروا لي جماعة ابنة لهم يقولون بأنها ممسوسة بجني وان هذا الجني لا يظهر إلا عند قراءة اية الكرسي ثلاث مرات 0 فما أردت تكذيبهم فطلبت إحضار البنت وبدأتُ بالقراءة بتمتمة خفيفة0 وكلما قرأت قليلا عدَّيتُ بأصابعي إلى أن وصلت المرة الثالثة وبدأت البنت تصدر أصواتا غريبة فقال أهلها أرأيت يا شيخ صدق ما نقول ؟ !
قال الشيخ : والله لم أكن أقرأ اية الكرسي بل كنتُ أقرأ بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدادِ!!
فبهذه الحكاية الطريفة كان الشيخ يستدل على أن هؤلاء المصروعين الذين يتوهمون أنهم مصروعون ما هي إلا حالة نفسية لا أكثر0
وأصبح معالجو الجن من كبار الأغنياء0

يقول العالم مالينوسك:
(حينما تعجز الشعوب عن تحقيق ذاتها موضوعياً وبراغماتياً وإنسانياً تلتجئ إلى مثل هذه الممارسات المرتبطة بالعالم الآخر)0

رأي الشيعة في التلبس:
الحقيقة لم أر لعلماء الشيعة الأقدمين -حسب اطلاعي القاصر- من يؤكد التلبس
بل وجدت من علماء السنة الأقدمين من يعيب الشيعة والمعتزلة في إنكارهم للتلبس
وهذا شيء جميل من الشيعة0(الشيعة أبعدهم عن موضوع الأئمة يكونوا قمة العقلانيين!!)
ولو تسأل مشايخ الغفلة اليوم لأكدوا لك حقيقة التلبس وربما أدخلوها في العقائد أو الضرورات وملأوا بها المنابر!!